صامد

صامد

الأربعاء، 29 يوليو 2015

الحمد الله: لن تستطيع اسرائيل اقتلاع سوسيا وسنتكاتف جميعا لتعزيز بقاء أهلها ودعم صمودهم

صامد للأنباء -

 أعلن عن تلبية الحكومة لاحتياجات أهالي سوسيا خاصة على صعيد الزراعة

قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: 'نسجل اليوم تضامننا ودعمنا المطلق لسوسيا، هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي استطاعت بصمود ونضالات أهلها، ان تتصدر اهتمام المجتمع الدولي، وبات مناصرو الحق والحرية من اصقاع العالم، يتوافدون اليها للتضامن معها ومنع قرارات ازالتها وترحيل سكانها'.

جاء ذلك خلال كلمته أمام أهالي قرية سوسيا المهددة بالهدم والازالة، جنوب الخليل، اليوم الأربعاء، بحضور عدد من القناصل والسفراء، ومحافظ الخليل كامل حميد، ووزير الخارجية رياض المالكي، ووزير الزراعة والشؤون الاجتماعية شوقي العيسة، ووزير الحكم المحلي نايف ابو خلف، ووزير الصحة جواد عواد، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية، والناشطين والحقوقيين والمتضامنين الدوليين.

واضاف الحمد الله: 'أنقل لكم اعتزاز سيادة الرئيس محمود عباس بالصمود الأسطوري الذي تسطرونه، وأؤكد لكم ان القيادة الفلسطينية ماضية في سعيها الحثيث لتدويل قضيتنا، وحمل عذاباتكم الى كافة المحافل الدولية، لتوفير الحماية الفعلية والفاعلة لشعبنا.'

وتابع رئيس الوزراء: 'باسم السيد الرئيس سيتم تلبية كافة احتياجات سوسيا وفق الامكانيات المتاحة، وتم تلبية مطالبكم من الزيارة السابقة بتأمين الدعم لصالح القطاع الزراعي في المنطقة، ومركبة تستخدم لخدمة اهالي القرية'.
وأعلن عن دعم الحكومة لأهالي القرية بـ16 طن من اعلاف الأغنام، و28 خضاضة لبن، و4 خزانات مياه سعة 1 كوب، ومستلزمات ضخ وشفط ورش المياه، ومستلزمات فرز وتعبئة العسل، ومستلزمات زراعية اخرى، مشددا على أن الحكومة ستقوم بشق طرق زراعية خلال شهر، وتوزيع 10 طن من البذار العلفي المقاوم للجفاف خلال شهرين، وتوريد 110 من الاغنام المحسنة خلال شهرين، وانشاء بركس اغنام نوذجي بمساحة 500 متر مربع خلال شهر، وتوفير ترله مجرور على تراكتور خلال شهر، وتوزيع 35 طن من الاعلاف لتغذية الاغنام خلال شهر.

واشار الحمد الله إلى تكليفه لسلطة الطاقة والموارد الطبيعية بمتابعة ودراسة الاحتياجات الحالية والمستقبلية لسوسيا وإصدار تقرير فني حولها، مؤكدا أن الحكومة ستقوم بالتغطية المالية اللازمة، لا سيما تزويدها بخلايا شمسية منتجة للكهرباء. وتابع : 'ستبقى سوسيا بفضل تضحياتكم وصمودكم، دوما على الخارطة، ولن تلغي إسرائيل وجودنا فيها، او تقتلع حقنا وحق أطفالنا في الحياة في كنفها، وسنتكاتف جميعا، ولن ندخر أي جهد لتعزيز بقائكم فيها'.

وقال الحمد الله: 'إننا مطالبون بتوفير الحماية الكاملة لاهلنا في سوسيا، الذين يتعمد الاحتلال تقليص مقومات حياتهم والتضييق عليهم، ويحرمهم الأرض والمياه والحركة، ويهدد بالتدمير والازالة الكاملة، جميع مرافق ومباني هذه القرية التي بنيت أكثر من نصفها، بتمويل من جهات دولية ومانحة، وعلى شكل مساعدات إنسانية'.

وشدد على ان الواقع الذي يعيشه اهل سوسيا ليس بجديد، مستطردا: 'فمنذ ثلاثة عقود متصلة وأهلها يصارعون البقاء، ويحاصرون بالتجريف والتهجير والهدم والملاحقة من جهة، وبانتهاكات المستوطنين من جهة أخرى'، مضيفا: 'إن أهالي سوسيا يواجهون اليوم ثالث موجة من الترحيل القسري، بعد ان رحلوا سابقا، وهم أصحاب الأرض الاصليون، لتقام عليها مستوطنة إسرائيلية، ويُمنعوا من الوصول إلى ثلثي الأراضي الزراعية في تجمعهم، وجردتهم ليس فقط من أرضِهم، بل ومِن منازلهم، فباتوا يسكنون العراء في خيام وبركسات وأكواخَ صَفيح.'

وأكد رئيس الوزراء ان ما يرى اليوم عن كثب في سوسيا، يواجهه أيضا أبناء شعب فلسطين في مسافر يطا، وفي تجمع أبو النوار، وعرب الجهالين، وفي كافة القرى والبلدات والتجمعات والخرب ومضارب البدو، وهو جزء من حصار خانق تفرضه إسرائيل على التنمية والبناء بل والحياة أيضا في المناطق المسماة(ج)، التي تشكل حوالي 63% من مساحة الضفة الغربية.

وطالب الحمد الله المجتمع الدولي بكافة قواه ومؤسساته المؤثرة، بانهاء هذه المعاناة الإنسانية المتفاقمة، والزام إسرائيل بوقف سياسة الترحيل والتهجير القسري، والالتزام بقواعد القانون الدولي، والافراج عن اسرى الحرية، ورفع الحصار عن غزة، وتمكين الجهود الدولية والوطنية من إعادة اعمارها، ومن العمل في المناطق المسماة (ج)، معتبرا ذلك المدخل الرئيسي والوحيد لاعادة المصداقية للعملية السياسية وتحريك عملية السلام وإنقاذ حل الدولتين.

واشاد بصمود ابناء وبنات سوسيا قائلا:' صمودكم وتشبثكم بالحياة والعمل في هذه الأرض، يثبت للعالم ان في فلسطين شعب يتوق للحرية والاستقلال والعدل، شعب لا تكسره جرافات الاحتلال، بل يعمل ويبقى ويبني، حتى ينال حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وغزة والاغوار في قلبها.'

من جهته، قال المالكي: 'سنواصل تحركنا الدبلوماسي مع كافة الدول والمنظمات الاقليمية والدولية، لمنع تنفيذ قرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي بهدم قرية سوسيا وتهجير سكانها الاصليين، وستعمل وزارة الخارجية على رفع ملف سوسيا الى المحاكم الدولية لتقديم ومقاضاة المسؤولين في سلطات الاحتلال امام  المحاكم الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية'.
ودعا المالكي المجتمع الدولي، الزام إسرائيل بوقف سياسة الترحيل والتهجير القسري، والالتزام بقواعد القانون الدولي، ودعم صمود ابناء شعبنا في قرية سوسيا وباقي القرى والتجمعات المهددة بالترحيل من قبل سلطات الاحتلال.
وأكد أن وزارة الخارجية ستقوم بالتواصل مع الجهات الرسمية بالجمهورية التركية، لإحضار وثائق الملكية التي تثبت حقوق اهالي قرية سوسيا بأرضهم من ارشيف الدولة العثمانية القديم.
بدوره، قال وزير الزراعة شوقي العيسة ان سوسيا اليوم تسجل يوما تاريخيا، مفاده ان شعبنا لا يمكن ان ينهزم، بل هو صامد بأرضه ومصمم على الانتصار وسيحقق هدفه بالدولة المستقلة.

وأكد العيسة أن القيادة ستقدم كل ما تستطيع للحفاظ على كافة مقومات الصمود رغم ضعف الامكانيات،  مشيرا الى ان وزارة الزراعة تعتبر بمثابة وزارة الدفاع التي تحافظ على الأرض، لذلك هي حريصة على تقديم كافة الخدمات الزراعية.

بدوره، اعتبر محافظ الخليل كامل حميد ان هذه الزيارة هي انجاز مهم في ذروة الصراع السياسي والدبلوماسي، لدعم صمود المناضلين من أهالي سوسيا في دفاعهم وصمودهم بارضهم.

وأشار حميد إلى أن هذه الزيارة هي بمثابة فرصة، لإطلاق صرخة الى العالم بأسرة للتصدي لجرائم الاحتلال، الهادفة لترويع الشعب الفلسطيني وتهجيره واقتلاعه من أرضه.

وأكد حميد ان منطقة سوسيا تعاني من انتهاكات هي جرائم يحاسب عليها القانون الدولي، وصلت الى حد منع المدنيين من الماء وتهجيرهم من أرضهم، وتهديد حياتهم.

وأشاد حميد بالحملة الدبلوماسية التي يقودها الرئيس محمود عباس والحكومة، وبمواقف السفراء والقناصل والمؤسسات الدولية الداعمة لحقوق شعبنا، مؤكدا ان سوسيا وكافة المناطق المهددة ستبقى عنوان للصمود والحق بوجه جرائم الاحتلال.

من جانبه، اكد رئيس مجلس قروي سوسيا، على عزم اهالي القرية المضي في صمودهم بارضهم رغم كافة الضغوطات والجرائم من قبل الاحتلال الاسرائيلي بحقهم، مضيفا ''لن نساوم على حقنا بأرضنا، بدعم وإسناد السلطة الوطنية التي هي العين الساهرة علينا''.

رئيس الوزراء رامي الحمد الله، يتفقد قرية سوسيا المهددة بالهدم والازالة جنوب الخليل.(عدسة:معن خليفة/وفا)

رئيس الوزراء رامي الحمد الله، يتفقد قرية سوسيا المهددة بالهدم والازالة جنوب الخليل.(عدسة:معن خليفة/وفا)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر