صامد

صامد

السبت، 18 يناير 2014

الحصاد الأخباري لفخامة رئيس دولة فلسطين:الرئيس محمود عباس أبومازن

صامد للأنباء\قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس: إن القدس هي البداية والنهاية، ومفتاح السلام، والقلب النابض لدولة فلسطين وعاصمتها التاريخية الأبدية، وينبغي أن تكون العُنوانَ المركزي والأساس في علاقات الدول العربية والإسلامية مع مختلف دول العالم.
وحذر الرئيس عباس في خطابة أمام اجتماع الدورة العشرين للجنة القدس في مراكش، مساء اليوم الجمعة، من جسامة الأخطار التي تتهدد القدس والأقصى هذه الأيام، مشددا على حجمِ المسؤوليةِ الملقاة على عاتق الجميع للدفاع عن المدينة المقدسة.
وقال سيادته: لم يكن الأقصى في مرمى التهديد كما هو الآن، فالاحتلال الإسرائيلي يُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، في تنفيذ ما يعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربه الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تواصل العمل لتحقيق هدفها النهائي المتمثل بتهويد القدس بالعمل على محاولة تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، وإحلالِ مشهدٍ مُغايرٍ يخدم أوهامَ الخُرافاتِ وغَطرسةَ القوة، وتنفيذ مخطط تطهير عرقي ضد الفلسطينيين لجعلهم أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات، كذلك إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية.
وأكد سيادته أنه في مواجهة كل ذلك، ينبغي أن نركز على أن تكون القدس العُنوانَ المركزي والأساس في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم.
وقال: يجب السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ومساعدة مختلف قطاعات الاقتصاد في القدس للبقاء والنمو والتطور لدعم صمود المقدسيين .
وأشار سيادته إلى ضرورة تشجيع كل من يستطيع خاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس.
وأشاد بدور المغرب بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القدس الشريف، وبجهود السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لدعم صمود أهلنا في فلسطين والقدس، وبدور الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني لرعايته للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس، وشكر جميع قادة الدول العربية والإسلامية على مواقفهم في الدفاع عن القدس ودعم شعبنا لنيل حريته واستقلاله، كما نوه بالدور الرائد الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف في تخفيف معاناة أهلنا في القدس ودعم صمودهم.
وحول المفاوضات الجارية، أكد سيادته تمسكنا بثوابتنا الوطنية، ورفضنا أن تكون المفاوضات غطاءً لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرضنا، ومحاولات إسرائيل تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول الأعمال، ومطلب الاعتراف بإسرائيل 'كدولة يهودية'، ورفضنا كذلك أي وجود عسكري إسرائيلي على أراضينا، وأكدنا أنه لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
وقال الرئيس: في الوقت الذي نؤكد تمسكنا بمتطلبات الحل العادل، تواصل سلطات الاحتلال ارتكاب الممارسات والمواقف التي تهدف لإفشال الجهود السلمية وتعزيز احتلال الأرض الفلسطينية الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على فرص السلام وعلى الاستقرار في المنطقة.
وفيما يلي نص الخطاب:-
'بسم الله الرحمن الرحيم'
'سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ'. صدق الله العظيم
صاحب الجلالة الأخ الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، رئيس لجنة القدس
معالي الأخ الدكتور إياد بن أمين مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي بدايةً أن أعبرَ لصاحب الجلالة الملك محمد السادس عن جزيل الشكر لحفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة مثمنين في ذات الوقت دعوتكم الكريمة، لانعقاد لجنة القدس.
ولا يفوتنا في هذا المقام، أن نشيد بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة المغربية الشقيقة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، دفاعاً عن القدس الشريف، وعن هويتها العربية الإسلامية، فأنتم يا صاحب الجلالة إنما تسيرون في ذلك على نهج المغفور له والدكم، صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني.
وكما نشيد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، لدعم صمود أهلنا في فلسطين والقدس، كما نشكر جميع قادة الدول العربية والإسلامية على مواقفهم في الدفاع عن القدس ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وهنا تجدر الإشادة بدور المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لرعايته للأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وسعيه الحثيث دائماً من أجل حمايتها.
كما نود الإشادة بالدور الرائد الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف، في تنفيذ عدد من المشاريع، التي ساهمت في التخفيف عن أهلنا في القدس ودعم صمودهم.
وبهذه المناسبة، نقدم الشكر الجزيل للمملكة المغربية، وللدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لمساهمتهم في ميزانية وكالة بيت مال القدس، وندعوهم للاستمرار قي تقديم الدعم اللازم للوكالة، لتمكينها من أداء دورها النبيل في القيام بالمزيد من المشاريع والبرامج، وفق ما تقرره الدول الأعضاء.
أخي صاحب الجلالة،
الإخوة والأخوات جميعا،
لم يسبق أن كان الخطر يحدق بالقدس كما يحدق بها اليوم
لم يكن الأقصى في مرمى التهديد كما هو الآن، ونحن نجتمع اليوم في لحظة دقيقة جداً واستثنائية، تتعلق بعاصمة فلسطين وقلبها النابض، وما تواجهه من تحدياتٍ وأخطارٍ من غير المسموح تجاهلها وعدم التصدي العملي لها .
إن متابعة وقائع ما شهدته وتشهده القدس خلال السنوات القليلة الماضية واليوم من ممارسات الاحتلال، تقود إلى استنتاج واحد، هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، في تنفيذ ما تعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال.
وتمثلت ذروة هذه المعركة في الأشهر الأخيرة بالسعي الإسرائيلي اليومي لتحقيق ما يطلق عليه الاقتسام المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك، بحيث يستباح أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وساحاته أمام صلاة اليهود، وفي صباح كل يوم تقريباً خلال الشهور الماضية يتصدى مواطنونا ببسالة لاقتحامات من أفراد جيش الاحتلال وشرطته والمستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة التي لا تخفي مخططاتها العدوانية والتدميرية للحرم القدسي الشريف.
أخي صاحب الجلالة،
الأخوات والإخوة
إن سلطات الاحتلال تواصل العمل لتحقيق هدفها النهائي المتمثل بتهويد القدس بالعمل على عدة محاور تشمل أولاً: محاولة تغيير معالم وبنية المشهد المقدسي بأدق تفاصيله، وإحلالِ مشهدٍ مُغايرٍ يخدم أوهامَ الخُرافاتِ وغَطرسةَ القوة، متوهمين أنهم بِحُكْم القوة الغاشمة تلك قادرون على ابتداع تاريخ وتثبيت مزاعم، وإلغاء حقائق دينية وتاريخية راسخة.
وفي هذا السياق تشهد القدس تسارعاً غيرَ مسبوقٍ في الهجمة الاستيطانية، وتواصلاً في هدم البيوت التي تحمل رمزية تاريخية، وبناء المستوطنات في أكثر من موقع على أراضٍ تم الاستيلاء عليها من المواطنين، وفي نفس السياق تتم إحاطة القدس بجدار الفصل العنصري، وبطوقٍ من المستوطنات لِعزلِ المدينةِ عن محيطها في الضفة الغربية.
وفي محورٍ آخر يواصل الاحتلال استكمال خطة التطهير العرقي، عبر تنفيذ مخططٍ هدفهُ دفعُ المواطنين الفلسطينيين إلى مغادرة مدينتهم، من خلال إرهاق المقدسيين بترسانة من الضرائب المتعددة والباهظة، المرتبطة بإجراءات عقابية ورفض مَنحِ رُخصٍ لبناء البيوت، والقيام بهدمِ البيوت التي ترى أنها بُنيت دون موافقتها، ومصادرةِ هويات المقدسيين وحرمانهم من الإقامة في مسقط رأسهم.
إن ما تنفذه سلطات الاحتلال هو تطهير عرقي، بكل ما يعنيه ذلك، ضد المواطنين الفلسطينيين، لجعلهم في أحسن الحالات أقلية في مدينتهم، لهم صفة المقيم فقط، مقابل تعزيز الوجود اليهودي ببناء المزيد من المستوطنات.
وعلى محورٍ ثالث تعمل سلطات الاحتلال على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية، وهي التي كانت على الدوام وفي كل العصور عنوانا للازدِهار ومركزا رئيسا للنشاط الاقتصادي والسياحي والطبي والتعليمي، وحاضنة للنشاط الثقافي والفكري والفني في فلسطين.
فإضافةً إلى تطويق القدس بسلسلةِ مستوطناتٍ وبجدارِ الفصلِ لفصلها عن بقية أجزاء الضفة الغربية، تنصب سلطات الاحتلال الحواجز الدائمة، والتي بموجبها أصبح المواطنون الفلسطينيون ممنوعين من دخول القدس سواءً كان ذلك للصلاة أو للعمل أو للعلاج أو للدراسة أو للتسوق أو لزيارة أقاربهم وعائلاتهم إلا بتصاريح يكون الحصول عليها مستحيلا لغالبية المواطنين.
لقد ولد وكَبُرَ في فلسطين، أيتها السيدات والسادة، جيل ليس بإمكانه التوجه لزيارة مدينته المقدسة، التي تبعد عن مدينته أو قريته أو مخيمه مسافة يمكن قطعها في بضع دقائق أو في ساعة من أبعد الأماكن.
لذلك كله نشدد على جسامة الأخطار التي تتهدد القدس والأقصى هذه الأيام أكثر من أي وقتٍ مضى وعلى حجمِ المسؤوليةِ الملقاة على عاتقنا للدفاع عن المدينة المقدسة.
صاحب الجلالة،
أصحاب المعالي والسعادة
في هذه اللحظة الدقيقة التي نجتازها نخوض أيضا غمار مفاوضات صعبة برعاية الإدارة الأميركية بهدف التوصل إلى السلام العادل المنشود.
وفي هذا السياق فقد تمسكنا بثوابتنا الوطنية التي هي أيضا الثوابت التي دعمتها وتبنتها القمم العربية والإسلامية .
وقد أكدنا على الدوام حرصنا على تحقيق سلامٍ عادلٍ يقوم على إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاٍ على أساس القرار 194 كما نصت مبادرة السلام العربية.
وأكدنا أننا نرفض أن تكون المفاوضات غطاءً لاستمرار البناء الاستيطاني فوق أرضنا، وأن دولة فلسطين التي أصبحت عبر تأييد عالمي كاسح تتمتع بمكانة دولة مراقب في الأمم المتحدة ستلجأ لاستخدام الوسائل القانونية والدبلوماسية والسياسية إضافة إلى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة هذه الإجراءات الإسرائيلية.
وقد رفضنا بحسم محاولات إسرائيل تغييب أو طمس أو تأجيل قضية القدس من جدول الأعمال، وأوضحنا أن لا سلام ولا استقرار ولا اتفاق دون أن تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولة فلسطين.
كما أبرزنا تمسكنا الصارم بسيادة دولة فلسطين على كل ذرة من ترابها وحدودها وثرواتها الطبيعية وأجوائها، ورفضنا لأي وجود عسكري إسرائيلي على أراضيها.
كما أننا أكدنا ومن حيث المبدأ رفضنا القاطع لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فبجانب أننا لا نقبل أبداً المس بحقوق اللاجئين التي كفلها القانون والقرارات الدولية، وحقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، فإننا وفي الأساس نرفض محاولة شطب روايتنا التاريخية ومحو ذاكرتنا الجمعية ومحاولة تزييف التاريخ باغتيال حقائقه الراسخة .
وفي الوقت الذي نؤكد تمسكنا بمتطلبات الحل العادل فإن سلطات الاحتلال تواصل ارتكاب الممارسات والمواقف التي تهدف لإفشال الجهود السلمية وتعزيز احتلال الأرض الفلسطينية الأمر الذي ينذر بعواقب وخيمة على فرص السلام وعلى الاستقرار في المنطقة.
صاحب الجلالة
أصحاب المعالي والسعادة
في مواجهة تحديات اللحظة وأخطارها نثق أننا سنخرج من هذا الاجتماع بما يسهم بقوة في الدفاع عن القدس والأقصى.
وفي البداية أؤكد أنه ينبغي علينا أن نركز على أن تكون القدس العُنوانَ المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم.
وفي الوقت نفسه يجب السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية ومساعدة مختلف قطاعات الاقتصاد في القدس للبقاء والنمو والتطور لدعم صمود المقدسيين .
كما تبرز ضرورة أن نشجع كل من يستطيع وبخاصة إخوتنا من الدول العربية والإسلامية إضافة إلى إخوتنا العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا على التوجه لزيارة القدس.
إن تدفق الحشود إليها وازدحام شوارعها والأماكن المقدسة فيها، سيعزز صمود مواطنيها، ويسهم في حماية وترسيخ هوية وتاريخ وتراث المدينة المُستَهدَفَيْن بالاستئصال، وسيُذَكِّر المحتلين أن قضية القدس هي قضية كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي. وأؤكد هنا أن زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان.
صاحب الجلالة،
السيدات والسادة،
إن رسالة أهلنا في القدس إليكم تقول:
نحن أهل الأرض المقدسة، أهل الرباط، نُدرك حجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، ويُشرفنا حفظ الأمانة التي أودِعنا إياها، ولنا الفخر أننا نقف في قلب المعركة وفى خط الدفاع الأول عن القدس.
فالقدس هي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، والقلب النابض لوطننا عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة.
عهدنا ثابت كما هو دائما لله العلي القدير، ثم لأشقائنا العرب والمسلمين والمسيحيين، ونُؤكد لكم أننا صامدون هنا، راسخون هنا، كنا هنا، وسنبقى هنا نحمي قُدسُنا، وحتما سيأتي يوم حريتنا واستقلالنا.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بمشاركة الرئيس: انطلاق أعمال الدورة العشرين للجنة القدس


انطلقت، مساء اليوم الجمعة، في مدينة مراكش في المملكة المغربية، أعمال الدورة العشرين للجنة القدس، بمشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في كلمته بافتتاح الدورة، أن حماية المدينة المقدسة من مخططات التهويد، ودعم المرابطين بها، 'لن يتأتى بالشعارات الفارغة، أو باستغلال هذه القضية النبيلة كوسيلة للمزايدات العقيمة.'
وقال إن حماية القدس أمر عظيم وجسيم، يتطلب الثقة والمصداقية، والحضور الوازن في مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية.
وأضاف أن الأمر يقتضي بلورة مقترحات جدية وعملية، والإقدام على مبادرات واقعية، مع ضمان وسائل تنفيذها، وآليات تمويلها 'ذلك أن القضية الفلسطينية، بما فيها القدس الشريف، هي قضية الأمة الإسلامية جمعاء'.
وتابع: أن الأمر مسؤولية كبرى، أمام الله والتاريخ، مذكرا بالجهود المبذولة من قبله بتشاور مع الأشقاء والشركاء للدفاع عن الطابع العربي والإسلامي للقدس، وصيانة هويتها الحضارية، كمهد للديانات السماوية، ورمز للسلام والتعايش بين الثقافات .
ودعا العاهل المغربي إلى تعبئة قوية للوسائل والإمكانات الذاتية، وتسخيرها للدفاع عن مدينة القدس المحتلة، باعتبارها قضية الأمة الإسلامية جمعاء.
وقال إن المساعي الدبلوماسية على أهميتها، لا تكفي وحدها لتغيير الوضع على الأرض، مؤكدا حرصه 'على تعزيز عمل لجنة القدس، بتكثيف وكالة بيت مال القدس الشريف لأعمالها الميدانية، التي لها أثرها المباشر والملموس في تحسين ظروف عيش المقدسيين'.
وأوضح أن الوكالة قامت، تحت إشرافه، بإنجاز العديد من المشاريع، التي تهدف للنهوض بالتنمية البشرية لأهل القدس، لتوفير سبل العيش الكريم لهم، ودعم صمودهم في وجه المضايقات الرامية لدفعهم لمغادرة أرضهم وممتلكاتهم بالمدينة المقدسة.
وأضاف أن الوكالة تبذل، بتعاون مع مختلف المؤسسات الرسمية بالدول الإسلامية، والمنظمات الأهلية لدعم القدس، مجهودات دؤوبة للنهوض بقطاع التعليم والتكوين، من خلال صيانة المؤسسات التربوية، وشراء المباني وتحويلها إلى مدارس، وتشجيع تديرس الأطفال، كما تقوم بتحفيز الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل القار، ولفرص الشغل، وإصلاح وتجهيز المرافق الصحية، وإنجاز البرامج السكنية، وتوفير المرافق الاجتماعية والثقافية، خاصة لفائدة الشباب.
وخص بالذكر ترميم المركز الثقافي المغربي، بقلب المدينة المقدسة، الذي تم إنجازه بتمويل كامل من المغرب.
وفي مجال الحفاظ على الموروث الديني والثقافي للقدس، أبرز رئيس لجنة القدس أن الوكالة تعمل جاهدة على صيانة المسجد الأقصى المبارك، وباقي الأماكن المقدسة والمعالم الحضارية، وتسعى للتصدي لإغلاق المؤسسات الفلسطينية الحيوية، ولمصادرة الأراضي والممتلكات بهذه المدينة السليبة.
وذكر أن وكالة بيت مال القدس الشريف قامت في إطار مواصلة هذا النهج التضامني، ببلورة مخطط خماسي، للفترة الممتدة من 2014 إلى 2018، مضيفا أن الوكالة حرصت، لتوفير شروط النجاح لهذا المخطط، على إعداد دراسة دقيقة لمختلف المشاريع التي تعتزم إنجازها، مع تحديد آجال تنفيذها، ووسائل تمويلها.
وقال إن 'طموحنا يتجاوز بكثير الإمكانات المحدودة، التي تتوفر عليها الوكالة، بسبب ضعف المساهمات المنتظرة في ميزانيتها'، داعيا إلى تعبئة قوية للوسائل والإمكانات الذاتية، وتسخيرها للدفاع عن مدينة القدس المحتلة، باعتبارها قضية الأمة الإسلامية جمعاء.
وأكد أن القدس هي جوهر القضية الفلسطينية، وأنه لا سلام دون تحديد الوضع النهائي للقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف أن تحقيق السلام رهن بتنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، سيما منها خارطة الطريق، التي اعتمدتها الرباعية الدولية، وأقرها مجلس الأمن فضلا عن الآفاق التي تفتحها مبادرة السلام العربية.
وقال: 'وبقدر ارتياحنا لمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو بالأمم المتحدة فإننا ندعو لتفعيل جميع القرارات الأممية ذات الصلة بالقدس وبالقضية الفلسطينية عموما'، مشددا على أن حجر الزاوية في تقوية الموقف الفلسطيني يظل هو 'تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية صادقة، قوامها وحدة الصف الفلسطيني، بقيادة السلطة الوطنية الشرعية، برئاسة أخينا محمود عباس أبو مازن، الذي نؤكد دعمنا للجهود التي يبذلها في خدمة الشعب الفلسطيني الشقيق'.
وأعرب عن الأمل في أن تكون هذه المصالحة 'بناءة تضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار وفي طليعتها إقامة دولته المستقلة، على أرضه المحررة، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في أمن وسلام ووئام مع إسرائيل'، قائلا: 'ستظل في صدارة انشغالاتنا، وفي صميم وجدان شعوبنا الإسلامية'.
وأشار إلى أن اجتماع الدورة العشرين للجنة القدس ينعقد في سياق مطبوع بإجماع دولي على ضرورة توفير المزيد من الدعم لعملية السلام، مشيدا بالجهود الدؤوبة التي تبذلها الإدارة الأميركية، بتوجيه من الرئيس باراك اوباما، وبإشراف وزير الخارجية جون كيري.
وأكد 'أن نجاح هذه الجهود يبقى رهينا باعتماد مقاربة شاملة، تهم كل قضايا الحل النهائي، وفق مرجعيات واضحة، وفي أفق زمني محدد.
ودعا إلى تعزيز جو الثقة بين الأطراف المعنية، من خلال الامتناع عن كل الممارسات الاستفزازية التي من شأنها نسف هذا المسار، والتحلي بالواقعية وروح التوافق، الكفيل بنجاح المفاوضات، مضيفا، أنه يتعين التحلي باليقظة، وتضافر الجهود، لقطع الطريق أمام جماعات التطرف والظلامية، التي تحاول استغلال القضية النبيلة للدفاع عن القدس، لنشر العنف والإرهاب بالمنطقة.
وشدد على أنه ينبغي، أمام هذا الوضع، توطيد العمل العربي والإسلامي المشترك، وتوحيد الصفوف، وانتهاج أساليب مبتكرة، والإسهام البناء في تجسيد إرادة السلام.
ودعا العاهل المغربي إلى نهج إستراتيجية عملية وناجعة، تقوم فيها لجنة القدس بدور حاسم، كآلية دائمة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد أن المغرب جعل قضية القدس في نفس مكانة قضيته الوطنية الأولى، وقال 'فمنذ آخر دورة للجنة، لم نقف مكتوفي الأيدي، ذلك أن قضية القدس أمانة في أعناقنا جميعا، حيث جعلناها في نفس مكانة قضيتنا الوطنية الأولى، وأحد ثوابت سياستنا الخارجية'.
وأضاف: 'كما أننا في لجنة القدس، نعتبر أن الدفاع عن هذه المدينة السليبة، ليس عملا ظرفيا، ولا يقتصر فقط على اجتماعات اللجنة'.
وأوضح أن دفاع لجنة القدس عن هذه المدينة المقدسة يشمل بالخصوص التحركات الدبلوماسية المؤثرة للجنة، والأعمال الميدانية الملموسة داخل القدس، التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها آلية تابعة للجنة.
وذكر بالجهود المبذولة بالتشاور مع الأشقاء والشركاء للدفاع عن الطابع العربي والإسلامي للقدس، وصيانة هويتها الحضارية، كمهد للديانات السماوية، ورمز للسلام والتعايش بين الثقافات .
وقال العاهل المغربي:' كما نواصل مساعينا ومشاوراتنا الدبلوماسية، في مختلف المحافل والمناسبات، لحث المجتمع الدولي، على تحمل مسؤولياته كاملة تجاه معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق'.
من جهته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني، إن 'العبث بالمسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف خط أحمر لن تسمح الأمة الإسلامية لأحد بأن يتجاوزه بأي حال من الأحوال'.
وأضاف مدني، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العشرين للجنة القدس أن الحكومة الإسرائيلية 'جعلت هدفها العمل على قسر الفلسطينيين والعرب والمسلمين على الاعتراف بيهودية دولة الاحتلال، وفي قلب ذلك الاعتراف بيهودية القدس الشريف'.
وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية 'تعتزم إنفاق 15 مليار دولار لخطتها العشرية لتهويد مدينة القدس مكانا وسكانا ومجتمعا وثقافة'، محذرا من 'أن عملا من هذا القبيل لا يهدد عملية السلام فقط بل قد يطيل أمد الصراع ويقوض استقرار وأمن بالمنطقة بأسرها'.
وأشاد مدني بدور وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذي للجنة القدس، في دعم المقدسيين مؤكدا أهمية تمكين الوكالة 'من ممارسة المهام المنوطة بها في سبيل تثبيت ودعم صمود الفلسطينيين في مدينة القدس الشريف'.
وأعرب عن خالص شكره للعاهل المغربي الملك محمد السادس لمبادرته إلى الدعوة إلى انعقاد الدورة العشرين للجنة القدس، 'في وقت تجتاز فيه القضية الفلسطينية واحدة من أشد مراحلها دقة، بسبب تمادي إسرائيل في انتهاج سياسات التهويد التي تتهدد الهوية الإسلامية والعربية للمدينة'.
ودعا إلى 'النظر في اتخاذ التدابير القانونية المناسبة ضد إسرائيل كقوة الاحتلال لدى الهيئات القانونية الدولية بما فيها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية'.
وقال 'إن الوضع في القدس يحتاج أكثر من أي وقت مضى أن نسخر كامل مواردنا وإمكاناتنا وإلى التنسيق المشترك خاصة بين الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والبنك الإسلامي للتنمية، ووكالة بيت مال القدس من أجل حماية مدينة القدس ودعم صمود أهلها و تثبيتهم' في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وحث على بذل 'مزيد من الجهود المشتركة من خلال تشكيل لجنة متابعة للتنسيق ما بين الدول الأعضاء ومؤسسات المنظمة ووكالات التنمية ومنظمات المجتمع المدني، وللتشاور مع المنظمات الإقليمية والدولية بشكل دوري، وإلى حشد الموارد من أجل وضع الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس'.
كما حث على 'البدء في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة تحرك منظمة التعاون الإسلامي كما تم اعتمادها في الجلسة الوزارية الخاصة بالقدس في الدورة الأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة (التعاون الإسلامي)'.وقال إن هذه الجهود تتوخى أيضا 'تمكين وكالة بيت مال القدس الشريف من القيام بدورها الفعال على الوجه الأكمل والأتم، بالموازاة مع تمكين منظمات المجتمع المدني من تفعيل دورها وتقويتها على نحو يمكنها من التصدي لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، والقيام بمبادرات لصيانة تراث فلسطين وثقافتها وتعزيز حماية من خلال دعم الفعاليات الثقافية الفلسطينية على الصعيد العالمي'.وشدد على أن المنظمة التي يتولى أمانتها العامة 'ترى بأن ضمان العدالة هو السبيل الوحيد لتحقيق التعايش'، داعيا إسرائيل، من هذا المنطلق، إلى 'الاعتراف بظلمها التاريخي للشعب الفلسطيني وأن تلتزم بمبادئ عملية السلام بما في ذلك قرارات الشرعية (الدولية) ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وتحقيقا لحل الدولتين بإنشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف'.




الرئيس يجتمع مع العاهل المغربي 


اجتمع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الجمعة، مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، في القصر الملكي في مراكش.
وأطلع الرئيس عباس، العاهل المغربي، على الأخطار التي تتهدد القدس والأقصى هذه الأيام، والتي تهدف إلى محو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية.
وبحث سيادته مع الملك آخر التطورات في المنطقة، والعملية السلمية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي براعية أميركية، كما بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتنميتها.
وكان الرئيس عباس وصل إلى مراكش يوم أمس الخميس، للمشاركة في الدورة الـ20 للجنة القدس المنعقدة بمراكش يومي 17 و18 يناير الجاري.




 الرئيس يستقبل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي 



استقبل الرئيس محمود عباس، بمقر إقامته في مدينة مراكش المغربية مساء اليوم الجمعة، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني.
وجرى خلال اللقاء بحث المواضيع المطروحة على اجتماع الدورة الـ20 للجنة القدس التي تعقد في مراكش.
حضر اللقاء وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى المملكة المغربية أمين أبو حصيرة، وممثل دولة فلسطين لدى منظمة التعاون الإسلامي سمير بكر.
يشار إلى أن إياد مدني كان قد تسلم منصبه كأمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي في الأول من يناير من العام الجاري 2014.




0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر