صامد

صامد

الخميس، 14 أبريل 2016

الاسرى: امير الشهداء وضع حرية الاسرى والاهتمام بهم جزء من الاستراتيجية الكفاحية الفلسطينية

صامد للأنباء -
 افادت هيئة شؤون الاسرى في تقرير لها بمناسبة مرور 28 عاما عاى اغتيال الشهيد القائد خليل الوزير ابو جهاد يوم 16/4/1988 ان امير الشهداء وضع استراتيجية فلسطينية تتمثل باعتبار قضية حرية الاسرى والافراج عنهم والاهتمام بهم وبعائلتهم.
ويعتبر ابو جهاد مهندس الانتفاضة عام 1987 ومن رسم برنامجها في رسالته الشهيرة يوم 27/3/1988 تحت عنوان لنستمر في الهجوم، لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة، لا صوت يعلو فوق صوت م ت ف .
التواصل مع الاسرى :
امتد اهتمام الشهيد ابو جهاد بالعمل التنظيمي داخل الأراضي المحتلة ليصل إلى السجون والمعتقلات الإسرائيلية حيث يقبع الآلاف من الاسرى والأسيرات والذين لم يعرفوا قائدا تواصل عمليا معهم سوى ابو جهاد.

وقد اشرف ابو جهاد وبتعليماته وإشرافه على تأسيس وتطوير أقوى البنى التنظيمية بالسجون وتأسست قيادة صلبة بالسجون كانت على اتصال دائم معه وقد تحولت السجون إلى قلاع مواجهة ومدارس وأكاديميات ولعب الاسرى بعد تحررهم الدور البارز في قيادة الانتفاضة.
وكان ابو جهاد يتلقى ما يصله من السجون باهتمام وتقدير ويطلب إعطاء الأولوية للرسائل القادمة من السجون، وكانت رسائله للأسرى سواء التنظيمية والسياسية تصل باستمرار وتعمم إلى كافة مواقع الاسرى وتعتبر ملهما ومرشدا لهم، وقد اهتم ابو جهاد بالتفاصيل وتدخل في حل الكثير من القضايا الاجتماعية وركز كثيرا على الوحدة الوطنية داخل قلاع الأسر.
وفي أرشيف ابو جهاد سنجد رسائل عديدة وردت من المعتقلين كانت تصله بانتظام وتتضمن تقارير وافية عن الأوضاع بالسجون وكان ابو جهاد حريصا على انتظام الرد على هذه الرسائل بنفسه.
وقد اعترفت سلطات الاحتلال أن ابو جهاد لعب دورا كبيرا في تنظيم الحياة الاعتقالية وتحويل السجون إلى مدارس للتدريب والتربية السياسية والتنظيمية والعسكرية.
رؤية ابو جهاد لموضوع الاسرى:
اهتمام ابو جهاد بالأسرى كان منذ بداية انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبرز ذلك عندما اعتقل أول أسير فلسطيني بتاريخ 8/1/1965 وهو محمود بكر حجازي وحينها قال ابو جهاد: من حق المناضلين علينا وعلى حركتهم أن توفر لهم ثلاث أنواع أساسية من الحماية هي:

أولا: حق حماية العضوية في م ت ف.
ثانيا: حق الحماية السياسية التي تفرض على الحركة تبني كل معتقل أو أسير من بين أعضائها، وتعمل على الدفاع عنه، وتلتزم بالسعي لإطلاق سراحه.
ثالثا: حق الحماية الاجتماعية التي توفر للمناضل وأسرته مستوى لائقا من الحياة وتعليم أبنائه والوفاء بالالتزامات المادية في حالة الأسر أو الاعتقال أو الاستشهاد.
وعلى المدى تحولت رؤية ابو جهاد إلى سمة مشرفة من سمات الثورة وعنوانا بارزا من عناوينها العظيمة عندما تأسست مؤسسة رعاية الاسرى والشهداء والجرحى.
ابو جهاد والأسير الأول:
يقول الشهيد ابو جهاد: عندما وقع محمود بكر حجازي في الأسر حركنا العالم كله خلف قضيته، وخلال ستة أشهر كنا قد رفعنا مذكرات إلى هيئة الأمم المتحدة وكل الهيئات الدولية والأجنبية التي ترعى حقوق الاسرى، واتصلنا بعدد من نقابات المحامين الأجانب وجندنا بعضهم للدفاع عن محمود الذي كان قد صدر بحقه بداية حكما بالإعدام، ورفضت سلطات الاحتلال أن يتولى المحامي الفرنسي الشهير( جاك فيرجس) الدفاع عنه والذي كلفناه بذلك.

ويقول ابو جهاد: أن بلاغ القيادة العامة لقوات العاصفة رقم 34 الذي صدر في 22/11/1965 كنا قد خصصناه بالكامل لموضوع الأسير محمود بكر حجازي وأكدنا خلاله على ضرورة تحويل محاكمته إلى محاكمة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي نفسه.
وقد أطلق سراح محمود بكر حجازي عام 1971 خلال إجراء عملية تبادل بين م ت ف وإسرائيل مقابل إطلاق سراح الإسرائيلي (شموئيل روزنفر) الذي اختطفته حركة فتح بتعليمات من ابو جهاد.
أبو جهاد وإطلاق سراح الاسرى:
إن الهاجس الدائم للقائد الشهيد ابو جهاد كان إطلاق سراح الاسرى من السجون وكانت تعليماته دائما خلال العمليات العسكرية للفدائيين بخطف جنود لأجل مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

وتنفيذا لهذه التوجيهات قامت وحدة مؤلفة من أربعة كوادر من قطاع الأرض المحتلة الذي كان يقوده ابو جهاد بعملية عسكرية صامتة في منطقة بحمدون تمكنت خلالها من اسر ثمانية من الجنود الإسرائيليين بكامل أسلحتهم ومعداتهم، وجرت فيما بعد عملية مبادلة الاسرى على مرحلتين : الأولى بتاريخ 23/11/1983 تضمنت إطلاق سراح 6 أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 4800 معتقل من سجن أنصار و 65 أسيرا من سجون الاحتلال في الأراضي المحتلة، منهم 8 أسرى من الداخل 1948، و 35 معتقلا كان قد تم احتجازهم في عملية القرصنة البحرية في المياه الإقليمية اللبنانية، إضافة إلى الافراج عن الوثائق والتقارير والمراجع والدراسات التي هي محتويات أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني الذي صادرته ونهبته القوات الإسرائيلية لدى دخولها بيروت الغربية.
الثانية: وهي عملية التبادل التي جرت بين الجبهة الشعبية القيادة العامة وإسرائيل، و كانت القيادة العامة قد احتفظت بأسيرين من الثمانية خلال نقل الاسرى في منطقة البقاع، حيث تم إطلاق سراح 1150 معتقل فلسطيني ولبناني.
وفي 21/4/1985 وبتوجيهات الشهيد ابو جهاد انطلقت مجموعة مكونة من 28 فدائيا باتجاه شواطئ تل أبيب وكان هدف العملية احتجاز اكبر عدد من كبار الضباط والعاملين في وزارة الدفاع الإسرائيلي بهدف إجراء تبادل للأسرى.
وكان ابو جهاد مشحونا بالأمل في نجاح آخر عملية فدائية قام بتوجيهها إلى المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا يوم 7/3/1983 لأجل تحرير 9 آلاف أسير فلسطيني معتقلين في السجون في ذلك الوقت، واعتبر المحللون أن هذه العملية ذات البعد الاستراتيجي في دلالاتها السياسية والعسكرية هي التي دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ قرار باغتيال ابو جهاد في تونس.
ابو جهاد والمفاوضات حول إطلاق سراح الاسرى
موقف ابو جهاد خلال المفاوضات التي جرت لإتمام عملية تبادل الاسرى عام 1983، وابرز هذه المواقف.

1) إعلان ابو جهاد يوم 9/9/1983 أن الجنود الإسرائيليين المأسورين هم أسرى حرب لدى م ت ف وأنهم يعاملون معاملة حسنة، وفق الاتفاقيات الدولية بهذا الشأن وان م ت ف تسمح للصليب الأحمر الدولي بزيارتهم.
2)أعلن ابو جهاد يوم 19/3/1983 أن م ت ف على استعداد لإطلاق سراح الاسرى الإسرائيليين الثمانية إذا وافقت سلطات الاحتلال على اعتبار ومعاملة كافة الاسرى فAي لبنان وفي السجون الإسرائيلية كأسرى حرب حسب القوانين والأنظمة الدولية الخاصة بذلك وان تعلن التزامها هذا أمام الأوساط الدولية، وقد رفضت إسرائيل على الفور اقتراح ابو جهاد والاعتراف بالأسرى الفلسطينيين واللبنانيين أسرى حرب.
3) ابلغ ابو جهاد يوم 4/8/1983 الصليب الأحمر الدولي بأن المنظمة تريد ضمانات بعدم تعرض الاسرى بعد الافراج عنهم إلى أي ملاحقة أو أذى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر