صامد للأنباء -
لقد ترجل فارس وشاعر من شعراء المقاومة الفلسطينية ، الشاعر ، والإنسان جميل لدادوة دون سابق إنذار ، ومات واقفاً كالأشجار.
لقد أراد اللحاق بسنديانة الجليل وفلسطين سميح القاسم ابا وطن ، فلقد رثىيته يا جميل قبل ايام فمن يرثيك يا جميل القلب ، والوجدان لقد رحلت وصعدت روحك الطاهرة الى باريها ولكن كلماتك وشعرك المكتوب بالدم ، والنار ، والروح باق كبقاء الزيتون في فلسطين يا زيتونةً فلسطينية. فنحن لم نفقد شاعرا فقط ، بل فقدنا حرفا أبجديا وإنسان ، وقامة شعرية شامخة كشموخ جبال فلسطين ، وبستان فيه كل أطياف العشق ، والشعر والحب ألوان .
فلقد واكب شعرك معاناة ونكبة شعبك ، والجرح الفلسطيني النازف منذ البدايات حتى الرحيل ، وهي مواكبة صادقة عاشقة للأرض ، والشعب والأمة ، فكنت نقيا ، ونبيلا ، ومبدعا ، وخلاقا ، وعاشقا كبيرا لوطنك فلسطين ... حملته في حنايا صدرك وقلبك أيها الفلسطيني الجريح المذبوح من أعماقه ، المفجوع من الوريد الى الوريد بأغلى الأحبة ورفاق الدرب والكلمة ، فكيف لا تفتكك المأساة ؟ .. وكيف لا يضعف قلبك الرهيف ؟ .. وانت ترى ما ترى فالقدس ليست القدس ، والأسرى ما زالوا يقبعون في الباستيلات ، والاستيطان أكل الأخضر واليابس ، والمسجد الاقصى يئن ويستغيث فلا مغيث ؟.. فيزداد هذا العدو وقاحة امام هذا الصمت الجنائزي العربي ، وغزة العزة ترتدي المقاومة عنوانا لها كل صباح ، والدمار والدم الزكي فواح ، حتى أصبحت الشهادة خبزنا اليومي ، والأخوة الأعداء رغم كل هذه الدماء ، مازالوا منقسمين حتى أصبحنا فرجة للعالم بعدما كنا نموذجا يحتذى به ...
فشاعرنا الجميل قالها لهم قبل الرحيل كفاكم تراشقا ، وتلاكما على الشاشات الفضائية ، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، فبإنقسامكم الملعون وبدون الوحدة سيبقى شعبنا طعاما للرصاص والقذائف ، وقالها لمن كانوا في يوم من الأيام اخوة ورفاق درب وخندق ، لماذا تطلق الرصاص على أخيك وتفرض عليه الإقامة الجبرية ، وهو الذي يريد ان يفديك بدمه ويحميك ، قالها لهم فبل الرحيل توحدوا ، غير منطقي إطلاقا استمرار وتواصل الخلاف باي شكل من الأشكال ... كل ما وقع وقع رغم آلامه وجراحه ، ونزيفه فلا نريد العودة الى الوراء ضعوا نصب اعينكم مصلحة الوطن ، والشعب ووحدوا الكلمة، والصف وان لم تفعلوا ذلك فأنتم أعداء الوطن والشعب ولا أظنكم كذلك.
وفي الختام ستبقى يا شاعرنا الجميل أيقونة تركت الارض لتسكن في قباب السماء لتشع نوراً، وضياء ، مع النبين ، والشهداء ، والصديقين ، وحسن أولئك رفيقا ، وأمانة عليك ان سألك سيد الشهداء ، ابو عمار ، وأبو جهاد ، وأبو اياد ، وشيخ فلسطين الجليل احمد ياسين ، والرنتيسي ، والشقاقي ، وجورج حبش ، وأبو علي مصطفى ، ومحمود درويش ، وتوفيق زياد ، وكنفاني ، وناجي العلي وكل الشهداء الأبرار فلا تقل لهم عن انقسامنا ، وفرقتنا ، وتشرذمنا ، قل لهم بان انبلاج الفجر قادم والنصر ات وتحرير الوطن بات بين قوسين او أدنى ، والمقاومة واحدة موحدة تحت علم فلسطين والشمس الفلسطينية ستشرق والعلم الفلسطيني سيرفرف قريبا فوق مساجد القدس وكنائسها كما كنت تردد وتقول يا ابا عمار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق