صامد

صامد

الخميس، 28 أبريل 2016

مانديلا في فلسطين.. إلى الأبد

صامد للأنباء -


عن  وفا- بلال كسواني

 تحتفل فلسطين اليوم، بتدشين ميدان الزعيم المناضل من أجل الحرية في جنوب أفريقيا والعالم نلسون مانديلا، حيث سيزاح الستار مساء اليوم الثلاثاء بحي الطيرة بمدينة رام الله، عن مجسم كبير للزعيم الأممي.

بلدية رام الله أكدت أنها أنهت استعداداتها لتدشين النصب الضخم بطول 6 أمتار للمناضل والثوري صديق الشعب الفلسطيني وداعم القضية الفلسطينية الذي أفنى حياته في مواجهة الفصل العنصري نيلسون مانديلا.. أحد أهم رموز الحرية في العالم.

وتمتد العلاقات الفلسطينية مع جنوب افريقيا إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي، منذ اللقاء الأول الذي جمع الشهيدين ياسر عرفات وصلاح خلف، بقادة طلابيين ينتمون إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ANC، في المؤتمر الطلابي المنعقد عام 1956م، في أوروبا الشرقية.

كما يذهب توثيق الذاكرة الفلسطينية إلى تأكيد أول لقاء رسمي جمع الحركة الوطنية الفلسطينية بنظيرتها الجنوب إفريقية، من خلال لقاء رتّبتهُ الحكومة الجزائرية في الجزائر المستقل حديثا عام 1965م، جمع الشهيد خليل الوزير من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، بالراحل الكبير أوليفر تامبو، الذي كان مسؤولا عن العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي قبل أن يصبح رئيسا له بعد عامين أو أكثر.

وتشاركت الحركة الوطنية الفلسطينية التي ضمت فعليا، فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها حركة فتح، مع الحركة الوطنية الجنوب إفريقية، التي ضمت عدة أحزاب، أبرزها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، والحزب الشيوعي الجنوب إفريقي، منصة مبادئ وأهداف واحدة، تلخصت في السعي إلى الحرية والاستقلال والمساواة وتحقيق تقرير المصير، وإنهاء كافة أشكال السيطرة بالإكراه، سواء أكانت عبر الاحتلال الإسرائيلي أو عبر تشريع نظام الفصل العنصري، المعروف اختصارا بنظام "الأبارتهايد".

وكان خطاب القرن الأشهر للزعيم ياسر عرفات في الأمم المتحدة عام 1974م، قد أكد على حق الشعب الجنوب إفريقي في الحرية والمساواة والحياة الكريمة، معلنا إدانته لنظام الأبارتهايد البائد، ووقوف الشعب الفلسطيني وتضامنه المطلق مع شعب جنوب إفريقيا.

وهكذا يمكن القول إن ازدهارا في العلاقات الفلسطينية الجنوب إفريقية قد شهدته أواخر عقد الستينيات من القرن الماضي، بالإضافة إلى عقدي السبعينيات والثمانينات، حتى وصلت العلاقة إلى التوافق الضمني، إعلاميا وسياسيا وتضامنيا في كلا البلدين، على وصف العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والجنوب إفريقي، بالشراكة النضالية، أكدتها جملة الراحل الأممي الكبير نيسلون مانديلا في منتصف التسعينيات، حينما قال: "إن حرية جنوب إفريقيا ستبقى منقوصة ما لم تحصل فلسطين على حريتها"، فيما قال الرئيس الحالي جاكوب زوما عام 2010، "إننا والشعب الفلسطيني كنا نقاتل سويا".

وكانت العلاقة الشخصية التي نشأت بين الراحلين والثوريين الكبيرين، ياسر عرفات، ونيسلون مانديلا، قد بدأت إبان فترة وجود مانديلا في المعتقل، وذلك بتبادل رسائل ولقاءات مع قيادات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وتواصل أخلاقي بين الرئيس عرفات وعائلة نيلسون مانديلا خلال فترة اعتقاله. فيما يؤكد الأرشيف الفلسطيني أن أول لقاء جمع الزعيمين عرفات ومانديلا، كان في العاصمة الزامبية لوساكا، وذلك بعد الإفراج عن مانديلا بفترة وجيزة عام 1990م، وتبع ذلك لقاء آخر في العاصمة الناميبية ويندهوك، في نفس العام، تلته عدة لقاءات في عواصم أخرى.

وحضر الرئيس الشهيد ياسر عرفات إلى جنوب إفريقيا عام 1994م، مراسم تنصيب الزعيم نيلسون مانديلا، كأول رئيس أسود ومنتخب ديموقراطي لجنوب إفريقيا، وكانت حظوة الاستقبال لعرفات تشير إلى خصوصية في العلاقة، وهو ما تبعته زيارات متبادلة أخرى، كان أبرزها زيارة مانديلا لفلسطين عام 1996م، لتتوالى الزيارات على المستوى القيادي الرفيع، سيما وأن جنوب إفريقيا قد لعبت دورا هاما في حركة عدم الانحياز التي استضافت مؤتمراتها أكثر من مرة، دعما لفلسطين، ما أدى إلى انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي ذات مرة من المؤتمر، على إثر إصرار جنوب إفريقيا على ربط العنصرية بالصهيونية.

وتدعم جمهورية جنوب إفريقيا كافة المشروعات المقدمة في المحافل الدولية، دعما للشعب الفلسطيني، بشكل يتعدى دور المناصر إلى دور الملتزم بالقضية الفلسطينية، الذي يتصرف وكأنه متضرر من الصراع، وهو ما تجلى في مستوى الدعم الجنوب إفريقي للقرار المقدم ضد جدار الفصل العنصري عام 2004م، في محكمة لاهاي الدولية، علما أن فلسطين قد افتتحت سفارتها في العاصمة بريتوريا بجنوب أفريقيا، التي تحظى بصفة وتمثيل دبلوماسيين كاملين، في نيسان من العام 1995م، فيما افتتحت جنوب أفريقيا ممثلتيها في فلسطين في شهر آب من ذات العام، وهناك اتفاقيات تعاون ثنائي موقعة بين البلدين في عدة مجالات.

وتكرم فلسطين اليوم الزعيم الأممي منديلا الذي كان قد زارها قبل 20 عاما بتخليده في تمثال سيبقى شاهدا ودائما إلى الأبد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر