صامد للأنباء\
ماذا نريد من القمة العربية في الكويت؟! وهل يمكن لنا المطالبة بموقف عربي خاص بالقضية الفلسطينية منعزل عن موقف عربي موحد تجاه القضايا العربية المعقدة وتحديدا في الدول العربية المجاورة لفلسطين.
سنكون نحن الفلسطينيون أكثر الرابحين من بيئة ومناخ عربي سياسي مستقر، وبالتأكيد أول الخاسرين من حالة الصراعات الداخلية في الأقطار العربية، ذلك ان سلامة مسار القضية الفلسطينية، وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، مرتبطان بسلامة قلب ثورة الشعب الفلسطيني العربي، ووجهها الفلسطيني، وجذورها الانسانية.
يعلم العرب على الصعيدين الرسمي والشعبي ان التوجه السياسي الفلسطيني يحظى بغطاء عربي رسمي عبر قرارات القمم العربية، ولجنة المتابعة العربية لوزراء الخارجية العرب حيث تتم مناقشة الخطوات الفلسطينية بالتفصيل قبل وبعد أي مرحلة في المعركة السياسية التي يخوضها باقتدار وبتفويض من الشعب الفلسطيني الرئيس محمود عباس، ما يعني ان ايماننا بقومية المعركة مع الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي لم يكن مجرد شعارات وإنما تطبيقا عمليا لمبدأ مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، فللعرب حق الإطلاع ومناقشة أي خطوة او قرار فلسطيني متعلق بالقضية الفلسطينية تحت مظلة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، بالتوازي مع حقنا على الأشقاء العرب بتضامن ودعم عربي رسمي وشعبي، ووحدة موقف لا يكون مجرد رافعة وحسب، بل ضمانة لمستقبل القضية ودولة فلسطين المستقلة. وسيندم كل من يعتقد بإمكانية الانسلاخ عن قضية فلسطين.
يجتمع الرؤساء والملوك والأمراء والقادة العرب في دولة الكويت الشقيقة التي شهدت اجتماعات ولقاءات قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لسنوات قبل قرارهم اطلاق شرارة الثورة الفلسطينية، وتغيير الحالتين الفلسطينية والعربية، وتتطلع شعوب الدول العربية الى خطط او رؤى عربية ترجع قاطرة التقدم والبناء واستكمال التحرر الى مسارها على سكة الحوار والمصالحات الداخلية وتكريس مبدأ السلام المجتمعي والأهلي، وقرارات تقطع دابر الارهاب والدكتاتورية والشمولية في الحكم، فهذا الثالوث كان سبب الصراعات العنيفة والطائفية والمذهبية والجهوية،، فاستنزفت الدماء، والمقدرات والثروات، حتى ان دولا عربية عريقة باتت اليوم نموذجا سلبيا للصراعات الدموية والتشظي، يهددها خطر التقسيم كما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، بعد ان صاغت الشخصية الحضارية لأمة الانسان، ووأد فتن سياسية، وحالة لا استقرار استهدفت مصر لتغييبها، وإضعاف ثقلها الاقليمي، حيث يسعى التيار العالمي للإخوان المسلمين اجهاض ثورة الشعب المصري، ومنع نشوء حركة تحرر عربية، تعمل على تثوير واقع المجتمع العربي وتغييره جذريا، وتحديدا، البنية الثقافية.
أما بالنسبة لدول الخليج العربي فالمطلوب موقف عربي موحد يمنع تحويل جبهة الصراع العربي الأساسي والمركزي مع المشروع الصهيوني الى ثانوي، ويحول دون تحويل الصراع مع ايران الى مرتبة المركزي، مع تأكيد حق الامارات العربية بجزرها المحتلة، فأمام قمة الكويت مهمة تصويب بوصلة الصراع المركزي عبر اقناع (طهران الجديدة ) بالشراكة في تحقيق الأمن والاستقرار مع دول الخليج العربي، واحترام سيادة الدول خصوصياتها الثقافية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق