صامد

صامد

السبت، 15 مارس 2014

مطبات في الطريق لواشنطن :بقلم:نبيل عبد الرؤوف البطراوي

صامد للأنباء\

هكذا تحاول اسرائيل على الدوام وفي كل زيارة تقوم بها القيادة الفلسطينية الى واشنطن من أجل تحقيق الحق الفلسطيني وضع العراقيل في الطريق من خلال اشعال المنطقة بشكل محدود من أجل تسليط الاضواء على نقطة ضعف في الجسد الفلسطيني تظهر نتيجة غياب الاستراتيجية الوطنية العامة في كل مناحي العمل الفلسطيني سواء كان على صعيد عملية السلام او صعيد المقاومة والعمل المقاوم بكل أشكاله .
معلوم أنه منذ الحرب الاخيرة على غزة وتوقيع التهدئة ما بين اسرائيل وفصائل العمل المقاوم في غزة ,والتي أبدت التزام بكل بنود الاتفاقية دون أدنى التزام اسرائيلي بأي بند من تلك البنود سواء كان بوقف العمل الارهابي المنظم من قبل دولة الاحتلال او توسيع مساحة الحركة للصيادين او فتح المعابر وادخال كل ما يلزم للإنسان الفلسطيني ليتمكن من العيش والعمل بكرامة وحرية ,وخلال تلك الفترة لم تكن اعمال المقاومة ألا عبارة عن ردات فعل محدودة ,من باب ذر الرماد في العيون حينما يشتد الاجرام الصهيوني .وفي الاشهر الاخيرة زادت الافعال الاستفزازية الصهيونية اتجاه شعبنا في كل أماكن تواجده في الضفة وغزة دون الاخذ بعين الاعتبار بأن هناك مفاوضات سلام قائمة بمدة محدودة بحاجة الى أرسال رسائل الى الانسان الفلسطيني المظلوم والمكلوم منذ بداية القرن الماضي ,هذا الانسان الذي مل من رسائل الدمار والخراب والقتل والنهب والسلب لكل ما هو فلسطيني من قبل حكومة الاحتلال ومستوطنيه ,وتعلم اسرائيل وقادتها بأن هذه الرسائل وهذه الافعال لم تزيد شعبنا ألا أسرار وتمسك بالحقوق والثوابت ,كما تعلم ان شعبنا لم ولن يرفع الراية البيضاء مهما كلفه هذا الصمود وهذا التحدي من ثمن ,كما تعلم ان شعبنا لا يمكن ان يسمح لمحتل ان ينفرد بفصيل من فصائل العمل الفلسطيني ,كما تعي بأن شعبنا يعي الفرق بين موازين قوة الحق التي يعتمد عليها وحق القوة والباطل التي يعتمد عليها الكيان الصهيوني ,من هذا الوعي وهذا الفهم الجيد لما يدور حولنا وللحالة التي يعيشها العالم من ازلاق عن كل حقوق الشعوب حينما تكون المصالح لتلك الدول المسيطرة على العالم موجودة ,يظهر جليا حالة العالم الظالم في كل من تصريح وزارة الخارجية الامريكية ورئيس الحكومة البريطانية حينما اعطيا لإسرائيل حق الرد على الصواريخ القادمة من غزة ,في الوقت الذي تجاهلا تماما مسقط الشهداء السته في اليوم الذي سبق اطلاق الصواريخ تجاهلا قتل القاضي على معبر الكرامة ,كما يتجاهلا كل الافعال اليومية التي يقوم بها وزراء في الحكومة الاسرائيلية في القدس الشريف .
اسرائيل تعي أن الرئيس محمود عباس ذاهب الى واشنطن وهو مخول ومدعوم ومصطف خلفه كل أبناء شعبه في الوطن والشتات ,وتعلم انه يحمل رسالة واحدة الى العالم وهي رسالة السلام وتعلم ان رسالة الرئيس محمود عباس وشعبه قائمة على الحقوق التي اقراها المجتمع الدولي وتعلم ان قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية هي القرارات التي يطالب الرئيس وشعبه ان تطبق وتعلم ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يقبل بمرجعيات غير المرجعيات الدولية للسلام وتعلم ان الدول العربية والاسلامية مصطفة خلف المطالب الفلسطينية ,وتعلم ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية وتعلم ان حق العودة هو الحق الذي لا يمكن التنازل عنه وتعلم انه لا يمكن القبول بتواجد اسرائيلي على أرض الدولة الفلسطينية ,كما تعلم ان الذهاب الفلسطيني الى المنظمات الدولية سوف يلاقى بترحاب من كل دول العالم كما حصل من عامين وتعلم ان مظلة الحماية الامريكية لن تكون مجدية في كل المواقع ,من كل هذا تعمل اسرائيل على اظهار حالة الضعف الشكلي في الجسد الفلسطيني تحت ذرائع ان الرئيس عباس غير مسيطر على غزة عمليا ولا يمكن ان يكون قادرا على ايقاف الصواريخ ,لان اسرائيل لا تريد ان ترى ما يراه العالم بأن وجود الرئيس عباس في الساحة الوطنية بشكل عام والساحة الغزية بشكل خاص وجود متعمق وتجذر بحجم تعمق وتجذر الثوابت والحقوق الوطنية في فكر وقول وعمل الرئيس عباس والحملات التي تنطلق في كل يوم من شوارع وازقة وحواري ومدن قطاع غزة تحت شعار (أحنا معاك ) لدليل على ان الرئيس عباس ذاهب الى واشنطن بأحلام وأمال شعبه في كل مواقع تواجده ,ولن يكون ثبات الرئيس عباس في واشنطن أقل من ثبات الانسان الفلسطيني في ارضه ,
وهنا سوف تكون الرسالة الواضحة عند صناع القرار في واشنطن ان النموذج التي شاهدتموه في الرئيس الراحل ياسر عرفات هو نفس النموذج الذي سوف يتكرر مع كل فلسطيني يتولى ادارة شئون هذا الشعب ,ولن تجدي اسرائيل كل المحاولات من اجل خلق العراقيل وتحفيز المشوشين أينما يكونوا ,لان شعبنا يمتلك ارادة وقيادة مقاومة ومفاوضة على حد سواء تعي أين مصالح شعبنا وتعمل على السير من اجل تحقيقها بعيدا عن كل الحسابات الضيقة هنا وهناك
نبيل عبد الرؤوف البطراوي
عضو الامانة العامة لشبكة
كتاب الرأي-فلسطين
14/3/2014

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر