صامد للأنباء -
بسام ابو الرب
بسام ابو الرب
لم تشفع ملابس الطفل علي سعد دوابشة الصغيرة، او حتى
كلمة 'صباح الخير يا ماما'، التي طرزت على احد ثيابه، من رد حقد غلاة
المستوطنين من استهداف منزل والديه في قرية دوما جنوب نابلس، واحراقه.
علي ابن العام ونصف فارق الحياة بعد ان احترق جسده
وهو نائم يحلم بغد ومستقبل وحياة كريمة يملأها السلام، فارق الحياة ولم يستطع
والداه واخاه الاكبر سماع مناجاته وصراخه، فقد اكلت النيران من اجسادهم، ولم
يبق لهم سوى الحسرة والألم.
مشهد ملابس علي ومشهد زجاجة رضاعة الحليب الذي تنظره
كل صباح وما تبقى من صوره الذي يبتسم فيها في غرفة نومه، انطقت الحجر والشجر ولم
تمنع حتى الرجال من البكاء في ظل صمت المكان الذي ما زالت ضحكاته تدوي فيه، وتنادي
على اخيه الاكبر، فمشهد احد المواطنين من قرية قصرة المجاورة لموقع الحدث، على
شاشة تلفزيون فلسطين وهو يبكي الطفل نقلت بشاعة المشهد بعيونه ودموعه.
وكأن مشهد احتراق الطفل محمد أبو خضير من حي
شعفاط بالقدس، قد تكرر بعد خطفه وتعذيبه وأحراقه وهو على قيد الحياة على أيدي
مستوطنين متطرفين يوم 2 تموز من العام الماضي.
يوسف ديرية ضباط الاسعاف الذي نقل جثمان الطفل
دوابشة، روى لـ'وفا' بشاعة المنظر والمشهد بحرق جسم طفل بعمر عام ونصف. قائلا
'منذ الساعة الثانية والنصف فجرا وانا لم استطع النوم.. لم يفارق مشهد الطفل
بالي'.
ويضيف 'مشهد علبة الحليب وما تبقى منها، كان
وقعها كبيرا علي وتخليت الطفل وهو ينتظر الرضاعة ويداعب بيديه واصابعه اطراف
العلبة، وصور الطفل مع عائلته وما تبقى منها' .
ويشير ديرية الى سعد دوابشة والد الطفل علي الذي خرج
وهو يعاني من حروق خطيرة تصل الى درجتها الى 70% وهو يصرخ ' ولدي في
الداخل'، وهو لا يعلم مصيره.
ورجح ديرية ان تكون المادة التي القاها المستوطنون
سريعة الاشتعال وانتقلت بسرعة في ارجاء المنزل ما ادى الى احتراقه بشكل كامل.
ولم تتمالك مراسلة تلفزيون فلسطين ريما العملة نفسها
وهي تنقل تقاصيل الجريمة على ارض الواقع واجهشت بالبكاء اثناء النقل المباشر'.
وقالت العملة: 'ان اكثر ما اثر فيها زجاجة
الرضاعة الخاصة بعلي والبسته المحترقة وصوره البريئة' قبل ان يتقطع صوتها
وتجهش بالبكاء'.
وكانت الرئاسة حملت اليوم، الحكومة الاسرائيلية
المسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة والتي قام بها المستوطنون وأدت إلى استشهاد
الرضيع علي حرقا وإصابة عائلته في قرية دوما قرب نابلس فجرا.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة 'إن
هذه الجريمة ما كانت لتحدث لولا اصرار الحكومة الاسرائيلية على الاستمرار
بالاستيطان وحماية المستوطنين'.
وتفقد رئيس الوزراء رامي الحمد الله ظهر اليوم، منزل
عائلة دوابشة، كما شارك في تشييع جثمان الرضيع علي.
وقال الحمد الله في تصريح للصحفيين من منزل عائلة
دوابشة المحترق: 'إن ما جرى هو 'جريمة بشعة ولا تغتفر'.
واضاف 'إن الرئيس محمود عباس، والقيادة
الفلسطينية، وكل شعبنا يقفون مع عائلة دوابشة المكلومة، وهذا البيت سنعيد بناؤه،
كما سنعيد بناء أي مسجد أو بيت يدمره الاحتلال ومستوطنوه، وسنوفر العلاج لذوي
الشهيد، متمني الشفاء العاجل لأسرته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق