صامد

صامد

الأحد، 11 مايو 2014

ماذا لو كنتُ لاجئة؟!

صامد للأنباء -
من قلبِ المخيم تبدأُ الحكاية .!
سائقُ السيارة الصفراء يتجهُ بي نحو ذلك الموج الأزرق
فأقبلُ إليه بنهمِ الشوق ، وعلى بُعدِ خطوات من الفرح أقررُ دهسَ آثامي البائسة
لأراقصُ الموت هناك متجاهلة أكفاناً مستترة لضمائر ماتت جوعاً للحياة .!
لم أكن أعلمُ حينها أن تلكَ اللحظات قدْ جُدْوِلتْ في أجندةِ قدري
كَـ " موعدِ مع المآضي " .!
ربما لذلك لمْ أُطلْ ‘
بل وسرعان ما صار ذلكَ الأزرقُ خلفي
ووجهي هائمٌ بينَ طرقاتِ المخيم .!

:ماذا لو كنتُ لاجئة .؟!
أتساءل دوماً : ماذا لو كنتُ بلا هُوية ،
فأفقدُ معني الانتماء إلى أرضٍ لمْ تنجبني لكنها أرضعتني بالفطرة !
أرض أعطاني جدي الأكبر مفتاحها معقوداً إلى أكياس الرصاص !
ماذا لو عشت حياة المنفى على أرضٍ أسموني فيها بحكم الظلم القابع عليها " لاجئة " .؟!
كيفَ سأطيقُ بُعداً عنها ، وما عساهُـ يُصبِّرُ شوقي إليها ؟

أسيرُ بمحاذاة الطريق ولازالت مزاميرُ المركبات تصرخُ في وجهِ أذني :
اتركي عنكِ ماضياً وهلمِّي ، دون حتى أن التفت !
بلْ ألتصقُ بالجدرانِ أكثر ، وخلسةً تتسللُ يدي نحوها تلامسها ‘
لأقرأ حكايا أُناس ماتوا هنا شيَّابا لكنَّ أحلامهم دامت شابَّه !
أبت الرحيلَ معهم ، صمدت لتنمو على أيدي صِبية يلعبون حولها ‘
أولئكَ الذين يوماً ما ربما سيحررونها !

لازلتُ أمشي وأفتحُ بنهمٍ صناديقَ أسرار رسمتْ على ملامح الباعة والمارينَ من أبناء المخيم
أحاول فهمَ ثباتهم ، أحاول الحديث إلى تجاعيد وجه الزمان على ملامحهم لأستقي منها رموزاً تشدو للصمود ‘
بينما همْ لازالوا يحملقون في يدي المنتصبة فوقُ نُصُبِ ذكرياتهم ، فتملئني نظراتهم غربة
أنا التي يوماُ " مجبرة " ركبتُ أرجوحة الزمن
فعشتُ عمري بـِ أنصاف الحياهـ بينَ منفى ، وأرضٍ لم تلدني أسموها وطنْ !

لم أقطعُ مسافة كبيرة حينَ صارَ المخيمُ والماضي خلفي ،
مقبلةٌ على حياةٍ تتبرأ من صفةِ الحياة .!
ألتفتُ ورائي أودعهما فأرى شمساً تغرب في بحرٍ
هامسةً لي بأنها غداً ستصحو لتنتظرني .!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر