صامد للأنباء -
أكد المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
أحمد عساف على أن القيادة الفلسطينية وحركة فتح حريصتان ومصرتان على أن تظل مصر هي
الراعي والحاضن والمباشر على تنفيذ المصالحة الفلسطينية.
وقال عساف في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط الجمعة،
"إن هذا الحرص يأتي لكون مصر الشقيقة الكبرى لكل العرب وتحديدا للفلسطينين، وإيماناً
بأهمية دورها الحيوي لصالح القضية الفلسطينية، وخاصة لأنها لم تسع لاستخدام القضية
وشعب فلسطين كورقة، كما استخدمتها أنظمة أخرى لتعزيز شروطها مع العالم أو من أجل أن
تستفيد منها في أي قضية داخلية أو خارجية".
وأضاف أن مصر هي أكبر دولة عربية وقائدة الأمة العربية وبالتالي
عندما تكون بكل ثقلها هذا الضامن والحاضن لاتفاقية المصالحة فهذا يضمن أن كل الأصدقاء
العرب والمجتمع الدولي يدعمون هذه المصالحة، فضلا عن كونها بوابة فلسطين نظرا لوجود
الحدود المشتركة.
وتابع: "وإذا عدنا إلى التاريخ سنجد أن كل الأنظمة في
مصر وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، وعندما أصبح هناك تغيير في القيادات ظل
الموقف المصري ثابتا ، وبالتالي فنحن حريصون على أن تبقى مصر القائدة للمصالحة لأنها
كانت صادقة مع شعبنا وتعمل دائماً لما فيه مصلحة الفلسطينيين".
ونوه عساف بالتاريخ المشترك المعمر بدماء الألف من شهداء
الجيش المصري الذين قدموا أرواحهم من أجل فلسطين، وكذلك العشرات من المزارات للجنود
المصريين الشهداء المدفونين على ارض فلسطين.
وقال "إن دخول مصر على خط المصالحة الفلسطينية لم يكن
فقط بناء على خيار وطلب القيادة الفلسطينية بل جاء بقرار من القمة العربية التي عقدت
في دمشق عام 2008 وبعد "الانقلاب" الذي قامت به حماس بقطاع غزة" ، موضحا
أن هذه القمة كلفت مصر بأن تقود جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية نيابة عن الأمة
العربية.
وفيما يتعلق باستكمال المصالحة ومباشرة التنفيذ، أوضح عساف
أن اتفاق القاهرة ينص علي تشكيل لجنة أمنية عليا عربية برئاسة مصر للإشراف على إعادة
هيكلة الأجهزة الأمنية وتوحيدها ومراقبة مدى التزام كل الأطراف بتنفيذ باقي ما جاء
في الوثيقة، وكذلك ما يتعلق بالعلاقات الثنائية وقضية معبر رفح .
وحول مدى نجاح المصالحة وحكومة التوافق الوطني خاصة أن الساحة
الفلسطينية لاتزال تشهد تصريحات توترية بين حركتي "حماس وفتح"، قال عساف
"لقد قطعنا شوطا كبيرا في طريق المصالحة ، والخطوة الأولى كانت من خلال تشكيل
حكومة التوافق الوطني حيث كان عنوان الانقسام "حكومتان لشعب واحد" وأصبح
عنوان المصالحة "حكومة واحدة لشعب واحد ".
وشدد في الوقت ذاته على أن الأمور تسير بصعوبة بين الحركتين،
موضحا أن فتح تفاجأت بالعراقيل التي وضعتها حماس في طريق عمل حكومة التوافق ورغبتها
في تحميلها أعباء أكبر من طاقتها من خلال علي سبيل المثال رغبة حماس بأن تقوم الحكومة
بدفع رواتب أكثر من خمسين ألف موظف حمساوي قامت بتعيينهم ولم تدفع لهم رواتب طوال التسعة
أشهر الماضية وتريد بنفس اليوم الذي أقسمت فيه حكومة التوافق الوطني أن تدفع لهؤلاء
رواتبهم مما يتناقض مع اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة في 4 مايو 2011.
وأكد متحدث فتح "هذه الأفعال تدل علي إما أن حماس بها
تيارات غير راغبة في المصالحة للمحافظة على امتيازاتها الشخصية من الحرب والانقسام
وتجارة الأنفاق والأسلحة والمواقع التي وصلوا إليها وبالتالي يسعوا إلى إفشال المصالحة،
أما التزاما منهم بتعليمات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الذي لا يريد المصالحة حتي
تظل غزة تستخدم كقاعدة خلفية لهذا التنظيم من أجل مصلحته سواء في مصر أو في غير مصر
أو أن حركة حماس تسعى إلى فرض شروط جديدة لم ترد في اتفاقية المصالحة"، على حد
رأيه . وجدد التأكيد على أن فتح لا تعترف سوى باتفاق واحد وهو اتفاق المصالحة الذي
وقع بالقاهرة وأن كل ما يحدث الآن هو تنفيذ لهذه الاتفاقية وليس هناك اتفاقيات أخرى
أو جديدة وليس هناك ما يسمي باتفاقية "الشاطيء"، مضيفا أنه كان هناك فقط
اتفاق جزئي في الدوحة له علاقة بمشكلة رئيس الحكومة وتم الاتفاق في وقتها على أن يتولاها
الرئيس محمود عباس ولكن هذا لم يكتمل لأن من تولي رئاسة الحكومة الأن هو الدكتور رامي
الحمدلله بالتالي فالاتفاق الوحيد الذي نمضي في تنفيذه هو اتفاق المصالحة.
وقال عساف إن هناك 5 سنوات من المماطلة في تنفيذ المصالحة
، حيث أن نفس الوثيقة المصرية الآن التي نريد تنفيذها هي التي وقعناها في 2009 ووقعتها
حماس في 2011 و 2014 ، "وذلك بسبب مراهنة حماس علي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان
ووقوفها في محاور خارجية ضد محاور أخرى"، مؤكدا أن ذلك مرفوض تماماً بالنسبة لفتح
لأنها تريد أن يقف كل العرب مع فلسطين وليس محاور معينة. وفيما يتعلق بمشكلة معبر رفح.
وذكر المتحدث باسم فتح أن الحدود المصرية الفلسطينية الموجودة
في قطاع غزة دائماً كانت تعمل بشكل طبيعي والعلاقات في أحسن حالها وذلك منذ عهد السلطة
الوطنية الفلسطينية في 1994 وحتي عام 2007.. وكانت العلاقات تسير في أحسن حال علي الجانب
الفلسطيني والجانب المصري ولكن المتغير الذي تم منذ 2007 هو سيطرة حماس على المعبر
وكل الحدود وقطاع غزة، وعلى رغم ذلك فمصر تعاملت مع السلطة الشرعية التي يمثلها أبو
مازن و استمرت في فتح معبر رفح ضمن نظام خاص أمام كل الحالات الإنسانية (حج عمرة والطلاب
والمرضي والمسافرين).
وقال عساف"ومنذ ذلك الوقت ظهرت مشكلة الأنفاق والحدود
وقامت حماس بالمتاجرة بمعاناة أهل غزة وأقنعت الجميع أن هذه الأنفاق هي شرايين الحياة
لغزة بحجة إدخال الطعام والدواء ولكنها ليست حقيقية واتضح أن هذه الأنفاق تستخدم لصالح
مشروع التنظيم الدولي ولتهريب كل شيء بما فيه كل أنواع المحرمات والأسلحة والأفراد
من وإلى مصر ، والتالي تسببت في مشكلة أمنية كبيرة واكتشف أيضا أن هذه الأنفاق تدير
الملايين لهم". وأوضح " ولكن شعب فلسطين في قطاع غزة بريء من هذه الأنفاق
لأنه شعب صادق وطيب ولا يرضي إلا كل الخير لمصر ، ولن يرضي أن تستخدم هذه الأنفاق لتهريب
السلاح والأفراد أو لزعزعة استقرار وآمن مصر أو كوسيلة لإرهاب الجيش المصري وشعبه".
وأشار عساف إلى أن غزة لديها 7 معابر واحد فقط من جهة مصر
وستة آخرين علي الجناح الآخر تسيطر عليهم إسرائيل وتربطها مع الضفة إلا أن حماس لا
تتمسك إلا فقط بالمعبر السابع وهو رفح، قائلا "وكان أولى أن تذهب حماس تجاه معبر
ايرز أحد الستة معابر وتنصب خيامها أمامه وتكشف المخطط الإسرائيلي أمام العالم وهو
احتلاله لغزة ومحاصرتها بدل من تركيزها على رفح لمحاولة الإساءة لمصر".
وتابع الناطق باسم فتح : "عندما تعود الأمور إلى نصابها
الطبيعي وتعود السلطة الشرعية إلى قطاع غزة وتسيطر سيطرة كاملة علىي الشريط الحدودي
مع مصر أي ال١٤ ألف كيلو وليس فقط الباب الحديدي (بالإشارة إلي معبر رفح) سيكون هناك
احترام للجيرة والأخوة والمصالح المشتركة، وسنتفق مع مصر على طريقة قانونية أمام العالم
حول كيفية تشغيل هذا المعبر، وطالما هناك اتفاق بيننا وبين مصر لن يكون هناك أية مشكلة".
وحول ثورة 30 يونيو التي تعقد عليها فتح الآمال في نصرة القضية
الفلسطينية، قال عساف إن هذه الثورة تعتبر معجزة كما وصفها الرئيس ابو مازن ، لأن مصر
أخرجت نفسها والأمة العربية من النفق المظلم الذي كان الظلاميون يسعون لإبقائنا فيه
لصالح مشاريع لاعلاقة لها بمصر ولا فلسطين ولا الأمة العربية ولا الإسلامية ولكن مشاريع
لصالح التنظيم الدولي للإخوان.
وقال إن حكم الإخوان لم يحمل المخاطر فقط للشعب المصري والتهديد
لمستقبله، بل أضر أيضا بحقوق شعب فلسطين في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية ،
"بدليل المشروع المشبوه الذي سعي التنظيم الدولي لتصفية القضية الفلسطينية من
خلاله وهو ما يسمي بدولة غزة وسيناء"/على حد قوله، وشددت علي أن القيادة الفلسطينية
تصدت لهذا الموضوع وفضحته في الإعلام المصري وأمام كل العالم وأكدت أنها لن تسمح بتصفية
القضية الفلسطينية تحت أي مسمى، "فنحن دولة على حدود الـ1967 وجزء منها غزة وعاصمتها
القدس وليس رفح أو سيناء كما كان يخطط التنظيم الدولي".
وأضاف عساف، إن ثورة 30 يونيو ووصول الرئيس عبد الفتاح السيسي
إلي الحكم جدد الآمال في الحرية والاستقلال وفي مشروع شعب فلسطين الوطني، مشددا علي
أن هناك قناعة تامة لدي الفلسطينيين أنه لن تتحرر فلسطين ولن يكون لها دولة إلا بدعم
عربي حقيقي تقوده مصر.
وأكد عساف أن القيادة الفلسطينية تأمل كل الخير من القيادة
القوية التي جاءت إلي مصر بفوز كاسح في انتخابات حقيقية ونزيهة، معربا عن أمله في أن
تشهد الفترة القادمة خيرا و ازدهارا لمصر أولا ولكل شعوب العرب ثانيا وفي مقدمتهم فلسطين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق