صامد للأنباء\
عادةً فإن القلاع المحصنة و المدججة بالجند و العتاد و السلاح و الجدر الشاهقة و الأنفاق و الدهاليز و الحواجز و الموانع الطبيعية و الاصطناعية لا تخترق أو تسقط إلا من الداخل وفق الأساطيـــر القديمة و الحكمة الدارجة منذ فجـــر التاريخ ،وهذا يدفعنا إلي ضرورة التوقف ملياً بعين المتفحص و عقل المستنير و قلب المؤمن لدراسة الواقع و الظروف الذاتية و الموضوعية المحيطة بالقضية الفلسطينية الآن واتخاذ ما يلزم من إجراءات وقائية دون عجلة أو الانتظار الطويل و الذي قد يفقدنا الكثيـــر , فنحن أمام استحقاق انتهاء السقف الزمني الذي حُدد للمفاوضات في نهاية أبريل القادم وتحديد موقف نهائي بشأن خطة كيـــري و الاعتراف بيهودية الدولة العبرية من عدمه و كذلك استمرار حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي بين شطري الوطن و مقاومة الضغوط الإقليمية و الدوليـــة التي تمارس علي القيادة الفلسطينية و الرئيس محمود عباس أبو مازن و التي وصلت حد التهديد بالاغتيال و كأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخــــري و بنفس الأدوات الداخليــــة التي استمرأت الهوان و قبلت أن تكون خنجــراً في ظهـــر الثورة مع اختلاف طفيف في السيناريوهات و الأدوار و الأماكن . فكل الضغوط و التهديدات و التحديات الخارجية مهما بلغت ستظل خارجية و حجم تأثيرهــا لن يفت في عضدنا و سيبقي ذلك زوبعة في فنجان ما لم يجد صداً له في داخل القلعة .
لقد وصلنا نحن و جميع الأطراف في المنطقة الآن إلي الجولة الأخيـــرة و اللعب فوق الطاولة علي المكشوف بعد ما أحرقت كل الأوراق , ولكن بعض أطراف الصراع يظن واهماً بأنه مازالت هناك أوراق أخــري يمكن المساومة واللعب بها فبعد أن سقطت ورقة الانقسام و تداعياته لإضعاف موقف القيادة التفاوضي وثباتها على الحقوق ، يخرج علينا العدو مجدداً بما عرف عنه حديثاً ( جماعة إسرائيل ) و أدواته و وسائله الإعلامية المختلفة و التي تنتحل اسمنا زوراً و ظلماً في حرب غير مسبوقة عنوانها الخلافات التنظيمية الداخلية لفتح و التهديد و الوعيد بشق الصف الفتحاوي والتلويح بانهيار السلطة الوطنية الفلسطينية و توجيه ضربة قاضية قاسمة لمشروعنا الوطني و أحداث اختراقات و ثغرات من داخل القلعة يمكن للعدو أن ينفذ منها و إليها .
إن المتتبع و الراصد للأحداث بدقة يمكنه كشف ذلك بسهوله و يسمي الأشياء جميعها بأسمائها دون عناء فلقد انكشفت العورات جميعها و لا مجال للمجاملات الخادعة الكاذبة علي حساب الكل الوطني و مستقبل شعبنا بأسرة و لا مكان للخوف و الخائفين و التيه و التائهين و المؤامرة و المتآمرين و لا لأنصاف الحلول التي يمكن أن تطعمنا لعدونا و تسلم أمرنا لقاتلنا بدعوى الاستيعاب و الترقيع و الاستصلاح و"الطبطبة" مثلاً , فالقاعدة التنظيمية العريضة واعية و تدرك بأنه لا يمكن أن يختلط الزيت بالماء و لا يعقد الخير و الشر صلحاً و لا الملائكة و الشياطين.
و الأمـــر كله بيد القيادة وعليها أن تتخذ القرار و أن ثورة التصحيح و التطهيـــر الداخلي من الضرورة أن تستمر حتى لا تسقط القلعة و تخترق الجدر الحصون , فنحن هنا معكم نعلن انحيازنا للحقيقية و ضد الباطل وأهله و لا نمن علي أحد بإسلامنا و الأثمان الباهظة التي دفعت حرباً و سلام , صلحاً و انقسام , إنما هــو الواجب و الرباط المقدس الذي يلزمنا و يشكل فينا القوة الدافعة غيــر ساعين أو طامعين أو لاهثين أيها -الأقزام الصغار- في موقع أو مهمة لأننا نشعر بالثقة الكبيرة و الاعتزاز بأنفسنا فنحن المهمة و الموقع نصنعها و لا تصنعنا .
فسر يا فخامة الرئيس علي ما أنت فيه و لا تلتفت للأراجيف و الخزعبلات و المشعوذين أحفاد المشعوذين فشعبنا امتلك زمام أمره و يتمتع بالوعي و الأيمان الذي ستتحطم علية مؤامرات المتآمرين , فوالله و الله، لو كانت الخيانة حلال ما خنا، لأننا نؤمن بما نقول و نفعل و بأننا أصحاب مشروع و فكرة لم ولن تموت.



0 التعليقات:
إرسال تعليق