صامد

صامد

الأربعاء، 1 أبريل 2015

ابو غربية: سنتوجه لمجلس الامن لاستصدار قرار للاعتراف بدولة فلسطين

صامد للأنباء -
وليد أبو سرحان - أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وامين عام المؤتمر الوطني الشعبي، عثمان ابو غربية للقدس، بأن "اتفاق اوسلو مات"، وأن القيادة الفلسطينية بصدد التوجه لمجلس الامن الدولي لاستصدار قرار تحت البند السابع للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الاراضي المحتلة عام 1967، بحيث يكون لذلك القرار صفة إلزامية التنفيذ، وخاصة بعد ان انفجر الخلاف الاميركي مع الاحتلال الاسرائيلي بشكل علني عقب تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال حملته الانتخابية بانه لن يسمح بقيام دولة فلسطين.
وجاءت اقوال ابو غربية في حديث مطول اجرته معه القدس، وفيما يلي نصه:
- على ضوء الانتخابات الاسرائيلية وما افرزته من نتائج وما يلوح في الافق من تغيير بالعلاقات الاميركية الاسرائيلية ما هي توقعاتكم لمسار القضية الفلسطينية هل نتجه نحو استئناف المفاوضات أم نحو تفجر انتفاضة جديدة؟
المؤشرات والدلالات حتى قبل الظهور العلني للازمة الاميركية مع الاحتلال تؤكد بأن هذا الاحتلال لا يريد ان يصل لحل، والجميع يدرك ذلك ، لهذا نحن وضعنا تصورا وبرنامج عمل استطيع تلخيصه في ست نقاط، اولها تتعلق بالمقاومة الشعبية وكيف لا نجعل من هذا الاحتلال ينام على حرير احتلاله ، ولا بد ان يدفع ثمن الاحتلال، هذا اولا، وثانيا التوجه للعلاقات الدولية، الاوروبية الاميركية، وثالثا التوجه للمنظمات الدولية، بما فيها مجلس الامن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، ورابعا تحقيق المصالحة الوطنية، وخامسا لا بد من ممارسة سياسة الحفاظ على الذات.
وهذه العناوين تحتها الكثير من التفاصيل، والاليات المطلوبة. وهنا اريد ان اقول بان الحديث في هذه العناوين تطور تدريجيا مع تزايد وضوح الاحداث شيئا فشيئا إلى ان وصلنا لقناعة تامة بان العملية السياسية مع هذا الاحتلال وصلت إلى طريق مسدود، توج بما افرزته الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة، وانا اقول هنا بانه لا خلاف ما بين جميع الاطياف السياسية الاسرائيلية وبغض النظر عمن فاز في تلك الانتخابات وحتى لو فاز هيرتسوغ – رئيس المعارضة الاسرائيلية- لن تخرج السياسة الاسرائيلية عن مخططها القاضي بإخراج قطاع غزة، وشطب القدس، والسيطرة على
الاغوار وتقسيم ما تبقى من الضفة الغربية إلى كنتونات في الجنوب والشمال والوسط.
- وعلى ضوء ادراككم للنوايا والمخططات الاسرائيلية وبعد فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات ما هو التوجه الفلسطيني وخاصة على ضوء الخلاف الذي ظهر بشكل علني ما بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونتنياهو؟
سيتم التوجه لمجلس الامن الدولي مرة اخرى، والجديد الان هو خلاف الادارة الاميركية مع الاحتلال، فصار هناك حديث فرص للطريق وهناك حديث عن مدى هذه الفرص وإمكان ان يقدم الاميركيون مشروع قرار او ان يسكتوا عن مشروع قرار في مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطين.
الا تخشون ان يكون مشروع القرار الاميركي اقل من السقف السياسي الفلسطيني؟
كل الاحتمالات واردة، الادارة الاميركية الان في معركة مع نتنياهو والمعركة اصبحت معروفة، لكن مشروع القرار الفلسطيني المقر من الاطر القيادية لمجلس الامن هو زوال الاحتلال عن الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، ونحن نطمح لتمرير المشروع تحت البند السابع في مجلس الامن، لان البند السابع ملزم، وملزم تنفيذه تحت باب العقوبات، ما يعني انه يمكن ان تتخذ عقوبات في حال عدم تنفيذه. نحن نأمل ونريد صيغة تؤمن زوال الاحتلال والاستيطان عن الاراضي المحتلة عام 1967 وتؤمن القدس وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اوسلو وعدم
بقاء أي تواجد أمنى للاحتلال على ارض دولة فلسطين، ولكن السؤال المطروح هو إلى أي مدى ستصل الولايات المتحدة الاميركية هذا سيعتمد على معادلة الداخل الاميركي والصراع ما بين الحزب الجمهوري الذي يسيطر على الكونجرس والادارة الاميركية وكم يستطيع اوباما ان يذهب بعيدا عن السياسة المتبعة للولايات المتحدة الامريكية.
ولكن اوباما في سنته الاخيرة؟
في السنة والنصف المتبقية له في ولايته الثانية يستطيع ان يتخذ قرارات، لكن التهديد هو ما بعد قدوم الجمهوريين، فقراراته لن تنفذ ولكن هناك بعض صيغ الاتفاقات ان تمت تلزم جميع الادارات الاميركية، فنحن إذا اتخذنا قرارا من مجلس الامن الدولي تحت البند السابع فهو قرار قوي وعلى ارضية قوية امام أي رئيس اميركي قادم للولايات المتحدة، خاصة وان جبهة المناصرين للقضية الفلسطينية في تزايد مستمر.
- نتنياهو فاز بالانتخابات وها هو يشكل الحكومة القادمة في اسرائيل ما هي الخطة الفلسطينية، هل هناك عودة للعملية السياسية؟
قصة العودة للعملية السياسية التي كانت سابقا هذه قصة انتهت للأبد ونحن انتهينا منها سابقا، فاتفاق أوسلو مات حتى وان لم يتم اخراج شهادة وفاة له لغاية الان، فنحن سنلجأ للمقاطعة الدولية والعقوبات بكل معانيها، والمقاومة الشعبية واجراءاتنا المتعلقة بوقف التنسيق الامني بناء على قرارات المجلس المركزي في اجتماعه الاخير، وتلك القرارات ملزمة للتنفيذ بما فيها وقف التنسيق الامني مع الاحتلال.
- أليس في ذلك مجازفة؟
نعم، هناك مجازفة ولكن ليس امامنا إلا المجازفة، فاذا بقينا نسير في الطريق الذي يريده نتنياهو فسنستمر في السعي والركض وراء سراب وخديعة وهو سيكسب الوقت لتغييرات على ارض الواقع، يعني نحن ندور في دوامة الفراغ والمفاوضات بينما هو يغير الواقع في كل الارض الفلسطينية وخاصة في القدس.
- ما البديل؟
إذا وجدنا كل الطرق مغلقة في وجوهنا، فشعبنا لن يستسلم، خيار الاستسلام لن يكون موجودا، فالشعب الفلسطيني سيناضل بكل الوسائل المجدية التي تؤدى إلى تحقيق اهدافه، والمناسبة لظروف مرحلته بعد موت اتفاق اوسلو، لذلك شعبنا سيناضل بكل الوسائل وأعني بكل الوسائل.
- في ظل ما يجري على ارض الواقع من انهاء لحل الدولتين، لماذا لا تطالب القيادة الفلسطينية بحل الدولة الواحدة ثنائية القومية في فلسطين التاريخية؟
يجب ان نعرف بان هناك قناعة عند القيادة الفلسطينية ان نتنياهو قتل حل الدولتين لكن ما زال الوضع الدولي غير ناضج للإقرار بذلك، وما زال الوضع الدولي متشبثا بفرص حل الدولتين، وانا قناعتي بان الوضع الدولي سيصل إلى طريق مسدود، فنتنياهو عندما يسقط حل الدولتين الامر الطبيعي بالنسبة لنا ان يجري الحديث عن الدولة الواحدة وهذا الامر الطبيعي مرحليا ما دام لا توجد هناك موازين قوى لتحقيق الهدف الاساسي لنا وهو التحرير، ومن الطبيعي ان تكون هناك اصوات فلسطينية كثيرة وليست قليلة تنادي بحل الدولة الواحدة ويمكن بعد فترة ان يكون هناك اصغاء دولي
لهذا الامر. ولكن علينا ان نعلم كيف هم يفكرون- نتنياهو وحكومته- وبرأيي كل الاطراف الاسرائيلية حتى لو جاء هيرتسوغ سيكون بنفس السياق ولن يخرج عنه، هم يفكرون بإخراج غزة ككيان منفصل لعشرين عاما او اكثر او اقل وشطب القدس والسيطرة على الاغوار ثم اعطائنا كنتونات حكم ذاتي، ويكون بالضفة الغربية نظامان، نظام للمستوطنين واخر للكنتونات الفلسطينية تحت ما يسمى مناطق الحكم الذاتي في الضفة التي يكون فيها نظام المستوطنين محفزا لهم ونظام الفلسطينيين طاردا لهم نحو الخارج وخاصة الاردن كون الاحتلال يعتبرها الاسفنجة لاستيعاب الفلسطينيين، وهم
للعلم ما يزالون يعتبرون الاردن الوطن البديل للفلسطينيين، ويريدوا ان يكون هناك تابعية للفلسطينيين بالأردن، ونحن لن نقبل قطعا والاردن لا يقبل بذلك.
- ما الذي يمنع اسرائيل من السير في مخططها هذا؟
مشكلتهم الحقيقية هي في انكفاء دورهم الاقليمي. دورهم الاقليمي كان يعتمد على قوة تهديدهم العسكري وردعهم العسكري وتدخلهم العسكري وهذا انتهي اليوم للأسباب التالية: جيشهم في ضعف خاصة من ناحية القوى البشرية بحيث اصبح وضعه هشا جدا ، ثانيا الدبابات اصبح لها عدو قاتل وهو صواريخ الكورنيت التي لا يمكن تجنبها. اذن التقدم البري اصبح معقدا عليهم. في الجو يفرضون سيطرة ولكن الصواريخ ترهبهم، لذلك لم يعودوا قادرين على القيام باي عملية في اطارهم الوظيفي بالمنطقة. وما دام دورهم انكفأ على المستوى الاقليمي وباتوا غير قادرين على تحقيق اهدافهم، وحتى
لو حاولوا خلق بيئة فوضى سترتد عليهم حتما.
- اخ ابو عبد الله، تحدثنا عن الجانب السياسي كثيرا لنعد للشأن الفلسطيني الداخلي، ماهي المعيقات التي تحول دون تحقيق المصالحة الفلسطينية لغاية الان؟
بكل صراحة هناك عوائق اقليمية، ففي العوائق الاقليمية قطعا هناك الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يريد الوحدة ما بين الارض الفلسطينية وهو يعمل بكل الوسائل لتجذير الانقسام، وحتى الولايات المتحدة الاميركية خلقت تعقيدات لمنع المصالحة، وهناك ايضا اطراف اقليمية مثل قطر وتركيا تميل إلى دعم جماعة الاخوان المسلمين، وحماس جزء من تلك الجماعة بحيث انعكست علاقة الحركة مع تلك الدول على استمرار حالة الانقسام، والتي ارى بان الفرص ضعيفة على قرب استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الفلسطينية خاصة وان هناك اتفاقيات لم يتم تنفيذ بنودها مثل
انتشار حرس الرئاسة الفلسطينية على المعابر. وللأسف نحن أي تغييرات واحداث في المنطقة تنعكس على القضية الفلسطينية مباشرة، فالمعطيات صعبة وعندما انظر لطريق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية أجد الطريق محفوفا بالألغام والتجاذبات التي لا تخدم المصالحة، خاصة في ظل انعدام الوزن العربي في هذه المرحلة.
- وماذا عن فقدان اطرنا الرئاسية والتشريعية شرعيتها جراء تعطيل العملية الديمقراطية ومصادرة حق المواطنين في اختيار قيادتهم؟
لا تستطيع ان تقول بان اطرنا مستمرة بدون شرعية، هناك شرعية الامر الواقع، لان القوانين لا تقبل الفراغ بدون شرعية، فلذلك اذا تعذر تجديد الشرعية بالطرق التي تنص عليها القوانين فمعنى ذلك ان الاطر القيادية تستمر في ملء فراغ الشرعية لحين تجديدها بالانتخابات والعودة لصندوق الاقتراع وتنظيم الانتخابات سواء الرئاسية والتشريعية، ونحن نتطلع للعودة لصناديق الاقتراع لان عدم العودة لها يجعل هناك فواصل ومسافات تزيد ما بين القيادة والشعب وتمنع التجديد وتمنع الاجيال من ان تأخذ حقها.
- على ذكر الاجيال، هل هناك موعد لعقد المؤتمر العام السابع لحركة فتح لتجديد قيادتها؟ وهل سنرى وجوها شابة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة؟
بالنسبة لموعد عقد المؤتمر هناك عقبات تحول دون تحديد موعده حيث تجربة المؤتمر العام السادس التي جرت اثبتت فشلها في عملية التصويت عبر الهاتف التي جرت لأعضاء المؤتمر من قطاع غزة، ولا نريد تكرار تلك التجربة لثبات فشلها، ولهذا فأن عدم ضمان حضور اعضاء المؤتمر سواء من قطاع غزة او من الخارج نتيجة لإجراءات الاحتلال سبب رئيسي في عدم تحديد موعد لعقد المؤتمر العام، ولكن اللجنة التحضيرية انجزت متطلبات عقد المؤتمر وعندما تحين الفرصة لعقده سيعقد مباشرة، اما بشان ان نرى وجوها شابة في اللجنة المركزية فهذا أكيد وانا اعرف بان الكثير من الاخوة في
اللجنة المركزية الحالية لا يريدون ترشيح انفسهم لعضوية اللجنة في المؤتمر السابع الذي نريد ان يكون مختلفا من ناحية النجاح عن المؤتمر الذي سبقه.
- وهل جرت تسوية الخلافات داخل فتح، عقب فصل عضو اللجنة المركزية للحركة محمد دحلان ؟
خلافات داخلية بالمنطق العام لا يوجد، كان هناك احد اعضاء اللجنة المركزية وقد فصل، والحركة تتعامل على انه خارج نطاق الحركة وليس في داخل نطاق الحركة، وانتهى الامر وهو الان خارج الحركة .
هل انتخاب نائب للرئيس الفلسطيني محمود عباس مطروح على طاولة البحث في المؤتمر العام السابع؟
نائب لرئيس الحركة نعم، ولكن نائب لرئيس منظمة التحرير ونائب لرئيس السلطة فهذه تخضع لقوانين السلطة وقوانين المنظمة، نحن الان نتحدث عن فتح، علما انه لدينا نائب لرئيس فتح ولكنه لم ينتخب من قبل المؤتمر العام، وما سيجري هو انتخاب الرئيس ونائب الرئيس لحركة فتح من خلال اعضاء المؤتمر.
- بعيدا عن الوضع التنظيمي لفتح، ماذا بشأن القدس التي نتغنى بها، اين القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية مما يجري في المدينة المقدسة؟
دعني اقول ان الاحتلال يحدث تقدما في ملف القدس ونحن لدينا تراجعات، نحن علينا ان نعترف بان هناك تقصيرا وطنيا فلسطينيا تجاه القدس، وربما يرجع جزء من ذلك التقصير لتراجع الامكانيات المادية المتاحة وطنيا وهي قليلة جدا، وهناك تقصير عربي اسلامي ومسيحي وهذا التقصير في قضية القدس هو تقصير كبير ومؤثر، والذي يحمل قضية القدس الان هم أهلها رغم معاناتهم المتعاظمة جراء ممارسات الاحتلال والتنكيل بهم والتضييق عليهم في محاولة لتهجيرهم في ظل الزحف الاستيطاني والتهويدي الذي بات يطال كل المدينة بمقاومتها التاريخية والتراثية في ظل صمت عربي واسلامي مريب.
- وماذا عن الاموال العربية التي كان يعلن عنها في القمم العربية السابقة لتعزيز صمود اهل المدينة هل وصلت؟
لم يصل من تلك الاموال الا الشيء القليل الذي لا يذكر، رغم ان القدس مرهقة وان وضعها وصل حافة الهاوية، وهذا يجب ان يعيه الجميع، ويعلموا ان معيار وطنية العربي والمسلم الان هو القدس وإذا سقطت القدس سقطت الكرامة العربية والاسلامية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر