صامد

صامد

السبت، 9 أبريل 2016

صور: الذكرى ال43 على اغتيال القادة الابطال شهداء اللجنة المركزية لحركة فتح

صامد للأنباء -

يصادف غدآ الاحد الذكرى الثالثة والأربعين على أغتيال القادة الثلاثة العمالفة الذين صعنوا بدمائهم التاريخ ..قيادة عشقت الشهادة


الشهيد القائد محمد يوسف النجار وزوجته الشهيدة المناضلة ام يوسف..

ام يوسف النجار :المناضله البطله التي تصدت للوحده الخاصه واطلقت النار عليهم من سلاح كان لديها وسقطت شهيده مع الشهداء الثلاثه
نقف تحية وتقدر إلي عمالقة شهداء الثورة ... الشرفاء أصحاب التاريخ والبطولة والمواقف المشرفة فلهم كل التحية والتقدير

الشهيد القائد/ محمد يوسف النجار (أبو يوسف)
من مواليد قرية يبنا قضاء الرملة عام 1930، وعندما حلت نكبة عام 1948م لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة واستقر به المطاف في مخيم رفح للاجئين حيث عمل موظفاً في مركز الخدمات الاجتماعية بوكالة غوث اللاجئين، ثم مدرساً حتى عام 1955م، عرف عن أبو يوسف بمواقفه الوطنية حيث قاد إحدى المظاهرات عام 1954م وطالب فيها بالتجنيد الاجباري للشبان الفلسطينيين، لذلك تم اعتقاله لمدة أربعة أشهر، واعتقل مرة ثانية في مارس عام 1955م لقيادته إحدى المظاهرات احتجاجاً على مشروع التوطين في شمال سيناء، وأودع سجن القناطر الخيرية حتى مارس عام 1957 لينتقل بعدها إلى قطر للعمل في دائرة المعارف حيث تعرف هناك على كل من كمال عدوان ومحمود عباس وغالب الوزير ورفيق النتشه وعبدالله الدنان، وبدأ في إنشاء تنظيم فلسطيني هدفه تحرير فلسطين.
كان أبو يوسف النجار عضواً في لجنة دولة قطر إلى الأقطار العربية لاختيار المدرسين للعمل في قطر، واستخدم أبو يوسف هذا الموقع في العمل السياسي والتنظيمي وبخاصة أثناء زياراته لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وبذلك يكون أبو يوسف من الرواد الأوائل لحركة فتح في قطر منذ أوائل عام 1960م
اختير عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ العام 1963م واستمر فيها حتى استشهاده عام 1973م وقد شغل منصب المفوض المالي وأسندت إليه القيادة العامة لقوات العاصفة وقيادة عملية الانطلاقة في 1/1/1965م
تفرغ أبو يوسف النجار في صيف عام 1967م وأشرف لفترة قصيرة على الجهاز المالي لحركة فتح، وانتخب في الدورة الخامسة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني (القاهرة 1-4-1969) عضوا في اللجنة التنفيذية عن حركة فتح ورئيسا للدائرة السياسية فيها واستمر في هذا المنصب حتى تاريخ استشهاده في 10/4/1973م في عملية فردان في بيروت.
كان كذلك رئيساً للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان.
شارك أبو يوسف في الكثير من المؤتمرات والندوات الدولية والعربية وكان آخرها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في بنغازي (24-26/3/1973م) حيث كان رئيساً لوفد فلسطين.
استشهد وزوجته أم يوسف في عملية فردان والتي راح ضحيتها أيضاً كمال عدوان، وكمال ناصر.
ثانيا: الشهيد القائد/ أحمد كمال عبد الحفيظ عدوان/ أبو رامي.
من مواليد قرية بربرة عام 1935م وكان والده مقاولاً ومن وجهاء القرية حيث لجأت العائلة إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948م حيث أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدارسها ومن ثم التحق كمال عدوان بجامعة القاهرة عام 1954م في كلية الهندسة تخصص (بترول ومعادن) لقد نشأت فكرة الكفاح المسلح عند كمال عدوان منذ ذلك الوقت حيث تعرف في تلك الفترة على كل من خليل الوزير وحمد العايدي وعبدالله صيام .
شارك كمال عدوان في المؤتمر التحضيري الأول لمؤسسي فتح في آذار عام 1956م بالقاهرة والذي تقرر فيه تأجيل الإعلان عن التنظيم إلى عام قادم، وبعد عودة الإدارة المصرية إلى قطاع غزة عام 1957م وجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها، التقت نواة فتح في مؤتمر تحضيري ثاني بغزة، وفي نفس العام سافر إلى قطر قبل أن ينهي دراسته الجامعية، حيث تعرف هناك على كل من محمود عباس، عبدالله الرنان، محمد يوسف النجار.
في عام 1958م عمل في حقل البترول مع شركة أرامكو كمتدرب، وأثناء ذلك شارك بوضع ميثاق فتح في أيلول/سبتمبر عام 1958م مع كل من عبد الفتاح حمود، وياسر عرفات، وخليل الوزير، وسعيد المسحال وعادل ياسين ومحمود عباس وكان له دور طليعي في إرساء مبادئ حركة فتح.
في العام 1961م، انتقل إلى قطر للعمل كمهندس بترول بعد أن كان قد تخرج من الجامعة وشارك في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الأولى التي عقدت في القدس بتاريخ(28/5-2/6/1964م).
في شهر أيلول عام 1968م ترك عمله في قطر وتفرغ للعمل في حركة فتح كمسؤولاً للإعلام، واتخذ من مدينة عمان مقراً له واستطاع أن يقيم جهازاً إعلامياً متطوراً ، له صحيفته، وعلاقاته على الصعيدين الاعلامي العربي والدولي، كما شارك في تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها الثالث الذي عقد في سوريا في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1971م، وأوكلت إليه مسئولية قطاع الأرض المحتلة (القطاع العربي) والأشراف على النضال والعمل العسكري في الداخل.
اختير عضواً في اللجنة التحضيرية لاختيار أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي عقد في القاهرة في شهر مارس عام 1972م
استشهد بتاريخ 10/4/1973م في منزله الكائن في منطقة فردان في بيروات حيث تم اغتياله على يد قوة إسرائيلية واستشهد كذلك كل من أبو يوسف النجار، وكمال ناصر.

((تفاصيل مثيرة حول عملية الفردان ))
في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من فجر العاشر من نيسان عام 1973 استيقظ يوسف أكبر أبناء الشهيد أبو يوسف على صوت إطلاق نار خفيف في الشارع الذي يقطنون فيه. هرع يوسف (16 عاما) إلى غرفة والديه ليوقظ والده الذي قال له أن إطلاق النار ربما كان من أحد الأعراس في الجوار. وقبل أن يعود يوسف إلى غرفته دوى إنفجار شديد اثر عبوة ناسفة لباب شقة أبو يوسف واقتحم 8 إلى 10 من رجال الكوماندوز الإسرائيلي الشقة. كان بعضهم ملثم وبعضهم بدون غطاء للوجه يتحدثون بالعبرية والإنجليزية والعربية.

أسرع أبو يوسف واغلق الباب الفاصل بين غرف النوم وغرفة الجلوس في الشقة وقال ليوسف احضر مسدسي بسرعة.
إلا أن رجال الموساد كانوا خلف ذلك الباب وقد بدأوا بإطلاق النار من اسلحتهم الرشاشة على الباب.
أصيب أبو يوسف بعدة رصاصات في أنحاء مختلفة في جسده ولكنه لم يسقط . اقتحم القتلة المكان بوابل من الرصاص على أبو يوسف الذي ظل واقفاً يتلقى الرصاص في جسده بينما كان يتفقد بعينيه ابناءه وبناته من حوله وصرخ في وجه ابنه البكر يوسف قائلاً له "أهرب" . كانت شقتنا في الطابق السادس ولم يدري يوسف أين يذهب فاتجه صوب غرف نوم والديه والرصاص يلاحقه فأصابت إحدى الرصاصات كتفه الأيسر . إستخدم يوسف سلك الهاتف فربطه في درابزين الشرفة وحاول النزول إلى الشارع ولكنه فوجئ برجل وامرأة في الشارع يطلقون النار عليه فدخل إلى شقة في الطابق الخامس حيث استقبله بعض القساوسة الايطاليين الذين سقوه بعض العصير الذي إتضح فيما بعد أن به مخدراً وتم اكتشاف أنهم من عملاء الموساد المزروعين في لبنان منذ عام تقريباً للمشاركة في العمليه.
في هذه الأثناء خرجت أم يوسف خلف زوجها وابن خالتها لتصد عنه بعض الرصاص بيديها. فكانت تدفع بهم للخلف بينما أبو يوسف ظل واقفاً وقد امتلأ صدره وجسمه بالرصاص. حاول القتلة ابعادها بضربها بكعب البندقية على وجنتها لكنها استماتت في محاولاتها اليائسة للدفاع عن زوجها وأبنائها. أصبحت أم يوسف عائقاً في وجه فريق الإغتيال- هذا ما قاله إيهود باراك في مذكراته- فأطلق عليها ثلاثرصاصات استقرت احداها في وجنتها والثانية في رقبتها والثالثة في صدرها فسقطت . صرخ أبو يوسف فيهم " قتلتوها يا كلاب " ثم سقط إلى جوارها مضرجاً بالدماء أمام غرفة نومي أنا واخواني يوسف وخالد.
بعد دقائق قليلة انتهى كل شيء .غادر القتلة بيتنا بعد أن اطلقوا مئات الرصاصات في كل اتجاه . على الجدران والأثاث والنوافذ فكانت الأرض
مليئة بشظايا الخشب والاسمنت والزجاج . كنت أنظر إلى باب غرفتي لأرى ساقي والدي الممدة على الأرض حين امسكت أختي ختام بكفي أنا وأخي خالد لتخرجنا من الغرفة. فخرجنا مسرعين إلى المطبخ إلا أني تزحلقت في دماء ابي واختلست نظرة سريعة على وجه ابي كانت الأخيرة.وكانت كبرى اخوتي حكمت (20 عاما ) تحضن أمي بين ذراعيها ولم تكن فارقت الحياة بعد ولكنها كانت تنزف بشدة من رأسها ثم توفيت بعد ذلك بساعتين أو ثلاثة على الأكثر .
قرار الاغتيال
كانت حركة فتح في تلك الفترة قد وصلت الى ذروة الصراع مع إسرائيل من خلال العمليات النوعية التي كان يخطط لها الشهيد كمال عدوان في الداخل المحتل وفي الخارج من خلال عمليات أيلول الأسود التي كان يقودها أبو يوسف .كما أصبحت القضية الفلسطينية تكتسب تعاطف العديد من الدول في كافة أنحاء العالم من خلال التحرك الدبلوماسي الذي لازم الكفاح المسلح. وفي خريف 1972 ظهرت جولدا مائير رئيسة الوزراء آنذاك في الكنيست بخطابها المشهور تتوعد بالقصاص ممن خططوا لعملية ميونيخ. وأخذ القرار باغتيال أبو يوسف ، كمال عدوان وابو إياد ثم أضيف كمال ناصر إلى القائمة كونه أصبح يحرج إسرائيل في زيارته إلى دول أوروبا من خلال تعرية دولة إسرائيل بالحقائق بلغات يتقن منها الفرنسية والإنجليزية. وسميت هذه العملية من قبل الموساد " غضب الرب " أحيانا وأحيانا سميت "ربيع الشباب"
تمت العملية بنجاح بالنسبة لإسرائيل ليس لأنهم أكثر قدرة من أجهزة الثورة الفلسطينينه وكادرها ولكن لأن هؤلاء القادة رفضوا مبدأ الاختباء من العدو بل آثروا مواجهته كبقية الشعب الفلسطيني ومقاتليه. أذكر أن جدتي أم محمد والدة ابي وقبل أشهر قليلة من اغتياله كانت تجلس إلى جوار ابي وتقول له يا محمد احرص على نفسك فالناس تقول أنك مطلوب لإسرائيل. فأجابها أبو يوسف وهو يمسك بكفها " يمة أنا طول عمري حامل روحي على كفي ، بدك ابنك يتخبى خلف حراسه. أنا زي باقي الناس "
هذا جزء من هذه الملحمة العظيمة التي عاش شعبنا الفلسطيني فصولاً منها لتبقى لنا وللاجيال القادمة درساً في الكفاح والصمود من أجل ارضنا حق شعبنا وكرامته.







الشهيد القائد كمال ناصر .. الشهيد الشاهد..الشهيد الشاعر..الشهيد العاشق للوطن


كلماته كانت قنابل وصواريخ ونهجه وتوجهه كان يؤمن بالكفاح المسلح لذلك تم استهدافه .يسجل، أن ناصر هو أول شاعر فلسطيني يغتاله الإرهابيون الصهاينة.
وُلد كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر في العاشر من نيسان عام 1924. ومع أنه ينتمي إلى إحدى أشهر أسر بير زيت في الضفة الفلسطينية، إلا أنه ولد في مدينة غزة حيث كان يعمل أبوه. واستشهد كمال في العاشر من نيسان عام 1973، برصاصات أطلقها عليه إيهود باراك شخصياً ضمن ما سمي بمجزرة الفردان التي استشهد فيها أيضاً كمال عدوان ومحمد يوسف النجار وأم يوسف النجار.
أن يكون تاريخ الرحيل مطابقاً لتاريخ المولد، هو أمر يتجاوز المصادفة عندما يتعلق الأمر بشاعر ممسوس بفكرة البعث ويحمل قضية الاستشهاد في شعره ورؤياه. وقد حمل كمال عبء القضية مختاراً، بمزيج من الوعي والاندفاع، لا كردة فعل بل بوحي من هاجس النبوءة والفداء، حتى ليصعب حصر إشاراته إلى الاستشهاد والبعث والشعب في قصائده
درس كمال ناصر في الجامعة الأمريكية. وتخرج منها في بيروت بإجازة العلوم السياسية عام 1945. شجعته أمه، السيدة وديعة ناصر، وهي مثقفة بدورها وتجيد الإنكليزية، على دراسة المحاماة. إلا أن طبيعته النزقة لم تحتمل قضاء سنوات إضافية في كنف الجامعة. ولكنه اشتغل في حقل التعليم فترة من عمره، فقام بتدريس اللغة الإنكليزية مع أنه لم يجد نفسه إلا في الصحافة ليعبر عن أفكاره السياسية ويلبي بعض طموحه الثقافي. ولم يلبث أن تعاون مع هشام النشاشيبي وعصام حماد على إصدار صحيفة “الجيل الجديد” عام 1949 في القدس.
وكأن نيسان الذي ولد واستشهد فيه على موعد دائم معه فقد صدرت هذه الجريدة في الرابع من الشهر الرابع الربيعي. وفي العام التالي وجد نفسه يشارك في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في رام الله لتبدأ مرحلة جديدة في حياته تنتقل به من السجن إلى المجلس النيابي حيث انتخب نائباً عن دائرة رام الله عام 1956، ولا يمكن إغفال دوره في جريدة “البعث” وهي غير الجريدة الشهيرة التي تحمل هذا الاسم وتصدر في دمشق.
فقد أصدر عبد الله الريماوي هذه الجريدة في الضفة الفلسطينية ناطقة باسم التنظيم الفلسطيني للحزب هناك. وكان كمال من أركانها. وقد واصل جهوده الصحفية من خلال صحيفة “فلسطين” التي كانت تصدر في القدس.
بعد انتكاس التجربة الديمقراطية في تلك المرحلة من تاريخ الأردن، توجه إلى دمشق. ليشهد الوحدة العربية الوحيدة التي ولدت في القرن العشرين وانتهت بعد سبعة أشهر وثلاث سنوات من ولادتها. وهي الجمهورية العربية المتحدة برئاسة جمال عبد الناصر. بعد انفصال الوحدة بين سورية ومصر توجه إلى القاهرة حيث تلقى وساماً تقديرياً من الرئيس عبد الناصر. وما إن تسلم حزب البعث مقاليد السلطة إثر ثورة 8 مارس 1963م حتى وجد مكانه الطبيعي في دمشق. بذل جهوداً شخصية لتضييق شقة الخلاف بين حزبه الحاكم في سورية وبين الرئيس جمال عبد الناصر الذي يكن له كل تقدير، إلا أن رياح السياسة جرت بغير ما شاءت سفينة أحلام كمال ناصر. لم تقف خيبته عند هذا الحد، بل سرعان ما برزت الخلافات داخل بيته الحزبي. وكان كمال واضحاً حاسماً في هذا الأمر، فقد أخذ جانب القيادة الشرعية التي يمثلها الأمين العام للحزب، ميشيل عفلق، بل إن المراقبين السياسيين استدلوا على عمق الخلافات، من قصيدة عاصفة ألقاها كمال ناصر في أحد أعياد آذار، وقال فيها:
ما علينا لو كل يوم غزانا
عابر وانتمى إلينا دخيل
فبذور الحياة تكمن فينا
وسيبقى البعث الأصيل الأصيل
حين وصل إلى الشطر الأخير، أشار بيده إلى جهة ما، وتابعت كاميرات التلفزيون تلك الحركة فإذا بإشارته تنتهي إلى وجه “الأستاذ” ـ وهي التسمية المحببة لميشيل عفلق عند مريديه الحزبيين ـ.
يوم 23/2/1966 تحركت الدبابات في دمشق لتحسم الخلاف لصالح القيادة القطرية. وقد قرأت شخصياً بيتاً من الشعر كتبه كمال في بيت السيدة الروائية كوليت الخوري قبل أن يعتقله رفاق الأمس، ولا تزال كوليت تحتفظ بخطه:
لم يبق للبعث عندي ما أغنيه شيعته وسأبقى العمر أبكيه
ومن مفارقات الحياة السياسية في الوطن العربي، أن يسمع كمال ناصر من خلال مذياع السيارة التي تقتاده إلى المعتقل، ومن إذاعة دمشق، صوت المطربة دلال الشمالي تشدو بكلمات كمال ناصر التي قالها في عز زهوه بثورة آذار:
عشرين عاماً نضيء الليل من دمنا في كل نجم لنا جرح أضأناه
فالبعث وعي وإيمان وتضحية والبعث هم كبير قد حملناه
وقد كان اعتقال كمال ناصر أمراً محرجاً لسجانيه. لهذا نستطيع أن نتفهم سهولة فراره من سجن دمشق إلى بيروت، ومن هناك إلى باريس حيث عاش فترة قصيرة تركت أثراً واضحاً في شعره الذي ظهر من خلاله مغترباً مشدوداً إلى وطن يناديه. وهكذا وجد نفسه في الضفة الفلسطينية من جديد. وحين تمت هزيمة حزيران 1967 بدأ في البحث عن وسائل وأشكال لمقاومة الاحتلال، فاعتُقِل وأُبعد هو وأحد أصدقائه المقربين، المحامي المرحوم إبراهيم بكر.
وتتسع ظاهرة الثورة الفلسطينية التي كانت رصاصتها الأولى قد انطلقت في 1/1/1965. وتحتل الاهتمام الأول عند شاعرنا الملتزم ـ وهو المناضل المزمن ـ وحين انتهى الأمر بفصائل المقاومة إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، كان كمال ناصر عضواً في أول لجنة تنفيذية بقيادة ياسر عرفات، وذلك في شتاء 1969 وسرعان ما أسس كمال ناصر دائرة التوجيه والإعلام في م.ت.ف.
ومع أنه أتى على كلمة “الضمير” كصفة له في إطار الجماعة، إلا أنني أستطيع التأكيد أن من أطلق عليه اسم “الضمير” في الثورة الفلسطينية، وكان يناديه بهذا الاسم دائماً هو الشهيد أبو إياد، وسرعان ما أصبح زملاؤه في القيادة الفلسطينية ينادونه بهذا الاسم وكأنه اسمه الشخصي. وبصفته رئيساً لدائرة الإعلام الفلسطيني وبفضل قوة حضوره الشخصي والثقافي، أصبح “الضمير” رئيساً للجنة الإعلام العربي الدائمة المنبثقة عن الجامعة العربية.
وحين تلبدت سماء العاصمة الأردنية بالقلق والتوتر بين القصر والمقاومة، كان كمال في الصف الأول من القيادات التي وقفت إلى جانب ياسر عرفات مع جورج حبش ونايف حواتمة ومنيف الرزاز وعصام السرطاوي وغيرهم ممن كانوا يديرون المفاوضات ويشرفون على التعبئة وإدارة شؤون المنظمة. كان كمال مكلفاً بمهمة لدى لجنة الإعلام العربية الدائمة في القاهرة حين انفجرت الأوضاع. وبدأت أحداث أيلول 1970.
وتولى المحامي إبراهيم بكر، نظراً لغياب كمال ناصر، مهمة مسؤول الإعلام الفلسطيني الأول. وهي فترة أثارت بعض الالتباس كان يغطيها كمال بجواب مازح ليخفي ألمه حين يسأله أصدقاؤه عن سبب عدم وجوده في عمان أثناء المجزرة، فيقول: أنظروا إلى بطاقتي الشخصية. أنا كمال بن بطرس ووديعة ولست عنترة بن شداد وزبيبة.
وقد مر هذا المزاح على بعض المتربصين بمنظمة التحرير فظنوا بمسؤولها الإعلامي شيئاً من الخوف. والواقع كان غير ذلك فقد قدم كمال ناصر استقالته من اللجنة التنفيذية في آذار 1971، ورفضها أبو عمار رفضاً قاطعاً مؤكداً حاجة المنظمة إلى تطوير جريدتها المركزية وهي المهمة المفصلة على قياس “الضمير”. وفي ذلك العام عقد الكمالان ناصر وعدوان مؤتمراً صحفياً أعلنا فيه عن تأسيس الإعلام الفلسطيني الموحد ناطقاً باسم فصائل المنظمة ومنظماتها الشعبية وشخصياتها الوطنية.
ولتأكيد استبعاد الصبغة الحزبية قام كمال ناصر بتحويل اسم مجلة “فتح” إلى “فلسطين الثورة”. ومن حقه وحق من يلي ذكره في هذا الفصل من الرواية الفلسطينية أن نسجل رغبة كمال ناصر في أن يتولى غسان كنفاني رئاسة تحرير فلسطين الثورة. إلا أن أبا فايز ـ رحم الله الشهيدين ـ قال له بلهجته العكاوية المحببة:” العين ما بتعلى على الحاجب” ثم أكد انهماكه في تطوير مجلة “الهدف” الناطقة باسم الجبهة الشعبية وكان غسان مؤسسها ورئيس تحريرها. إلا أنه وعد بإيفاد كاتب وإعلامي كفؤ يمثل الجبهة الشعبية في هيئة الإعلام الموحد. وقد كان.
كان طبيعياً أن ينجح كمال ناصر في تحويل “فلسطين الثورة” إلى صوت متقدم صارخ النجاح في التعبير عن جوهر الوحدة الوطنية، إضافة إلى تقديم الأجوبة عن أسئلة الشعب الفلسطيني. كان يكتب الافتتاحية بتوقيع “فلسطين الثورة” إلا مرة واحدة كتب فيها الافتتاحية بتوقيع “رئيس التحرير”، ولم تكن تلك مصادفة. فقد تضمنت تلك الافتتاحية حنينه إلى مشروع البعث الوحدوي وأحب أن يتحمل مسؤولية تلك الأفكار من جهة أولى. ومن جهة ثانية كان يريد للبعد الديمقراطي أن يأخذ مداه. فحتى رئيس التحرير مؤسس الإعلام الموحد عضو اللجنة التنفيذية لا يمرر أفكاره الخاصة في المجلة المركزية للمنظمة إلا في حالة استثنائية مشار إليها.
في الثامن من تموز “يوليو” 1972، أقدمت المخابرات الصهيونية على اغتيال غسان كنفاني في بيروت. وكان موعد صدور أول عدد لفلسطين الثورة بعد استشهاده، قريباً من الثالث عشر من الشهر. وهو اليوم الذي يصادف ذكرى مرور سنة على استشهاد أبي علي إياد. ويومها خرجت المجلة بصورة كبيرة على الغلاف للشهيد أبي علي. وفي مكان ما كانت ثمة صورة صغيرة جداً للشهيد غسان كنفاني، يومها جن جنون كمال ناصر، وشتم العاملين في المجلة عموماً.
وانفجرت الدموع في وجهه وهو يصيح: “لو تعرفون من فقدتم لبكيتم دماً. ثم إن هذا الشهيد هو الذي رفض أن يكون رئيسكم في المجلة. هل نحن في مباراة بين الشهداء؟..” إنني أنقل كلماته بالحرف تقريباً. وغني عن القول أن العدد التالي صدر بصورة لائقة للشهيد غسان كنفاني تتصدر الغلاف الأول.
كطفل كبير “غار” كمال ناصر من جنازة غسان: “يا سلام. هكذا يكون عرس الكاتب الشهيد..” وتساءل: ترى هل ستتاح لي هذه الجنازة يوماً؟ وفي العاشر من نيسان 1973. اهتزت الدنيا على وقع قلب بيروت وهي تشهد استشهاد القادة الثلاثة. وكان لكمال ناصر جنازة تغص بعشرات آلاف المشيعيين كالتي اشتهاها، مع إضافة تليق به. فقد تبين أنه أوصى منذ استشهاد غسان بأن يدفنوه إلى جانبه. وهكذا دفن كمال ناصر المسيحي البروتستانتي في مقبرة الشهداء الإسلامية. ولعل الشهيدين يؤنس أحدهما الآخر بعد أن خرج المقاتلون الفلسطينيون من بيروت عام 1982.
ترك كمال مجموعة كبيرة من الكتابات والقصائد الشعرية واهم آثاره الأدبية في مجال النثر وافتتاحيات “فلسطين الثورة”، المجلة الرسمية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، إذ كان يتولى منصب رئيس تحريرها منذ إصدارها في يونيو 1972 حتى تاريخ استشهاده.وقد خلدت ذكراه من خلال تسمية مدرسة كمال ناصر الثانوية للبنين في مدينة خانيونس باسمه.
كان الشهيد ساعة اغتياله في شقته، كان يُكمل نظم قصيدة كان سيلقيها باسم فلسطين في مهرجان تكريم الشاعر أمين نخله، الذي كان سيُقام نهار يوم الأحد في 15 نيسان 1973م، في « قصر الأونيسكو بيروت »
ولادة ثائر..
ونتذكر مما قاله كمال ناصر بعد النكبة، شعراً:
إنها قصة شعب ضللوه
ورموه في متاهات السنين
فتحدى وصمد
وتعرى واتحد
ومضى يشعل ما بين الخيام
ثورة العودة في دنيا الظلام








الشهيد القائد كمال عدوان: المقاتل الوطني صاحب الطلة البهية

كان الشهيد كمال عدوان الذي سقط مع رفيقيه كمال ناصر ومحمد النجار برصاص الموساد الإسرائيلي قبل 42 عاما، مقاتلا عنيدا مبتكرا، وصاحب طلة بهية ظل يردد طوال حياته ’حتى تكون قوميا وحتى تكون أمميا، لا بد أن تكون فلسطينيا أولا’.وقبل استشهاده بثلاثة أشهر فقط، وفي الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني، وقف ضد كل المشاريع التي تستهدف قضية شعبنا في تحرير وطنه، ورفض الحلول الجزئية وتصدى لهذه المشروعات بالكفاح والنضال السياسي الجماهيري، ويومها قال قولته الشهيرة: ’نعيش بأملنا فنحوله إلى حقائق.. ويعيشون بيأسهم فيستسلمون’.ولد الشهيد القائد واسمه ’أحمد كمال’ عبد الحفيظ علي عدوان، في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام 1935، وكان الجميع يري في عيني ذلك الصغير براعة وجرأه لا تتمثل في غيره من الصبيان، فكان عنيدا في طباعه مفعما بالحيوية والنشاط وكان لا يهاب أي شيء .بعد نكبة عام 1948، انتقل للعيش في قطاع غزة حيث درس في مدارس القطاع في مدينتي رفح وخان يونس، وبعدها انتقل إلى مصر لإكمال المرحلة الجامعية حيث التحق بكلية الهندسة.وبعيدا عن التجاذبات السياسية العربية التي سادت بعد النكبة الفلسطينية، اختمرت في ذهن الطالب المكتوي بنار اللجوء، فكرة العمل الفدائي، فأسس في عام 1954 خلية مستقلة ضمت اثني عشر شابا، شكلت فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح. وعندما خرج عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة مقاومة نشطة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة أشخاص آخرين مثل أبو عمار وأبو جهاد ’خليل الوزير’ وأبو يوسف النجار وآخرين.ولظروف اجتماعية ومالية ترك كمال عدوان الدراسة في مصر بعد سنتين، ولكنه عاد لينهي المرحلة الجامعية وحصل على شهادة (هندسة البترول)، ومن ثم غادر مصر متجها إلى السعودية، وهناك بدأ بإنشاء تنظيم حركة فتح حيث يعتبر أول المؤسسين لتنظيم حركه فتح في السعودية، بعدها انتقل إلى قطر وقاد التنظيم هناك. وللشهيد أعمال رائعة في بناء النواة الأولى لحركه فتح حيث إن القيادة الفلسطينية اختارته لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير، وبهذا كان خير من تسلم الأمانة فقد عمل على البحث عن كل طاقة ثورية ليُجسدها في هذا المكتب واستقطب أبرز الصحفيين ورواد الكلمة من العرب والأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية.لقد عرف الشهيد عدوان بأنه من (رواد الطليعة) فهو عنوان العناد والإصرار والفعل الصامت على الأرض وفي الميدان، وصاحب الفكر الخلاق، حيث يعزى له فكرة إنشاء الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد نكسة 1967، وتدعيمها لتشكل رافدا من روافد العمل الوطني المقاوم للاحتلال.واهتم الشهيد عدوان بالشأن الطلابي وأولاه اهتماما خاصا، حيث كان يحث الطلاب على العمل السياسي على أرض الواقع والمظاهرات، وركز على دعمهم بما يؤهلهم للقيام بذلك ومن تنشيط اللجان الطلابية أيضا.وأبى عدوان أن يكون طرفا في نزاع، فرفض أن يحكم قبل اكتمال جميع جوانب القضية، ولم يناصر حتى المقربين إليه على أحد، وعاش حياته عيشة الكفاف بين المناضلين وفي معسكراتهم واهتم بإزالة أية حواجز بين المناضلين وقيادتهم، وكان يحترم حتى الذين اختلفوا معه وناصبوه العداء وكان لا يتردد في قول الحق . لقد شغل الشهيد عدوان عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح وكان المسؤول العسكري لفتح في الأراضي المحتلة ’مسؤول القطاع الغربي’. تزوج عدوان عام 1965 ورزق بطفلين (دانا ورامي)، وترك العمل المهني وتفرغ للعمل الثوري عام 1968، واستقر في عمان وتقلد مهمة الإعلام في البداية وأنشأ جريدة فتح، وبعد أحداث أيلول 1970 انتقل إلى بيروت وأعاد ترتيب العمل داخل الأرض المحتلة، وهو ما أزعج سلطات الاحتلال الإسرائيلية.كان الشهيد عدوان صاحب الطلة البهية، وحرص على تقليص عوامل الطرد وتنميه عوامل الجذب، وكان والقائد أبو عمار، يرفضان أن يكون هناك سجن للمقاتلين بل مدرسة للإصلاح الثوري كان يسمع ويبتسم حتى في أحلك المواقف والظروف .وقد عكست قيادة الشهيد عدوان إنسانيته كرجل، وإنسانيته كمناضل فقد كان رغم موقعه الكبير وصلاحياته المطلقة كان يقبل بصدر رحب الانتقادات إذا كانت تقود إلى مزيد من الحوار أو سلامة اتخاذ القرار ويشعر جميع المناضلين بأن المسؤولية مشتركة ويزرع الثقة في نفوسهم .ومن إنجازات الشهيد عدوان فإنه ابتكر نوعا جديدا من عمليات التنظيم المتوازي بحيث تكون كل مجموعة مقطوعة ولا تعرف عن المجموعات الأخرى شيئا، ويكون اتصالها المباشر مع القائد عدوان مباشرة دون الكشف عن بقية المجموعات أو معرفتها.وكان الشهيد حكما وملاذا للجميع، فكان معالجا فذا للمشاكل العائلية وغير العائلية حتى الخلاف الذي ينشأ بين المناضلين أو القيادات كان لا يستعصي عليه حله.شجع القائد الشهيد التعلم خلال العمل وكان مهتما في التطوير والتقدم لحركة فتح من خلال تطويره للنشرات التي كانت تعرض على الإذاعة الفلسطينية التي بثت من القاهرة وتطويره للاتصالات الخارجية وللعلاقات الخارجية أيضا فقد كان يعمل وينظم ويقود في إيمان وثقة.ووضع عدوان نصب عينيه قضية تحقيق إنجازات فعالة وملموسة داخل الأرض المحتلة من أجل إخراج الوضع من أزمته، واستنهاض الوضع الفلسطيني.كانت أولوياته وأهدافه ضرورة أن يشعر العالم بثقل المعاناة الفلسطينية وتطوير حركة فتح، وأن يشعر الاحتلال الإسرائيلي في تلك الفترة أن الذراع العسكري للثورة الفلسطينية، قادرة على الوصول إلى أي مكان في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وبفضل عمله الدؤوب نجح في إدخال عدة مجموعات للعمل داخل الأراضي المحتلة، وساعد هذا البناء التنظيمي في تصعيد العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية. واعتمدت خلايا الداخل في حربها على العبوات والتفجيرات كأسلوب رئيس بدلا من حرب العصابات ما أوقع في صفوف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة وقللت الخسائر في الجانب الفلسطيني.وساهم الشهيد عدوان في تنظيمه لخلايا الداخل الفلسطيني بشكل متوازن، وهو ما كان سببا في التخفيف من الاعتقالات في صفوف المقاومين حيث قامت مجموعة من هذه المجموعات بمهاجمة أربع مستوطنات بأربعين مناضلا وكانت المعركة موفقة وناجحة بشكل كبير جدا ورائعة جدا، ولم تكن هناك أية خسارة للمقاومين.وإضافة إلى مسؤوليته للقطاع الغربي، سمي عدوان مفوض الأرض المحتلة في مركزية ’فتح’ حيث أصبح 90% من عمله تنظيميا أكثر من كونه عسكريا.كما أوكلت إليه الحركة مسؤولية قطاع الأرض المحتلة في مؤسسات منظمة التحرير، والإشراف على النضال فيه، واختير عضوا في عدد من اللجان الهامة منها اللجنة التحضيرية لاختيار أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي عقد في القاهرة خلال شهر مارس/ آذار 1972. وتميز الشهيد بالصلابة والشدة والوضوح والقدرة على رؤية المختلف والتعامل معه بروح ديمقراطية عالية، وبهذه الروح استطاع النجاح في قيادة العمل حتى مع من يختلفون معه في الفكر والسياسة، كما في المنابت الحزبية الأيديولوجية.وكان الشهيد يؤمن بقوة بأن الخط المستقيم هو أقرب مسافة بين نقطتين، ولذلك كان يتجنب الدخول في التفاصيل والهوامش، أو التلهي بما لا يجدي من النقاشات ليذهب إلى الهدف مباشرة.لقد تسبب القائد كمال عدوان في إزعاج كبير للإسرائيليين ليس فقط لأنه استمر في قيادة الكفاح المسلح وتطويره والإبداع فيه ولكن لتركيزه على العمل السياسي وتنشيطه للحركة الطلابية وللجان الطلابية لكي تقوم بالمظاهرات وتهتم بالعمل السياسي. كما أن ما قام به من خطوات في الأرض المحتلة قض مضاجع الإسرائيليين، وأشعرهم بأنهم أمام قائد يجب عليهم أن يتخلصوا منه. وبعد عملية ميونخ أراد الاحتلال الانتقام فاستهدفوا قيادات فلسطينية في لبنان.وفي العاشر من نيسان – أبريل عام 1973 استشهد القائد كمال عدوان في منزله في بيروت إثر هجوم قامت به وحدة إسرائيلية على بيروت، وهي العملية التي سميت بعملية فردان والتي استشهد فيها أيضا كمال ناصر وأبو يوسف النجار.لقد قاتل الشهيد عدوان مهاجميه حتى الرصاصة الأخيرة في رشاشة الذي كان ملاصقا له واستطاع أن يصيب منهم قبل استشهاده، حيث دلت دماؤهم الغزيرة على ذلك، ومن حقد العدو الإسرائيلي عليه أطلقوا مائة رصاصة على جثته.وقد عمت أوساط الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية والتقدمية في لبنان والوطن العربي وشتى أنحاء العالم موجة عارمة من السخط والأسى والحزن لهذا الاغتيال.وفقدت الثورة الفلسطينية باستشهاده ورفيقي دربه، ثلاثة من القياديين والمناضلين في الساحة الفلسطينية.يوم التشييع كانت بيروت، التي سميت يومها بحق، المدينة الثكلى، تشهد أضخم جنازة عرفها التاريخ اللبناني والعربي بعد جنازة الزعيم جمال عبد الناصر، ضمت أكثر من نصف مليون مشيع ضاقت بهم المساحات الممتدة من الكرنتينا حتى مقبرة الشهداء في منطقة الحرش المطلة على المطار الدولي’.
الى كل شهداءنا الابرار
أنتم في القلب والأرض
أشجار الشموخ العالية





((كل الشكر والتقدير..لصفحة حركة فتح وارشيف الثورة الفلسطينية ))   
على الصور والمواد الاعلامية



0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر