صامد

صامد

الخميس، 10 أبريل 2014

بالصور والفيديو والتفاصيل :41عاماً على إستشهاد "أبطال فردان" القادة الثلاثة (أبو يوسف النجار والكمـالين)

صامد للأنباء - 

 مضى القادة الثلاثة في موكب الخلود ، جيل من القادة الذين عز نظيرهم وباستشهادهم قدمت فتح والثورة الفلسطينية أروع صفحات الفخر والغار، حيث مضوا في ركب الشهادة وفي صفوفها الأولى.
ففتح لم تكن في يوم من الأيام طرفاً في نزاع ديني أو عقائدي أو سياسي لأي جهة كانت، ولكنها كانت حركة الشعب العربي الفلسطيني كله مجتمعاً، للنضال من أجل حريته واستقلال وطنه، هكذا كانت فتح وستبقى.
ففي العاشر من شهر إبريل ليلة الحادي عشر عام 1973م توجهت مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية إلى بيروت وتمكنت من اغتيال ثلاثة من كبار قادة المقاومة الفلسطينية وهم القائد/ محمد يوسف النجار (أبو يوسف) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الدائرة السياسية فيها ورئيس اللجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان.
القائد/كمال عدوان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمسئول عن العمل في الوطن المحتل (القطاع العربي)
القائد/ كمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والناطق الرسمي باسم الثورة الفلسطينية ورئيس دائرة الإعلام والتوجيه القومي فيها، ورئيس تحرير مجلة فلسطين الثورة.
حيث بدأ الهجوم فجر الثلاثاء الحادي عشر من نيسان 1973م لتنفيذ عملية الاغتيال بحق هؤلاء القادة، حيث شاركت في هذه العملية وحدات عسكرية إسرائيلية منتقاة من النخبة من قوات الكوماندوز البحري وقوات المظلات، وزعت هذه القوات إلى ثلاث مجموعات حسب الهدف المقرر لها وهو مساكن القادة الثلاثة في شارع فردان في العاصمة اللبنانية، وبعض المؤسسات الفلسطينية الأخرى، هاجمت هذه المجموعات منازل القادة الثلاثة بعد إطلاق نار كثيف عليهم في منازلهم بعد قتل حراساتهم، هكذا سقط الشهداء الثلاثة، أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر، بالإضافة غلى استشهاد أربعة عشر شخصاً .
جاءت هذه العملية من حيث التوقيت بعد قيام أفراد من منظمة أيلول الأسود ليل الخامس من سبتمبر-أيلول- عام 1972 بمهاجمة الفريق الرياضي الإسرائيلي المشارك في الألعاب الأولمبية في ميونخ بألمانيا، حيث هددت رئيسة الوزراء الإسرائيلي آنذاك (غولدامائير) قيادة فتح و(م.ت.ف) بالانتقام، الأمر الذي ترك ظلالاً ثقيلة في لبنان.
فمن هم الشهداء القادة الثلاثة:
أولا: الشهيد القائد/ محمد يوسف النجار (أبو يوسف)
من مواليد قرية يبنا قضاء الرملة عام 1930، وعندما حلت نكبة عام 1948م لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة واستقر به المطاف في مخيم رفح للاجئين حيث عمل موظفاً في مركز الخدمات الاجتماعية بوكالة غوث اللاجئين، ثم مدرساً حتى عام 1955م، عرف عن أبو يوسف بمواقفه الوطنية حيث قاد إحدى المظاهرات عام 1954م وطالب فيها بالتجنيد الاجباري للشبان الفلسطينيين، لذلك تم اعتقاله لمدة أربعة أشهر، واعتقل مرة ثانية في مارس عام 1955م لقيادته إحدى المظاهرات احتجاجاً على مشروع التوطين في شمال سيناء، وأودع سجن القناطر الخيرية حتى مارس عام 1957 لينتقل بعدها إلى قطر للعمل في دائرة المعارف حيث تعرف هناك على كل من كمال عدوان ومحمود عباس وغالب الوزير ورفيق النتشه وعبدالله الدنان، وبدأ في إنشاء تنظيم فلسطيني هدفه تحرير فلسطين.
كان أبو يوسف النجار عضواً في لجنة دولة قطر إلى الأقطار العربية لاختيار المدرسين للعمل في قطر، واستخدم أبو يوسف هذا الموقع في العمل السياسي والتنظيمي وبخاصة أثناء زياراته لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وبذلك يكون أبو يوسف من الرواد الأوائل لحركة فتح في قطر منذ أوائل عام 1960م
اختير عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ العام 1963م واستمر فيها حتى استشهاده عام 1973م وقد شغل منصب المفوض المالي وأسندت إليه القيادة العامة لقوات العاصفة وقيادة عملية الانطلاقة في 1/1/1965م
تفرغ أبو يوسف النجار في صيف عام 1967م وأشرف لفترة قصيرة على الجهاز المالي لحركة فتح، وانتخب في الدورة الخامسة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني (القاهرة 1-4-1969) عضوا في اللجنة التنفيذية عن حركة فتح ورئيسا للدائرة السياسية فيها واستمر في هذا المنصب حتى تاريخ استشهاده في 10/4/1973م في عملية فردان في بيروت.
كان كذلك رئيساً للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان.
شارك أبو يوسف في الكثير من المؤتمرات والندوات الدولية والعربية وكان آخرها مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في بنغازي (24-26/3/1973م) حيث كان رئيساً لوفد فلسطين.
استشهد وزوجته أم يوسف في عملية فردان والتي راح ضحيتها أيضاً كمال عدوان، وكمال ناصر.
ثانيا: الشهيد القائد/ أحمد كمال عبد الحفيظ عدوان/ أبو رامي.
من مواليد قرية بربرة عام 1935م وكان والده مقاولاً ومن وجهاء القرية حيث لجأت العائلة إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948م حيث أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في مدارسها ومن ثم التحق كمال عدوان بجامعة القاهرة عام 1954م في كلية الهندسة تخصص (بترول ومعادن) لقد نشأت فكرة الكفاح المسلح عند كمال عدوان منذ ذلك الوقت حيث تعرف في تلك الفترة على كل من خليل الوزير وحمد العايدي وعبدالله صيام .
شارك كمال عدوان في المؤتمر التحضيري الأول لمؤسسي فتح في آذار عام 1956م بالقاهرة والذي تقرر فيه تأجيل الإعلان عن التنظيم إلى عام قادم، وبعد عودة الإدارة المصرية إلى قطاع غزة عام 1957م وجلاء الاحتلال الإسرائيلي عنها، التقت نواة فتح في مؤتمر تحضيري ثاني بغزة، وفي نفس العام سافر إلى قطر قبل أن ينهي دراسته الجامعية، حيث تعرف هناك على كل من محمود عباس، عبدالله الرنان، محمد يوسف النجار.
في عام 1958م عمل في حقل البترول مع شركة أرامكو كمتدرب، وأثناء ذلك شارك بوضع ميثاق فتح في أيلول/سبتمبر عام 1958م مع كل من عبد الفتاح حمود، وياسر عرفات، وخليل الوزير، وسعيد المسحال وعادل ياسين ومحمود عباس وكان له دور طليعي في إرساء مبادئ حركة فتح.
في العام 1961م، انتقل إلى قطر للعمل كمهندس بترول بعد أن كان قد تخرج من الجامعة وشارك في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الأولى التي عقدت في القدس بتاريخ(28/5-2/6/1964م).
في شهر أيلول عام 1968م ترك عمله في قطر وتفرغ للعمل في حركة فتح كمسؤولاً للإعلام، واتخذ من مدينة عمان مقراً له واستطاع أن يقيم جهازاً إعلامياً متطوراً ، له صحيفته، وعلاقاته على الصعيدين الاعلامي العربي والدولي، كما شارك في تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
انتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها الثالث الذي عقد في سوريا في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1971م، وأوكلت إليه مسئولية قطاع الأرض المحتلة (القطاع العربي) والأشراف على النضال والعمل العسكري في الداخل.
اختير عضواً في اللجنة التحضيرية لاختيار أعضاء المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي عقد في القاهرة في شهر مارس عام 1972م
استشهد بتاريخ 10/4/1973م في منزله الكائن في منطقة فردان في بيروات حيث تم اغتياله على يد قوة إسرائيلية واستشهد كذلك كل من أبو يوسف النجار، وكمال ناصر.
ثالثا: القائد الشهيد/ كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر.
مناضل سياسي وشاعر فلسطيني ولد في بيرزيت قضاء القدس عام 1924م، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في كليتها، وفي عام 1945م نال شهادة البكالوريوس في الادب والعلوم من الجامعة الأمريكية ببيروت، وعاد إلى فلسطين حيث عمل مدرساً للأدب العربي في مدرسة صهيون بالقدس، ثم درس الحقوق في معهد الحقوق الفلسطيني وعين عام 1947م أستاذاً للأدب العربي في الكلية الأهلية برام الله .
أصدر مع زملاءه بعد النكبة عام 1948م جريدة البعث في رام الله وفي عام 1949م أصدر مجلة الجيل الجديد في القدس.
انتسب كمال ناصر إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952م وبعد فترة قصيرة غادر الأردن إلى الكويت، ثم عاد إلى القدس عام 1956م، وخاض الانتخابات النيابية ممثلاً لحزب البعث عن رام الله، فنجح فيها وأصبح عضواً في مجلس النواب الأردني، غادر الأردن إلى سوريا إثر حل البرلمان الأردني واستقالة حكومة سليمان النابلسي.
حضر كمال ناصر مؤتمر السلم العالمي الذي عقد في موسكو عام 1961م وفي عام 1956م زار باريس ضمن وفد سياسي عربي لشرح أبعاد القضية الفلسطينية للرأي العام الفرنسي.
بعد سقوط القدس عام 1967م في يد قوات الاحتلال الإسرائيلي آخذ كمال ناصر يناضل ضد الاحتلال فاعتقلته السلطات العسكرية الإسرائيلية وأودع سجن رام الله ثم نفته خارج الوطن.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط عام 1969م وتولى رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي فيها، وأصبح الناطق الرسمي باسمها.
استشهد كمال ناصر في 10/4/1973م مع رفيقيه كمال عدوان وأبو يوسف النجار اثر الغارة الاسرائيلية على منازلهم في منطقة فردان في بيروت.
ترك كمال ناصر مجموعة كبيرة من الكتابات والأعمال الشعرية وأهم مآثره النثرية افتتاحيات مجلة (فلسطين الثورة) المجلة الرسمية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، كما تولى رئاسة تحريرها منذ إصدارها في حزيران عام 1972م حتى تاريخ استشهاده.
تبنى كمال ناصر شعار الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة القوى الثورية الفلسطينية ومارسه قولاً وفعلاً أثناء رئاسته لدائرة الإعلام والتوجيه القومي في منظمة التحرير الفلسطينية.
كان يؤمن إيماناً قاطعاً بأن القضية الفلسطينية هي محور التاريخ العربي المعاصر، كما كان يؤمن باستمرار الثورة الفلسطينية ويقدس مقاتليها حملة السلاح.
واليوم وبعد مرور إحدى وأربعون عاماً على استشهاد أولئك القادة الثلاثة، وبعد كل ذلك تبقى هذه المسيرة الخاصة بأولئك الشهداء القادة جزءاً لا ينفصم من مسيرة ثورتنا الفلسطينية العظيمة.
فأن هؤلاء الرواد الأوائل هم الذين أعطوا حياتهم كي يرتفع بنيان الثورة، وهم الذين شقوا الطريق الثوري بدمائهم الزكية، فلهم الرحمة الواسعة من عند الله تعالى ، ونحتسبهم شهداء بإذن الله تعالى.
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته
المصادر :
1. الموسوعة الفلسطينية – المجلد الثالث – الطبعة الأولى 1984م
2. د. عصام عدوان – حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح- (1958-1968)
وزارة الإعلام- الكتاب الأول – 2005.
3. موسوعة المصطلحات والمفاهيم الفلسطينية – تحرير د. محمد اشتية-المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية رام الله-2009م بقلم توفيق أبو بكر(عملية فردان)
4. د. محمد حمزة – أبو جهاد – أسرار بداياته وأسباب اغتياله- المؤسسة العربية للناشرين– صفاقس – تونس – 1989
بقلم - - اللواء الركن/ عرابي كلوبم




























تفاصيل مثيرة حول عملية الفردان يرويها ياسر النجار ابن الشهيد ابو يوسف النجار

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من فجر العاشر من نيسان عام 1973 استيقظ يوسف أكبر أبناء الشهيد أبو يوسف على صوت إطلاق نار خفيف في الشارع الذي يقطنون فيه. هرع يوسف (16 عاما) إلى غرفة والديه ليوقظ والده الذي قال له أن إطلاق النار ربما كان من أحد الأعراس في الجوار. وقبل أن يعود يوسف إلى غرفته دوى إنفجار شديد اثر عبوة ناسفة لباب شقة أبو يوسف واقتحم 8 إلى 10 من رجال الكوماندوز الإسرائيلي الشقة. كان بعضهم ملثم وبعضهم بدون غطاء للوجه يتحدثون بالعبرية والإنجليزية والعربية.
أسرع أبو يوسف واغلق الباب الفاصل بين غرف النوم وغرفة الجلوس في الشقة وقال ليوسف احضر مسدسي بسرعة.
إلا أن رجال الموساد كانوا خلف ذلك الباب وقد بدأوا بإطلاق النار من اسلحتهم الرشاشة على الباب.
أصيب أبو يوسف بعدة رصاصات في أنحاء مختلفة في جسده ولكنه لم يسقط . اقتحم القتلة المكان بوابل من الرصاص على أبو يوسف الذي ظل واقفاً يتلقى الرصاص في جسده بينما كان يتفقد بعينيه ابناءه وبناته من حوله وصرخ في وجه ابنه البكر يوسف قائلاً له "أهرب" . كانت شقتنا في الطابق السادس ولم يدري يوسف أين يذهب فاتجه صوب غرف نوم والديه والرصاص يلاحقه فأصابت إحدى الرصاصات كتفه الأيسر . إستخدم يوسف سلك الهاتف فربطه في درابزين الشرفة وحاول النزول إلى الشارع ولكنه فوجئ برجل وامرأة في الشارع يطلقون النار عليه فدخل إلى شقة في الطابق الخامس حيث استقبله بعض القساوسة الايطاليين الذين سقوه بعض العصير الذي إتضح فيما بعد أن به مخدراً وتم اكتشاف أنهم من عملاء الموساد المزروعين في لبنان منذ عام تقريباً للمشاركة في العمليه.
في هذه الأثناء خرجت أم يوسف خلف زوجها وابن خالتها لتصد عنه بعض الرصاص بيديها. فكانت تدفع بهم للخلف بينما أبو يوسف ظل واقفاً وقد امتلأ صدره وجسمه بالرصاص. حاول القتلة ابعادها بضربها بكعب البندقية على وجنتها لكنها استماتت في محاولاتها اليائسة للدفاع عن زوجها وأبنائها. أصبحت أم يوسف عائقاً في وجه فريق الإغتيال- هذا ما قاله إيهود باراك في مذكراته- فأطلق عليها ثلاثرصاصات استقرت احداها في وجنتها والثانية في رقبتها والثالثة في صدرها فسقطت . صرخ أبو يوسف فيهم " قتلتوها يا كلاب " ثم سقط إلى جوارها مضرجاً بالدماء أمام غرفة نومي أنا واخواني يوسف وخالد.
بعد دقائق قليلة انتهى كل شيء .غادر القتلة بيتنا بعد أن اطلقوا مئات الرصاصات في كل اتجاه . على الجدران والأثاث والنوافذ فكانت الأرض
مليئة بشظايا الخشب والاسمنت والزجاج . كنت أنظر إلى باب غرفتي لأرى ساقي والدي الممدة على الأرض حين امسكت أختي ختام بكفي أنا وأخي خالد لتخرجنا من الغرفة. فخرجنا مسرعين إلى المطبخ إلا أني تزحلقت في دماء ابي واختلست نظرة سريعة على وجه ابي كانت الأخيرة.وكانت كبرى اخوتي حكمت (20 عاما ) تحضن أمي بين ذراعيها ولم تكن فارقت الحياة بعد ولكنها كانت تنزف بشدة من رأسها ثم توفيت بعد ذلك بساعتين أو ثلاثة على الأكثر .
قرار الاغتيال
كانت حركة فتح في تلك الفترة قد وصلت الى ذروة الصراع مع إسرائيل من خلال العمليات النوعية التي كان يخطط لها الشهيد كمال عدوان في الداخل المحتل وفي الخارج من خلال عمليات أيلول الأسود التي كان يقودها أبو يوسف .كما أصبحت القضية الفلسطينية تكتسب تعاطف العديد من الدول في كافة أنحاء العالم من خلال التحرك الدبلوماسي الذي لازم الكفاح المسلح. وفي خريف 1972 ظهرت جولدا مائير رئيسة الوزراء آنذاك في الكنيست بخطابها المشهور تتوعد بالقصاص ممن خططوا لعملية ميونيخ. وأخذ القرار باغتيال أبو يوسف ، كمال عدوان وابو إياد ثم أضيف كمال ناصر إلى القائمة كونه أصبح يحرج إسرائيل في زيارته إلى دول أوروبا من خلال تعرية دولة إسرائيل بالحقائق بلغات يتقن منها الفرنسية والإنجليزية. وسميت هذه العملية من قبل الموساد " غضب الرب " أحيانا وأحيانا سميت "ربيع الشباب"
تمت العملية بنجاح بالنسبة لإسرائيل ليس لأنهم أكثر قدرة من أجهزة الثورة الفلسطينينه وكادرها ولكن لأن هؤلاء القادة رفضوا مبدأ الاختباء من العدو بل آثروا مواجهته كبقية الشعب الفلسطيني ومقاتليه. أذكر أن جدتي أم محمد والدة ابي وقبل أشهر قليلة من اغتياله كانت تجلس إلى جوار ابي وتقول له يا محمد احرص على نفسك فالناس تقول أنك مطلوب لإسرائيل. فأجابها أبو يوسف وهو يمسك بكفها " يمة أنا طول عمري حامل روحي على كفي ، بدك ابنك يتخبى خلف حراسه. أنا زي باقي الناس "
هذا جزء من هذه الملحمة العظيمة التي عاش شعبنا الفلسطيني فصولاً منها لتبقى لنا وللاجيال القادمة درساً في الكفاح والصمود من أجل ارضنا حق شعبنا وكرامته.
نبذة عن الشهداء
الشهيد القائد محمد يوسف النجار 'أبو يوسف'
من مواليد العام 1930، ولد في قرية يبنا قضاء الرملة، وفيها أتم دراسته الابتدائية، انتقل بعد ذلك إلى القدس لإكمال دراسته الثانوية في الكلية الإبراهيمية، عمل معلما في قريته لمدة عام واحد قبل أن تحل النكبة عام 1948، هُجّر من 'يبنا' إلى رفح، حيث عمل مدرسا حتى عام 1956، غادر قطاع غزة عام 1957 إلى سورية، ومن بعدها إلى الأردن فقطر، حيث عمل موظفا بوزارة المعارف.
كان من مؤسسي حركة 'فتح'، وتفرغ لها منذ عام 1967، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ممثلا عن حركة فتح عام 1969، كما عُيّن رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان، فتميز بحرصه الشديد على تمتين العلاقات الفلسطينية اللبنانية.
وتخليدا لذكرى أبو يوسف أطلقت السلطة الوطنية اسمه على مفترق طرق رئيسي في مدينة غزة وعلى أحد المشافي في مدينة رفح.
الشهيد القائد كمال عدوان (1935 – 1973)
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ولد في قرية بربرة قرب عسقلان، لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 1948، وقاوم الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956، فجرى اعتقاله حتى نهاية الاحتلال والعدوان الثلاثي على مصر وعودة غزة للإدارة المصرية. عمل في السعودية وقطر واختير عضوا في أول مجلس وطني فلسطيني عام 1964. كان من أوائل المؤسسين لحركة فتح، وتفرغ للعمل النضالي في الحركة عام 1968 وتولى مسؤولية جهاز الإعلام، واستطاع بجهده أن يقيم جهازا إعلاميا له صحيفته وعلاقاته العربية والدولية.
تركت جهوده بصمات واضحة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، حيث اشترك في معارك أيلول عام 1970، وانتقل إلى جرش ودبين، وثم إلى دمشق وبيروت لمواصلة نضاله.
بتاريخ 1/1/1971 انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح، وجرى خلاله انتخابه عضوا للجنة المركزية للحركة، وجرى تكليفه بالإشراف على القطاع الغربي، (المسؤول عن المهمات والأنشطة السياسية والعسكرية في الأرض المحتلة) إلى جانب مهمته الإعلامية، واستمر في قيادة تلك المهمة حتى لحظة استشهاده.
الشهيد القائد كمال ناصر
كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر، مناضل وشاعر، ولد في مدينة غزة عام 1924، وتربى في بيرزيت شمال رام الله، ودرس في القدس، أنهى دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1945 بتخصص العلوم السياسية، وعمل في التدريس فترة من الزمن، أصدر جريدة 'البعث' اليومية في رام الله على إثر النكبة، ثم أسس مجلة 'الجيل الجديد'.
خاض انتخابات عام 1956 عن حزب البعث العربي الاشتراكي ونجح نائبا عن قضاء رام الله. أبعدته سلطات الاحتلال من فلسطين بعد حزيران 1967 بسبب مواقفه النضالية. وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1969، وتولى رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي ومجلة فلسطين الثورة، وكان المتحدث الرسمي باسم المنظمة.
أطلق عليه صلاح خلف 'أبو إياد' لقب 'ضمير' الثورة الفلسطينية، لما كان يتمتع به من مصداقية وسمات أخلاقية عالية، كما أصبح رئيسا للجنة الإعلام العربي الدائمة، المنبثقة عن جامعة الدول العربية.
عام 1972 تبنى المجلس الوطني الفلسطيني قرار إنشاء مؤسسة إعلامية فلسطينية موحدة، وأنيطت به مهمة الإشراف على الهيكل الجديد الذي سمي 'الإعلام الموحد'، وترأس تحرير مجلة المنظمة 'فلسطين الثورة' حتى تاريخ استشهاده.
كتب كمال ناصر مقالات سياسية وتأملية كثيرة، وكتب القصة القصيرة، كما صدرت له مجموعة شعرية، هي 'جراح تغني' عن دار الطليعة في بيروت عام 1960.

 

كمال عدوان يتحدث عن السياسة الظالمة للامم المتحدة  

 

الشهيد كمال ناصر قبل استشهادة بثلاث ايام  

https://www.youtube.com/watch?v=vlDEStzVKBs

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر