صامد

صامد

الخميس، 20 فبراير 2014

لمسلكيات في الثقافة الذاتية والحركية:الأمان التنظيمي في جلساتنا الحركية(الحلقة الثالثة)

صامد للأنباء\الأمان التنظيمي في جلساتنا الحركية
بعد نشر الحلقة الثانية من المسلكيات في الثقافة الذاتية والحركية، وكانت الحلقة بعنوان 'بادر لحماية الحركة بالالتزام والعمل الجماعي' وردتنا أسئلة وملاحظات القراء وما لفت انتباهنا أن البعض تحدث عن استحالة تطبيق مفهوم الوعي الذاتي التنظيمي وتطبيق مسلكيات الحركة في واقعنا اليوم، وللحقيقة نقول أن ظاهر السؤال إسقاطا على عدم إدراك البعض لطبيعة ما هو مطلوب منه، وهذا مدعاة لنا لنواصل الكتابة في الوعي الذاتي والمسلكيات الحركية، و سوف نلتزم معكم بالتواصل في نشر كل ما يمكن والتفاعل مع كافة الأمور التنظيمية اليومية للوصول بالسفينة الفتحاوية إلى شاطئ الأمان.

إن البحث الأناني عن الذات يعتبر إضرار بمفهوم العمل الجماعي وسلامة الهيكل التنظيمي، ولذا وفي مسيرة ومعترك النضال الوعر والظروف القاسية وشح الإمكانيات يجب تعميق روح المحبة استنادا إلى القاعدة الأساسية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح' والتي انطلقت وفق أبعاد كفاحية وإنسانية، وهذه الأبعاد الإنسانية هي الرافعة لكل الأبعاد الكفاحية بكل أنواعها وطرقها ووسائلها، فالممارسة الفعلية لمهامنا الحركية يجب أن تبتعد عن التباهي والغرور والتعالي والأنانية والذاتية المدمرة والعجرفة وإفشاء أسرار الجلسات التنظيمية واستباحة الحياة الاجتماعية والشخصية، فلا يصح أن تكون مهامنا في شقها الغير معلن مادة حديث، ولا يجوز بالمطلق أن يكون اختلافي مع أخي في نفس الإطار أو في الإطار الأعلى أو الأدنى أو أي من أبناء الحركة مادة للخوض في الإسفاف والأعراض والتشويه والتشهير وتعمد الإيذاء ، فكل من يمارس هذا التجنح فإن فتح براء منه ولا يمثلها مهما حمل من مناصب وتقلد من مواقع وذاع صيته.

إن صاحب العقلية الانفصالية المتمردة والمنفلتة لا يمكن أن يكون من لبنات البناء أو عوامل الاستنهاض، وسيفشل اليوم أو لاحقا في إنجاز المهام الموكلة إليه، والجماهير التي خرجت في انطلاقتنا المجيدة والمباركة في 4 يناير 2013 في مليونية الانتصار لفتح وماضيها وحاضرها ومستقبلها، لا يمكن أن تلتفت حول من يسيء لها ويتكبر عليها ويعاملها بغطرسة وعنجهية أو يعتبرها الحصان المطيع الذي يدخل به بحر التناقضات في سلوكه ومسلكياته، وفي منطق القول يمكنك أن تجبر الحصان أن يدخل البحر ولكنك لن تتمكن مهما امتلكت من قوة أن ترغمه أن يشرب منه، وهكذا حياتنا التنظيمية يمكنك أن تخدع مرة مرتين ثلاثة، لكنك لن ترغمك في لحظة ما أن يصدقوك فيما بعد وبالتالي ستفقد احترامك عندهم وهذا ترجمة للفشل الحقيقي، لذا تجنب السلوك والمسلكيات الخاطئة والمدمرة .

إن رسالتنا 'كيف نكسب الجماهير ونؤثر فيهم ونصحح مفاهيمهم '، وعهدنا معكم أن نكتب اليوم ونستمر في المعالجة الموضوعية والصادقة، لأن ما نكتبه ونعبر عنه ليس حديثا عابراً أو مثالياً أو خارجا عن واقعنا، بل إننا نستخدم اللغة الفتحاوية بواقعها وبساطتها ونستند إلى البناء المنشود ونوصف العلاج ونقدمه للجماهير وللأعضاء في الأطر والهيكل التنظيمي، ونؤمن أن العضو الواعي القوي في انتمائه الثابت على المبادئ لن يكون طرفا في أي من التجاذبات سواء كانت سطحية أو عميقة، ولن يساعد في توسيع الإشكاليات والثغرات.

إن الثقة الحركية المطلوبة تعكس الحاجة إلى الأمان التنظيمي، وتطالبنا جميعا أن نعود إلى قراءة وتطبيق كافة المسلكيات الحركية، وأن نعمل وبإخلاص وانتماء والتزام حقيقي لكي تسود العلاقة السليمة وروح المحبة والتعاون بين الأعضاء، ونبذ الخلافات المختلقة وليكن الترياق الفكري هو انتماءنا إلى 'فتح' أمنا العظيمة التي لا يمكن أن نتنازل عن أن تكون في الطليعة والحاضنة وأم الجماهير وأم الشهداء ودرب الثورة ورياحين دماء الشهداء، وبلسم الشفاء للجرحى، ورسالة العدالة لأسرانا البواسل في كل المعتقلات، إن الجماهير قالت رسالتها واضحة ' نرفض الارتجال والتشرذم والشللية والاستقواء والتناحر'، وهذه رسالة لكل من يحمل أمانة موقعه ومكانته وقراره في الحركة، أن فتح فكرتها واحدة واستيراتيجيتها واحدة و منبعها ومصبها يجب أن يكون واحد، و وأعضائها جسم واحد، وعلى كل منهم ان يتقن الأداء والمهمة، ويمارس تأثيره الاستقطابي كلُ في موقعه ومكانه وبما يتوفر له من إمكانيات.

إن السلوك التنظيمي هو الوقود اللازم لكي تسير المركبة مهما غلا ثمنها، ومهما كانت درجة احتراف سائقها، فأنت أخي العضو الحركي السائق المحترف القائد المحنك في مكانك، وفتح هي حركتنا هي السيارة بكل ما تحمل، وبدون السلوك والمسلكيات السليمة لن تسير قيد أنملة ولن تحقق الفوز في السباق نحو الجماهير ونحو الاستيراتيجية ونحو ارث الشهداء المتفجر ثورة مستمرة حتى النصر، لهذا لنحافظ دوما على كمية من الوقود وكلما امتلأ الخزان أكثر كلما كان الاطمئنان والأمان المنشود أكثر .

إن نصوص المبادئ الحركية التنظيمية والمسلكيات موجودة في كل المواقع الالكترونية الفتحاوية ولربما قراناها مرارا وتكرارا ولربما مارسها البعض تدريبا لكوادرنا، وهذا شيء ايجابي ومحمود، ومنه ننطلق ونستمد أفكارنا السلوكية لكي لا تكون غريبة عن قارئنا ابن الجماهير الفتحاوية العملاقة، لذا نحن لا نكتب عن مبادئ مجردة صعبة الفهم أو التطبيق ، بل نحن نتحدث عن سلوكنا جميعا، عن حياتنا وتصرفاتنا وطريقة ردود أفعالنا وأقوالنا في بيوتنا وأعمالنا وبين الناس وفي جلساتنا التنظيمية ، وأيضا علينا أن نعترف أن لكل إنسان دوافعه الداخلية المتمثلة في حاجاته ورغباته، وكذلك دوافعه الخارجية التي تمثل الحوافز بأنواعها المعنوية والمادية، والمطلوب هو التوازن في ذلك، فإن وصلنا إلى هذه القناعة سنجد أنفسنا وبتلقائية وقد وصلنا إلى وعي مطلوب وفهم حقوقي لمفهوم الحقوق والواجبات للعضوية و قدسية المهام التنظيمية، وسنجد الجميع يعمل وفق منظومة هرمية منضبطة ومتجانسة ومتفهمة ولكل من فيها مهامه المحددة .

إن التنافس الايجابي بين الأعضاء والأطر ومسؤولي المهام والملفات هو المطلوب للنجاح، أما الصراع السلبي الهدَّام فلا يمكن أن يقود إلى أي نجاح أو استنهاض، وعلينا أن نمارس هذا التنافس في مهماتنا، وفي جلساتنا الحركية بحيث ألا نحولها الى حلبة صراع وشقاق وتباغض، بل إن الجلسة وجدت لإدارة شؤون الأعضاء وقراءة تعليمات وقرارات الأطر الأعلى منا في الهيكل، وتصديرها الى الأطر الأدنى ومنها الى الجماهير، إن مسلكيات الجلسات التنظيمية تعني روح المحبة والمكاشفة والصراحة والنقد البنَّاء، فلا مكان للفوضى والتشرذم والأنانية وقهر الذات وتعمد الإساءة لبعضنا البعض، ولكي يتغلب الإنسان على المشاعر السلبية التي لا تتسبب في فشله فحسب وإنما تتسبب أيضا في إصابته بالأمرض البدنية والنفسية والإكتئاب عليه بالتسامح .. التسامح مع نفسه والآخرين فعليه أن يرحم ذاته والآخرين فالتسامح قوة وليس ضعف، فبداية النجاح تكون من خلال التسامح والأمان التنظيمي في جلساتنا الحركية .

إلى اللقاء في الحلقة القادمة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر