صامد للأنباء\
تعاني مستشفيات غزة من قلة الإمكانيات وذلك بسبب حظر دخول بعض الأجهزة الطبية إلى القطاع نتيجة للحصار المفروض على القطاع من قبل حكومة الاحتلال، كما أن هناك العديد من أنواع الأدوية لا تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع ، فعلى الرغم من وجود كوادر بشرية ذو كفاءة لا يستهان بها إلا أن عدم وجود هذه الأجهزة بالقطاع يجعل التشخيص أو حتى العلاج من الصعب إيجاده ، مما دفع وزارة الصحة الفلسطينية إرسال العشرات من الحالات المرضية يومياً إلى المشافي بالخارج سواء مصر أو الضفة الغربية أو إسرائيل ، ولكن هذا الأمر لم يروق كثيراً لإسرائيل والتي تسعى بكل وسيلة إلى قتل الفلسطينيين .
حيث قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع مرضى قطاع غزة التوجه للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو الإسرائيلية عبر معبر بيت حانون "ايرز" شمال القطاع، بدعوى وجود كلمة "دولة فلسطين" في تحويله العلاج.
يعتبر هذا القرار بمثابة إعدام لهؤلاء المرضى ، فالكثير منهم ينتظر يوم سفره إلى تلك المستشفيات بفارغ الصبر، لأن أي تأخير يعود عليه بالضرر وربما الوفاة ، وذلك لأن الحالات التي يتم تحويلها هي المصابة بأمراض خطيرة ، ومن الصعب إيجاد علاج لها بالقطاع مثل مرض السرطان على سبيل المثال ، والذي يفرق فيه الساعة والثانية ربما وليس الأيام ، لأن هذا المرض الخبيث من المعروف عنه سرعة انتشاره لذلك أي تأخير لن يكون في صالح المريض.
أجرت المواطنة سعاد عمليه جراحية بالرأس في مستشفى المقاصد بالقدس المحتلة ، ويجب أن وتراجع وتتأكد من شفائها وتعرف إن كان الورم اختفى "ورم حميد" أم انه عاد وهل عليها الدخول في مرحلة الكيماوي وغيرها؟ فهي تقول أنني على أعصابي ولا اعرف مصير حياتي وهذا قرار مجحف لأنه سياسي بامتياز ونحن مرضى لا حول لنا ولا قوة.
وناشدت في الوقت نفسه السلطة الوطنية التدخل من أجل الضغط على إسرائيل بالسماح لهم بمراجعة المستشفيات لإنقاذ حياتهم .
مشددةً في الوقت نفسه عدم الخضوع لإملاءات الإسرائيليين لأننا دولة باعتراف العالم كله.
أما المواطنة أم هيثم تقول أنا أراجع كل شهرين في المقاصد لأني استأصلت ورم من رأسي ويجب عليا أن أتابع هناك علاجي بسبب توفر الإمكانيات والأدوية ولكن قرار إسرائيل الأخير هذا مدمر لي وللعشرات من أمثالي وتساءلت قائلة نحن دولة باعتراف العالم كله لماذا إسرائيل لا تريد أن تقتنع بالأمر الواقع؟ وعلى الرغم من شدة مرضها وخطورته إلا أنها طالبت السلطة أيضاً بعدم الرضوخ لمطلب إسرائيل ورفع اسم دولة فلسطين من على التحويله.
من ناحيته يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة الإجراءات الإسرائيلية الجديدة على معبر بيت حانون "ايريز"، والهادفة إلى عرقلة سفر مرضى قطاع غزة إلى المستشفيات الإسرائيلية أو المستشفيات الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
ويدعو المركز المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الإجراءات التي تؤثر بشكل خطير على حياة مئات المرضى المحولين للعلاج في المستشفيات الفلسطينية أو الإسرائيلية، وتزيد من معاناة المرضى الذين لا تتوافر إمكانيات علاجهم داخل مستشفيات قطاع غزة.
ومن جهته قال مركز الميزان لحقوق الإنسان إن قطاع غزة هو جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة ، وإن إسرائيل هي قوة قائمة بالاحتلال تبعاً للسيطرة الفعلية التي تمارسها عليه، وبالتالي تتحمل المسؤولية القانونية عن احترام قواعد القانون الدولي في تعاملها مع سكانه المدنيين.
وأشار المركز إلى أن حرمان المرضى من الوصول للمستشفيات يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، سيما الفقرة (2) من المادة (38) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم سلطات الاحتلال بتقديم العلاج الطبي للمرضى والرعاية في المستشفى، وفقاً لما تقتضيه حالتهم الصحية، وذلك بقدر مماثل لما يقدم لمواطني الدولة نفسها. كما تنتهك معايير حقوق الإنسان التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (25)، والمادة (12) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي توجب تأمين الوصول للرعاية الصحية بشكل فعّال.
ورأى مركز الميزان في قرار سلطات الاحتلال حرمان المرضى من الوصول إلى المستشفيات، تصعيدا خطيرا لسياساتها المتبعة في عرقلة وصول المرضى واعتقالهم عن المعابر، التي بدأت تتبعها كسياسة رسمية منذ أيلول/سبتمبر 2007.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتحكم بمعبر بيت حانون "إيريز" الرئة الوحيدة لسكان القطاع للسفر إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس، وخاصة للمرضى الذين لا تتوافر إمكانية علاجهم في مشافي القطاع.
وتستغل القوات المحتلة المعبر لابتزاز المرضى ومرافقيهم، حيث كانت قد اعتقلت 10 من المرضى أو مرافقيهم منذ بداية العام 2013



0 التعليقات:
إرسال تعليق