صامد للأنباء -
استهدفت الحادثة التي حصلت فصولها في سيناء وراح ضحيتها عددا من افراد الجيش المصري، استهدفت دور مصر والنظام المصري بشكل كامل حيث يعتبر الجيش العمود الفقري الحامي للنظام والمدافع عن الامن القومي المصري والعربي، هذا الامن الذي تعرض لهزات عنيفة في السنوات الاخيرة وتركت تداعياتها وانعكاساتها على القضية الفلسطينية.
واشتدت الهجمة على مصر بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي افرزت قيادة مصرية عرفت بمواقفها المناوئة لمشروع الاخوان المسلمين، بل ان ثورة يناير 2013، اطاحت بالإخوان المسلمين عن سدة الحكم في مصر ومنذ ذلك الوقت ومصر تتعرض الى مؤامرات عدة الهدف منها ابعادها عن دورها القومي المتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتأتي هذه الهجمة بعد ان عملت مصر على افشال مخطط الاخوان المسلمين بالسيطرة على الحكم في مصر والتي كانت مقدمة لسيطرة الاخوان المسلمين على بعض الاقطار في منطقة الشرق الأوسط وما زاد من حنق الاخوان المسلمين ايضا هو افشال المشروع الاخواني القاضي بإقامة دويلة فلسطينية في سيناء كما ارادته اسرائيل. ومن هنا جاء استهداف النظام المصري ومركزية مصر في القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
اذا باتت اهداف الحملة الارهابية واضحة جدا ،فهي لا تستهدف دور مصر المركزي فحسب بل الهدف هو اضعاف مصر بحيث لا تقوى على القيام بدورها في القضايا القومية الداعمة للقضية الفلسطينية، وإرغامها على القبول بمشروع الاخوان المسلمين الذي عمل على تكريسه حلال سنوات حكمه. لذلك فان ما يحدث حاليا من جرائم ضد مصر ليس مجرد عنف عابر بل كان ردا على فقدان الاخوان المسلمين لحكمهم في مصر.
ردود فعل حركة حماس على ما حصل كانت متحفظة وخاصة ان حماس كان لها دور كبير في تبني موقف الاخوان المسلمين وهذا ما فسر على ان موقف حماس يدخل في خانة العداء لمصر.
ولذلك سارع قادة حماس لنفي اي دور لحماس فيما حدث، حتى ان احمد يوسف ادان هذا العمل، لكن اعلام حماس المرتبط بأجندة الاخوان المسلمين هلل وصفق للحادثة واعتبرها تدخل في نطاق رد الاعتبار لمن سلب الحكم منهم.
الاحداث في مصر اجلت موعد المباحثات غير المباشرة التي كان مقررا لها ان تبدأ في القاهرة من اجل استكمال المواضيع العالقة مع الجانب الاسرائيلي من حيث فك الحصار وعمل المعابر.
مهما كانت مواقف حماس من الاحداث في مصر فهي في محصلتها النهائية تصدر عن شريحة فلسطينية لكنها تبقى في اطارها الحزبي وبعيدا عن الموقف الرسمي.
وعليه فان الموقف الرسمي الفلسطيني هو ادانة هذه الاعمال الاجرامية والحفاظ على مصر ودورها القومي والوطني الداعم باستمرار للقضية الفلسطينية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق