صامد

صامد

السبت، 17 سبتمبر 2016

الرئيس في قمة "عدم الانحياز": نتطلع لدعمكم للمبادرة الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي للسلام

صامد للأنباء -

 أي عملية تفاوضية ذات جدوى تقتضي الالتزام بالقرارات الدولية ومرجعيات السلام

الاحتلال يحرمنا من كل شيء ويحبط كل جهد دولي لتحقيق السلام

جزيرة مارغرينا (فنزويلا) 17-9-2016 وفا– قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إننا نتطلع إلى دعم دول حركة عدم الانحياز للمبادرة الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي للسلام، وبما ينهي الصراع جذريا وينزع الذرائع من المتطرفين ودعاة الإرهاب، "فنحن نريد السلام للجميع دون استثناء".
وأضاف سيادته، في كلمته في قمة عدم الانحياز، الدورة السابعة عشرة المنعقدة في جزيرة مارغرينا– فنزويلا، اليوم السبت، "إن حركتكم العتيدة تستطيع القيام بدور إيجابي وبناء وفاعل بهذا الصدد"، مشددا على أن أي عملية تفاوضية ذات جدوى تقتضي الالتزام بالقرارات الدولية، ومرجعيات السلام، وتنفيذ جميع الاتفاقات الموقعة ووقف الاستيطان بشكل كامل، وتفكيك الجدار، والإفراج عن الأسرى.
وقال الرئيس إن "دعوة هذه القمة للسلام والسيادة والتضامن، هي في القلب والصميم من تحقيق الحرية والكرامة واحترام الشعوب في اختيار مصائرها وإدارة مواردها وتنميتها، وفي وطني فلسطين فإن الاحتلال يحرمنا من كل شيء، ويحبط كل جهد دولي من أجل تحقيق السلام ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله".
وجدد التأكيد على أن "أيدينا ممدودة للسلام، ونسعى لتحقيقه مع جيراننا بالطرق السلمية والقانونية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما جاءت في قمة بيروت 2002، وتحقيق رؤية حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام وحسن جوار، غير أن هذا لن يصبح واقعا ملموسا إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وقيام دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أنه يتوجب على إسرائيل، قوة الاحتلال، وقف بناء المستوطنات في أراضينا، ومنع المستوطنين من ممارساتهم العدوانية، والتوقف عن السيطرة على أرضنا ومصادرنا الطبيعية، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، وخرق الاتفاقيات الموقعة وفرض الحصار على جزء من وطننا، قطاع غزة.
وقال: "نجدد التأكيد على تمسكنا بالمبادرة الفرنسية، ونثمن عاليا اجتماع باريس الوزاري الذي عقد في 3 حزيران يونيو الماضي، ونواصل العمل مع فرنسا والأطراف العربية والأوروبية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، لعقد المؤتمر الدولي للسلام، وخلق آلية مواكبة جديدة للمفاوضات، وفق جداول وأسقف زمنية محددة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وصولا لنيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله".
وحول المصالحة الفلسطينية، قال سيادته: "إننا نعمل على إنجاز المصالحة الفلسطينية والمضي نحو الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ونعمل على إعادة إعمار قطاع غزة للتخفيف من عذابات شعبنا ومعاناته، وفك الحصار المفروض عليه، ونحن ماضون في بناء مؤسساتنا الوطنية وفق المعايير الدولية والأسس الديمقراطية، وسيادة القانون، وضمان حقوق الإنسان، وتمكين المرأة والشباب".
وأكد سيادته التمسك بقيم حركة عدم الانحياز ومبادئها العشرة، و"نحن جاهزون للتعاون مع دول الحركة كافة، وتقديم ما يتوفر لدينا من خبرات فنية بكوادر مؤهلة وذات فاعلية وقدرة متميزة على الإنجاز، وبما يعود بالفائدة والمنفعة على الجميع"، متمنيا للقمة النجاح في أعمالها، والخروج بالقرارات التي تنشدها لخير شعوبها ودولها الأعضاء والعالم أجمع.

وفيما يلي نص كلمة فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، في قمة عدم الانحياز – الدورة السابعة عشرة المنعقدة في جزيرة مارغرينا – فنزويلا (17-18/9/2016):
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس نيكولاس مادورو مورو،
أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
بداية يطيب لنا أن نعبر عن بالغ سرورنا بحضور هذه القمة المنعقدة في جمهورية فنزويلا البوليفارية، وهنا في جزيرة مارغرينا الرائعة برئاسة فخامة الرئيس نيكولاس مادورو، شاكرين له ولحكومة وشعب فنزويلا الصديقة، حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، التي لقيناها في بلدهم الصديق الشامخ والأبي بشعبه وقيادته.
واشكركم على كلمتكم القيمة والجامعة وبشكل خاص ما ذكرتموه بشأن القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني باعتبارها القضية المركزية لحركة عدم الانحياز.
كما نشكر جمهورية إيران الإسلامية على رئاستها للقمة السابقة، مثمنين جهودها في خدمة حركة عدم الانحياز.
 السيد الرئيس، السيدات والسادة،
يأتي انعقاد هذه القمة بعد مضي أكثر من اثنتين وستين سنة على انعقاد قمة باندونغ التي وضعت الأسس الأولى لهذه الحركة العتيدة، وبعد مضي كل تلك العقود التي خلت، فما زالت مبادئها تكتسب ذات الأهمية في أيامنا هذه، وما زلنا أحوج ما نكون هذه الأيام لرؤية هذه القيم تحكم العلاقات الدولية، في ظل قرارات الشرعية الدولية، وهذا يؤكد أن القادة الرواد لهذه الحركة الأصيلة، كانوا يتمتعون ببعد نظر ورؤية مستقبلية ثاقبة.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن فلسطين وقضيتها العادلة، وحقوق شعبها كانت منذ البدايات الأولى في صلب وجوهر نشاطات حركة عدم الانحياز، التي لطالما وقفت معنا على الدوام في المحافل والهيئات الدولية، وكانت وما زالت في طليعة الداعمين والمدافعين عن فلسطين من أجل تمكين شعبنا من تقرير مصيره، ونيل حريته واستقلاله.
 وكم سررنا أن نلتقي بكم مجددا أيها الأصدقاء والأشقاء في هذه القمة في دورتها السابعة عشرة التي تنعقد تحت شعار "السلام، والسيادة والتضامن من أجل التنمية"، ونحن على ثقة تامة بأن فلسطين ستكون حاضرة بقوة على أجندتها، وإننا لنعول على دعم دولها الأعضاء لشعبنا وقضيتنا؛ الذي هو أحوج ما يكون لتحقيق السلام والسيادة الوطنية على أرضه ومقدراته، والتضامن معه في ظل استمرار هذا الاحتلال الإسرائيلي البغيض لأرضنا.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أود أن أشيد هنا بالإنجازات التي حققتها حركة عدم الانحياز في تطوير العلاقات الطيبة والتضامنية فيما بين أعضائها، من أجل خير ورخاء شعوبها ودولها بل والعالم بأسره؛ إلا أنه وبعد مضي قرابة سبعة عقود على نكبة شعبنا، فما زال هناك أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني، ينتظرون إنصافهم وتمكينهم من العودة لديارهم، وممتلكاتهم في وطنهم فلسطين وفقا للقرار الأممي 194، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على صدور أبناء شعبنا منذ 49 عاما، على أرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
ونحن إذ نحيي جهودكم في دعم القضية الفلسطينية، لنهيب بكم جميعا، لبذل المزيد من الجهود والدعم لها في المحافل الدولية، وأن تقوم الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، أن تقوم بذلك، لأن مثل هذه الاعترافات ستسهم في تعزيز الأمن والسلم العالميين، وتبعث الأمل في نفوس أبناء شعبنا.

 السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن دعوة هذه القمة للسلام والسيادة والتضامن، هي في القلب والصميم من تحقيق الحرية والكرامة واحترام الشعوب في اختيار مصائرها وإدارة مواردها وتنميتها، وفي وطني فلسطين فإن الاحتلال يحرمنا من كل شيء، ويحبط كل جهد دولي من أجل تحقيق السلام ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إننا إذ ندين الإرهاب، بكافة صوره وأشكاله ومن أي جهة كان مصدره، لنتطلع إلى رؤية اليوم الذي يتم فيه اجتثاث جذوره من منطقتنا والعالم، وإنني أدعم كل جهد يبذل في منطقتنا والعالم من أجل الحوار وإيجاد الحلول السياسية الخلاقة، ونتمنى للدول العربية الشقيقة التي تشهد أوضاعا صعبة منذ عدة سنوات أن تستعيد وئامها واستقرارها ووحدة أراضيها واللحمة لشعوبها، ونحن نتمنى الخير والسلام والرخاء للجميع.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أجدد التأكيد أمامكم هنا، بأن أيدينا ممدودة للسلام، ونحن نسعى لتحقيقه مع جيراننا بالطرق السلمية والقانونية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما جاءت وكما وردت في قمة بيروت 2002، وتحقيق رؤية حل الدولتين فلسطين وإسرائيل تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام وحسن جوار، غير أن هذا لن يصبح واقعا ملموسا إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا المحتلة منذ عام 1967، وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، يتوجب على إسرائيل قوة الاحتلال وقف بناء المستوطنات في أراضينا، ومنع المستوطنين من ممارساتهم العدوانية، والتوقف عن السيطرة على أرضنا ومصادرنا الطبيعية، وخنق الاقتصاد الفلسطيني، وخرق الاتفاقيات الموقعة وفرض الحصار على جزء من وطننا، قطاع غزة، إن إسرائيل تتصرف بصفتها قوة احتلال غاشمة تضع نفسها فوق القانون الدولي، وتستمر في بناء الحواجز والجدران وتحتجز آلاف أسرى الحرية الفلسطينيين في سجونها، وتمتهن مقدساتنا وتفرض سياساتها وإجراءاتها غير الشرعية على أرضنا وشعبنا، الأمر الذي ولد اليأس وفقدان الأمل في نفوس أبناء شعبنا.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
في ظل انسداد الأفق السياسي أمام عملية سلام ذات مغزى، بسبب التعنت الاسرائيلي، الأمر الذي أفشل الجهود المقدرة التي بذلتها الولايات المتحدة، وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول العربية، ودول صديقة أخرى، لتحقيق السلام في منطقتنا.
 وبناء على ما تقدم سرده من واقع مرير، فإننا نجدد هنا التأكيد على تمسكنا بالمبادرة الفرنسية، ونثمن عاليا اجتماع باريس الوزاري الذي عقد في 3 حزيران/ يونيو الماضي، ونواصل العمل مع فرنسا والأطراف العربية والأوروبية والدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، لعقد المؤتمر الدولي للسلام، وخلق آلية مواكبة جديدة للمفاوضات، وفق جداول وأسقف زمنية محددة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وصولا لنيل شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله.
إننا أيها الأصدقاء الأعزاء، نتطلع لدعمكم للمبادرة الفرنسية لعقد المؤتمر الدولي للسلام، وبما ينهي الصراع جذريا، وينزع الذرائع من المتطرفين ودعاة الإرهاب. فنحن نريد السلام للجميع دون استثناء.
 وإن حركتكم العتيدة (حركة عدم الانحياز) تستطيع القيام بدور إيجابي وبناء وفاعل بهذا الصدد، وأود أن أشدد هنا كذلك على أن أية عملية تفاوضية ذات جدوى تقتضي الالتزام بالقرارات الدولية، ومرجعيات السلام، وتنفيذ جميع الاتفاقات الموقعة، ووقف الاستيطان بشكل كامل، وتفكيك الجدار، والإفراج عن الأسرى.   

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إننا نعمل على إنجاز المصالحة الفلسطينية والمضي نحو الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ونعمل على إعادة إعمار قطاع غزة للتخفيف من عذابات شعبنا ومعاناته، وفك الحصار المفروض عليه، ونحن ماضون في بناء مؤسساتنا الوطنية وفق المعايير الدولية والأسس الديمقراطية، وسيادة القانون، وضمان حقوق الإنسان، وتمكين المرأة والشباب.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
وقبل أن أنهي كلمتي، أود التأكيد على تضامن دولة فلسطين مع جمهورية فنزويلا البوليفارية، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة الحصار المفروض، والحرب الاقتصادية المعلنة ضد الحكومة المنتخبة التي يقودها الرئيس مادورو، ونأمل من حركتنا إعلان تضامنها الكامل مع فنزويلا للحفاظ على وحدة أرضها وشعبها.

السيد الرئيس، السيدات والسادة،
أود أن أؤكد تمسكنا بقيم حركة عدم الانحياز ومبادئها العشرة، ونحن جاهزون للتعاون مع دول الحركة كافة، وتقديم ما يتوفر لدينا من خبرات فنية بكوادر مؤهلة وذات فاعلية وقدرة متميزة على الإنجاز، وبما يعود بالفائدة والمنفعة على الجميع.
أتمنى لهذه القمة النجاح في أعمالها، والخروج بالقرارات التي تنشدها لخير شعوبها ودولها الأعضاء والعالم أجمع.      
والسلام عليكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر