صامد

صامد

الاثنين، 7 أبريل 2014

الصور:الذكرى 22 عام على سقوط طائرة الشهيد القائد الرمز الرئيس عرفات في الصحراء الليبية

صامد للأنباء -
حدث في مثل هذا اليوم ... الموافق 7 نيسان عام 1992 ... سقوط طائرة الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات في الصحراء الليبية ...

ففي ساعات المساء من هذا اليوم وعندما وصلت طائرة الرئيس الى مطار الكفرة الليبي هبت زوابع رملية كثيفة فوق منطقة المطار منعت الطائرة من الهبوط ... اضطرتها للتوجه الى مطار السارة الذي كان ايضا وكل المنطقة قد وصلتها الزوابع الرملية ... مما منع الطائرة من الهبوط لانعدام الرؤيا ... فاضطر قائدا الطائرة الى الهبوط اضطراريا في منطقة رملية تبعد اكثر من مئة ميل عن مطار السارة ... فتحطمت الطائرة واستشهد قائدي الطائرة محمود درويش وغسان اسماعيل بالإضافة الى المهندس الروماني ... ونجا الرئيس ومن معه بأعجوبة بالرغم من بعض الاصابات ومنها اصابة ابو عمار في عينه ورضوض خفيفة

قصة سقوط طائرة الرئيس...

بعد زيارة للسودان تحادث خلالها مع الرئيس عمرحسن البشير، وتفقّده الوحدات العسكرية الـمتمركزة بعيدا عن العاصمة ،غادر الشهيد ياسر عرفات مطار الخرطوم يوم الثلاثاء 7 نيسان/أبريل 1992، على متن طائرة قديمة روسية الصنع ، طاقمها مكون من طيارَين فلسطينيين وميكانيكي روماني، ومعه عشرة من حرسه الشخصي وبعض معاونيه، متجهين إلى تونس.كان من الـمقرر أن تهبط الطائرة للتزود بالوقود في مهبط واحة كفره، جنوب شرقي ليبيا. غير أن انعدام الرؤية وشدة الزوابع الرملية اضطرهم إلى تعديل خطتهم. بعد الإقلاع بساعة وأربعين دقيقة، التقط برج الـمراقبة في العاصمة الليبية الرسالة التالية :الرحلة الخاصة الخرطوم- تونس لا تستطيع الهبوط. نواصل طريقنا إلى الساره، نحاول الهبوط االاضطراري. بعدها بخمس دقائق، اختفت الطائرة عن شاشات الرادار الليبية. انقطع الاتصال اللاسلكي معها..أعلنت حالة الطوارئ. وعلى الفور، تناقلت وكالات الأنباء العالميةالكبرى خبرا مفاده: طائرة عرفات اختفت وسط الصحراء الليبية. وساد الاعتقاد لنحو خمس عشرة ساعة بأن الطائرة تحطمت وأن عرفات قد مات.

حين ثارت العاصفة الرملية العاتية،انتقل الشهيد ياسر عرفات إلى مقصورة القيادة. ولـما قرر الطياران الهبوط الاضطراري، طلبا منه أن يعود إلى مؤخر الطائرة، فعاد، وارتدى بزته العسكرية، رغبة منه في أن يكون بثيابه العسكرية إذا لقي حتفه في الحادث. صلّى، وردد الركاب من ورائه آيات من القرآن، ومنها الآية :قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

روى الشهيد ياسر عرفات فيما بعد أنه في لحظة اصطدام الطائرة بالأرض رأى أبا جهاد وأبا إياد، وأكد أحد حراسه أنه سمعه يقول: أبو جهاد، أنا قادم .. وظل الطياران والـميكانيكي في مقصورة القيادة، مع أن أنظمة الطيران الدولية تنص على أنه في حالة الخطر، يتعين على أحد الطيارَين أن ينتقل إلى مؤخرة الطائرة للاحتماء. لـم يقبل أحد من الأشخاص الثلاثة الـموجودين في مقصورة القيادة مغادرة موقعه، وراح كل واحد منهم يبذل قصارى جهده من أجل إنقاذ قائد الشعب الفلسطيني والركاب الآخرين.

اصطدمت الطائرة أخيرا بكثيب رملي. قذف عرفات لـمسافة ثلاثين مترا، وسط رمال الصحراء الليبية . كان جميع الركاب جرحى، ولكنهم أحياء ما عدا الطيارَين والـميكانيكي .

كانت الحقائب متناثرة ومدفونة في الرمال، وبمعجزة عثر الناجون على حقيبة يد عرفات، حيث توجد الأسرار الأشد حساسية لـمنظمة التحرير الفلسطينية...

في ساعات الفجر الأولى،وبعد اتصالات واسعة ومعلومات اميركية قدمتها واشنطن إثر اتصالات أجراها مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة الدكتور ناصر القدوة ، اكتشفت فرق الاستطلاع الجوي الـمؤلفة من طائرات ليبية ومصرية وفرنسية (قدمت من تشاد) مكان الحادث، وما لبثت فرق البحث الفلسطينية التي انطلقت من معسكر الساره أن وصلت. وهكذا أُنقذ الناجون، وأرسل عرفات إلى الجميع رسالة تضمنت جملة واحدة : أشكركم، أنا بخير، الحمد لله. أبو عمار. وعند الساعة العاشرة من صباح الأربعاء، انتشر الخبر: تم العثور على عرفات حيا في جنوب ليبيا، على بعد 70 كلـم من الساره مع حطام طائرته.

تلقى الفلسطينيون جميعهم الخبر بفرح شديد ، وحتى الـمناهضون لعرفات أعربوا عن سعادتهم بنجاته،ومن ذلك مثلا رد فعل منظمة أحمد جبريل ( الجبهة الشعبية- القيادة العامة)المناهضة لعرفات والتي بعثت إلى عرفات برسالة تهنئة قالت فيها : " الخاتمة السعيدة لهذه الـمأساة قد جنبت الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني كارثة وطنية - أبعدها الله عنا- لا يعرف عواقبها أحد .."

في طرابلس، ثم في تونس، التي ما لبث أن عاد إليها متعافيا تماما، تدفقت مظاهرات التعاطف التي قدمت من كافة أنحاء العالـم، فقط في دمشق لـم تقدم الصحافة السورية إلا تقريرا مقتضبا عما حدث.

كان الحادث مناسبة لكي يُطرح لأول مرة السؤال التالي : من سيخلف عرفات إذا اقتضت الضرورة؟ أما عرفات، فقد اكتفى بتصريح قال فيه أنه لـم يكن من الصعب، لو لقي حتفه في الحادث، اختيار بديل له من منظمة التحرير.

عاد عرفات إلى ممارسة نشاطاته العادية بسرعة، في تونس أولا ثم في الخارج. فالتقى بالـملك حسين في عمان، وتباحث معه حول عملية السلام وحرب الخليج، حيث وجدا نفسيهما مرة أخرى في معسكر واحد. شكرعرفات العاهل الأردني لـما أبداه من اهتمام دائم بعد حادث الطائرة: لقد خرجت من هذا الحادث سالـما بمعجزة، وأنا الآن معافى ومستعد لـمواصلة معركتي من أجل فلسطين.

و في عمان في الأول من حزيران/يونيو 1992 وبطلب من الطبيب أشرف الكردي تمكن الملك حسين من إقناع ياسرعرفات بإجراء فحص طبي بعد أن كان عرفات قد اشتكى من ألم حاد في الرأس واصطحبه الملك في سيارته الخاصة إلى مركزالـملك حسين الطبي، حيث أجرى عرفات أخيرا الـمسح الإشعاعي، الذي أظهر وجود كتلة دم متجمدة تحت عظم الجمجمة تهدد بالضغط على نقاط حيوية في الدماغ. وهكذا اضطر عرفات إلى إجراء عملية جراحية بعد ذلك بساعات .

لـم تكن الحالة الصحية لعرفات قبل حادث الطائرة تثير أي قلق خاص، لم يكن ملفه الطبي يتضمن شيئا يستحق الذكر. كان من الـمدهش، بحسب الأطباء، أن تظل صحته جيدة طوال هذا الوقت، بالنظر إلى طبيعة مهامه ومسؤولياته الكبيرة وأسفاره العديدة .

وأكد أخصائي قلب معروف يعمل في الـمركز الطبي الذي أجريت فيه العملية أن قلب عرفات يعمل على نحو مرض، ومن حسن حظه أنه لا يدخن. لـم يكن يعاني لا من ضغط الدم ولا من السكري، ومستوى الكوليسترول لدية غير مرتفع إلا قليلا. لهذا السبب لـم يكن أحد يخشى من حدوث مضاعفات خاصة بسبب إجراء العملية















0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر