صامد

صامد

السبت، 5 يوليو 2014

كيف قتل الطفل ابو خضير ؟!

صامد للأنباء -
لم يكن يعلم الفتى محمد ابو خضير، ان الاضواء الرمضانية التي كان قد ساهم باشعالها مع رفاقه قبل ايام من استشهاده، احتفاء بالشهر الفضيل، ستطفئ باكرا، حزنا على فقدانه بعد قتله على ايدي المستوطنين.
وفي تفاصيل قتل الفتى ابن السادسة عشر من عمره، يقول والده حسين ابو خضير: "خرج محمد بعد أذان الفجر الاول في حوالي الساعة الرابعة فجرا، وقبل الاذان الثاني، وكما اعتاد في رمضان، جلس على درجات محلي التجاري الواقع قرب الجامع الرئيسي للبلدة، حيث يشرب الماء، ويستعد بعدها للذهاب للصلاة".
وأضاف: "وهو جالس على الدرجات وقبل ان يذهب للصلاة، لمحته سيارة فيها مستوطنين، واذ بهم يرجعون اليه، ويترجلون من المركبة، أخذوا يتحدثون اليه، لا نعرف ماذا تحدثوا اليه، بعدها امسكوا به ووضعوه ارضا وادخلوه بالمركبة غصبا، وأصبح يصرخ بقوة".
وتابع قوله: سمعه ثلاثة شبان من عائلة النتشة كانوا قريبين من الحادثة، فحاولوا اللحاق بهم بعدما سمعوا صوته، لكنهم لم يستطيعوا ذلك بعد ان قطعوا الاشارات الضوئية (عند مستوطنة راموت) على الضوء الاحمر، وبعدها اتصلوا بالشرطة الاسرائيلية، وقد وصلنا الخبر في حوالي الساعة الرابعة وعشر دقائق، واقتادوه الى احراش دير ياسين.
وأكد ابو خضير أن علامات التعذيب ظاهرة على جسده، الا اننا حتى اللحظة لا نعلم التفاصيل كاملة، لا استطيع أن اؤكد شيئا، التقرير لم يخرج بعد من معهد ابو كبير.
وعن محمد وصفاته، يقول ابو خضير: "كان الأكثر بين اولادي مشاركة بالنشاطات الاجتماعية والعائلية، وبحكم انه يدرس الكهرباء، فقد ساعد كثيرا في تزيين البلدة بزينة رمضان، وكان من الاوائل الذين تطوعوا للمساعدة بالامسيات الرمضانية ".
ويشير احد اقارب الشهيد الذي رأى جثمانه بعد تسليمه ظهر يوم الجمعة، أن اثار طعن ظاهرة على جسده، وقال: "اعتقد انهم طعنوه".
احمد كمال حمد، الصديق الأقرب للشهيد محمد ابو خضير، يتحدث عن علاقته بمحمد بقوله: "انا وياه اخوة اخوة، كنا نضل قاعدين مع بعض دايما مع بعض، نسوي كلشي مع بعض، حتى في رمضان كنا يا افطر عندو يا يفطر عندي، وكان يحب العصافير، وكان ييجي عندي عمحل العصافير تبع ابوي".
ويضيف الفتى احمد: "كنا نقعد بالجامع كتير، وهو كان ما يقطع فرض، حتى ايام انا كنت افطر وهو ما يفطر، انا مش مصدق لهلأ انو مات، يعني صاحبي وزي اخوي كنا نسوي كلشي مع بعض، أما هلأ لأ".
وتابع احمد: "متذكر في عيد ميلادي اعطاني هدية، وعيد ميلادو في شهر 8 او بشهر 9، وكنت ناوي اجيبلو هدية زي ما جابلي".
وأكد الفتى حمد أن الشرطة الاسرائيلية احتجزته وحققت معه لاكثر من 8 ساعات، وادعوا أن الشهيد محمد اعتاد السهر طويلا في ساعات الليل، فنفى احمد ذلك، وأكد لهم أنهم لا يسهرون حتى الفجر سوى في شهر رمضان، من أجل اداء صلاة الفجر.
أما والدة الشهيد محمد، تقول عن استشهاد نجلها: الحمد الله أن ابني مات شهيدا، صحيح أنهم حرقوه وعذبوه، الا انهم لم يأخذوا روحه، اريد ان تتعذب امهات المستوطنين الذين قتلوا ابني كما تعذبت، وتعذبت امهات الفلسطينيين، بسبب المستوطنين القتلى، والذين اشك بأنهم قتلى.
بدوره، وعن الهبة التي شهدتها بلدة شعفاط التي امتدت الى باقي انحاء المدينة، يقول الناشط اياد عودة الله، رئيس نادي شعفاط الرياضي: "كانت ثورة الغضب اندلعت في البلدة وامتدت شرارتها الى باقي احياء المدينة لتطفئ غضب الجموع المحتشدة والتي بدا عليها التأثر الكبير بهذا العمل الجبان".
واضاف في كلمات مؤثرة: "لم تكن تبريرات السياسيين وشجبهم وادانتهم من الطرفين لتعيد روح محمد الى صاحبها، حيث ارتقت علياء طاهرة الى بارئها لتلقى احباءها هناك، تحلق عاليا وتنادي بفيوض من سبحات ربها في شهر فضيل، فما أجملها يا محمد وما أجملك ,سنكتبها في ارشيفنا بقلم من نور لنذكر دائما أنك كنت هناك صبيحتها".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر