صامد

صامد

السبت، 30 يوليو 2016

عبد الرحيم: العلاقات الفلسطينية المغربية هي تاريخ العطاء والدعم والمساندة

صامد للأنباء -

المغرب ليست إلا مع فلسطين وشعبها

سنواصل طريق الحرية بالمقاومة الشعبية

وفا- قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم إن تاريخ العلاقات الفلسطينية المغربية هو تاريخ العطاء والدعم والمساندة، ولم تكن المملكة المغربية يوما إلا مع فلسطين وحقها المشروع في الحرية والاستقلال.

وأضاف عبد الرحيم في كلمة خلال الحفل الذي أقامته السفارة المغربية برام الله، مساء اليوم السبت، لمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، "لا يمكن لفلسطين أن تنسى دور المغرب في دعم مدينتها المقدسة عبر لجنة القدس التي تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عام خمسة وسبعين من القرن الماضي في جدة".
وتابع "كما تعرفون يمر عالمنا العربي بأشد المحن وأصعبها حيث الفرقة وصراعات الطوائف والإرهاب البغيض، لكن المغرب الشقيق نأى بنفسه عن هذه الصراعات أو الفوضى الخناقة التي أسموها بالربيع العربي زورا وبهتانا، وترجم تآلفه وتعاضد أبناء شعبه الواحد، بحكمة ملكه، وبدستور متنور وحكومة رشيدة، وحياة ديمقراطية، ونمو اقتصادي يمضي قدما نحو مزيد من الازدهار، وهو أمر يثلج صدورنا، ويعمق آمالنا أن تزدهر تجربة المغرب الكبير في المحيط العربي كله، ولنا في هذا مصلحة كبرى، لأن الفرقة وصراعات الطوائف واقتتال الأخوة، ما زال ينعكس على قضيتنا وكفاحنا المشروع سلبا وغضاضة ويضع قضية فلسطين في آخر الأولويات".
واستطرد "نحن اليوم نريد من الأمة العربية أن تنتبه لمستقبل بلدانها وشعوبها قبل أن تخرج من الواقع والتاريخ، وما من انتباهه أجدى من انتباه فلسطين التي حذرت وما زالت تحذر من مخاطر الفرقة والانقسام والاقتتال على حساب القضية المركزية القضية الفلسطينية، وهي انتباهه لا تشير إلى المخاطر فقط وإنما تقول أولا بطريق الخلاص الذي هو طريق التوحد والعمل المشترك ودعم خطط ومشاريع النهوض الوطنية والقومية ومشاريع الأمن والاستقرار ورفض الإرهاب وإدانته، ومنها اليوم دعم مبادرة السلام العربية، التي لا مجال لتعديلها بأي شكل من الأشكال".
وبارك عبد الرحيم للمغرب الشقيق عودته إلى منظمة المؤتمر الأفريقي، واستعداده للحوار لإيجاد حل لقضية الصحراء، ونثمن له هذه الخطوة التي تعني انفتاحه على خيارات تكريس العلاقات مع القارة السمراء ودول الجوار على أسس الحوار والتفاهم البناء لمستقبل أكثر إشراقاً للقارة الصديقة وشعوبها.

وفيما نص كلمة الطيب عبد الرحيم

سعادة سفير صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله
الأخ محمد الحمزاوي المحترم
يطيب لي بداية باسم السيد الرئيس محمود عباس، وباسمي، أن نرفع، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله وأيده بنصره، أطيبَ التحيات والتبريكات وأصدقَ الأمنيات بدوام العزة والمنعة لمقامه السامي، لمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، أبناء السلالة العلوية الشريفة، أحفاد فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أدام الله العلي القدير ظلهم.
وبالتأكيد فإن تحيات السيد الرئيس أبو مازن وتبريكاتِه وتمنياتِه الصادقة، هي تحيات وتبريكات وتمنياتُ أهل فلسطين جميعا، فلسطين التي تعرف أن لها مقامها الرفيع في قلوب الأشقاء المغاربة ملكا ومملكة وحكومةً وشعبا، وتعرف أن تاريخ العلاقات الفلسطينية المغربية هو تاريخ العطاء والدعم والمساندة الحقة، فلم تكن المملكة المغربية يوما إلا مع فلسطين وحقها المشروع في الحرية والاستقلال، ويتذكر الفلسطينيون جميعاً باعتزاز وتقدير المنعطفَ التاريخي الكبير لمنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر القمة العربية في الرباط عام 1974 حين تبنت القمة قرار اعتبار المنظمة ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني الأمر الذي أهلَّها بعد ذلك لتحقيق إنجازات وتراكمات لصالح حقنا المشروع وتطلعاتنا العادلة بما في ذلك الحصول على الدولة المراقب في الأمم المتحدة ورفع علم فلسطين بين أعلام دول العالم.
كما لا يمكن لفلسطين أن تنسى دور المغرب في دعم مدينتها المقدسة عبر لجنة القدس التي تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عام خمسة وسبعين من القرن الماضي في جدة، والتي ترأسها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، والتي ما زال يترأسها جلالة الملك محمد السادس أعزه الله مع احترامنا والتزامنا بالرعاية الهاشمية على مقدساتنا في القدس.
ويلعب المغرب الآن دورا رائدا في اللجنة الرباعية العربية لإنهاء الاحتلال التي ترأسها مصر وبعضوية الأردن والمغرب وفلسطين والأمانة العامة للجامعة العربية والتي نطالب أن تأخذ المملكة العربية السعودية دورها في هذه اللجنة بناء على طلبها وطلبنا، حيث شاركت هذه الدول الشقيقة بفاعلية في اجتماع باريس يوم 3 حزيران تمهيدا لعقد مؤتمر دولي للسلام خلال الأشهر القليلة المقبلة. 
كما ليس بوسع هذه الكلمة، أن تعبر وعلى نحو ما نَرضى، عن مدى تقديرنا واعتزازنا بمواقف الدعم والمساندة المغربية، لقضيتنا الوطنية، ولبرنامجنا الكفاحي على جميع الأصعدة في سبيل تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال منذ عهد المغفور له محمد الخامس.
ولأشقائنا المغاربة حيٌ وبيوت في عاصمة دولتنا القدس الشرقية.. كانوا هنا منذ القدم وما زالوا بيننا سدنة للأقصى وأهلاً وأحبة نواجه التحديات والهمومَ المشتركة لتحقيق التطلعات الواحدة.
واسمحوا لي أن أؤكد لكم وأمامكم أنه ليس بوسعنا أن نختصر في مثل هذه الكلمة ما الذي يعنيه المغرب الشقيق بالنسبة لأمته، فقد عمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وعمق الشراكة مع دول مجلس التعاون الخليجي في وجه محاولات زعزعة الأمن والأطماع الخارجية في الخليج العربي.

الحفل الكريم
كما تعرفون يمر عالمنا العربي اليوم بأشد المحن وأصعبها حيث الفرقة وصراعات الطوائف والإرهاب البغيض، لكن المغرب الشقيق نأى بنفسه عن هذه الصراعات أو الفوضى الخناقة التي أسموها بالربيع العربي زورا وبهتانا، وترجم تآلفه وتعاضد أبناء شعبه الواحد، بحكمة ملكه، وبدستور متنور وحكومة رشيدة، وحياة ديمقراطية، ونمو اقتصادي يمضي قدما نحو مزيد من الازدهار، وهو أمر يثلج صدورنا، ويعمق آمالنا أن تزدهر تجربة المغرب الكبير في المحيط العربي كله، ولنا في هذا مصلحة كبرى، لأن الفرقة وصراعات الطوائف واقتتال الأخوة، ما زال ينعكس على قضيتنا وكفاحنا المشروع سلبا وغضاضة ويضع قضية فلسطين في آخر الأولويات.
ونحن اليوم نريد من الأمة العربية أن تنتبه لمستقبل بلدانها وشعوبها قبل أن تخرج من الواقع والتاريخ، وما من انتباهه أجدى من انتباه فلسطين التي حذرت وما زالت تحذر من مخاطر الفرقة والانقسام والاقتتال على حساب القضية المركزية القضية الفلسطينية، وهي انتباهه لا تشير إلى المخاطر فقط وإنما تقول أولا بطريق الخلاص الذي هو طريق التوحد والعمل المشترك ودعم خطط ومشاريع النهوض الوطنية والقومية ومشاريع الأمن والاستقرار ورفض الإرهاب وإدانته، ومنها اليوم دعم مبادرة السلام العربية، التي لا مجال لتعديلها بأي شكل من الأشكال.
ولنا في الجهود الفرنسية التي أيدناها ودعمها مجلس الجامعة العربية في اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية العرب في نواكشوط ثم في القمة العربية والتي ترجمت القناعة بأولوية القضية الفلسطينية وصدارتها فرصةً لنكرس آليات عمل للمبادرة العربية إذا ما تقدمت هذه الجهود الفرنسية إلى غاياتها وحققت المؤتمر الدولي للسلام، خاصة بعد فشل الرباعية الدولية وتراجعها المعيب عن مرجعيات الشرعية الدولية.
إن إسرائيل بحكومة اليمين المتطرف وبسياستها العنصرية البغيضة والاستيطانية وانتهاك المقدسات والقتل المتعمد على نحو إجرامي فج وقبيح، سوف تواصل هذه السياسة العدوانية، ما لم يقف العرب أولا والمجتمع الدولي ثانيا وقفة صادقة وجدية وعملية، تجعل من عملية السلام، عملية ممكنة بمرجعيات لازمة، وسقف زمني محدد للانتهاء من المفاوضات، تنهي الاحتلال وتحقق الأمن والاستقرار والسلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية والذي سيكون سلاما للعالم أجمع.
وبالطبع لا بد أن نؤكد أن شعبنا الفلسطيني بقيادته الشرعية وعلى رأسها الاخ الرئيس محمود عباس أبو مازن، سوف لن يسكن أو يهجع بانتظار تلك الوقفة وإنما سنواصل طريق الحرية بالمقاومة الشعبية، وبالصمود أولا على أرض الوطن، وبالعمل على استعادة الوحدة الوطنية بإنهاء الانقسام البغيض، الذي لا يخدم سوى الاحتلال، ولهذا سنواصل الحوار لنطوي هذه الصفحة المعتمة والمعيبة، من تاريخنا، مصممون على الوحدة وعلى حكومة وحدة وطنية تهيئ لانتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي. ومصممون على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية والتجديد لأطرها القيادية.
هذه هي خياراتنا المفتوحة على المستقبل وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز (فإنَّ مع العسر يسرا، إنَّ مع العسر يسرا) وقوله تعالى (واصبر وما صبرك إلا بالله)، ولعلّي أقول هنا ما قاله الشاعر ابن زريق البغدادي، (علما بأن اصطباري معقباً فرجاً / فأضيق الأمر لو فكرت أوسعه) وأقول هذا هو حال شعبنا وهذا هو قراره وأمله.
لا أريد أن أطيل عليكم بهمومنا في هذه المناسبة العطرة، التي أود قبل الختام أن نبارك للمغرب الشقيق عودته إلى منظمة المؤتمر الأفريقي واستعداده للحوار لإيجاد حل لقضية الصحراء، ونثمن له هذه الخطوة التي تعني انفتاحه على خيارات تكريس العلاقات مع القارة السمراء ودول الجوار على أسس الحوار والتفاهم البناء لمستقبل أكثر إشراقاً للقارة الصديقة وشعوبها.
مرة أخرى نرفع التهاني إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لمناسبة الذكرى السابعة عشر لتربع جلالته على عرش أسلافه العظماء، محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.
كل عام وجلالته والمغرب الكبير بألف خير وعافية وازدهار ومحبة ليظل رافعة للعمل العربي المشترك وركيزة من ركائز الأمن القومي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر