صامد

صامد

الأربعاء، 15 يناير 2014

من الميدان / الكتيبة الثانية:معركة كفر شوبا من ايامها الخالدة

صامد للأنباء\العرقوب من اهم المناطق اللبنانية التي ارتبط اسمها بالتاريخ العسكري الفلسطيني وهي الارض الطيبة التي اكتسبت اهميتها من المعارك المتلاحقة على ترابها العربي الاصيل حيث فرضت نفسها وساماً جميلاً نضعه باعتزاز ملاصقاً للكوفية
الفلسطينية وحملت بأعلى درجات الفخر والشموخ والكبرياء ذلك الاسم الذي اطلقه عليها العدو وهو( فتح لاند ) .

الكتيبة الثانية تتمركز في العرقوب :

جرت العادة ان تجري القيادة العامة لقوات العاصفة التغييرات الضرورية لإدامة التفوق المعنوي لقواتها فتغادر العرقوب كتيبة لتحل مكانها كتيبة اخرى لتريحها وتواصل المهام القتالية وفي هذا السياق تحركت الكتيبة الثانية لتنشر سراياها في تلال وهضاب منطقة العرقوب ولأننا كنا في ذلك التاريخ نرى من انفسنا اننا اكبر بكثير مما نحن عليه , اكبر من كل ما هو حولنا والاهم اننا كنا لا نخشى ولا نخاف من اسطورة الجيش الذي لا يقهر وكنا نرى في اسمائنا وقواتنا اننا الفدائيين الذين لديهم امكانية هزيمة الجيش الاسرائيلي ومعنا الحق في ذلك الم نهزمه في الكرامة ببنادقنا الصدئة ألم نهزمه بعدها على الجبهات الثلاث نعم كان كل واحد منا يرى انه متراس في كمينه في دوريته في معنوياته وحقاً ولزاماً لنا وعلينا ان ندافع عن كل ذلك الم ننقش اسماءنا بدمنا على كل صخرة من صخورها الى الحد الذي حملت فيه لقبها المميز بفخر واعتزاز( فتح لاند ) . بهذه الروح تحركت الكتيبة الثانية الى العرقوب وبدأت استطلاعاتها الميدانية وكان قائدها في ذلك التاريخ الرائد موسي العملة (ابو خالد) والذي كان يجمع في شخصيته ابعاد الجملة الثورية التي كانت سائدة في محيطنا الفلسطيني والعربي والدولي وكان الاخ والصديق يحيى رباح المفوض السياسي للكتيبة وبدأت الكمائن الامامية ترسل مشاهداتها التي تفيد بتحركات مريبة للعدو في التلال المطلة على بلدة كفر شوبا .

مقدمات المعركة / (رويسات العلم) :

لقد ثم الاستنتاج من المعلومات التي وردت للقيادة ان العدو يحضَر لهجوم على بلدة كفر شوبا وقد يمتد لمنطقة العرقوب بكاملها ولإرباك خطط العدو اخذت قيادة الكتيبة الثانية قرارها بمهاجمة الموقع الاسرائيلي الحصين في قمة التلال المشرفة على المنطقة كلها بشكل عام وعلى كفر شوبا . بشكل خاص وهو (رويسات العلم) وفي بداية الاسبوع الثاني من يناير تحديداً في 11/1/1975 م . قامت احدى المجموعات بالهجوم المباشر وقتلت وجرحت من فيه . الامر الذي دفع قيادة الموقع الاسرائيلي في الواجهة الامامية لإرسال مجنزرتين ومجموعة هندسة تم التعامل معها من قبل الكمائن المنتشرة والمستعدة للمعركة وهذا جعل الاوضاع اكثر سخونة بتدخل سلاح المدفعية وسلاح الجو الذي قصف التلال المحيطة بموقع الاشتباك لتتمكن قواته من سحب الخسائر التي وقعت في موقع رويسات العلم ومحيطه ومضى اليوم الاول وعاد الهدوء المريب للمكان الذي جعل قيادة الكتيبة تأخذ الاحتياطات الضرورية لردود الفعل القادمة .

كفر شوبا معركة لا تغادر الذاكرة :

وكما هو متوقع وفي لحظات الفجر و بظلامها المعهود بدأ العدو هجومه الاول بقصف مركَز لجميع البلدات المحيطة بكفر شوبا استمر لساعات ثم قام بالتقدم باتجاه البلدة بهدف القضاء على المقاومة ولكنه لم ينجح لان الكمائن الفلسطينية كانت على أعلى درجات اليقظة ودارت الاشتباكات بين فرسان الكتيبة الثانية والقوات الامامية للهجوم والذي استمر لما بعد منتصف ليل الثاني عشر من كانون الثاني (يناير) وباءت خطط العدو بالفشل وازدادت رشقات المدفعية الاسرائيلية جنوناً لتغطية انسحابهم ومضى اليوم الاول ليسجل نصراً معنوياً رائعاً لقواتنا الشجاعة , والقائد العام ياسر عرفات (ابو عمار) لا يترك المعركة التي تجاوزت في الاشتباك المتواصل ما يزيد عن ثمان وأربعون ساعة قتال إلا ان يشارك فيها ويتوجه الى قيادة قوات القسطل في النبطية والتي كان يتواجد فيها المقدم سعيد موسى ( ابوموسى) ونائبه المقدم الحاج اسماعيل جبر والمقدم عبد العزيز ابو فضة وآخرين من القيادات الميدانية والذين تلقو تعليمات من ابو عمار بتجهيز بعض الوحدات للتدخل في المعركة اذا اقتضت الضرورة لذلك ومضى اليوم الثالث والرابع والاشتباكات متواصلة وعبثاً يحاول العدو ان يحقق انجازاً لكنه لم ينجح .

العدو يغير من تكتيكه :

اليوم الخامس كان الاصعب في القتال والعدو يعتقد اننا قد اصبنا بالإرهاق من الايام الاربعة التي سادتها اشتباكات متواصلة والتي كان يتبع فيها تكتيك الهجوم لحظة الفجر وهاجم في وضح النهار ولحسن الحظ كانت الكتيبة قد انهت اجراءات تبديل القوة التي خاضت معارك الايام الاربعة السابقة وأجرت حراك لكمائنها و تموضعت في اماكن جديدة ولهذا كانت المفاجأة ان العدو قام بقصف مواقعنا السابقة وتقدمت قواته في الاتجاه السابق لكمائننا وهذا ادام المبادرة في الميدان لصالح قواتنا التي تصدت بنجاح لقوات العدو الراجلة مما اوقع خسائر كبيرة في مقدمة الهجوم الذي استدعى تدخل عدد من الهليكوبترات مع قصف مجنون لجميع القرى المجاورة .

الزيارة المفاجئة :

في هذه الاجواء اتفقنا في الكتيبة الثالثة من قوات اليرموك بالقيام بزيارة الى قيادة الكتيبة الثانية في قلب المعركة وتم ايفاد كل من مازن عز الدين المفوض السياسي للكتيبة والأخ عبد المنعم العمري الذي اصبح قائدا للكتيبة لفترة وجيزة قبل ان يصبح الملحق العسكري في المانية الشرقية و الاخوة قادة السراية وبعض الاخوة منهم الاخ ابو عوض والأخ ابو جبريل وتحركنا الى النبطية وقابلنا الاخ ابو موسى الذي حاول منعنا من التحرك للعرقوب ولكننا تحركنا وكان الاخ عبد المنعم يقود السيارة التيوتا اليابانية التي كانت تطارد سرعة القذائف المتلاحقة وأشدها على منحنيات الطرق ووصلنا الى بلدة كفر حمام التي لا تبعد عن كفر شوبا سوى كيلو متر وعلى الفور تم ايصالنا الى الاخ ابو خالد العملة والأخ يحيى رباح وكانا يقودان المعركة من منزل مكون من ثلاث طبقات وفي قبو المبنى وعلى ضوء شمعة كانا يديران المعركة وكانت الزيارة مفاجئة لهم وقد تركت اثرا طيبا في كل الاتجاهات. وقد استشهد عددا من الاخوة منهم على ما اذكر الشهيد الملازم اول شفيق والذي قدم له ابو عمار مسدسه الشخصي لشجاعته وهنا لا استطيع التأكيد اذا ما كان استشهد في العرقوب ام بعدها في معارك الجبل اما من استشهدوا فعلا في معارك كفر شوبا على ما اذكر منهم الاخ الشهيد / ابراهيم اسعد برهم من قضاء طول كرم والشهيد عبد السلام محمد نوفل ( محمد سلمان) وهو من اعضاء الجبهة الشعبية من مواليد غزة هاشم والأخ الشهيد احمد عبد الكريم صالح من مواليد البيرة وأصيب العديد من المقاتلين بجراح وانتهت المعركة لصالحنا وعلى مدار ايام والصحافة اللبنانية وصحافة الثورة الفلسطينية تجري لقاءات مع ابو خالد العملة ويحيى رباح والأخ الذي تردد اسمه كقائد للمجموعة التي اقتحمت موقع رويسات العلم واعتقد انه ابو جهاد سمارة او انه احد القادة الميدانيين في المعركة متمنيا من الله ألا اكون قد ذكرت الاسم الخطأ لأنني اكتب عن هذه المعركة والمسافة بيننا وبينها عام وارجوا المعذرة من كل للابطال الذين شاركوا في هذه المعركة التي لا تستطيع الذاكرة نسيانها وان لم نستطيع ان نتذكر تفاصيل وأسماء ابطالها من الكتيبة الثانية ومن شاركوا فيها من ابطال الفصائل الفلسطينية.

" تحية الى كل الابطال اللذين خاضوا غمارها , وتحية الى ارواح الشهداء الذين عرفناهم والذين هم من الشهداء الابطال المجهولين وتحية الى روح ابو خالد العملة الذى بدا بطلا وانتهى بالانشقاق ولكنها الحقيقة مع الاسف ( ولكل جواد كبوة) ".



اللواء م / مازن عز الدين

عضو المجلس الوطني

عضو المجلس الاستشاري

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر