صامد

صامد

الجمعة، 28 مارس 2014

الذكرى ال36 عاماً على استشهاد الشهيد القائد الفدائي الدكتور وديع حداد

صامد للأنباء\

تصادف اليوم (28.3) الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد وديع حداد أحد أبرز مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ولد وديع عام 1927 في مدينة صفد الفلسطينية وتلقى تعليمه الثانوي في حيفا، ومن ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الطّب حيث التقى رفيق دربه جورج حبش.
وعُرف عن الشهيد الكبير وديع حداد بأنه الطبيب الذي لا يرتاح أبداً، ولم يخش الموت، فهو من دشن بامتياز أسلوب حق الضحية في اختيار طريقة مقاومة جلادها، فقاد وخطط وأشرف على سلسلة عمليات بطولية حول العالم هزت أركان دولة الاحتلال وحلفائها ورفع شعار " وراء العدو في كل مكان"، فكانت عملية مطار اللد وعملية أوبك وعملية عنبتي وعملية مقديشيو ومطاردة طائرات " العال" الصهيونية في كل مطار

تعرّف وديع الملقب بـ"أبي هاني" في الجامعة إلى قسطنطين زريق الدمشقيّ وإلى أفكاره القومية العربية، علاوة على أفكار ساطع الحصري وغيرهما من المفكرين القوميين العرب، وقد تأثر بهم في مسيرة حياته. بعد تخرجه من الطلب غادر مع جورج حبش إلى الأردن حيث افتتحا عيادة لمعالجة اللاجئين.

اعتقل وديع عام 1957 بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي، وأمضى ثلاث سنوات في سجن الجفر الصحراويّ إلى أن استطاع الهرب إلى سوريا عام 1961. تولى وديع موقعاً قيادياً في جمعية "العروة الوثقى"، ومن ثم أسس مع رفاقه "حركة القوميين العرب عام 1965، ومن بعدها كان من مؤسسي الجبهة الشعبية.

"أبو العمليات"

كان وديع ملهماً لحركات سياسية كثيرة اعتنقت مبادىء العنف الثوري طريقاً للتحرر من الاستعمار. وقد عُرف عنه أنه "أستاذ في فن العمليات الخاصة"، إذ كان المسؤول المباشر عن "المجال الخارجي" الذي ظهر في إطار الجبهة الشعبية عام 1968 تطبيقاً لشعار "مطاردة العدوّ في كلّ مكان"، وكان مسؤولا ً عن عمليات خطف الطائرات. دشن "المجال الخارجي" عملياته باختطاف طائرة "إلعال" المتجهة من روما إلى تل أبيب، وأجبرها على الهبوط في مطار الجزائر، وقد أفرجت "إسرائيل" وقتها عن بعض الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن رهائن الطائرة الإسرائيلية.
كما عُرف عنه تجواله الدائم بين المقرات السرية في بيروت ومواعيده الموزعة بين بغداد وعدن ومقديشيو كما عرف برجل الاستطلاع واختيار الأهداف وإعداد الوثائق والمنفذين وتحديد ساعة الصفر، بالإضافة إلى أنه كان مدرسة في نكران الذات، وقد ألزم نفسه ورفاقه القواعد الصارمة في عمله الصعب.

وكان تعاونه مع أي فصيل تحكمه حدود واضحة، فكانت الفاعلية هي الهاجس، ومن أجلها أسقط الشهيد وديع من حسابه لعبة الصفوف الأمامية، وبريق المواكب والصالونات، ومتعة الابتسام أمام العدسات، لم يدل بحديث صحفي ولم يترك مذكرات وحين غاب اصطحب معه غابة أسراره.

ولم تمنع العلاقة الحميمة والاستثنائية التي ربطت القائدين الكبيرين وديع والحكيم من الاختلاف حول استمرارية العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع والذي كان في حينه ضرورة من ضرورات إشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بمعاناة هذا الشعب جراء الغزوة الصهيونية الاحلالية التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.

وقد سئل الحكيم يوماً عن سر علاقته بوديع، فصمت قليلاً وطفا عليه الحزن ثم أجهش في البكاء المشحون بألم ظاهر، وقال: " إن وديع حاضر في عقلي وقلبي".

كما نستذكر كيف بكاه الحكيم وأبنّه في كلمة طويلة وحزينة بالعاصمة بغداد عند استشهاده، تحدث خلالها عن خصال وديع وعن تاريخه الحافل بالعطاء والوفاء والنضال.

واثر استشهاده عم الحزن أرجاء الوطن العربي، وبكاه الثوار في العالم، وحزنت عليه المخيمات، وقد شيع جثمانه في جنازة مهيبة شارك فيها رفيق دربه الدكتور جورج حبش في بغداد حيث ووري الثرى هناك.

لكن المقاومة تواصلت وستبقى مستمرة مادام شعبنا مشردا ومشتتا وبعيدا عن أرضه ووطنه، ومادام الاحتلال يسلب فلسطين التي أنجبت وديع حداد وكل شهداء النضال الوطني الفلسطيني الطويل

وعلى الرغم من أنه اشيع وقتها انه توفي بسبب سرطان الدم، فقد كشف مؤلف إسرائيلي يُدعى "أهرون كلاين" عام 2010 أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تقف وراء حادثة اغتيال وديع، وقد اتخذت قراراً بذلك أعقاب تدبيره اختطاف طائرة "اير فرانس" الى عنتيبي في اوغندا في عام 1976. وقد اغتالته "إسرائيل" عن طريق دس السمّ له في الشوكولاتة البلجيكية التي يحبّها جداً. وقد أشار المؤلف إلى ان عملية التصفية الجسدية هذه “كانت أول عملية تصفية بيولوجية” نفذتها "إسرائيل".


0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر