صامد

صامد

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

إبراهيم عبد العزيز أحمد بريغيث (ابو عياش) وسمير عزت طوقان

صامد للأنباء -


بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب
الشهيد/ إبراهيم عبد العزيز بريغيث (ابو صفوت) أحد قياديي مكتب الأرض المحتلة في حركة (فتح)، ومسؤول لجنة الخليل فيها، ومن الكوادر المتقدمة، والذي أستشهد في قبرص أثر عملية اغتيال جبانة نفذتها أجهزة الموساد الاسرائيلية ضده وضابط الأمن النقيب/ سمير طوقان.
ولد/ إبراهيم عبد العزيز بريغيث في قرية بيت أمر قضاء الخليل عام 1937م ينحدر من عائلة معروفة بسموها الأخلاقي والوطني، حيث ترعرع على حب الجهاد ورفض الذل والخضوع، لا عجب في ذلك إذا عرفنا أن والده وأعمامه قد جاهدوا طويلاً في حقبة الانتداب البريطاني على فلسطين وقد أستشهد وجرح منهم العديد في معركة كفار عصيون (اقدم مستوطنه أقيمت في جبل الخليل) خلال نكبة عام 1948م.
أنهي دراسته الاساسية في مدرسة القرية ومن ثم أكمل دراسته الثانوية في مدارس الخليل، التحق بعدها بجامعة عين شمس بالقاهرة وذلك أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، وفي منتصف السبعينات أكمل دراسته العليا في جامعة بيروت العربية، وحصل على شهادة الماجستير في تاريخ الدولة العباسية، وقام بعدها بالتسجيل في برنامج الدكتوراه في الجامعة اللبنانية إلاَّ أنه لم يحالفه الحظ، حيث أستشهد قبل أن ينهي هذه الحقبة.
بعد عودته من القاهرة والحصول على البكالوريوس عمل في إطار التدريس وأشتهر بحبه للرياضة حيث ساهم في تأسيس فريق كرة قدم لشباب بيت أمر، وكان ركناً أساسياً في اللعب والتدريب والتحكيم على مستوى محافظة الخليل.
التحق مبكراً في تنظيم حركة فتح، واعتقل من قبل السلطات المصرية عام 1963م.
بعد هزيمة حزيران عام 1967م، غادر أبو صفوت الضفة الغربية إلى الأردن ليلتحق بإخوانه الفدائيين هناك، خلال أحداث أيلول الأسود اعتقل من قبل المخابرات الأردنية وأودع سجن المحطة مع بعض رفاقه ومن ثم تم الافراج عنه وغادر إلى دمشق ومن ثم إلى بيروت عام 1971م.
عندما تولي الشهيد القائد/ كمال عدوان مسؤولية القطاع الغربي أسندت إلى أبو صفوت مهام مسؤولية لجنة الخليل، والتي أستمر بها بعد استشهاد القائد/ كمال عدوان وأستلام الأخ القائد/ أبو جهاد مفوض الأرض المحتلة، وأصبح من المقربين للأخ/ ابو جهاد.
أشرف أبو صفوت على العديد من العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة من خلال مسؤوليته للجنة الخليل حيث قام بتوجيه العديد من الخلايا للقيام بالعمليات النوعية الناجحة، وخصوصاً عملية سوق (محنا يهودا) في القدس.
كشف أمره أكثر فأكثر مع اعتقال الكولونيل النيجيري العامل في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، والذي أعتاد أن ينقل إلى داخل الأرض المحتلة كميات من الاسلحة حيث كان يسلمها للفدائيين في ما يعرف بالنقاط الميتة، وعلى أثر ذلك فقد وضعه جهاز الموساد الإسرائيلي على لائحة المطلوبين الرئيسيين للتصفية بأي طريقة كانت.
في أواخر العام 1979م سافر أبو صفوت إلى نيقوسيا رغم التحذيرات الأمنية له من أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث كان من المقرر أن يلتقي ويتصل بمجموعة من خلايا العمل العسكري التي قدمت من الأرض المحتلة، إلاَّ أن أعين أجهزة الموساد الإسرائيلية كانت تراقبه باستمرار، وفي تمام الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر يوم 15/12/1979م، أقدمت أجهزة المخابرات الإسرائيلية على جريمة جديدة كان ضحيتها المناضلان الفلسطينيان (إبراهيم عبد العزيز بريغيث، وسمير عزت طوقان) وقد نفذت في نيقوسيا بقبرص) بينما كان الشهيدان يترجلان من سيارتهما أمام المبني الذي يسكنه الشهيد النقيب/ سمير عزت طوقان مسؤول أمن مكتب (م.ت.ف) في نيقوسيا، حيث هرول باتجاهه شخصان بلباس رياضي وأطلق عليه عدة أعيرة نارية من سلاح كاتم للصوت وأستشهد مع رفيقه سمير طوقان في نفس اليوم.
نقل جثمان الشهيدين في اليوم التالي 16/12/1979م من قبرص إلى بيروت على متن طائرة خاصة قبرصية يرافقهما الأخ/ أبو يحيى مدير مكتب (م.ت.ف) في قبرص ووفد قبرصي، حيث تم استقبالهما في مطار بيروت من قبل الأخ/ أبو جهاد وعدد كبير من كوادر الثورة الفلسطينية العسكرية والسياسية أضافه إلى ذوي الشهيدين.
بتاريخ 17/12/1979م تم تشييع الشهيدين إلى مثواهم الأخير في مقبرة الشهداء بعد أن انطلقت مسيرة التشييع من أمام مسجد جامعة بيروت العربية بعد الصلاة عليهم، وتقدم المسيرة الأخ/ أبو عمار والأخ أبو جهاد والأخ/ أبو إياد وعدد كبير من القيادات وممثلي المنظمات الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية وجمهور غفير من الشعب الفلسطيني واللبناني.
الشهيد أبو صفوت متزوج وله من الأبناء أربعة وهم (صفوت، سميرة، رانية، سهير).
على أثر استشهاد القائد/ أبو صفوت فقد نفذت خلايا الداخل العديد من العمليات البطولية كان أهمها عملية الدبويا عام 1980م، وهي الهجوم على المستوطنين اليهود في منطقة الدبويا بالخليل وقتل فيها حوالي 28 صهيونياً.
أبو صفوت هو واحد من فرسان هذا العشق الأسطوري، وهو واحد من حراس هذا السفر الفلسطيني، وهو واحد من الذين اختاروا أن يبدأوا عزف نشيد انشادنا الفلسطيني على ايقاع انطلاق الرصاص.
لقد تربي الشهيد/ أبو صفوت على المبادئ الثورية والنضالية العريقة، متمسكاً بحقوق شعبه في الحرية والكرامة والاستقلال الوطني وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بأذن الله، لذا أوصي أبناءه بأن يكملوا المشوار الذي بداءه، هذا وقد أطلق أهالي بيت أمر بالخليل اسم قلعة الشهيد (إبراهيم بريغيث) على بلدتهم.
الشهيد: النقيب: سمير عزت طوقان.
ولد في نابلس عام 1948م وفيها تلقى علوم حتى الثانوية العامة، التحق بتنظيم حركة فتح عام 1967م، غادر إلى الباكستان حيث التحق بالجامعة هناك وأنهى علومه الجامعية فيها.
تلقى العديد من الدورات العسكرية في الاتحاد السوفيتي سابقاً ودول آخري، عمل في جهاز الأمن، وشارك في مكافحة أوكار الصهيونية في الخارج.
عين مسؤولاً للأمن الخارجي في مكتب (م.ت.ف) بقبرص، كان مثالاً للانضباط والمسلكية الثورية.
أستشهد مع رفيقه أبو صفوت على أيدي جهاز الموساد الإسرائيلي بتاريخ 15/12/1979م، ونقل جثمانه إلى بيروت حيث دفن في مقبرة الشهداء هناك.
تقبل الأخ أبو عمار والقيادة الفلسطينية التعازي بالشهيدين في بيروت من الشخصيات السياسية والتنظيمات والحركة الوطنية اللبنانية والسفراء المعتمدين في لبنان، كذلك تلقى عشرات البرقيات المعزية بالشهيدين.
رحمه الله الشهيدين (أبو صفوت، وسمير طوقان) واسكنهم فسيح جناته

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر