صامد

صامد

الأربعاء، 5 مارس 2014

مع اقتراب يوم المرأة العالمي... ألمْ يحن الوقت لإنصاف المرأة الفلسطينية- إنتصار حمدان*

صامد للأنباء\
رداً على مقال كتبه وزير الأسرى السيد عيسى قراقع .
كتب الوزير عيسى قراقع مقالا طوّع فيه ملَكة اللغة وجمالها لديه ليوصف ويجود بجمالية نضال المرأة الفلسطينية; فوصفها بأجمل الأوصاف وانطلق بمقاله عن حليمة تلك المرأة الفلسطينية المناضلة وركز في مقاله على المرأة الأسيرة ونضالاتها ..
ما كتبه وزير الاسرى يدغدغُ العواطف ويركز على الجانب الإنساني، وهي كلمات تعودت عليها المرأة الفلسطينية من وثيقة إعلان الإستقلال التي عينتها كحارسة لحلمنا وحارسة لنارنا " ولكن يا معالي الوزير بكل ما جاد به قلمك لقرب يوم المرأة العالمي من روعة الوصف للمرأة الفلسطينية إحتوى أيضا على فقرة هذا نصها " حليمة الفلسطينية لا تحتاج إلى مأوى للحماية ولا إلى نصّ في قانون العقوبات ينصفها"
استوقفتني هذه الجملة كثيراً ، ودار في ذهني الواقع الذي تعيشه المرأة الفلسطينية والذي يقرُّ بأنّ هناك ما يقارب ال 45 جريمة قتل سجلت كجناية في عام 2013 في حقّ النساء، وأن هناك مئات من النساء المعنفات أسرياً، رغم صدور قرار من رئيس دولة فلسطين بتعليق العمل بنصوص محددة من قانون العقوبات التي تخص قضايا ما يسمى "بشرف العائلة" .
هذا يعني أن العديد من مرتكبي جرائم القتل بحق النساء يحصلون على أحكام مخففة، هنّا واقع يشير إلى تزايد وتيرة العنف بشكل ٍعام والعنف ضد المرأة بشكل خاص،واقع يقول بأن قضية النساء والدفاع عن حقوقهن لم تتجاوز أروقة المؤسسات النسوية وكأن الكلّ الفلسطيني يقول لنا نحن النساء إقتلعن أشواككن بأيديكن نحن لا علاقة لنا بكنّ. لا أحزاب سياسية ولا مؤسسات حقوقية ولا غيرها ستساندكن.
يا معالي وزير الاسرى: رغم كل ما قلت عن المرأة الفلسطينية ونضالها فهي تعاني من ظلم اجتماعي كبير يقع عليّها ولا تنصفه جمالية لغتك ولا شعارات غيرك التي ترفع دائماً لتمجد المرأة الفلسطينية.
كل الكلمات لم تنصفْ المرأة... لذا فنحن يا معالي الوزير نساء فلسطين أقصد، نعم نحتاج إلى مأوى للحماية حين نتعرض للعنف الأسري والمجتمعي، نعم نحتاج إلى قانون عقوبات منصف لنا.
نعم، نحتاج الى قانون أحوال شخصية يصلح حالنا وأحوالكم ،نحتاج إلى كل القوانين لتنصفنا لأننا كلّ المجتمع ،وبحاجة لنتدخل في سنّ كل القوانين : قانون السكن، قانون الضمان الإجتماعي، سياسات البنوك التي تحرم على المرأة أن تتحكم بحسابات تفتحها لأولادها وووو !!!!
حين أخضع جمال كلماتك للواقع أرى مرارة وسوداوية كبيرة، أتعرف ما سببها؟ هناك العديد ممن يؤمنون بشكل نظري بعدالة قضايا النساء ويعبرون عن ذلك بمقال جميل، وبخطب رنانة ولكن لا يحركون ساكنا حتى وان كانوا كمعاليك في مواقع صنع قرار حين تتم المطالبة بفعل على الأرض لإنصاف النساء...
ماذا سنقول لحليمة المرأة المناضلة ابنة محافظة طولكرم التي كتبت عنها .. وبجوارها حليمة أخرى قتلت على أيدي عائلتها بتحريض من عضو مجلس تشريعي، المفروض أن الأمل به وبزملائه من أعضاء التشريعي ليغيروا سياسات وقوانين تصبح عادلة ومنصفة للنساء!!!!
ماذا سنقول لمرأة فلسطينية قتلها زوجها الواعي بالقوانين بسبب شجار بينه وبينها!!!
ماذا سنقول لفتاة حرمت من التعليم بسبب بعد مدرستها عن مكان سكنهاّ!!!!
ماذا سنقول لفتاة لم تستطع دراسة ما تحبه وترغبه لأنه لا يتناسب ونمطية المجتمع بما فرضه من مهن للنساء!!!
ماذا سنقول لعاملات يتم استغلالهن لا لشيء سوى لانهن نساء ولا يستطعن الحصول على اجر موازي لزملائهن الرجال!!!!
ماذا سنقول لفتيات ما زلن بعمر الزهور يتم تزويجهن وهن بعمر الطفولة.؟
ماذا سنقول لتلك المرأة التي شهر بها وما أسهل التشهير يا معالي الوزير بالنساء_ فقط لأنها طالبت بحقوقها النقابية من مؤسسة شبه حكومية!!!!
ماذا سنقول لنساء تحمل وتلد وتعاقب بفرض اجازات جبرية بلا راتب عليها فقط لانها تحمل وتلد وتحصل على حقها في اجازة الولادة!!!!!
ماذا سنقول لنساء تعنف كل يوم جسديا ونفسيا؟؟
يا معالي الوزير المرأة الفلسطينية التي اختزلتها في حليمة وقلت أنها "التي وصلت الحياة أولاً، وهي أبو الرجال، والوعي يحتاج إلى التأمل عندما تصقل حليمة وجه الريح، ترشد الطفل إلى ثدييها وإلى يدها تهز السرير"
نعم تحتاج الى بيوت آمنة لحمايتها نعم تحتاج الى قوانين منصفة لإنصافه تحتاج الي سياسات تنفذ لتزيح الظلم الاجتماعي عنها، حتى يبقى لحليمة حلم تحلم به.
* ناشطة نسوية واجتماعية
هذا رابط المقال الرئيسي للسيد عيسى قراقع
http://www.fatehwatan.ps/page-75586-ar.html

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر