صامد

صامد

السبت، 28 يونيو 2014

جعلتمونا عملاء داخل وخارج الوطن..بقلم:د.هشام صدقي ابويونس

صامد للأنباء -

إن النظرية الأمنية الإسرائيلية تقوم على فكرة تفرد إسرائيل بالقوة العسكرية في الشرق الأوسط، وأن إسرائيل تعتبر أن المناطق الفلسطينية يجب أن تكون خالية من السلاح باستثناء الأسلحة الصغيرة لقوى الشرطة الفلسطينية والأسلحة التي تستخدم في تحقيق الأمن الداخلي الذي بدوره يخدم الأمن الإسرائيليوان الطبيعة العنصرية للاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين هي قيام إسرائيل بقوننة العنصرية وتحويلها إلى أداء دولة منظم، وفي هذا الإطار ستمنع الفلسطينيين من الحصول على دولة مستقلة وكل ما تريده هو مجموعة من المعازل والكانتونات المغلقة التي لا يمكن أن تكون لها سيادة أو يقوم بها جيش. والصغير والكبير حتي الهرم من الشعب الفلسطيني يعلم ذلك إلا أن هناك من يتهم أبنائه وإخوته وأحفاده بالتخوين والتفريط مما انعكس علي المجتمع الفلسطيني برمته بأننا شعب خائن وشعب عميل للاحتلال حيث إذا استمرينا بهذا الأسلوب سيمسح تاريخنا النضالي الذي قدم الألف منه شهداء وارتوت الأرض بدمائهم الطاهرة .وفي هذه الأثناء إذا زرت أي دولة عربية يقولون لك أجهزتكم تتعامل مع إسرائيل هذه العبارات اصبحت تتناثر عبر الفضائيات التي تدعي انها وطنية فالمشاهد العربي لايعرف الحقيقة ولكن يسمع قبل ان يراى  ومن هنا  تحقق هدف اسرائيل من هذه الناحية اعلامياً.
فالسؤال/ من يغذي ويبث هذا التخوين ؟..(هل اسرائيل نفسها حتي تكسر عزيمتنا وقوتنا ام من يتساوق مع نفس النهج)؟؟؟؟!!!
أليس أفراد الأجهزة الأمنية أبنائنا وأخوتنا وأهلنا فإذا أبناءنا وجميع أخوتنا خونة إذا الشعب كله عميل "حسبي الله ونعم الوكيل جعلتمونا عملاء....."
للأسف هناك من يبث هذا الحديث القذر والمقزز ضد شعبة سوءً  منهم مدركين أو غير مدركين لهذه الألفاظ الحقيرة وان هذا الحديث يؤثر علي جميع أبنائنا وأحفادنا داخل وخارج الوطن فهناك من يسعي لتشويه الآخرين. فالسلطة وجدت ضمن اتفاق سياسي امني اقتصادي يحمي كل مصالحه فيها فأذا كانت هذه الاتفاقيات مخزية ومذلة كما يدعي الناعقون لماذا  تلهثون علي تثبيت وظائفكم وكراسيكم والتي هي نتاج هذه الاتفقيات ؟ ولماذ تطلبون رواتب من اجهزة عميلة ولماذا تسمحوا لانفسكم بالنزول من فوق الجبل وتبحثون عن غنائم فعليكم البقاء فوق الجبل وتوجيه سهامكم للعدوا ...!!! وعلية فليعلم القريب والبعيد والقاصي والداني ان الاجهزة الامنية اسمها الحقيقي جيش التحرير الوطني الفلسطيني  الذي شارك كل معارك الثورة من معركة الانطلاقة ومعركة الكرامة وشاركت في حرب اكتوبر ولا ننسي حرب بيروت التي صمدت بها قوات الثورة الفلسطينية 82 يوما تحت ابشع حرب عرفها التاريخ  وان هذه الأجهزة الأمنية كانت ومازالت وستبقي في مقدمة الصفوف في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي..... والذي شكل الأجهزة الأمنية هو ياسر عرفات .. و على دربه سارت بقية قيادات اجهزة المخابرات و اجهزة الامن الفلسطيني الاخرى , ولا أحد يشكك في وطنية الشهيد ياسر عرفات.. و كانت الأجهزة الأمنية بلا استثناء , تحول من إرتكاب الاحتلال الإسرائيلي الجرائم تلو الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وهؤلاء شرفاء دافعوا عن شعبهم .. وان أفراد الأجهزة الأمنية أول من تصدوا للاقتحامات الإحتلالية في المدن الفلسطينية ولاننسي اللواء احمد مفرج ابو حميد  قائد قوات الامن الوطني بنفسة تقدم قواته في بلدة "عبسان وخزاعة" شرق خان يونس حتي استشهد ومعه 22 شهيداً  فلا أحد يزايد على هذه الأجهزة الأمنية الوطنية التي يحاول الاحتلال استهدافها وزعزعة الأمن في الضفة الغربية وقبلها تم تقويضها في قطاع غزة بهدم جميع مقراتها فوق رؤس افرادها . فالرئيس محمود عباس"ابومازن"  الذي ينظر ابعد من أنفة علي عكس الاخرين والذين يقولون ان كلامة غير شعبي فهو يريد ان يحمي شعبة الفلسطيني فهو ينظر ما يجري في الدول العربي ويتذكر ماذا جري الي ياسر عرفات وهو محاصر لمدة 3 سنوات وهو يقول شهيدا شهيداً ولم يرفع رئيس عربي تلفون علية وقصفت مقرات الأجهزة الأمنية التي يدعي البعض أنها تنسيق امني وان من يتهم أبنائنا بالتنسيق الأمني  علية ان يعلم منذ عام 93 هناك 3450 شهيد من افراد هذة الاجهزة والاف من الاسري لازالو قابعين في سجون الاحتلال ومنهم احكام عالية ايضاً هم افراد هذه الاجهزة الامنية وليعلم الجميع  لم تترك اسرئيل حجر من مقراتهم  حتي مقر رئيس الأجهزة الأمنية نفسه ياسر عرفات تم قصفة ... وفي هذا الوقت العصيب والخطير يتعرض ابناء الشهداء واخوة الشهداء والاسري الي ابشع حالة نفسية يعيشون بها  والذين يرون العدوان االاسرئيلي ولايستطيعون ان  يمنعوة  لان معركتنا مع اسرئيل ليست معركة عسكرية فحسب  فلايوجد  تكافئو بين التسليح لاجهزتنا الامنية وجيش المحتل الذي يشتاح بمئات الدبابات والمجنزرات والطائرات فليس هذا الهدف فحسب بل تفويت الفرصة لجر الاجهزة الامنية لمعركة كي تظهر للعالم ان السلطة تحارب اسرائيل فالرئيس كان ولازال واضحا مع شعبة ولم ولن يخدع شعبة  فقال معركتنا مع اسرائيل سياسية دبلوماسية قضاائية ومقاومة شعبية من اجل عزل سياسة المحتل  وهذه السياسة اتت بنتائج كبيرة ولذالك يريد نتنياهو استجلاب ردة أي فعل من طرف الجانب الفلسطيني من خلال اقتحاماته ومن خلال اعتقالاته ومن خلال سلوكه القذر علي الأرض وهي في النهاية هدفها الانقضاض علي الرئيس محمود عباس من اجل فرض رؤية أمنية وسياسة وإظهار إسرائيل أمام المجتمع الدولي آن هناك إرهاب فلسطيني فالرئيس أبو مازن استطاع بدبلوماسيته ان يقنع العالم بالحقيقة  أن الشعب الفلسطيني هو الضحية وهذا لم يعجب نتنياهو وهو معزول ولذالك يريد ان يجرنا إلي المربع الأمني . فإسرائيل ايضاً اعتبرت الانجاز الأكبر لها بعد نكبة 48 ونكسة 67 هو الانقسام الذي حدث في  2007 فعندما راءت اسرئيل الرئيس ابومازن يستطيع ان يتخذ قرارا استراتيجي بعمل وحدة في ربوع الوطن وتوحيد جغرافيته التي مزقها الانقسام الأسود فبالتالي رأت إسرائيل هذا الرجل هو الأخطر واعتبرته يمارس إرهابا سياسيا ودبلوماسيا عليها وقالوا انه اخطر من ياسر عرفات الذي يرتدي البزة العسكرية  فأستطيع ابو مازن ان يعزل سياسة إسرائيل فخطوة الوفاق الوطني كانت بالنسبة لإسرائيل الضربة القاسمة لها واسرائيل لا تستطيع محاربة الدبلوماسية الفلسطينية فقررت الانقضاض وقلب الطاولة وخلط الأوراق  فلذالك الوحدة الوطنية جزء أساسي لا يمكن التراجع عنه وبكل المقاييس  ولن يخضع شعبنا للابتزاز الاسرائيلي ولكن علي الوطنين ان يقولو خيراً او ليصمتو فكفي تشويه نضال تضحيات ابناءنا وابنائكم وابناء الشهداء والاسري الذين هم ابناء الاجهزة الامنية فهم ليسو خائنين ولم ولن يكونوا كذلك.

د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي
عضو الامانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر