صامد للأنباء -
بسم الله الرحـمن الرحـيم
بيان صادر عن الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة
"بمناسبة الذكرى الـ 66للنكبة "
يُحيي شعبنا العربي الفلسطيني في الوطن وفى كافة
أماكن اللجوء اليوم الخامس عشر من أيار، الذكرى السادسة والستين لنكبة
فلسطين التي حلَّت بشعبنا في العام 1948م،وأدت إلى تهجير
أبناء شعبنا الفلسطينى أصحاب الأرض الأصليين والاستيلاء على ممتلكاتهم
وتعرضهم لجرائم القتل الممنهجة على أيدي العصابات الصهيونية وحلفائها
البريطانيين بقوة السلاح في أبشع جريمة عرفها التاريخ ، لتنفيذ وعد آرثر
بلفور المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، ليكون رأس حربة
استعمارية فى المنطقة العربية الإسلامية ، والذي بموجبه بدأت حملات جلب
اليهود من أرجاء المعمورة إلى فلسطين وإحلالهم مكان الشعب الفلسطيني ،
وإقامة ما يسمى إسرائيل ككيان احتلال على 78 فى المائة من مساحة فلسطين
التاريخية .
لا تزال تداعيات الجريمة وفصول المعاناة مستمرةً
في ظل سياسة التطهير العرقى والعمل على تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية
واستمرار هدم منازل المواطنين وتجريف المزارع واقتلاع الأشجار وجرائم
القتل بدم بارد وممارسات إرهاب الدولة من خلال جرائم الحرب المنظمة ،
لتهجير أبناء الشعب الفلسطينى عن ما تبقى من أرضه لإقامة مستوطنات جديدة
إضافة للمستوطنات التى التهمت معظم أراضى الضفة العربية ، وسياسة التحريض
ضد القيادة الوطنية ، هذا المشهد يظهر حجم الجرائم اليومية التي يرتبكها
قادة الاحتلال ومستوطنوه، والذين لم يتوانَوا لحظة عن ابتلاع الأرض
الفلسطينية وبناء وتوسيع المستوطنات، والإمعان في التنكيل بأسرانا البواسل
وعدم الإفراج عنهم ، والزج بالمزيد من أبناء شعبنا في السجون والمعتقلات،
وفرض الحصار الاقتصادي وسرقة أموال الفلسطينيين والسيطرة على مواردهم
ومقدراتهم ، وإنكار حق الشعب الفلسطينى في الوجود والعيش بحريةٍ وسلامٍ
بإقامة دولة ذات سيادة بعاصمتها القدس على 22 فى المائة من أرض فلسطين
التاريخية التي كفلتها الشرعية الدولية، بل إن الجنون الإسرائيلي بلغ حد
مطالبة الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي، في
محاولة لطمس الهوية الفلسطينية وقلب الحقائق وتزييف التاريخ ، تزامناً مع
سعى قادة الاحتلال جاهدين لجلب مستوطنين جدد إلى فلسطين سواء أكانوا يهوداً
أم غير يهود بما يدلل على أن كيان الاحتلال لا يريد سلاماً واستقراراً في
المنطقة ، وإنما له دور وظيفى هو التوسع والاستيلاء على حساب المقدرات
العربية فى منطقة تمثل عدة أبعاد إستراتيجية لامتلاك القوة ، لذلك ليس
غريباً عندما نؤكد أن الشعب الفلسطينى يدافع عن الأمة العربية والإسلامية .
وأمام هذه المأساة المستمرة منذ ستة وستين
عاماً، فإن شعبنا الفلسطيني وقيادته ممثلة بالأخ الرئيس أبو مازن أكثر
صلابة وإصراراً لنيل حقوقنا، بل نجح وبكل جدارة في التغلب على كل محاولات
الشطب والاحتواء والتوطين وطمس الهوية وتزوير وقلب الحقائق التاريخية ،
ورفض الضغوطات التي مورست من قبل أطراف عربية ودولية للقبول بالخيارات
البديلة عن حق العودة للأرض والديار التي شُرِد منها شعبنا قسراً عام
1948م، حيث استطاع شعبنا أن يلفظ آلامه بفضل الثورة الفلسطينية المعاصرة
بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات التي أشعلت جذوتها وحملت رايتها حركة فتح ،
حيث حدد شعبنا بوصلته صوب فلسطين والقدس التي بات اليوم أقرب إليها وإلى
تحقيق أهدافه الوطنية في دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على كامل
التراب الفلسطيني الذي احتله كيان الاحتلال الإسرائيلى في العام 1967م.
إذ يستذكر شعبنا مأساته في هذا اليوم - ذكرى ضياع
فلسطين - فإن حركة "فتـــــح" تؤكد تشبثها وتمسكها بالثوابت والحقوق
الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين باعتباره حق
طبيعي ومقدس، وهو حق فردي لكل لاجئ فلسطيني مكفول بالقانون الدولي بموجب
القرار الدولي (194)، وتجدد العهد والقسم بالاستمرار في حمل الأمانة وأداء
الرسالة حتى تحقيق حلم كل لاجئ فلسطيني أعياه التشرد، بالعودة إلى دياره،
وتحرير أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف
وفاءً لقوافل الشهداء والأسرى والجرحى .
كما تُؤكد حركة "فتـــح" إرادتها الجادة لإنجاح
اتفاق المصالحة الوطنية بتنفيذ كافة بنوده بشكلٍ كاملٍ ، وبذل أقصى جهدها
لتحقيق المصالحة الأهلية والمجتمعية حتى نتخلص جميعاً من شوائب الانقسام
وننطلق نحو انتخابات حرة ونزيهة نجدد من خلالها نظامنا السياسي، ونبدأ
بالعمل على أساس الشراكة الوطنية ببرنامج وطني موحد، وبخطاب فلسطيني موحد،
لنكون مؤهلين لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته، وجديرين بدولة
فلسطينية نبني قواعدها بسواعد أبنائها المخلصين لفلسطين .
تطالب المجتمع الدولي بكافة دوله ومؤسساته وفي
مقدمتها مجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية وخاصة الولايات
المتحدة الأمريكية بتحمل مسؤولياتهم وإنصاف الشعب الفلسطيني الذي لا يزال
يعاني منذ أكثر من ستة عقود، ومساعدته على التخلص من نتائج نكبة عام
(1948م) وتمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية وحياته السياسية وإقامة دولته
المستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها
القدس الشريف، والعيش بأمنٍ وسلام كاملين أسوةً بدول وشعوب المنطقة والعالم
.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا البواسل
عاشت فلسطين حرة عربية
وإنها لثورة حتى النصر
الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة
15/5/2014م



0 التعليقات:
إرسال تعليق