صامد

صامد

الأحد، 23 مارس 2014

10 سنوات على رحيل الياسين: أسس حماس وتلاميذه خالفوا نهجه ومدرسته

صامد للأنباء\ فلسطين برس ومحمد فهيم عبد الغفار.
عشرة سنوات مرت على رحيل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة "حماس"، التى تأسست لرد الطغاة الصهاينة عن عدوانهم على أراضى فلسطين، وتحرير المسجد الأقصى "الأسير".
ولد "أحمد إسماعيل ياسين" فى 28 يونيو 1936، فى قرية الجورة التابعة لـ"قضاء المجدل" جنوبى قطاع غزة، ولجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948، وتعرض لحادث فى شبابه أثناء ممارسته للرياضة نتج عنه شلل تام لجميع أطرافه.
عمل "الشيخ" مدرساً للغة العربية والتربية الإسلامية، ثم عمل خطيباً ومدرساً فى مساجد غزة، وأصبح فى ظل حكم إسرائيل أشهر خطيب عرفه قطاع غزة لقوة حجته وجسارته فى الحق، كما شارك وهو فى العشرين من عمره فى المظاهرات التى اندلعت فى غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثى الذى استهدف مصر عام 1956، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة.
بعد هزيمة 1967م التى احتلت فيها إسرائيل كل الأراضى الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر "أحمد ياسين" فى إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسى الذى كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، ويجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل رئيساً للمجمع الإسلامى بغزة.
اعتقل "أحمد ياسين" عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكرى والتحريض على إزالة الدولة اليهودية من الوجود، وأصدرت إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بسجنه 13 عاماً. وأفرج عنه عام 1985 فى عملية تبادل للأسرى بين سلطات إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أسس "ياسين" مع مجموعةٍ من رفاقه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد خروجه من السجن، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1407هـ الموافق عام 1987 ضد إسرائيل ومع تصاعد الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير فى وسيلةٍ لإيقاف نشاط أحمد ياسين، فداهمت فى عام 1988 منزله وقامت بتفتيشه، وهددته بالنفى إلى لبنان، ثم ألقت القبض عليه مع المئات من أبناء الشعب الفلسطينى عام 1989 فى محاولة لوقف المقاومة المسلحة التى أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على الجنود والمستوطنين واغتيال العملاء.
فى عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم الإسرائيلية حكماً بسجنه مدى الحياة، إضافة إلى 15 عاماً أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ إسرائيليين، وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكرى والأمنى.
وفى عام 1997 تم الإفراج عنه بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل على إثر العملية الإرهابية الفاشلة التى قام بها الموساد فى الأردن، والتى استهدفت حياة "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسى لحركة حماس.
لقى أحمد ياسين حتفه فى هجوم صاروخى شنته الطائرات الإسرائيلية على سيارته فى صباح 22 مارس 2004، حيث قصفت الطائرات سيارة ياسين أثناء عودته بعد أداء صلاة الفجر بمسجد المجمع الإسلامى القريب من منزله.
تمتع "الشيخ" بموقع روحى وسياسى متميز فى صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحداً من أهم رموز العمل الوطنى الفلسطينى طوال القرن الماضى، حيث كان من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين والمؤسس ورئيس لأكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامى فى غزة، ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها حتى وفاته.
لم يكن يدرك الشيخ "القعيد" أن تلاميذه فى الحركة عقب وصولهم للسلطة"، سيخالفون نهجه وينحازون لفصيل الإخوان دون إرادة الشعب الفلسطيني والمصرى الذى لا يبخل عليهم حتى بروحه التى قدمها أبناؤه راضين فى سبيل تحرير فلسطين، ويهددون أمنه القومى.
انحاز قيادات حماس ضد الأمن القومى المصرى، وحفروا الأنفاق التى ساهمت فى دخول الإرهابيين الذين أصبحت سيناء "مرتعا" لهم يهددون أمن البلاد، ويتحدون إرادة الشعب التى قررت عزل "رئيس" لم يكن يحكم سوى جماعته.
قيادات حماس ما تزال أيضا ترفض المصالحة الوطنية الفلسطينية وتمنح إسرائيل ورقة مساومة لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ومحاولة الترويج لدولة فلسطينية في غزة وضياع باقي الأرض التاريخية وحقوق شعبنا.
ولم يعلم أحمد ياسين أن الجناح العسكري المسلح لحركة حماس الذي نفذ العمليات البطولية داخل إسرائيل سيوغل في الدم الفلسطيني وسيكسر المحرمات ويقتل العشرات من أبناء شعبه بهدف الحصول على السلطة وكرسي الحكم.
قيادات حماس التي ورثت حكم الحركة من الشهيد المؤسس أحمد ياسين لم تتوقف عند ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية بل ذهبت لضرب العلاقة الفلسطينية مع الجيران العرب كمصر والأردن وسوريا ولبنان ودول الخليج واستمرت في تنفيذها للمخططات الأمريكية التي تقودها قطر حيث يقيم رئيس مكتبها السياسي.
وإذ تعاني الحركة هذه الأيام أسوء حالاتها بعد إغلاق الجانب المصري للأنفاق الحدودية وخسارتها لأكبر حلفاءها الداعمين لها في المنطقة تسعى الحركة لإقامة مهرجان جماهيري وسط مدينة غزة تحت مسمى كبير وهو "القادة الشهداء" ومنهم المؤسس أحمد ياسين وذلك في رسالة يرى مراقبون أن هدفها في ظل الظرف الصعب التي تعيشه الحركة هو الإثبات أنها قوية وقادرة على السيطرة على زمام الحكم في القطاع الساحلي الذي يعاني من مشاكل إقتصادية وسياسية وأمنية وإجتماعية.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر