صامد

صامد

السبت، 26 أبريل 2014

27نيسان في ذاكرة جبهة التحرير الفلسطينية

صامد للأنباء - تحيي جبهة التحرير الفلسطينية في 27/4 من كل عام ومنذ العام 1977 ذكرى هذا اليوم الذي اقتحم أجندتها النضالية الصاخبة بالفعاليات العسكرية والسياسية في أكثر من ساحة. ولتسجل الجبهة منذ ذلك اليوم الدخول في مرحلة الاصطفاف الأكثر نقاءا إلى جانب م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وقضيته،لتسجل أيضا الانسجام التام والتآلف بين قادة التنظيم.
سبق يوم 27/4/1977 أحداث داخلية أربكت أوضاع الجبهة التي كانت تناضل إلى جانب الفصائل الأخرى الفلسطينية واللبنانية في مواجهة القوى الانعزالية صاحبة المشروع المدعوم إسرائيليا ،والمعادي لعروبة لبنان وللوجود الفلسطيني في هذا البلد.
كان لبنان يعيش حربا أهلية منذ العام 1975، فجرتها قوات حزب الكتائب اللبنانية وحلفائها ،سقط خلالها مئات بل آلاف القتلى من الفلسطينيين واللبنانيين، وسقط مخيما تل الزعتر والضبية ودمرا وشرد قاطنوهما من أبناء شعبنا.
الجبهة كانت تعيش حربا ( أهلية ) طرفاها: الأمين العام أحمد جبريل ومعه بعض القوات والقادة، والطرف الآخر: القسم الأكبر من القيادة والكادر والمقاتلين، والحكاية بدأت مع دخول قوات الردع السورية إلى لبنان كطرف ثالث ليس حليفا لأحد، وتعاملنا معهم كقوة ليست صديقة، وليست عدوة، ذلك أن هدفها كان حماية مصالح سوريا الواسعة في لبنان و منع وقوع البلاد تحت هيمنة القوى الوطنية التي كانت عشية دخول هذه القوات على وشك إحكام قبضتها على عموم لبنان.
وكان نتيجة هذا التدخل أن هاجمت قوات الردع العديد من الفصائل اللبنانية والفلسطينية.
وقف الأمين العام آنذاك إلى جانب هذه القوات على نقيض موقف الجبهة المنسجم مع موقف م.ت.ف. جبريل أصر على موقفه ،هذا التعارض في الموقف أدى إلى اشتباكات مسلحة لطرفين يحملان نفس المسمى: الجبهة الشعبية- القيادة العامة، وسقط العديد من القتلى في مواجهات أربكت الساحة الوطنية في لبنان وشملت عموم البلاد تقريبا ،وفي العاصمة بيروت بشكل أشد. وجرت محاولات للسيطرة على مكاتبنا في بيروت، وتشعبت المواجهات لتشمل محاولات اقتحام مقرات ومكاتب واختطاف كوادر ومن ثم تبادل (أسرى) وكان كاتب هذه الأسطر أحد ضحايا عمليات الخطف حيث جرى اعتقاله في كمين نصب له داخل مقر اقامته في بيروت وتم نقله الى احد مقرات جبريل في سوريا تحت حراسة قوات الردع وأعيد الى بيروت في عملية تبادل . لقد سقط العديد من الرفاق المدافعين عن مواقعهم في هذا الجانب أو آنذاك ، كانت حربا شرسة قادها الامين العام على الجبهة .
لقد عاشت الجبهة حربين أهليتين: لبنانية اللبنانية والأخرى الحرب" الأهلية" الجبهوية.
ومع احتدام القتال تناقضت التصريحات الحاملة لنفس المسمى: الجبهة الشعبية القيادة العامة، وهو أمر أربك الساحة الفلسطينية برمتها.
وقد ارتأت قيادة الجبهة ضرورة وضع حد للمذبحة وكان اسم التنظيم المتداول بين الخصمين يربك تحركنا ويحدث لغطا في الساحة الوطنية، فعقدت اجتماعا تقرر على أثره، ترك التسمية الراهنة ، والعودة إلى المسمى الذي يعود لمطلع العام 1960، أي جبهة التحرير الفلسطينية وتقرر اعتماد الرفيق طلعت يعقوب أمينا عاما، والرفيق أبو العباس نائبا للأمين العام، وتم تثبيت ذلك في المؤتمر العام الخامس الذي عقد في بيروت في شهر 8/1977، وهو المؤتمر الذي لم تنجز أعماله بالكامل بسبب ضراوة الحرب الأهلية اللبنانية، ومع هذا استمر العدوان على الجبهة ،وبلغ ذروته عبر حادث يرقى الى مستوى المجازر الإسرائيلية ،ففي 11/8/1978 حاول أحمد جبريل القضاء على قيادة الجبهة التي كانت تعقد اجتماعات داخل احدى البنايات ببيروت، حيث جرى تفخيخ البناية كاملة لتنفجر على من فيها ، إلا أن التفجير حدث وكانت الصدفة وحدها من حمى القيادة، ولكن العشرات من ساكني البناية دفنوا تحت الأنقاض وأصيب بعض الرفاق ممن كانوا بجوار المبنى ومنهم الرفيق أبو أحمد حلب.
وكان لا بد أن تهدأ الأحوال بين الطرفين( رفاق الأمس) بعد الافتراق في التسمية والاقتناع بعدم جدوى اللاقتتال بعد شهور من عمليات اتت على رصيد مهم من الرجال والإمكانيات، وأيضا بعد تدخل أكثر من طرف فلسطيني لفض الاشتباك.
واليوم العلاقات طبيعية بين الجانبين لا قتال ولا نزاع ولا كراهية، على الأقل من جانبنا نحن.
منذ التحول إلى الإسم القديم عقدت جبهة التحرير الفلسطينية ثلاثة مؤتمرات كان آخرها عام 1985، وهذا خلل كبير،يعود لأسباب أقوى من أن نتحملها ، ونسعى لتجاوزها ،ومع ذلك لا زالت شعارات تلك المؤتمرات فاعلة حتى اللحظة ومنها رفض الحلول التصفوية، والتمسك بوحدانية تمثيل م.ت.ف. لشعبنا، والاستمرار على نهج الكفاح المسلح.
ومنذ التحول أو العودة الى المسمى الاصلي،فقدنا ثلاثة أمناء عامين نترحم على أرواحهم وأرواح الرفاق الذين سقطوا دفاعا عن مقرات الجبهة وقيمها ومبادئها.
والسنين الأخيرة وما رافقها من تطورات غير متوقعة وفي غاية الخطورة(اوسلو وما بعدها)، أربكت الساحة الفلسطينية برمتها، ورغم الاستعصاءات الهائلة فإننا لا زلنا متمسكين بشعاراتنا وبأهدافنا.
في الذكرى37لليوم الوطني للجبهة أهنئ رفاقي في قيادة الجبهة وفي المقدمة منهم الرفيق واصل أبو يوسف الذي كان في ريعان شبابه في تلك الأيام الصعبة ، ولكن شبابه لا زال فاعلا الى اليوم من خلال عطائه الكبير للعمل الوطني وللتنظيم.
رمضان العصار
المسئول السابق للإعلام
المركزي لجبهة التحرير الفلسطينية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر