صامد للأنباء -
اختطف يوم الخميس الماضي ثلاثة جنود اسرائيليين ما بين مدينتي بيت لحم والخليل، وفي منطقة خاضعة أمنياً لسلطات الاحتلال الاسرائيلي، وفي نطاق مستعمرة "عتصيون".
مباشرة ودون انتظار حمّل رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، المسؤولية عن المخطوفين للرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية، وحرص على الربط بين عملية الاختطاف لمستعمريه والمصالحة الوطنية الفلسطينية، بهدف الغمز من قناة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكل القوى الدولية والاقليمية المؤيدة لحكومة التوافق الوطني.
وتناسى رئيس الحكومة الاسرائيلية وأركان ائتلافه ان مواصلة الاحتلال وتهويد الاراضي، والاعلان المتواصل عن طرح العطاءات ورفض خيار السلام, لا يمكن الا ان ينتج رد فعل على الجرائم الاسرائيلية.
مع ان الرئيس محمود عباس وأركان قيادته، تمسكوا، وما زالوا يتمسكون بخيار التسوية السياسية المرتكز على خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، لكن القيادة الاسرائيلية المتطرفة رفضت السلام، وقطعت الطريق على فتح أي ثغرة على طريق التسوية, وبالتالي فان توجيه الاتهامات الباطلة للقيادة الفلسطينية يفتقد لأي قيمة، ولا أحد في العالم يمكن ان يتقبل تلك الاتهامات للرئيس عباس، لانهم يعرفون انه رجل السلام الأول في فلسطين والمنطقة عموماً.
اذاً تأتي عملية الاختطاف للجنود الثلاثة لتشير بشكل واضح الى ان الخيار الامثل لاسرائيل هو الانخراط الجدي في صناعة السلام, دون ذلك لن يكون هناك سوى العودة للمربع صفر، مربع العنف والحروب.
ويخطئ نتنياهو وليبرمان وبينيت واريئيل وفيغلين وديان وكل المستعمرين الصهاينة، ان اعتقدوا ان منطق الاستيطان الاستعماري، وقوة البطش والارهاب يمكن ان تثني الفلسطينيين عن الدفاع عن حقوقهم الوطنية وبكل الوسائل التي كفلها لهم القانون الدولي.
كما ان رسالة الاختطاف موجهة لدول الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصا، كي تعيد النظر بسياساتها وآليات عملها في ادارة عملية السلام على المسار الفلسطيني/ الاسرائيلي, لانها في حال واصلت العمل بذات الآليات والوتائر، لن تنجح، لا بل كأنها تمنح الوصفة السحرية لكل القوى الرافضة لخيار السلام، كي تجر المنطقة برمتها الى دوامة العنف والدماء، وهو ما يتطلب من الراعي الاساسي لعملية السلام, استخدام نفوذه وأوراق القوة الموجودة بيديه للضغط على حكومة نتنياهو للقبول بالالتزام باستحقاقات عملية السلام وخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.
الانتهاكات وجرائم الحرب الاسرائيلية, وعمليات المصادرة والتهويد للاراضي واعلان العطاءات لبناء عشرات آلاف الوحدات الاستيطانية، والاعتقالات وتغيير معالم القدس، والقصف المتواصل لمحافظات الجنوب والحصار، جميعها عوامل مفجرة للأوضاع في الاراضي الفلسطينية، ومن يعتقد ان الأمر غير ذلك، لا يرى المشهد على حقيقته. فإما ان تتوقف السياسات الاسرائيلية التدميرية لعملية السلام وإما ان تفلت الاوضاع من عقالها, وتقع في مستنقع الحرب والارهاب.
oalghoul@gmail.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق