صامد

صامد

الخميس، 19 ديسمبر 2013

شهداء اللجنة المركزية لحركة فتح

صامد للأنباء\في ذكري انطلاقة الثورة نقف تحية وتقدر إلي عمالقة شهداء الثورة والمقاتلين الإبطال هؤلاء الذين امنوا بالفكرة ودافعوا عنها وما زالوا يؤمنون بها الجنود المقاتلين الإبطال ما زالوا علي عهد الفتح أوفياء للثورة والتاريخ وأوفياء لفلسطين الأرض والإنسان والدولة
رافضين كل إشكال الهزيمة والركوع والخنوع والإذلال معتزين بثورتهم وبفتحهم رافعين شعار ثورة حتى النصر ومتمسكين بحق العودة الي أرضهم فهم الإبطال المقاتلتين الشرفاء أصحاب التاريخ والبطولة والمواقف المشرفة فلهم كل التحية والتقدير .. لهم البطولة والشرف والفداء..

اول شهيد في اللجنة المركزية لحركة "فتح"

الشهيد البطل القائد.. عبد الفتاح حمود

 تاريخ الولادة: (1933-1968)
أحد مؤسسي حركة فتح وعضو لجنتها المركزية
مكان الولادة : قرية التينة / الرملة – فلسطين
هاجر الى غزة عام النكبة 1948
أكمل دراسته الثانوية في غزة.
سافر الى مصر لإكمال تعليمة الجامعي في جامعة القاهرة.
- برز خلال مسيرته الجامعية كقيادي تجديدي في داخل الاتجاه الإسلامي ليكون احد قيادات التيار الوطني الثوري الداعي الى ابراز الشخصية الفلسطينية المستقلة في العمل النضالي آنذاك
- أصبح نائباً لرئيس رابطة الطلاب الفلسطينيين لمدة خمس سنوات متتالية، تلك الرابطة التي كان يرأسها ابو عمار في تلك الفترة.
- انتقل للعمل في وزارة البترول في السعودية ومن ثم انتقل الى الأمارات العربية ليعمل في شركات النفط برز من خلال أداءه المتميز ومتابعته الحثيثة وحضوره لعدة مؤتمرات دولية في هذا المجال.
- انتقل الى الاردن منفرغاً للعمل النضالي والتنظيمي.
كان القائد الشهيد عبد الفتاح حمود من الأعمدة الأساسية التي نهضت على أكتافها حركة التأسيس والبناء الفتحاوي، مارس عمله السري في الدعوة لحركة فتح معتمدا على مجلة فلسطيننا والمنشورات و البيانات التي كان يوزعها على صناديق بريد الفلسطينيين.
ومن خلال عمله كان له الإتصال المباشر مع مركزالحركة في الكويت والمناطق .
اعتقل في لبنان في الستينات واطلق سراحه وابعد إلى الأردن في العام 1963،
شارك مع اخوانه في قيادة الحركة في إطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965 وكان في منطقة السلط في الأردن في ذاك الوقت.
استشهد نتيجة حادث سير مدبر ( إغتيال ) في المفرق حيث كان في واجب وطني وتنظيمي متجها الى الشام.
كان الشهيد القائد أول شهيد بموقعه التنظيمي كعضو لجنة مركزية لحركة فتح وكان الشهيد القائد أبو جهاد يذكره كثيراً في أحاديثه .

((2))
الشهيد القائد البطل..أبو علي إياد . 

 في تموز من عام 1971 ، فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والثورة الفلسطينية، واحداً من أبرز مناضليها، هو القائد الرمز وليد احمد نمر نصر الحسن (أبو علي إياد) والذي كان له شرف المساهمة مع عدد من إخوانه، في تأسيس تجربة الكفاح المسلح الفلسطيني، التي اذكت شعلة الثورة والمقاومة والصمود في صفوف الشعب الفلسطيني .

محطات .. في سيرة البطل الشهيد


الاسم الكامل :- وليد احمد نمر نصر الحسن، من مواليد قلقيلية في 12 / 1 / 1935م .
أتم تحصيله الثانوي في قلقيلية حيث حصل على شهادة المترك عام 1953 . عمل مدرساً بعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون . أنهى دورة تدريبية لإعداد المعلمين في بعقوبة العراق عام 1954. عمل مدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954 وحتى 1962 ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري اذ كان مدرساً في دورات إعداد الجند وتثقيفهم .


في عام 1962 وفور إعلان استقلال الجزائر انتقل اليها ليعمل مدرساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي .



انضم إلى العمل الثوري الفدائي منذ الإعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965.


في عام 1966 أنيطت به مهمة الإعداد للعمليات العسكرية في الأرض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية. وقد أسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمار في تجنيد الكثير من أبناء فلسطين لحركة فتح .


وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/ 4/ 1966 وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الإسرائيليين، من اعنف ما تعرضت له المستعمرات الإسرائيلية حتى ذلك التاريخ .


وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي .


في عام 1966 غادر إلى سورية ليقوم هناك بتدريب وإعداد قوات العاصفة، وأخذ بإعداد قوافل الأشبال ورعايتهم في إطار الثورة الفلسطينية المسلحة .



وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور أصيب اثر انفجار لغم إثناء التدريب بإحدى عينيه وبساقه التي استعاض عنها بعصاه التي مازال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين.

عاد إلى الأردن عقب حرب حزيران عام 1967 وأوكلت إليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون .


نفذ خلال فترة وجوده في الأردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الأردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته .في 27/7/1971 استشهد أبو علي إياد في أحراش " جرش عجلون" .


أقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/ 8/ 1971 انطلقت من مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني في المزة إلى جامع فلسطين في مخيم اليرموك .


من الألقاب التي أطلقها القائد أبو عمار عليه " عمروش فلسطين" وكان اللقب حبيباً إلى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر"بطل الجبل". انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى، كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة .


شارك إلى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الأقطار العربية والاشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى رأسهم " أبو عمار " إلى الصين. أسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل إمداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح . كما وأسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف بإجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الأقطار العربية .

كان الشهيد أبو علي إياد متحمساً، حيث كان يدرك أن مهمته الأساسية التدريب والتحضير والإعداد، ليشكل بذلك الرصيد الأساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية . كما كان صاحب نظرة إسبارطية للتربية، حيث توجه بحسه ووعيه إلى تربية الأجيال، الذين أصبحوا الآن قادة عسكريين .


شهد أبو علي الوقائع والمعارك الكبيرة، فقد قاد الهجوم على بيت يوسف يوم 25/4/1966 ، وكان هجوماً عنيفاً، لم تتعرض المستعمرات الإسرائيلية لمثله حتى هذا التاريخ، كما قاد هجومات عديدة على مستعمرات هونين، المنارة وكفار جلعادي .

وكان أبو علي إياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والأهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي أطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة الثورة وحتى سقط شهيدا، بعد أن قرر ورفاقه الموت واقفين على إلا يركعوا. وعندها مضى إلى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والأمجاد، وظل أمثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر .

أصدرت القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية البيان التالي :

تنعى قيادة الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى الجماهير العربية والفلسطينية قائداً من قادتها، ومناضلاً من رجالها، وبطلاً من أعز بنيها، الشهيد البطل (وليد احمد نمر) والمشهور باسمه الحركي (أبو علي إياد) عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) وقائد قوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون ...

والقيادة العامة للثورة إذ تنعى البطل الشهيد (أبو علي إياد) الذي سقط ضحية التواطؤ الإمبريالي الهاشمي وضحية التآمر العربي العميل تقدم لجماهيرنا وأمتنا قصة استشهاد المناضل الشهيد ...


ففي يوم الاثنين 12/7/1971 ، وعلى أثر الحشود العسكرية الأردنية التي بدأت تتجه من الشمال إلى منطقة عجلون جمع القائد الشهيد قادة السرايا في المنطقة ، وأصدر لهم تعليمات واضحة بعدم التعرض للأهداف المدنية في حالة المعركة وألاّ تساء معاملة الأسرى من الجنود ، كما أوصاهم بالقتال دفاعاً عن كرامة الثورة ووجودها .. وبدأت المعركة صباح اليوم التالي ، وكانت شرسة وقذرة، استعملت فيها القوات المهاجمة، كل أساليب الدمار والقتل والهمجية. ولكن القائد الشهيد (أبو علي إياد) كان يصرخ في رجاله (الصمود الصمود أيها الرجال ، الثورة غرم وليست غنما ، فادفعوا ضريبة الصمود) .
وأرسل برقية للقيادة العامة يقول فيها :

(قررنا أن نموت واقفين ولن نركع والله معنا) .

واستمر الشهيد القائد يقاتل حتى وصلت آخر برقياته إلى أخيه أبو عمار يقول فيها..
(المعركة قاسية وعنيفة والقتال وجهاً لوجه ونقاط التعزيز قد قطعت وسنقاتل حتى الشهادة ).


وهكذا كان للشهيد ما أراد حيث كانت دوريات كبيرة ومتعددة من سرايا الفرقة الثانية تفتش الجبال والوهاد والقرى المجاورة بحثاً عن (أبو علي إياد) وقد رصد مبلغ كبير لمن يلقي القبض عليه حياً أو ميتاً .. وبينما كان الشهيد القائد يحاول عبور منطقة جبلية مع بعض رفاقه صادفتهم دورية للجيش الأردني، واشتبكت معهم إلى أن نفذت ذخيرتهم، واستشهد الجميع عدا أبو علي إياد. وقد أحاطت بالبطل الجريح ثلة من العسكر بقيادة الملازم أول نادر الخالدي ، من كفر يوبا، قضاء أربد ، الذي اقتاده فوراً إلى قيادة الفرقة الثانية وجراحه تنزف .

واستقبل البطل الجريح قائد الفرقة المجرم السفاح عطا الله غاصب ومعه عدد من ضباط وجنود الفرقة ، وبعد أن أجرى المجرم عطا الله غاصب اتصالاً لا سلكياً بالملك حسين شخصياً، تلقى أمراً من الملك بالإجهاز على البطل الجريح، وتم على الفور تنفيذ الأمر الملكي وإطلاق النار على البطل الشهيد (أبو علي إياد) ثم صدر الأمر بإرساله إلى عمان إلى رئاسة الأركان الأردنية لأن القيادة العامة للجيش الأردني لم تصدق خبر قتل أبو علي إياد .. وفعلاً أرسلت جثة الشهيد إلى رئاسة الأركان حيث كان في استقبالها الملك حسين وخادمه الرخيص وصفي التل وثلة من العملاء والمأجورين يشتفون بحقدهم من البطل الشهيد وهو جثة هامدة بين أيديهم ، وينتزع الأجير عصا الشهيد القائد (أبو علي إياد) التي كان يتوكأ عليها من ألم في ساقه أصابه من خلال معارك مع العدو الصهيوني ليضعها في متحفه الخاص أشارة إلى انتصاره على الرجال الأحرار والمناضلين الأبطال ..

يا جماهيرنا العربية والفلسطينية ..

هذه قصة استشهاد البطل القائد، ولقد تأخرنا في إصدار بلاغ رسمي باستشهاده حتى نجمع المعلومات الصادقة حتى جاءنا الخبر اليقين ..

في ذمة الله أيها البطل الشهيد ، نودعك اليوم كما ودعنا بالأمس رفيقك الشهيد القائد أبو صبري ، ومعك قلوب إخوانك ، وعهداً على مواصلة السير في طريق الثورة حتى النصر



كلمة عباس زكي في حفل التأبين

الرجل الأسطورة

قد يكون وصفه بالرجل الأسطورة قليلاً عليه لأنه من النماذج التي تشكل بالرؤيا والمسلكية ارتباطاً واعياً بالهدف ... ومجرد انتماء مثل هؤلاء الرواد للثورة هو التأكيد بأم عينه على أن هناك قضية لشعب فلسطين، حية بحيويتهم واندفاعهم وعادلة بمسلكيتهم واستقامتهم وزهدهم في الجاه والمناصب على حساب أخوة السلاح والوطن .

انتمائي للحركة في أكتوبر 1962 ومعرفتي للشهيد الراحل عبر المكافحين فعلاً عام 1964 واللقاء معه قبل حرب حزيران وهو يقبع بمستشفى المواساة في دمشق اثر انفجار العبوة الناسفة بمعسكر الهامة التي كان قد أعدها لعملية نوعية ضد الاحتلال .
عرف أبو علي إياد عبر نشأته المتأصلة في الثورة كامتداد لجده"عقاب " كما علمت عبر أحبائه ومعارفه عن تاريخ الأسرة .. عرف بخشونته المنسجمة مع العلم العسكري الذي تلقاه في العراق وهذه الخشونة .. إلى جانب الإيمان بالتضحية بالروح والدم والوقت من اجل تحرير فلسطين تركت منه بلدوزر دون كوابح في إنجاز العديد من المهام العسكرية، والتي فرضته دون منازع أو خلاف عضواً " في اللجنة المركزية والقيادة العامة لقوات العاصفة في المؤتمر العام الثاني رغم عدم حضوره المؤتمر لأنه كان خاضعاً للعلاج، فلم يصل إلى رأس الهرم عبر علاقات صداقة مع احد أو معرفة قديمة، بقدر اندفاعه البطولي نحو التنفيذ الصارم لواجباته الوطنية . كانت مشيئة الله أن يقوم القائد الشهيد منهل شديد وهو من الرجال الأسطورة أيضا وذوي الخبرة الواسعة في المتفجرات باستخدام هذه العبوة كوسيلة إيضاح لمجموعة فدائية تتدرب على المتفجرات دون علمه بأنها كاملة التجهيز ، وكان انفجارها قد طغى على صوت الشهيد أبو علي إياد الذي ركض مسرعاً نحو المدرب والمجموعة لتحذيرهم من استخدامها ، باعتبارها كاملة التجهيز في انتظار الانطلاق نحو الهدف المقرر داخل فلسطين . فكان نصيبه أن يكون من الجرحى حملة الأوسمة الحقيقية التي لازمته منذ البدايات . كانت المقابلة طويلة وحميمة وذات هيبة لم اشعر بها من قبل ، فرغم كل جراح الرجل ورغم حرص المحيطين به على منحه قسطاً من الراحة . إلا أن انشداده للوطن وتجاوزه الذات حال دون التعليمات التي عادة ما ترافق من يخضعون للعلاج السريري . كان الأسد الجريح لأهم له إلا الإطلاع على قيادة الدوريات والقيام بالأعمال البطولية التي حال اعتلال صحته دون مواصلتها .
كان أبو علي إياد رحمه الله يتذكر العمليات العسكرية التي قام بها، ويطوف بخياله الجغرافيا الفلسطينية هضاباً و ودايناً ومنعطفات، كان يتفقد الأهداف المطلوبة واحدة واحدة . كما يحاول الاطمئنان على أخوة الدرب .. ويحاول استقصاء ما يدور في أذهان الجماهير .. ويتفحص درجة الالتقاء ونقاط الخلاف .. مع الشرائح المتقدمة في العمل الوطني. كان حريصاً على توفير كل مؤيدات استمرار الحالة النضالية التي لها مرتكزات وثوابت تشكل ضمانة الاستمرار سواء في اختيار الأعضاء أو كيفية التعاطي مع الأهداف والناس .

وسرد لي وبتفاصيل دقيقة أهم ما يعرفه عني والواجب الذي اضطلع به ، وتحدث عن الإخوة الذين هم في دائرة العمل و أيضا عن المتربصين بالثورة والحاقدين على المستقبل الفلسطيني، فشعرت للمرة الأولى بأوسع هامش التقي به مع ذلك القائد، الذي لا يتقدم إلا بنزع الألغام وتنقية وصيانة الوسائل الموصلة إلى الأهداف.

كان موسوعة علمية في الجانب الروحي وبعث الهمم وإحياء القيم وكأنك أمام شيخ من طراز جديد ثوري وصادق وقادر على الإقناع . لم استغرب شيئاً لرجل تعاقد مع الموت ليحيا الوطن . فان لم يكن بمستوى من الخلق والتسامي كما هو أبو علي إياد فعبثاً محاولة تطبيق شعارات العودة والتحرير، وتذليل نتائج القيام بالعمل العسكري من أي فدائي، قد يترتب عليه الموت أو السجن المؤبد أو الإعاقة مدى الحياة .

لفت انتباهي انه متكامل في طرحه السياسي والروحي، ولا يطلب من الآخرين شيئاً يحجم عنه وهذا سر قوته . ويحاول أن يكون النموذج الذي يمكن تقليده في التقشف أو العبر أو الشجاعة أو الأمانة أو الصدق، وباختصار كان يردد أن طهر النفس هو أقوى الحصون وان أردت محاسبة الخونة فكن أمينا لتوفر القناعة بعدالة الإجراء الذي يمكن أن يطال من سرق ، أو باح بإسرار ليستفيد منها العدو .. وكان منسجماً مع مقدمة ابن خلدون في أن الإنسان يتأثر بمحيطه البشري والجغرافي ... الخ . وعليه ليكون نظيفاً ، التدقيق أكثر في المحيطين به ، دون اختلاط الحابل بالنابل .
وبعد جولة في فكر وممارسة وواقع هذا القائد تكرس في ذهني دوره المتميز جداً وعدت إلى الأردن تسللاً عبر الحدود سيراً على الإقدام، لأجد من ينتظرني في الأغوار ، ولديهم ملامح التكليفات المترتبة على لقاء القائد، فعرفت بأن أبو علي وجميع جناح 54 هم نفس الطراز في الانتماء والعصامية والوفاء للعهد والقسم . وبالفعل تواصلت التوجيهات والكابسولات بما يعزز تواصل النضال وتصعيد الكفاح الذي يعكس أهمية وثقل مسؤولية الرواد في الممارسة والفكر.

وبعد حرب حزيران وانتشار فكرة الثورة لم يستطع أبو علي إياد الاستمرار في مستشفى المواساة ، فأخذ يتردد رغم تحذيرات الأطباء على معسكرات الإعداد للرجال الذي شاء القدر أن يسهموا بصنع المجد لهذه الأمة . وفي إحدى زياراته لمعسكر الهامة ، حيث كنت في دور ة، اتسمت بعنف المدربين وقسوة البرنامج، شكوت له أوضاع القادمين من طلائع فتح من مختلف الساحات والذين يحتاجون إلى التدرج في الحياة العسكرية التي لم يعتادوها من قبل . قال لي عليهم التحلي بالصبر وان يدركوا أن المبالغة في قسوة المعاملة قد تنقذ حياتهم حين تعرضهم لخطر حقيقي وهم في الطريق إلى النصر ام الشهادة . وأثار استغرابي أكثر الخشونة التي بدت ملامحها عليهم بعد مراجعتي للأخ الشهيد وكأنه طلب منهم ذلك .

وانتهت الدورة بنجاح دون وقت لتقديم الشكاوى للأخوين أبو عمار و أبو لطف الملقب (بشير المغربي ) في ذلك الوقت . ومن المؤسف أن الشهيد وهو يقف على باب احدى غرف القيادة .. خرجت طلقة بالخطأ فأصابت نفس القدم المصابة سابقاً، وكأن القدر يلاحقه فعاد ثانية لفترة وجيزة إلى المستشفى ليتحول المستشفى ثانية إلى غرفة عمليات ، ويعج بالزوار وخاصة من الفدائيين القادمين من مختلف الساحات ليجسدوا الانتماء بالتفرغ للعمل الفدائي. وبعد أن استعدت الثورة مبكرا بالتحضيرات لانطلاقتها حيث عبر الإخوان أبو عمار وأبو صبري إلى داخل الوطن . قبل أربعه شهور في عملية مسح واستطلاع لإمكانيات ومعنويات شعبنا اثر حرب ونكسة حزيران كما أطلقوا عليها في ذلك الحين .

وهنا وجد أبو علي إياد المبرر بان يتواجد رغم كل الجراح وسط المقاتلين ، و أبو علي إياد لا يعرف له بيت محدد في حياته كما لا يعرف قبره حتى اليوم . وكأنه حي يتنقل كعادته يحمل المعنويات والأمل للمتطلعين إلى تحرير الذات من رواسب وتراكمات المحيط ويسعى إلى تحقيق الذات القادرة على تجسيد الهوية الوطنية والانتماء الحقيقي للثورة .
ليتواصل دوره على مدار عام 67،68،69 ،70 كأحد ابرز القيادات الميدانية ذات الكاريزما والحضور النوعي الذي يمثل شيئا واعداً ، ويضع حداً فاصلاً بين الأمس والغد الفلسطيني .كان الرصيد الاحتياطي النشط عبر وجوده في دمشق -في الجولان -في جنوب لبنان حيث مسؤوليته بعد التواجد العلني للثورة في الأردن، فلم يشعر أحد بالحصار حيث نجد أن أبو علي إياد لم يتوان عن فتح أكثر من جبهة لفك الحصار دون استشارة احد. فالوصف الدقيق لحقبته أنها التجديد الحقيقي لدور المتطلعين إلى التحرير والطامعين بفجر الحرية والاستقلال الوطني .

كنت على اتصال دائم مكنني من معرفته أكثر فأكثر ، خاصة حينما عبر ذاك البطل إلى الأردن واستقر في جبال عجلون . وقد حسمت معركة هناك بإخراج الثورة من المدن . وطلب إلى المغادرة بصفتي عضوا في لجنة الإقليم التي تقرر مغادرتها إلى درعا . حفاظا على أسرار التنظيم ولإدامة الحالة النضالية عبر تأمين المراكز القيادية . حينها رفضت الخروج من الأردن . وطلبت من القيادة أن أتحول إلى الجبل باعتباري مفوضا سياسيا لأعمل مع الشهيد أبو علي إياد ، وكان لي ذلك وهناك عرفته أكثر فأكثر .. كان دائم الشك وذا مصداقية عالية مع النفس ومع الآخرين ، وكان يتعامل مع كل الناس وكأنه المربي الوحيد لا يحيل قضية أو انحراف لأحد ، فحال توصله إلى قناعة وتأكيد عبر لجان تحقيق أو متابعة لأي موضوع على نشاط البحث ، يلجأ إلى طريق العلاج لقناعة الرجل بأن الثورة في مراحلها الأولى تحتاج إلى شيء فوق الروتين وتجاوز للعواطف ..لان الكسر في العظم و أي شيء خطأ قاتل للثورة والشعب . انه ليس عمروشي الجزائري ، ولم يقم بشيء مما قام به عمروشي ولكن لبروز خصوصية في هامشها أكثر قربا من أسلوب عمروشي أطلق على أبو علي إياد "عمروشي" فلسطين حيث لا تأخذه في الحق لومة لائم . فبنفسه دون إعطاء امر لأحد كان يحسم بل يستخدم الإصلاح والتصويب بمختلف الوسائل بما في ذلك استخدام العصا الملازمة لحله وترحاله . وفي بعض المرات كنت اعتقد انه ظالم ولا يجوز إذلال المقاتل بهذا الشكل، ولكن مفاجأتي أن من يضرب بالعصا كان يستحق القتل بل ووجدت معظم من يعاقبهم يتحولون في اليوم الثاني إلى مستوى من الحرص على الواجب الوطني والإقلاع عن مسارب الإهمال ومظاهر الفساد. كان رحمه الله يردد دائما" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ويردد" ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب ". "وانصر أخاك ظالما أو مظلوما " .
" أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "

"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "

كان يردد ، ظروفنا لم تسمح بتربية أبنائنا وترسيخ تقاليدنا وإبراز تاريخنا الحضاري، مطلوب أن يكون الدم الذي يضخ في القلب نقيا كي لا يتعطل القلب فيموت الجسد . كان يرى أن للقيادة خصائص لا تخضع لتأثيرات الدهماء . وأهم واجبات أي قيادة هي تهيئة الظروف لمن يقود سواء في التنظيم بشكل خاص أو الجماهير بشكل عام ، لكي تتفاعل مع الأهداف وان لا تفجع بازدواجية الشخصية والممارسة للقيادة بحيث لا يستوي الخبيث والطيب . فحملة الرسالة أكثر الناس في دفع الثمن ، ورسالة الثورة ، وخاصة الثورة الفلسطينية لشعب موزع في جميع أنحاء المعمورة .
وفي غياب الجغرافيا وتشتت الشعب وحشوة الظروف والاحتلال مطلوب التعامل مع الرواد بجدية ومصداقية "شدة في غير عنف ولين في غير ضعف "
مطلوب عدم السماح بفعل نخجل من الدفاع عنه ، مطلوب الاستمرار في استقطاب الجماهير. وهذا يحتاج من الكادر إلى التحلي بأقصى د\رجات الضبط والربط .
مطلوب ضرب نظام الحصص وتجاوز مرض الذات والشخصانية من أجل قضايا الشعب والوطن . كان الشهيد الراحل ثورة في الثورة ، مدرسة في فتح ، ووطناً في شخص. كان يقوم بمعالجة قضايا المقاتلين بتحسس أوضاعهم والوقوف على ما يحيط بهم .كان من حفظة الملف النضالي ، لم يخطىء ولم يخدع كغيره ليصبح في موقع النقد، وفي يوم 13آب 1971م فوجئنا بالهجوم على أحراش عجلون ، فتقدمنا بإمرته من الوهادنة إلى اشتفينا حيث دارت أشرس المعارك . وهنا طلب النجدة من الإخوة المتواجدين في درعا. فلم يسعفنا أحد وهنا وفي اليوم الثاني رفع أبو علي إياد شعار "نموت واقفين ولن نركع " وسارت الأمور وفقا لصرخته المشهورة . حيث سقطت دبين ذات الامكانات الهائلة في اليوم الثالث، وبقيت أحراش عجلون بقيادة أبو علي إياد تقاتل على مدار عشرة أيام حيث استشهد القائد وهو يتقهقر في سبيرا على مشارف الأغوار .
وهنا توقفت عقارب الساعة الحقيقية في الممارسة الثورية المنسجمة مع القسم والأهداف والوفاء للشعب والشهداء وكل من رحل. ورحل أبو علي إياد جسدا ليحتل أدمغة المناضلين القابضين على الجمر والى الأبد .

سيكون بعد مائة عام الحديث عنه هو الحديث عن عز الدين القسام أو عبد القادر الحسيني أنه لن يترحل عن جواده إلا حبا في الأرض يلثمها وتصعد روحه لتدفع بالغلابا والمخلصين وتحفزهم إلى الاستمرار . وسيكون أبو علي إياد أحد أهم أعمدة النضال الفلسطيني في أوجه. وفارساً من فرسان مرحلة لم يشك أو يشك منها أحد ، كانت مرحلة التضامن والوحدة مرحلة الانتصار على الذات والعدو رغم شح الامكانات . مرحلة تتويج الفدائي على صدور العرب . وباليوبيل الفضي لرحيله نحتاج إلى التمعن أكثر في ذلك المعين النضالي في التربية والإعداد والعمل العسكري والتعبوي ، ذاك المعين الذي لا ينضب. ومن بطن حواء إلى بطن الثرى يمشي ابن آدم ساعة الميلاد .


((3))
الشهيد القائد البطل .. ممدوح صيدم "أبو صبري"

 
السيرة الذاتية للشهيد ممدوح صيدم "أبو صبري"



عضو القيادة العامة لقوات العاصفة واللجنة العسكرية للثورة الفلسطينية.
ولد في قرية عاقر قضاء الرملة , وفيها أتم دراسته الإبتدائية و الإعدادية . ثم حصل على إجازة في الجغرافيا من كلية الأداب في جامعة الإسكندرية سنة 1963.
إلتحق بحركة فتح قبل إنطلاقتها سنة 1965 وإنتقل إلى الجزائر فور تخرجه حيث عمل مدرساً ثم ترأس البعثة الثقافية الفلسطينية في مكتب فلسطين في العاصمة الجزائرية .
إلتحق بكلية شرشال العسكرية الجزائرية وأتم تدريبه العسكري فيها , ثم أكمل دراسته العسكرية العليا في كلية نانكبن في جمهورية الصين الشعبية.
عاد للأرض العربية وتفرغ للعمل بحركة فتح . في حرب 1967 أسندت إليه قيادة منطقة جنين فعبر حدود الوطن المحتل وشارك في معارك كثيرة ضد العدو الصهيوني من أشهرها معركة بيت فوريك يوم 7 / 12 /1967 تكبد فيها العدو خسائر كبرى , كما إشترك في معركة الكرامة 21 / 3 / 1968.
اختير نائباً للقائد العام لقوات العاصفة لشؤون العمليات .
أوكلت إليه قيادة قوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون أثناء معارك أيلول 1970.
أصيب بمرض عضال أوائل سنة 1971 وتوفي في 24 / 7 / 1971 و قد دفن جثمانه في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق

في الرابع والعشرين من تموز لعام 1971 فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني ( فتح ) والثورة الفلسطينية، وفقدت حركات التحرر العربية، واحداً من خيرة رجالاتها، ومن ابرز مناضليها هو القائد الرمز ممدوح صيدم ( أبو صبري)، الذي ساهم في تأسيس تجربة الكفاح المسلح، والذي عمل مع إخوانه رجال الرعيل الأول على بناء القواعد الارتكازية المسلحة، التي أعادت للشعب الفلسطيني هويته وشخصيته الوطنية، وأضاءت في روح الأمة شعلة المقاومة والصمود والشعور بالعزة القومية.

كان الشهيد أبو صبري مناضلاً طليعياً، وتحلى منذ شبابه المبكر بالسجايا الوطنية التي أهلته ليكون قائداً طلابياً ثم سياسياً وعسكرياً، واكتسب الخبرة العملية من خلال دراسته في الكليات العسكرية في كل من الجزائر والصين الشعبية، ومن خلال تجربته الميدانية، ومن خلال ممارسته الثورية، وعبوره مع الدوريات الأولى إلى ارض الوطن مسطراً الملاحم البطولية .

كان الشهيد أبو صبري نموذجاً للمناضل الذي ينكر ذاته ويغلب مصلحة الوطن والقضية على مصالحه الخاصة، ويتمسك والمسلكية الثورية وقواعدها، ويتحلى بقوة الإرادة والشجاعة .

شهد الوقائع والمعارك الكبرى التي خاضتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، وقاد بنفسه العديد من العمليات، ومن ابرزها عملية بيت فوريك، كما كان احد الأبطال الذين صنعوا ملحمة معركة الكرامة المجيدة، كما قاد قوات الثورة الفلسطينية في أحراش عجلون .

* ولد الشهيد عام 1940 في بلدة عاقر قضاء الرملة.
* تخرج من قسم الجغرافيا بكلية آداب جامعة الإسكندرية عام 1963.
* عمل مدرساً في الجزائر، ثم ترأس البعثة الثقافية الفلسطينية بمكتب فلسطين في الجزائر.
* كان من أوائل الذين استجابوا لنداء الثورة الفلسطينية.
* حصل على دراسته العسكرية في الجزائر.
* حصل على بعثة عسكرية بكلية نانكين العسكرية في الصين.
* عقب الخامس من حزيران التحق الأخ / أبو صبري بإخوانه الثوار في الأرض المحتلة تلبية لنداء الواجب حيث خاض عدة معارك ضد العدو الصهيوني في الضفة الغربية، وأبرزها معركة بيت فوريك.
* قاد وشارك في عدة معارك و عمليات ضد العدو الصهيوني وكان أول المشاركين في معارك الكرامة والعرقوب وغور الصافي وغيرها من الملاحم القتالية.
* كان نائباً للقائد العام لقوات العاصفة لشؤون العمليات.
* كان قائداً لقوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون وجرش أثناء معارك أيلول 1970.
* ترأس وشارك في عدة وفود للثورة الفلسطينية للصين والإتحاد السوفييتي وعدد من الدول العربية.

أبو صبري كان مسئولاً وقائداً للساحة الأردنية ومعه أبو جهاد قائداً للداخل.
* خاض أبو صبري معارك كثيرة وشديدة أثناء وجوده في الأردن وخاصة معركة الكرامة ومعركة غور الصافي وطوباس والعديد... ومعركة عام 1970.
* استطاع أن يشد الكثير من القيادات العسكرية الأردنية للثورة الفلسطينية.
* كان أول من نسق مع الشهيد /العميد سعد صايل وكان على علاقة كبيرة معه ومع أبو المعتصم، والأخ/ مشهور حديثة والقوى الوطنية الأردنية والفلسطينية.
* كان مسؤولاً عن القوات الفلسطينية في الأحراش.
* كان مسؤولاً عن القوات بعد الانسحاب من عمان الى عجلون وأسس غرفة عمليات عجلون التي استشهد فيها الأخ/ أبو علي إياد .


وقد شاركت الجماهير الغفيرة في تشييع جثمان القائد الراحل أبو صبري، من مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المزة في الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس الى مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.
وكان في مقدمة المشيعين الأخ أبو عمار القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وقادة الثورة.
وقد أناب الأخ/ الفريق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية اللواء/ زهير غزال والسيد إبراهيم فوزي أمين عام القصر الجمهوري لتمثيله في تشييع جثمان الفقيد وتقديم التعزية للأخ/ أبو عمار، كما اشترك في التشييع العميد/ حكمت الشهابي.
فعند الساعة الثالثة تماماً خرج الجثمان الملفوف بالعلم الفلسطيني محمولاً على أكف عدد من قادة الثورة، من مقر المستشفى، في الوقت الذي عزفت فيه الفرقة الموسيقية لقوات اليرموك موسيقى {{ سلام الشهيد }}.
وبعد أن وضع الجثمان في سيارة تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني انطلق الموكب الذي ضم مئات السيارات، التي تحمل المشيعين، وقد وضع في مقدمة كل سيارة إكليل من الورد، كما رفعت السيارات الأعلام الفلسطينية.


وعند وصول موكب الجثمان الى مخيم اليرموك تدافعت الجماهير الغفيرة لاستقباله وهي تهتف بحياة الثورة الفلسطينية، وتؤكد إصرار هذا الشعب على مواصلة الثورة حتى النصر، مهما كانت التضحيات، ومهما تكاثر عدد الشهداء الذين يقدمهم شعبنا على درب الثورة ودرب النصر.
وقد سارت في مقدمة الموكب الذي تحول الى مسيرة جماهيرية ضخمة الفرقة الموسيقية لقوات اليرموك التي كانت تعزف ألحان الثورة الفلسطينية التي اختلطت مع الهتافات المدوية بحياة الثورة .


ثم سار حملة الأكاليل، وكان في مقدمتها إكليل القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية وإكليل الفريق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية وإكليل القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وإكليل اللواء عبد الرحمن خليفاوي رئيس وزراء الجمهورية العربية السورية وإكليل وزير الداخلية وإكليل قائد جيش التحرير الفلسطيني، وأكاليل المنظمات الفلسطينية وقوات الثورة وأكاليل أخرى من عدد من المسئولين العرب ومن السفارات العربية في دمشق وإكليل سفارة الصين الشعبية في دمشق وبعض السفارات الأخرى.


وكان من بين الأكاليل، أكاليل مختلف القطاعات الجماهيرية والاتحادات الشعبية الفلسطينية والعربية.


ثم تقدم حملة الجثمان، الذي سار خلفه مباشرة الأخ/ أبو عمار القائد العام للثورة وعدد من كبار المسئولين في الجمهورية العربية السورية وقيادة الثورة والجماهير الغفيرة.


وبعد أن صلي على جثمان الشهيد في جامع فلسطين في مخيم اليرموك، ووري جثمان الشهيد التراب بينما كانت الفرقة الموسيقية تعزف موسيقى {{ الوداع الأخير}} وانطلقت طلقات التحية للقائد الشهيد، وفي نفس الوقت رفع الأخ أبو عمار يده بإشارة النصر، لترتفع معها ألوف الأيدي والحناجر الهاتفة ثورة ثورة حتى النصر، تأكيداً على إصرار شعبنا على مواصلة الثورة حتى النصر.

((4))
الشهيد القائد البطل.. ماجد أبو شرار



ولد ماجد في قريته دورا قضاء الخليل عام 1936، وقد عاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثله من صلابة وشموخ ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون ، ترعرع ماجد وأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته ، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار ، ومعهم ثلاث عشرة أختا .

والـــده

كان يعمل والده فنيا لللاسلكي في حكومة الانتداب البريطاني حتى إذا كانت حرب 1947/1948 التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني ضابطا في جهاز الإشارة . وعندما حلت الهزيمة بالجيوش العربية صيف 1948 آثر مرافقة الجيش المصري الذي انسحب إلى قطاع غزة مع كل أفراد أسرته على أمل أن يعاود ذلك الجيش باعتباره العمود الفقري للجيش العربي الكرة من جديد في محاربة الكيان الصهيوني الذي بدا يفرض وجوده على الأراضي الفلسطينية المغتصبة .

لكن الرجل بقي في غزة واستقال من الخدمة العسكرية عندما ران الجمود على جبهات القتال وألقت الهدنة الدائمة بظلالها الكئيبة على حدود فلسطين المغتصبة ، واستفاد أبو ماجد من دبلوم الحقوق الذي كان يحمله ، فعمل مسجلا للمحكمة المركزية بغزة ثم قاضيا ، ثم تقاعد وعمل محاميا أمام المحاكم الشرعية حتى وفاته عام 1996 بمدينة غزة .
دراســـته

وفي غزة درس ماجد المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958م حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قريتهم دورا قضاء الخليل /جنوب الضفة الغربية بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة .
تطور وعيـــه الوطني

في الأردن عمل ماجد مدرسا في مدرسة "عي" قضاء الكرك ثم أصبح مديرا لها وتعاقد مع ثري سعودي فسافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفته اليومية "الأيام" سنة 1959م. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية ، و في أواخر عام 1962 التحق بحركة (فتح) حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة التي عرفت رموزا نضالية متميزة في قيادة فتح أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود وكمال عدوان والأخوة أحمد قريع وسليمان أبو كرش والشهيد صبحي أبو كرش ومحمد على الأعرج والحاج مطلق القدوة وغيرهم
تفرغه في الإعـــلام

في صيف 1968 تفرغ ماجد أبوشرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان ، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية ، ثم مديرا لمركز الإعلام ، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد ، وكما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .
ماجـــد والتوجيه السياسي

لقد كان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978 ، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام .
ماجـــد رجل المواقف

مثل ماجد قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء ، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح) ، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانت تجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة (فتح ) فلا أحد منهم يستطيع المزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر ، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة . ومن هنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوم بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى -المحاولة الانشقاقية عن فتح تمت في سنة 1983- إلا بعد رحيل صمام الأمان ماجد أبو شرار .
ماجـــد المفكر والكاتب

ماجد كفاءة إعلامية نادرة ، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر" كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة "الأفق" المقدسية ، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال .

وكان ماجد ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته "جدا" بصحيفة "فتح" حيث اشتهر بمقالاته : صحفي أمين جدا ..و..واحد غزاوي جدا و...شخصية وقحة جدا..و.. واحد منحرف جدا.
استشـــهاده

لم تستطع (إسرائيل) أن تحتمل أفكار ماجد والتي يجود بها قلمه السيال كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان . فدبر له عملاء الموساد شراكا قاتلة كان ذلك في صبيحة يوم 9/10/1981 حيث انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها ، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء، وهكذا انتهت رحلة الجوال الذي انطلق من "دورا" إلى غزة إلى مصر الكنانة إلى السعودية إلى 
 الأردن، إلى دمشق وبيروت ، ومنها عبر الآفاق إلى معظم عواصم العالم من هافانا في أقصى الغرب إلى بكين في أقصى الشرق
((5))
الشهيد القائد البطل..
ابو يوسف النجار 
ولد محمد النجار 'أبو يوسف' الذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي مع صاحبيه كمال ناصر، وكمال عدوان في بيروت في مثل هذا اليوم عام 1930، في قرية يبنة قضاء الرملة، وأتم دراسته الابتدائية فيها، لينتقل بعدها إلى الكلية الإبراهيمية في القدس حيث أنهى دراسته الثانوية.
بعد ذلك عاد إلى مسقط رأسه ليعمل مدرسا حتى اضطرته النكبة عام 1948 إلى ترك قريته والنزول في حي الشابورة في معسكر رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، وفيه عمل محمد يوسف النجار في سلك التربية والتعليم حتى 1956.
عرف أبو يوسف في معسكر رفح وفي القطاع عامة بمواقفه الوطنية، واعتقل لأول مرة أربعة أشهر سنة 1954 بتهمة قيادة إحدى المظاهرات طالب فيها بالتجنيد الإجباري للشبان الفلسطينيين.
واعتقل ثانية في آذار سنة 1955 لقيادته إحدى المظاهرات احتجاجا وشجبا لمشروع التوطين في شمالي سيناء الذي حاولت وكالة غوث اللاجئين تنفيذه، وينسب إليه حرق مخازن الأونروا وهو صاحب شعار ( ولعوا النار في هالخيام وارموا كروتة التموين)، وطالما حذر من أن 'تصبح القضية الفلسطينية مجرد كيس من الدقيق أو عدة أرطال من السكر والزيت والأرز'.
غادر أبو يوسف قطاع غزة على متن مركب شراعي سنة 1957 إلى سورية ومنها توجه إلى عمان، وانتقل بعدها للعمل في دائرة معارف قطر.
يعتبر النجار، قائدا مؤسسا وصاحب معظم المنطلقات والأهداف الحركية، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحركة منذ تأسيسها عام 1965وفي سنة 1967 تفرغ نهائيا لحركة فتح.
انتخب محمد يوسف النجار في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في القاهرة عام 1969، عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا لحركة فتح، واختير رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، وكان يدعو إلى تجنب المظاهر والتصرفات التي قد تسيء إلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية.
وفي الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة من 6- 12/1/1973، جددت عضويته في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وأسندت إليه رئاسة الدائرة السياسية فيها.
شارك أبو يوسف في الكثير من المؤتمرات والندوات العربية والدولية، وكان يؤكد دائما رفض الشعب العربي الفلسطيني قرار مجلس الأمن 242 وإصرار المقاومة الفلسطينية على القتال حتى النصر، ويطالب الدول العربية والصديقة بزيادة دعمها ومساندتها للثورة الفلسطينية .
ومثل فلسطين في مؤتمر وزراء الدفاع العرب في القاهرة، وقاد وفد فلسطين في المؤتمر، وفي المؤتمر الإسلامي الرابع، الذي عقد في ليبيا من 24- 26/3/1973، ترأس محمد يوسف النجار الوفد الفلسطيني.
ويقول رئيس المحكمة الحركية لحركة 'فتح' رفيق النتشة، لـ'وفا'، 'إن ما يمثله أبو يوسف النجار من عقل سياسي واع وعقلية عسكرية فذة، أوجعت الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من مناسبة، جعلت من الشهيد بالنسبة للاحتلال هدفا رئيسيا يجب التخلص منه'.
وفي ليلة العاشر من نيسان لعام 1973، نسفت مجموعة من الموساد الإسرائيلي مدخل شقة الشهيد، ليقتحموا المنزل حيث كان الشهيد نائما في غرفته مع زوجته رسمية النجار (ابنة خالته)، التي حاولت أن تحميه من وابل الرصاصات، واستشهدا معا، فيما تمكن بكرهما يوسف من الهروب إلى المنزل المجاور عبر نافذة غرفته.
ويضيف النتشة 'لقد تمتع أبو يوسف بديناميكية وحيوية أكسبته حب واحترام الجميع، فلم يكن محمد الإنسان يقل أهمية عن محمد السياسي والعسكري، فقد كان رحمه الله موضع إعجاب واحترام كافة أطياف العمل السياسي والعسكري الفلسطيني'.
ويتابع 'كان الشهيد من أوائل الرجال الشجعان الذين تفرغوا للعمل العسكري، بعد تركه لمهنة التعليم في قطر، ليلتحق بصفوف قوات العاصفة مع الرئيس الراحل أبو عمار، وأبو صبري، وأبو إياد....وغيرهم الكثير من الشهداء والأبطال'.
وقال: 'أما على صعيد العمل السياسي، فقد كان الشهيد، من أكثر الناس حرصا على الوحدة الوطنية، ومن أوائل من طبقها سواء بتوحيد الجهود التي شكلت حركة فتح في الستينات، أو بجهود الوحدة الوطنية ما بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الأخرى'.
((6))
الشهيد القائد البطل... كمال ناصر
تاريخ الميلاد : بيرزيت عام 1924

نال شهادة البكالوريوس في الآداب والعلوم من الجامعة العربية الأمريكية.

تاريخ الإستشهاد : 1973

- نال شهادة البكالوريوس في الآداب والعلوم من الجامعة الأمريكية ببيروت وعاد إلى فلسطين سنة 1945م.

- عمل مدرساً للأدب العربي في مدرسة صهيون بالقدس، ثم درس الحقوق في معهد الحقوق الفلسطيني وعين سنة 1947 أستاذا للأدب العربي في الكلية الأهلية برام الله.

- انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في سنة 1952، انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط سنة 1969 وتولي رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي فيها وأصبح الناطق الرسمي باسمها.

- استشهد في 10-4-1973 مع رفيقه كمال عدوان ومحمد يوسف النجار اثر الغارة الصهيونية على بعض مراكز المقاومة الفلسطينية في بيروت، ترك كمال مجموعة كبيرة من الكتابات والأعمال الشعرية واهم آثاره النثرية افتتاحيات "فلسطين الثورة" المجلة الرسمية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية وكان يتولى رئاسة تحريرها منذ إصدارها في حزيران 1972 حتى تاريخ استشهاده.
((7))
الشهيد القائد البطل..  كمال عدوان 
السيرة الذاتية للشهيد القائد كمال عدوان

- ولد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة قضاء عسقلان.

- لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد حرب 1948.

- درس في مصر وتخرج كمهندس بترول.

- عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).

- عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.

- أتم دراسته الثانوية في مدينة غزة.

- كان من أوائل مؤسس حركة فتح واختير عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الأولى (القدس 28-5-2-6-1963) وفي سنة 1968 ترك عمله في دولة قطر وتفرغ للعمل في حركة فتح مسؤولاً عن الإعلام واتخذ مدينة عمان مقراً له.

- اشترك في أحداث أيلول سنة 1970 في الأردن، واختير عضواً في عدد من اللجان الهامة منها اللجنة التحضيرية لاختيار أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي عقد في القاهرة خلال شهر آذار 1972.

- استشهد في 10-4-1973 في منزله بشارع فردان في بيروت في العملية الإجرامية التي قامت بها المخابرات الصهيونية واستشهد فيها أيضا القياديان محمد يوسف النجار وكمال ناصر.
((8))
الشهيد القائد البطل.. سعد صايل - أبو الوليد
ولد الشهيد البطل عام 1932 في قرية كفرقليل الواقعة في السفح الشرقي لجبل جرزيم " جبل الطور" احد جبال مدينة نابلس .

- تلقى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة نابلس، وألتحق بالكلية العسكرية الأردنية سنة 1951 وتخصص في الهندسة العسكرية، ثم أرسل في دورات عسكرية إلى بريطانيا سنة 1954 (هندسة تصميم الجسور وتصنيفها) وبريطانيا سنة 1958، والولايات المتحدة سنة 1960 (هندسة عسكرية متقدمة)، وعاد إلى الولايات المتحدة سنة 1966 فدرس في كلية القادة والأركان .

- تدرج أبو الوليد في عدد من المناصب العسكرية في الجيش الأردني إلى أن أسندت إليه قيادة لواء الحسين بن علي وكان برتبة عقيد

- انتسب صايل إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، وفي أحداث أيلول سنة 1970 بين القوات الأردنية وقوات الثورة الفلسطينية ألتحق بالقوات الفلسطينية، فأسندت إليه مناصب عسكرية هامة وقد عين مديراً لهيئة العمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية، وعضوا في القيادة العامة لقوات العاصفة، وعضوا في قيادة جهاز الأرض المحتلة بعد أن رقي إلى رتبة عميد.

- اختير عضوا في المجلي الوطني الفلسطيني،

- انتخب في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها الذي عقد في دمشق سنة 1980.

- شارك أبو الوليد في إدارة دفة العمليات العسكرية لقوات الثورة الفلسطينية في تصديها للقوات الإسرائيلية في لبنان ولقب بمارشال بيروت .

- استشهد سعد صايل بتاريخ 29/9/1982 في عملية اغتيال تعرض لها بعد انتهائه من جولة على قوات الثورة الفلسطينية في سهل البقاع بلبنان وقد رقي إلى رتبة لواء ودفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بدمشق.
((9))
الشهيد القائد البطل...   أبو جهاد "خليل الوزير"
أمير الشهداء أول الرصاص أول الحجارة

- ولد القائد خليل إبراهيم محمود الوزير " أبو جهاد" في 10 تشرين أول عام 1935 في الرملة بفلسطين التي غادرها أثر حرب 1948 إلى غزة مع عائلته .

- متزوج وله خمسة أبناء.

- كرس نفسه للعمل الفلسطيني المسلح ضد العدو الصهيوني إنطلاقاً من غزة، وانتخب أميناً عاماً لإتحاد الطلبة فيها.

- شكل منظمة سرية كانت مسؤولة في عام 1955 عن تفجير خزان كبير للمياه قرب قرية بيت حانون.

- في عام 1956 درس في جامعة الإسكندرية ، ثم غادر مصر إلى السعودية للتدريس حيث أقام فيها اقل من عامْ ثم توجه إلى الكويت التي ظل فيها حتى العام 1963.

- خلال وجوده في الكويت تعرف على الأخ أبو عمار وشارك معه في تأسيس حركة فتح، وتولى مسؤولية مجلة فلسطيننا التي تحولت إلى منبر لإستقطاب المنظمات الفلسطينية التي كانت متناثرة في العالم العربي.

- تشرين ثاني 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح وحصل من السلطات الجزائرية على إذن بالسماح لكوادر الحركة بالإشتراك في دورات عسكرية في الكلية الحربية في الجزائر وعلى إقامة معسكر تدريب للفلسطينيين المقيمين في الجزائر.

-أقام أول إتصالات مع البلدان الإشتراكية خلال وجوده في الجزائر، وفي عام 1964 توجه برفقة الأخ أبو عمار إلى الصين التي تعهد قادتها بدعم الثورة فور إنطلاق شرارتها، ثم توجه إلى فيتنام الشمالية وكوريا الشمالية.

- عام 1965 غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين.

-شارك في حرب 1967 بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الصهيوني في الجليل الأعلى.

- كان أحد قادة الدفاع عن الثورة ضد المؤامرات التي تعرضت لها في الأردن.

-كان له دور بارز خلال حرب لبنان وفي تثبيت قواعد الثورة هناك ، وبين عامي 76-1982 تولى المسئولية عن القطاع الغربي في حركة فتح الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة عكف الشهيد على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة أدار العمليات ضد العدو الصهيوني إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية وكذلك المواجهات ضد العدو الصهيوني إنطلاقاُ من الأراضي اللبنانية وكذلك المواجهات مع قوات العدو وهي التي ساهمت في تعزيز موقع منظمة التحرير الفلسطينية العسكري والسياسي والدبلوماسي.

-كان له الدور القيادي خلال الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 معركة الصمود في بيروت التي إستمرت 88 يوماً.

- عام 1982 غادر بيروت مع الأخ أبو عمار إلى تونس.

- عام 1984 توجه إلى عمان ورأس الجانب الفلسطيني وفي اللجنة المشتركة الأردنية-الفلسطينية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة.

-برز اسمه مجدداً أثر اندلاع الانتفاضة الجماهيرية المتجددة في وطننا المحتل.

- كرس طفولته وشبابه وحياته من أجل قضية شعبه التي عرفه مناضلاً صلباً وقائداً فذا، كان دائماً في حالة حرب ولم يضل طريقة يوماً واستشهد ويده على الزناد.

- عضو المجلس الوطني الفلسطيني ، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية- عضو المجلس المركز لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، مفوض شؤون الوطن المحتل، المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية.

- قاد العمل العسكري داخل الوطن المحتل وأشرف شخصياً على تخطيط وتنفيذ أبرز العمليات النوعية الخاصة والتي أنزلت بالعدو المحتل خسائر جسيمة وشارك في قيادة معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب والثورة في جنوب لبنان والبقاع ومخيمات شعبنا في لبنان.

-في فجر السادس عشر من الشهر الرابع لعام 1988 فجعت الثورة الفلسطينية في الوطن وفي العالم اجمع باغتيال القائد الرمز أبو جهاد، تمت علميه اغتياله في تونس بإفراغ سبعون طلقه في جسده النابض بفلسطين وقدسها الشريف ولقد أدان مجلس الأمن عمليه الاغتيال القذرة التي اقترفها الصهاينة قتلة الأنبياء.

جريمة الاغتيال

لم تكن الساعة إلحادية عشرة ليلاً وقتا عاديا ليعود أبو جهاد إلى بيته ، ولو أن البيت لا يعني له العائلة فحسب إنما استمرار العمل الذي يبدأ لحظة نهوضه من نومه القليل لكنه عاد في تلك الليلة تمام الحادية عشرة لتكون الانتفاضة في موضع حديثه مع أم جهاد وحنان أخذ يحدث أم جهاد على آخر تقرير وصل إلى غزة، والذي يتضمن خبر اصطدام سفينتين قبالة شواطئ غزة حيث كانت إحداها محملة بعلب السمن، مما أدى إلى انتشار السمن على الساحل، انتشر السكان فور سماع الخبر لجمع ما يقدرون عليه وأضاف أبو جهاد نقلاً عن الأهل في غزة أنهم أعتبرها هبة من الله سبحانه وتعالى للانتفاضة.

تقدمت الأخت أم أبو جهاد منه لتناوله التقرير وقالت له وهي العليمة بأبي جهاد منذ تمرده على الطفولة، ألم ترسل أنت السفينة إلى غزة؟ أخبرني هل خبأت شيئاً؟

توجه أبو جهاد إلى ابنته حنان طالباً منها ترجمة خبر باللغة الإنجليزية يتحدث عن استعداد الممثل العالمي أنطوني كوين لتمثيل فيلم عن القضية الفلسطينية يلعب فيه دور الأخ أبو عمار.

ذهب الجميع للنوم فيما ذهب أبو جهاد إلى مكتبه لمواصلة العمل بعد أن طلب آخر شريط عن الانتفاضة لمشاهدته.

فقبيل الاغتيال بدقائق أجرى اتصالا هاتفياً مع ممثل منظمة التحرير في تشيكوسلوفاكيا … أنه سيسافر إلى براغ في ذلك الصباح .

سمعت أم جهاد "أبو جهاد" يتحرك بسرعة تاركاً مكتبه فإذا به يحمل مسدسه متجهاً إلى باب الغرفة، لحقت به ووقفت إلى جانبه لكنه طلب منها الابتعاد .

تقول الأخت أم جهاد ، وقفت في الزاوية الأخرى لثوان شاهدت أمامي شخصاً على بعد متر واحد كان في حوالي الثانية والعشرين من عمره أشقر، يضع على وجهه قناعاً شبيه بقناع غرفة العمليات ولم يتكلم أبداً ، أطلق عليه أبو جهاد رصاصه من مسدسه فرد عليه بمخزن كامل من رشاشه، سقط أبو جهاد على الأرض، ذهب وجاء رجل آخر ظننت أنه سيقتلني أنا، ولكنه عاد أفرغ رشاشه بجسد "أبو جهاد" جاء الثالث وفعل نفس الشيء، كنت أضع يدي فوق رأسي وأنطق بالشهادتين، وأنا أتوقع قتلي.

كنت أدير وجهي وعندما جاء رابع ليفعل نفس الشيء، صرخت بأعلى صوتي " بس" لكنه أفرغ رشاشه في جسده

وأضافت الأخت أم جهاد : " ثم توجهوا جميعاً نحو غرفة النوم حيث أبني نضال البالغ من العمر سنتان ونصف، فكرت به وشعرت بخوف شديد عليه. وبحركة عفوية حاولت أن أتحرك نحوه لكن أحد المهاجمين وقف أمامي يهددني برشاشه كي لا أتحرك دخل الآخرون إلى غرفة النوم أطلقوا زخات من الرصاص، فتيقنت أن نضال قد قتل ولكنه كان يصرخ وكان صراخه يطمئنني.

انسحبوا من غرفة النوم، كانت حنان قد خرجت من غرفة نومها لترى ما يحدث فوجئت بالأشخاص المجهولين أمامها فوجئت بأحدهم يقوم لها باللغة العربية "روحي عند أمك" .

غادر القتلة المنزل تاركين خلفهم حوالي سبعين رصاصه في جسد "أبو جهاد" سبعون هدف في جسد، رصاص في قلب حركات التحرر العالمية رصاص في قلب الرأي العام العالمي الذي كان أبو جهاد حريصاً على كسبه .

لم يكن سهلاً على أبي جهاد نسيان منظر الصهاينة وهم يقتلون أبناء شعبه في شوارع الرملة ولم تكن كذلك بالنسبة لحنان ونضال وبقية أبناء "أبو جهاد" من العائلة (الفتحاوية) وأبناء الانتفاضة فإذا كان أبو جهاد قد مات كجسد فهو باق كظاهرة ثورية في فلسطين والوطن العربي وعند كل الأحرار في شتى أنحاء الأرض

العمليات العسكرية التي خطط لها أبو جهاد:

- عملية نسف خزان زوهر عام 1955.

- عملية نسف خط انابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965.

- عملية فندق (سافوي) في تل أبيب و قتل 10 صهاينة عام 1975.

- عملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975.

- عملية قتل البرت ليفي كبير خبراء المتفجرات و مساعده في نابلس عام 1976.

- عملية دلال المغربي التي قتل فيها أكثر من 37 صهيونيا عام 1978.

- عملية قصف ميناء ايلات عام 1979.

- قصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981.

- اسر 8 جنود صهاينة في لبنان ومبادلتهم ب 5000 معتقل لبناني و فلسطيني و 100 من معتقلي الأرض المحتلة عام 1982.

- اقتحام و تفجير مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور وأدت إلى مصرع 76 ضابط و جندي بينهم 12 ضابط يحملون رتبا رفيعة عام 1982.

- إدارة حرب الاستنزاف من 1982 إلى 1984 في جنوب لبنان .

- عملية مفاعل ديمونة عام 1988 والتي كانت السبب الرئيسي لاغتياله  
((10))
الشهيد القائد البطل... صلاح خلف "أبو أياد"
ولد صلاح خلف في يافا في 31/8/1933، وكان والده القادم أصلا من غزة موظفا متوسطا في السجل العقاري في المدينة.

والتحق الطفل (آنذاك) بإحدى المدارس الابتدائية لتلقي التعليم الذي كان والده حريصا على توفيره لأبنائه مثل سائر الآباء الفلسطينيين.

وفي تلك الفترة تعرف التلميذ صلاح خلف على طبيعة الصراع بين العرب واليهود من خلال احتكاكه بأبناء (المعسكر الآخر). والتحق بأشبال النجادة وهو فتى يانع، وكانت منظمة النجادة في ذلك الوقت تنظيما يسعى لمقاومة تهويد فلسطين، ويدرب أعضاءه باستخدام البنادق الخشبية نظرا لندرة السلاح.

وفي تشرين الأول عام 1945، جرب الفتى صلاح خلف الاعتقال لأول مرة، عندما داهمت شرطة الانتداب منزل أسرته وأصرت على اعتقاله بتهمة الاعتداء على تلميذ يهودي.

- كان خروج صلاح خَلَف من يافا في 13 أيار/ مايو 1948م قبيل إعلان دولة إسرائيل بأربع وعشرين ساعة مع عائلته تحت وابل من القذائف التي أطلقتها المدفعية اليهودية، حادثًا سيظل محفوراً في ذاكرته إلى الأبد، ذاكرة ذلك الصبي الذي لم يتجاوز عمره حينذاك الخامسة عشر، ذاكرة غصَّت بصور مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين سلكوا طريق المنفى.

- لم يكن يخطر بباله - وهو على ظهر المركب الذي يغادر ميناء يافا باتجاه غزة - أسباب المغادرة، كل ما كان مقتنعاً به - شأن ذويه - أنه ليس أمامهم سبيل آخر للإفلات من الموت، ومع أمواج البحر التي كانت تتقاذف هذا المركب طافت به الذكريات في يافا في حي بمواجهة البحر يُدعَى: "الحمام المحروق" حيث وُلِد، سيتذكر والده صاحب البقالة التي كان يساعده فيها هو وشقيقه الأكبر: عبد الله بعد أن ينتهوا من المدرسة، وعَلَّمته هذه البقالة بعض الكلمات العبرية من خلال تعاملاته مع الزبائن اليهود الذين كانوا يشكّلون نصف الحي، وكانت تربطهم بعائلته علاقات طيبة، وسيتذكر صداقته للطلاب اليهود وما جنته عليه هذه الصداقة من ويلات؛ حيث كانت سبباً في فرض الإقامة الجبرية عليه وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، مما غرس في قلبه بذور الحقد على الصهيونية والإنجليز، يستذكر نفسه شِبْلاً في منظمة "النجادة" الفلسطينية التي نشأت لمقاومة منظمة "الهاجانا" اليهودية وكيف كان نشاطه فيها.

وكانت صورة أبيه وهو يمسك بيده مفاتيح بيتهم في يافا ويقول له: إننا سنعود، هي آخر ما مر به من ذكريات قبل أن يحط به المركب في ميناء غزة، وكانت سنوات اللجوء إلى غزة من أكثر سِنِيِّ حداثته كآبة، رغم أنه لم يكن في عداد الأكثرين حرمانًا، توجه إلى القاهرة عام 1951م؛ ليتابع دراسته الجامعية وانتسب إلى دار العلوم، ثم حصل بعدها على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس.

وجوده في القاهرة كان نقطة انطلاق لعملية النضال، حيث تعرف على ياسر عرفات الطالب في كلية الهندسة آنذاك، وبدأ ينمو توجه بين عدد من الطلبة – كان هو من بينهم - يدعو إلى ضرورة اعتماد الفلسطينيين على أنفسهم بعد أن فقدوا الثقة بالأنظمة العربية، فقرروا عام 1952م مباشرة هذه الفكرة بتقديم ترشيحهم إلى قيادة اتحاد الطلاب الفلسطينيين، وكان التشكيل الوحيد الذي يمثل قطاعًا ما من الرأي العام الفلسطيني، ونجحت لائحة "أنصار الاتحاد الطلابي"، وأثبت ذلك أن الطلاب يتطلعون – وبرغم معتقداتهم الإيديولوجية - إلى عمل وحدوي.

وبدأ التطور في عمل الطلبة الفلسطينيين بعد الغارة الإسرائيلية على غزة في عام 1955م، حيث نظموا المظاهرات والإضرابات عن الطعام، وكان من جملة مطالبهم إلغاء نظام التأشيرات بين غزة ومصر، وإقامة معسكرات تدريب إجبارية تتيح للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات الإسرائيلية، واستجاب الرئيس عبد الناصر لمطالباهم، وبدأت العلاقة تتوطد بين الطلبة والثورة المصرية، ونشط أبو إياد ورفاقه في تجنيد الكوادر وتوطيد هذه العلاقة، بعد أن أنهى أبو إياد دراسته في مصر عاد إلى غزة عام 1957م للتدريس، وبدأ عمله السري في تجنيد مجموعات من المناضلين وتنظيمهم في غزة.

وعلى الطرف الآخر في الكويت كان رفيق دربه: أبو عَمَّار يعمل هناك مهندسًا وينشط في تجنيد المجموعات الفلسطينية. وانتقل أبو إياد إلى الكويت عام 1959م للعمل مدرسًا وكانت فرصة له هو ورفاقه؛ لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة تحرير فلسطين "فتح" لتعيد الفلسطينيين إلى أرضهم وحقوقهم وعزم مؤسسو "فتح" على التصدي لكل محاولة لإخضاع الحركة الوطنية لإشراف أية حكومة عربية، لما في ذلك من عقبات قد تثنيهم أو تُبَطِّئ بهم السير نحو هدفهم، وبدءوا بعرض مبادئهم أمام الجماهير الواسعة بواسطة مجلة "فلسطيننا"، وابتكروا جهازين: أحدهما عسكري، والآخر سياسي في الفترة ما بين 1959م –1964م.

وعندما ظهرت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة الشقيري اكتشفت "فتح" خطورة هذه المنظمة التي تشرف فيها الأنظمة العربية على الحركة الوطنية الفلسطينية، وحاول ياسر عرفات وصلاح خلف الاتصال بالشقيري؛ لإقناعه بالتنسيق السري بين نشاطاته العلنية وبين عمل يخوضونه بصورة سرية وكان موقف الشقيري سلبيًّا، ومع ذلك ارتأى عرفات وصلاح خلف أن المشاركة في هذه المنظمة ستجعلهم فاعلين في الحياة السياسية وسيفيدون من مَقْدراتها وإمكانياتها، فانخرط فدائيو "فتح" في جيش التحرير – تحت إشراف المنظمة -.

شهدت أوساط فتح منذ خريف 1964م خلافًا حول حرب العصابات، فمنهم من رأى أن الوقت مبكر وكان الطرف الآخر وعلى رأسهم أبو إياد يرى أن الوضع مناسب لِبَدْء الكفاح المسلح، وأن "فتح" ستتطور إلى حركة جماهيرية بممارسة الكفاح، واستطاع أبو إياد وبحنكته وحكمته من إقناع المتحاورين برأيه.

وجرى توقيت ميعاد أول عملية عسكرية في31/12/1964م، ومنها كانت انطلاقة البلاغ العسكري الأول باسم "العاصفة".

ورغم التضييقات العربية، وضآلة الدعم الخارجي والخلافات داخل "فتح" واصلت "فتح" حرب العصابات، مما زاد من التوتر بين إسرائيل والبلدان العربية.

شكلت هزيمة العرب في حرب عام 1967م نقطة انطلاق جديد لحركة فتح، فأقيمت قواعد على طول نهر الأردن، وآزرهم في ذلك السكان المحليون و القوات الأردنية، وتُوِّج ذلك بانتصار معركة الكرامة التي على إثرها تدفق الآلاف للانتساب لحركة فتح.

بعد هذه المعركة كان صلاح خلف وراء إصدار بيان عن اللجنة المركزية لفتح يُعْلن تعيين عرفات ناطقًا باسم فتح وبالتالي باسم "العاصفة".

وفي عام 1969م استطاعت حركة فتح السيطرة على منظمة التحرير، وبالتالي آلت رئاسة المنظمة لعرفات وتم دمج الحركة الفدائية في منظمة التحرير، وبدأت المنظمة بتأمين مرتكزات دولية، وكان ذلك باتجاه إلى الدول الاشتراكية التي دعمت كفاح الشعب الفلسطيني بالمال والتدريب والدورات مثل كوبا وفيتنام.

وبدأ اسم أبو إياد يبرز عضوًا للجنة المركزية لفتح، ثم مفوّض جهاز الأمن في فتح، ثم تولّى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة. ومنذ عام 1970م تعرَّض لأكثر من عملية اغتيال سواء من الإسرائيليين أم بعض الحركات الفلسطينية المُمَوَّلة من الأنظمة العربية.

وصلت العلاقات بين السلطات الأردنية والمقامة الفلسطينية حد الاشتباك المسلح وذلك في أيلول عام 1970م، واعتُقل صلاح خلف في هذه الأحداث في عمَّان مع عدد من رفاقه، ثم دُعِي إلى القصر الملكي في عَمَّان للقاء الوفد العربي الذي جاء إلى عمان للتوصل إلى وقف المعارك، وتم إخراجه من عمّان على نفس الطائرة التي أقلّت الوفد العربي إلى القاهرة؛ ليشرح للرئيس عبد الناصر الوضع في الأردن، وانتهت المقاومة الفلسطينية في الأردن صيف 1971م، ويُقِرُّ أبو إياد أنه بذلك قُلِبَت صفحة من تاريخنا بصورة نهائية.

كان صلاح خلف من القلة التي عرفت بعض الخفايا التي سبقت حرب أكتوبر 1973م ورافقتها وأعقبتها، حيث أسرَّ السادات له ولعدد من المقاومة الفلسطينية بذلك، طالبًا منهم أكبر عدد ممكن من الفدائيين للاشتراك معه في المعركة، وحضر أبو إياد إدارة غرفة عمليات المعركة مع السادات، وبعد هذه المعركة تبنَّى صلاح خلف مشروع إقامة الدولة على جزء من فلسطين!!، وصولاً إلى إقامة دولة ديموقراطية على كامل فلسطين تضم الفلسطينيين والمسيحيين واليهود!!، وعلى إثر هذا المشروع برزت جبهة الرفض الفلسطينية التي رفضت هذا المشروع.

كان لأبو إياد دور بارز في لبنان إبَّان الحرب الأهلية؛ فقد كان أحد قادة المقاومة المكلف بعملية المفاوضات المعقدة بين الفصائل اللبنانية من جهة، والفصائل اللبنانية والمقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، وشارك في الإعداد لاتفاقية شتورا عام 1977م التي نظمت هذه العلاقة.

جريمة قرطاج
من المعروف والبديهي إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كان يريد رأس أبي إياد بأي ثمن، وقد حاول من خلال عملائه، أكثر من مرة اغتيال (الرجل الثاني) لكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل.

ومن المتوقع أن تكون أجهزة استخبارية أخرى قد حاولت الوصول إلى أبي إياد وإنهاء حياته، لكن الأمر لم يكن سهلا حتى في بيروت أثناء الحرب الطويلة بسبب يقظة الرجل واحتياطاته الأمنية التي تنبه إلى أهميتها القصوى بعد استشهاد رفاقه الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار على أيدي الكوماندوز الإسرائيليين في عملية فردان عام 1973 في بيروت. ومن المؤكد أن هناك أطرافا أخرى كانت تريد اغتيال أبي إياد، وخاصة جماعة المرتزق الإرهابي (أبو نضال) التي تمكنت من ذلك بعد تجنيد حمزة أبو زيد وبعد سنوات كثيرة من العداء المعلن والتهديد المتلاحق لحياة أبي أياد.

وربما كان احد أهم أسباب نجاح جماعة أبو نضال في تنفيذ هذا "الهدف" يكمن في أسلوب الشهيد أبو إياد الذي كان يفضل استمالة أعدائه الفلسطينيين، وتجنيدهم للعمل معه ووضعهم ضمن حراساته. لكن أيا من هؤلاء لم ينقلب على أبي إياد، بل كان القاتل المأجور حمزة أبو زيد احد حراس (أبو الهول) - هايل عبد الحميد - الذي قضى أيضا في تلك الدقائق الخمسة المشؤومة، كما قضى أيضا أبو محمد العمري مدير مكتب أبو أياد
((11))
الشهيد القائد البطل... هايل عبد الحميد - أبو الهول
ولد في صفد سنة 1936

- عاش القائد الشهيد ظروف النكبة ومأسيها وعانى كما عانى أبناء شعبه فحمل بين جنبيه هذه المأساة مفكراً متأملاً باحثاً عن السبل لتحرير الشعب والأرض.

- تميز منذ نشأته بأنه إنسان ميداني عملي فمن خلال مسؤوليته في الإتحاد العام لطلبة فلسطين أدى دوراً هاماً في تجميع الطلبة حول قضيتهم و ذوب الخلافات والتناقضات وجعل الإهتمام كله ينصب في خدمة القضية الفلسطينية ومحاربة الصهيونية . أثناء وجوده في أوروبا لم يكن ليهدأ أو يستكين بل كان في صراع مع الزمن كي يستفيد من كل لحظة مُنظماً و مُعبئاً و مُوجهاً و مُرشداً وبانياً ذلك البنيان الذي تواصل شامخاً في الميدان الوطني والنقابي.


- اختير عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح وبقي إلى حين استشهاده . تحمل مسؤوليات تنظيمية وأمنية في إقليم لبنان. وكان محبوباً متواضعاً يستميل الكادر ببسماته و خُلقه ومصداقيته ونقاوته . وكان يجمع إلى ما تقدم من الصفات صفة الطيبة والأصالة الفلسطينية و هي التي لها الأثر في حياته ومستقبله.
- الإختراقات الصهيونية تمكنت من الوصول إلى بيت الشهيد أبو الهول ليطلق أحد عملاء الموساد النار عليه وعلى الأخوة أبو إياد و أبو محمد العمري بتاريخ 14/1/1991 في تونس.

- أقدم العملاء على إرتكاب هذه المجزرة في الوقت التي كانت الجيوش الأميركية والأوروبية تتهيأ لخوض حرب الخليج الثانية ضد الجيش العراقي في الكويت.
((12))
الشهيد القائد البطل...  صبحي ابو كرش (ابو المنذر)

السيرة الذاتية للشهيد القائد
صبحي ابو كرش (ابو المنذر)

(1936-1994)

· ولد صبحي ابوكرش في مدينة غزة بتاريخ 16 / 7 / 1936 م لعائلة غزية من منطقة الشجاعية.·

· غادر غزة عام (1953 م) إلى السعودية ، وعمل مدرساً في عدة مناطق بالمملكة بعد حصوله على الشهادة الثانوية من مدرسة فلسطين

· شارك في العمل السري منذ عام ( 1959 م ) في المنطقة الشرقية ،وكان من المؤسسين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني عند إنطلاقها في العام (1965 )·

· أتم الدراسة الجامعية عام 1964 و تخرج من جامعة الرياض ونال شهادة البكالوريس في التجارة .

· عمل في وزراة الزراعة بالسعودية .

· ساهم مع أخوانه الناشطين والأمير سليمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في تأسيس لجنة مساعدة مجاهدي فلسطين رداً على الشعارات الصهيونية في تلك الفترة أدفع دولار تقتل عربياً.

· غادر السعودية عام 1968 إلى الأردن متفرغًا للعمل النضالي ·

· تولى مسؤوليات عسكرية وتنظيمية وسياسية عديدة ، منها الإدارة العسكرية في درعا والهامة ( 69 19 – 71 19 ) في سورية. مسؤولية ا لمالية لحركة فتح من العام (1971– 73 19 )

· تولى مسؤولية الإدارة والمالية لجهاز الأرض المحتلة مع الشهيد كمال عدوان من ( 1973 – 1974) .

· انتخب في المؤتمر العام الخامس لحركة "فتح" في العام 1989عضوا في اللجنة المركزية ....وعمل سفيرا لفلسطين في السعودية لعدة سنوات حتى تاريخ وفاته اثر مرض عضال في 4/1/1994 .
((13))
الشهيد القائد البطل... خالد الحسـن . 
يعد خالد "محمد سعيد" الحسن فارسا من فرسان الحركة الأوائل، وقائدا طليعيا من رموز النضال الفلسطيني، وأحد المؤسسين ، القائد الشهيد الرمز خالد الحسن "أبو السعيد" عضو اللجنة المركزية لفتح، يمثل ذلك الطود الشامخ بالكرامة، الزاخر بملكة العطاء الفكري المركز بصفائه، والروح الديمقراطية المترامية الأطراف العاشق للحرية والحضارة، الباحث الدؤوب عن التطور والابداع في كل مجالات العمل التي تبوأها متكئا على ركيزة أساسية تميز بها، ركيزة الصدق مع النفس والصدق مع الاخرين قولا وعملا.




نبذة عن حياته



أبو السعيد المولود في مدينة حيفا في 13/2/1928 اتشح بعباءة الزمن الفلسطيني، الذي صهره في بوتقة الوطن الصغير، ونثره على قومه العرب وأمته الإسلامية، ليشكل نموذج الإنسان الوطني الثوري، الذي تعامل بعقله وروحه وجسده ونفسه، وبكل ما يحمله الفكر الوطني الثوري من القيم الروحية والعقلية والجسدية والنفسية، ليرفد الزمن بالطاقة التي تجسدها التقاليد الثورية للمناضل الفتحوي حتى وفاته في المغرب في 9/10/1994.
ولد خالد الحسن في أسرة وطنية متدينة احتضنت اجتماعات الشيخ عزالدين القسام ورفاقه، وحصل على شهادة (المترك) من مدارس حيفا، وأرسله أهله لدراسة الاقتصاد في لندن عام 1947. إلا أنه هجّر مع عائلته إثر النكبة عام 1948 إلى لبنان فسوريا ثم تفرقوا في الشتات.
لقد تبوأ أبو السعيد منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما بين (1968-1974) وعمل مفوضا للتعبئة والتنظيم ما بين (1971-1974)، وتسلم رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني خاصة منذ العام 1968، واعتبر عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ انطلاقتها ورسميا منذ العام 1967، وتسلم منذ الثمانينات مهمة الإعلام في حركة فتح.
اشتهر أبو السعيد كمتحدث بارع ومفكر ومنظر لا يشق له غبار، صدر له أكثر من عشرين كتابا منها: الدولة الفلسطينية شرط للسلام العادل، الاتفاق الأردني الفلسطيني، العلاقة الإسرائيلية الأمريكية، يوميات حمار وطني، قبضة من السلام الشائك، القيادة والاستبداد.
مقتطفات من حياته

1 ـ خالد الحسن حصل على الجنسية المغربية عام 1992 بقرار ملكي، بعد ان جُرد من جنسيته الكويتية.

2 ـ في الاربعينات كان مدرسا في مدرسة البرج الاسلامية الاهلية في حيفا

3 ـ عام 1948 لجأ مع عائلته الى لبنان، ثم قررت العائلة بعد فترة الذهاب الى دمشق.

4 ـ كان مسؤولا عن نشاط حزب التحرير في الكويت فقط، ولمدة لا تزيد عن عامين، ترك بعدها الحزب ، وجميع القادة بسبب خلاف مع الشيخ تقي الدين النبهاني حول الشورى أو الديمقراطية داخل الحزب.

5 ـ عمل خالد الحسن في مجلس الانشاء مع الشيخ فهد السالم، وكان نائبا لمدير المجلس طلعت الغصين، وبعد ذلك انتقل الى البلدية، واصبح امين سر المجلس البلدي.

6 ـ حصل على الجنسية الكويتية تحت بند «الذين يقدمون خدمات جليلة للكويت».

7 ـ كان له ربع ملكية شركة «شارب» التي تعرضت للنهب اثناء الغزو العراقي للكويت.

8 ـ وقف خالد الحسن في وجه اتفاق اوسلو وعارضه بشدة، لما فيه من نواقص، وكتب رأيه هذا علنا، خاصة فيما يتعلق بموضوع عودة اللاجئين

9 ـ اثنان من ابناء خالد الحسن، يمارسان الاعمال الحرة، وابنه الثالث يعمل طبيبا جراحا في مستشفى المقاصد الخيرية في القدس، وابنه الاكبر سعيد يعمل مدرسا في جامعة مراكش، وهو يحمل شهادة الدكتوراه

لي وصية من منكم يبقى حياً فعليه أن يكمل الطريق
الشهيد خالد "محمد سعيد" الحسن



أحد كبار المخططين للثورة الفلسطينية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني الأوائل وأحد رموزها ومن خيرة أبناء فلسطين الأبية الذين شُتت محرابهم في البلاد العربية منذ نكبة العام 1948 م، الشهيد القائد خالد الحسن "أبو السعيد"، رمز من رموز النضال الفلسطيني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، يمثل ذلك الطود الشامخ بالكرامة الزاخر بملكة العطاء الفكري المركز بنقائه وروحه الديمقراطية المترامية الأطراف، العاشق للحرية والحضارة، الباحث الدؤؤب عن التطور والابداع في كل مجالات العمل التي تبوأها متكئاً على ركيزة أساسية تميز بها، ركيزة الصدق مع النفس والصدق مع الآخرين قولاً وفعلاً .

ولد شهيد وطننا وعزتنا في مدينة حيفا بتاريخ 23 فبراير 1928 م من أسرة وطنية متدينة احتضنت اجتماعات الشيخ عز الدين القسام ورفاقه، حصل على شهادة "المترك" من مدارس حيفا ليرسله أهله لدراسة الاقتصاد في لندن في العام 1947 م لكن التهجير قد سبقه وتم التهجير له وعائلته إثر حرب النكبة في العام 1948 م الى لبنان فسوريا .

أوهب الله عليه أربعة أطفال تعلموا جميعهم في الشتات وتخرجوا من مدارس الشتات، إثنان منهم يمارسان الاعمال الحرة وابنه الثالث يعمل طبيبا في مستشفى المقاصد الخيرية في القدس وإبنه الأكبر "سعيد" يعمل مدرسا في جامعة مراكش وهو يحمل شهادة الدكتوراة . كما كان خالد الحسن بمثابة المربي والوالد لأشقائه ممن لا يزالوا يعملون بدأب وجهد من أجل قضية فلسطين ومن بين هؤلاء الإخوة شقيقه هاني الحسن الذي احتل منصب وزارة الداخلية في إدارة الحكم الفلسطيني مواجها أحداثا جساما في ظروف حالكة وشقيقه علي الحسن الذي لعب دورا شريفا أثناء ما كانت الكويت قد احتلت من العراق .

اتشح شهيدنا بعباءة الزمن الفلسطيني الذي صهره في بوتقة الوطن الصغير ونثره على قومه العربي وأمته الاسلامية ليشكل نموذج الانسان الوطني الثوري، الذي تعامل بعقله وروحه وجسده ونفسه وبكل ما يحمل الفكر الوطني من القيم الروحية والعقلية والجسدية والنفسية .

تعاقبت مسيرة حياته النضالية من فلسطين الى الكويت وحتى المغرب وبعض البلدان العربية الأخرى. عمل في مجالات عديدة منها التدريس ومنها الادارة. كان مدرسا في مدرسة البرج الاسلامية الأهلية في مدينة حيفا في بداية الأريعينات . لكنه وبعد مغادرته لأرض الوطن انتقل الى الكادر الاداري في الكويت تحديدا ليعمل كموظف إداري، ثم تم تعيينه مسؤولا عن نشاط حزب التحرير الاسلامي لمدة عامين تقريبا ليتركه لاحقا هو وجميع القادة بسبب بعض الخلافات الداخلية داخل الحزب . كما عمل شهيدنا في مجلس الانشاء وكان نائبا لمدير المجلس وبعد ذلك انتقل للعمل في بلدية الكويت وأصبح أمين سر المجلس البلدي . ونظرا لخدماته الجليلة التي كان يقدمها للكويت تُوج بحصوله على الجنسية الكويتية .

انضم الى العمل السياسي مع بدايات الثورة الفلسطينية المجيدة في العام 1965 م وتبوأ عدة مناصب كان من بينها منصب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما بين العامين 1968 م و1974 م وعمل مفوضا للتعبئة والتنظيم ما بين العامين 1971 م و 1974 م، تسلم رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني خاصة منذ العام 1968 م، اعتبر عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ انطلاقتها ورسميا منذ العام 1967 م وتسلم منذ الثمانينات مهمة الاعلام الفتحاوي .

كان من أحد المنظرين لفلسفة التفاوض والسلام لكنه وقف في وجه إتفاق أسلو وعارضه بشدة لما فيه من نواقص فيما يتعلق بموضوع عودة اللاجئين ذكرها في بعض مقولاته المشهورة وقوله مثلا : "لو إمتد بي العمر، فسوف أؤسس حزب العودة"، "إن الفهم السياسي هو الخطوة الأولى للعمل السياسي، للنضال السياسي، فبدون فهم سياسي لا يوجد عمل سياسي، من حيث المعلومات ومن حيث الواقع، بدون فهم الواقع لا يوجد عمل سياسي منتج وإنما يصبح عمل سياسي غيبي تنظيري بالمناشير، بالفرق، بالشكل، بالاتهامات، بالتصنيفات، كل الحق على الطيان، بالهروب من المسؤولية"، وفي مقولته المشهورة أيضا : "السياسة هي الصدق مع الشعب، وفن المناورة مع العدو وفن تحقيق الممكن في إطار العدالة" .

رحل شهيد وطننا على أرض المغرب بتاريخ 9 أكتوبر 1994 م مخلفا وراءه كتبا ومؤلفات لنتزود بها في مسيرة نضالنا لتكون أحد مراجع تاريخنا الفلسطيني وثورتنا، من بينها "الدولة الفلسطينية شرط للسلام العادل"، "الاتفاق الأردني الفلسطيني"، "العلاقة الاسرائيلية الأمريكية"، "يوميات حمار وطني"، "قبضة من السلام الشائك"، "القيادة والاستبداد" ...

كتب شقيق شهيدنا الشاعر علي الحسن باكياً فراق أخيه الحسن هذه الأبيات الشعرية :


ما للقوافي أناديها وتبتعد وإن أتت ففرادى وهي ترتعد
أهابت الحزن قد جاشت مواجعه أم خافت الجمر في الأحشاء يتقد
لا تفزعي يا قوافي الشعر واقتربي فإن حزني له من صبره رصد
وأسعفيني بشعر دمعه عطر فإن جمري بدمع الشعر يبترد
وإن أبيت فعندي أخوة كثر هم العزاء لما ألقى وما أجد
يا عالم الحزن هل نبئت من ثقة أني أدلل أحزاني التي تفد
أطوي عليها ضلوعي رغم حرقتها وأمنح الثغر ما يرضى به الصيد
ولا تساقط من قلبي وإن قدمت فكل حزن له ركن ومرتفد
وبعض حزن الفتى خوف يراوده مما يخبئه للراحلين غد
وبعضه ألم من ذكر معصية من ذل مأثمها يصدع الكبد
فالحزن يبعث قبل البعث مأثمنا والحزن ينشر قبل النشر ما نئد
والحزن إن فتحت عينيك حكمته درب إلى التوب مما قد جنته يد
نالت يد الموت أحبابي فأورثني طبع الوفاء حنينا ما له نفد
بين الضلوع ونبض القلب مرقدهم والناس تحسب أن في الترب قد رقدوا
يا عالم الروح قد جاءتك وافدة من عالم الأنس بالإيمان تحتشد
تجردت من رداء الطين فانجردت كالفجر من حلل الظلماء ينجرد
كالطير كانت بأقفاص مزردة واليوم لا قفص يدمي ولا زرد
للنبع طارت بورد ما له صدر هيهات يرجع من للنبع قد وردوا
وما الحياة سوى زرع ومحتصد وفي الحفائر يلقى الناس ما حصدوا
والصابرون مع العباد أنفسهم قلوبهم كمصابيح الهدى تقد
والمغمضون عن الأنوار أعينهم قلوبهم بالقروح السود تعتفد
والذئب يأكل من أقصى القطيع ولا ينال بالناب من في قلبه سهدوا
وغفر ربي بالتوحيد مقترن والخير بعد كريم الغفر يطرد
وقد سمعت أخي ألفا يكرر أن لا رب يعبد إلا الواحد الأحد
وأن شرعته شمس لعالمنا وأن أحمد فيه السيد الفرد
يا رب أنت الذي علمت أحمدنا أن الكرام إذا ما استرفدوا رفدوا
وبحر جودك لا شط يحدده وبحر جودك موار ولا زبد
والجمع يسأل غفرانا لخالده وأنت أنت الكريم الغافر الصمد
أبا سعيد ولا أنسى ملاعبنا والساح يملؤها الفتيان والأيد
وكيف أنا تبادلنا بملعبنا سعيا إلى العلم لا يذوي له جلد
ثم امتشقنا سيوف الذود عن وطن بعد الحجاز له التقديس ينعقد
وأهرق الدم شعب عز ناصره لكي يعز ويستعلي به البلد
وجاءت العرب بالأبواق نافخة واختال أهلي لأن العرب قد نهدوا
وجال حاصدنا والحق مركبه وأوشك النصر أن تطوى عليه يد
واستسلم الجور في حيفا ومقدسنا لكن عربي عفوا! فأنهارت العمد
وإذ بمقدسنا نهب لغاصبه وإذ بأهلي وحيفا شملهم بدد
سبعون عاما ولم تهدا مراجلنا ونحن نسرع والإنصاف يبتعد
والبغي يجهد كي ننسى مرابعنا وهل ينسى حليب المرضع الولد ؟!

شهداء وطن، وطن ما يفتأ يخرج من محنة ليدخل في أخرى وتتراكم المحن والمصائب ويتراكم الإصرار على الحرية والانتصار .

وتستمر المعركة ولن نحيد عن الدرب مهما كره الكارهون ...
((14))
الشهيد القائد البطل..  فيصل الحسيني


 




ولد الراحل فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 17 يونيو 1940 في بغداد وعاش متنقلا بين العاصمة العراقية والقاهرة وبيروت وعمان ودمشق قبل أن يستقر في القدس التي كرس لها حياته.

- وبعد الإقامة في بغداد انتقل إلى القاهرة حيث أنهى دراسته الابتدائية والثانوية ثم حصل على شهادة في العلوم العسكرية من حلب بسوريا عام 1966 قبل أن ينتقل إلى دمشق ليستقر فيها لفترة. وحاول الحسيني الالتحاق بكلية سلاح الطيران المصرية ليصبح طيارا لكنه اخفق في اجتياز امتحان القبول لأسباب تتعلق باللياقة البدنية وفق ما أكد في مقابلة صحفية. لكن ذلك لم يمنعه من العمل في الميدان، إذ غادر بعد حرب عام 1967 دمشق إلى لبنان حيث عمل كمسؤول مخيم تدريب عسكري في قرية كيفون (شرق بيروت) نقل لاحقا باتفاقية مع الجيش اللبناني إلى بعلبك.

- انضم إلى حركة القوميين العرب في عام 1957 ثم انتقل إلى صفوف حركة فتح منذ بداياتها الأولى وعمل في العام 1964 في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس قبل احتلالها. وقد أهلته هذه المرحلة المبكرة من العمل إلى قيادة العمل السياسي الوطني في القدس المحتلة التي عاد إليها قبل احتلالها عام 1967 وظل فيها.

- كان الحسيني بين أوائل الوطنيين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية بعد الحرب مباشرة حيث قضى نحو سنة بتهمة حيازة سلاح في سجون إسرائيل.

- واصل عمله الوطني بالرغم من تنقله بين مهن مختلفة مثل فني أشعة في مستشفى المقاصد الخيرية في القدس. وفي عام 1979 أسس الحسيني بالتعاون مع مجموعة من الأكاديميين جمعية الدراسات العربية التي شكلت نواة بيت الشرق الذي تحول عمليا إلى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس. ولم يخل الأمر من مواجهات مع الإسرائيليين، حيث أغلقت الجمعية أكثر من مرة واخضع الحسيني لإقامة جبرية بين أعوام 1982 و1987 إضافة إلى ثلاثة أحكام بالحبس الإداري (دون محاكمة) بين أبريل 1987 يونيو 1988. وعمليا فان نشاط الحسيني لم يتوقف لاسيما منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 حيث كان من قادتها وثم رئيسا للمفاوضين الفلسطينيين في المباحثات مع وزير الخارجية الاميركية الأسبق جيمس بيكر التي مهدت لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991.

- منذ بدء تطبيق الحكم الذاتي عام 1994 والحسيني منشغل تماما في قضية القدس ومتنقلا بين العواصم العربية والعالمية حتى وفاته، فقد رحل الحسيني في (31 مايو 2001) بعيدا عن القدس حيث كان في الكويت يتابع أعمال مؤتمر لمقاومة التطبيع، فتوفي إثر نوبة قلبية في أحد فنادق الكويت ونقل جثمانه إلى القدس ودفن في باحة المسجد الأقصى إِلى جوار والده الشهيد عبد القادر الحسيني.
((15))
الشهيد القائد البطل... صخر حبش
 








السيرة الذاتية للشهيد صخر حبش
ولد الشهيد القائد صخر حبش في العام 1939 في بيت دجن قضاء يافا، ثم عاش اللجوء وعائلته بعد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين في العام 1948.

*حصل على شهادة الماجستير في الهندسة الجيولوجية من جامعة اريزونا في الولايات المتحدة الامركية في العام 1962.

كان الشهيد الراحل من المؤسسين الاوائل لحركة "فتح"، وأسس عام 67 مؤسسة الأشبال والزهرات وكان عضواً في لجنة اقليم الاردن، وشارك في تأسيس اذاعة صوت فلسطين بالأردن.

انتقل بعد احداث ايلول في العام 70 الى لبنان وتقلد مواقع قيادية أبرزها معتمداً لإقليم لبنان وكذلك كان مساعداً للرئيس الراحل ياسر عرفات.

انتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة "فتح" في المؤتمر الرابع وانتخب عام 1980 اميناً لسر المجلس، ثم انتخب في المؤتمر الخامس للحركة عضواً في اللجنة المركزية للحركة وتسلم مفوضية الشؤون الفكرية والدراسات.

بقي عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني حتى استشهاده.

اتسم بالالتزام، وجسد في سلوكه نموذجاً للمناضل النزية والمثقف والمفكر الثوري.

بذل الشهيد القائد جهوداً كبيرة في مجال الوحدة الوطنية، وعزز التفاهم والتنسيق في اطار لجنة القوى الوطنية والاسلامية.

بقي مدافعاً شجاعاً عن المشروع الوطني وعن الوحدة الوطنية والديمقراطية والحرية حتى الرمق الأخير من حياته.





0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر