صامد

صامد

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

بالفيديو:الرئيس: سنقول 'نعم' لما يلبي حقوقنا و'لا' لأي مقترح ينتقص من مصالح شعبنا

صامد للأنباء\أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أننا سنقول 'نعم' لما يلبي حقوقنا، ولن نهاب ولن نتردد لحظة في أن نقول 'لا' ومهما كانت الضغوط لأي مقترح ينتقص أو يلتف على المصالح الوطنية العليا لشعبنا.

وشدد الرئيس عباس في كلمة متلفزة بثها تلفزيون فلسطين، مساء اليوم الثلاثاء، لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية، على أننا لن نصبر على استمرار تمدد السرطان الاستيطاني، خاصة في القدس، وسنستخدم حقنا كدولة مراقب في الأمم المتحدة في التحرك الدبلوماسي والســـياسي والقانوني لوقفه.
وجدد سيادته التأكيد أن المفاوضات جزء من نضالنا الوطني لاسترداد حقوقنا الوطنية، ونخوضها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، رافضا أية أحاديث عن اتفاقات مؤقتة أو انتقالية أو تجريبية أو أية أفكار تطيل عمر الاحتلال واستمرار معاناة شعبنا .
وقال الرئيس عباس: 'نفاوض للتوصل إلى حل يقود وعلى الفور إلى قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على كامل الأراضي التي احتلت عام 1967، وإلى حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194، كما نصت عليه مبادرة السلام العربية'.
وأشار سيادته إلى أن طرحنا ومطالبتنا بوجود دولي لضمان الأمن بعد توقيع معاهدة السلام، يأتي لأن شعبنا الفلسطيني هو الأكثر احتياجاً للأمن، وهو الأولى بالحصول على ضمانات لحمايته من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين.
وقال الرئيس إن شعبنا يحيي ذكرى انطلاقة الثورة لأنها تبعث فينا مشاعر الفخر والاعتزاز، وأثبتت نجاحها في قيادة شعبنا على درب النضال من أجل الأهداف الوطنية العليا، القدرة على اجتراح المعجزات في أصعب الظروف، والقدرة على إفشال الرهان الإسرائيلي على اندثار شعبنا بعد فظائع النكبة.
وأضاف أن الثورة نجحت وستنتصر، لأنها انتقلت بفكرتها من جيل إلى آخر في الطريق إلى تحقيق أهدافنا الوطنية، فها هم وشبان فلسطين وشاباتها أصحاب وصناع مستقبلها يواصلون مسيرة الثورة بإصرارهم على التمسك بحقوق شعبنا، ويبنون مؤسسات الدولة، ويحملون الشعلة، ويرفعون الراية، وسيغرسونها خفاقة فوق أسوار القدس عاصمة دولة فلسطين.
وشدد الرئيس عباس على أن هناك قوى فلسطينية مطالبة بإلحاح بأن تدرك عقم وخطورة المراهنة على ما يتجاوز البيت الوطني الفلسطيني وأولوياته، ولذلك فهي مطالبة بمراجعة برامجها وخياراتها لتؤكد على أجندة فلسطينية صافية تنسجم مع حركة النضال الفلسطيني.
وجدد سيادته الدعوة لاستعادة الوحدة الوطنية، نقول 'لحماس دعونا نتحرك وبسرعة لتنفيذ ما اتفقنا عليه تحت سقف بيتنا الواحد الموحد، لنشكل حكومة كفاءات ونحدد موعداً للانتخابات الرئاسية والتشريعية ليقول الشعب كلمته ولننهي عار الانقسام، دعونا نراهن على شعبنا، وشعبنا فقط، ولننأى بقضيتنا عن أية سياسات أو محاور تزجنا في معارك غير مبررة تلحق الضرر بشعبنا وتؤثر على رصيد قضيتنا الكبير لدى الشعوب العربية وشعوب العالم'.
وحيا الرئيس صمود أبناء شعبنا في مخيمات سوريا ولبنان واللاجئين الفلسطينيين في شتى الأرجاء، وأكد حرصه الكامل على متابعة قضاياهم وأوضاعهم واحتياجاتهم. كما حيا أبناء شعبنا في القطاع 'نتحرك على مختلف الصعد ونسعى مع جميع الجهات لإزالة الحصار، وتوفير متطلبات المستشفيات والخدمات الأساسية.
وأشار سيادته إلى أن الدرب ما زال صعبا وما زالت العقبات كثيرة، لكن الإيمان قوي والأمل كبير والثقة عالية، والعزيمة راسخة والإرادة صلبة وما النصر إلا صبر ساعة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً). صدق الله العظيم
يا أبناء شعبنا العظيم في الوطن والمهجر والشتات،
أيتها الفلسطينيات والفلسطينيون الشجعان،
اليوم ونحن نحيى الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة فتح، اليوم ونحن نوقد شعلة ذكرى الانطلاقة كرمز للاستمرار والإصرار والتجدد والتوهج، فإننا نحيي هذه المناسبة الاستثنائية والفارقة في تاريخنا لأنها تبعث فينا على الدوام مشاعر الفخر والاعتزاز، ففيها من سير الشجاعة والبطولة والتضحية التي سطرها الفدائيون في ذلك الزمن الصعب ما يجسد أسطورة ثورة المستحيل، وفيها من التجارب العميقة ما يستلزم وقفات للتذكر والتعلم والمراجعة، وفيها من العبر والدروس ما يلهمنا ويحفّز مسيرتنا على درب نضالنا الطويل نحو النصر.
وفي البداية فإن التحية واجبة ومستحقة اليوم وكل يوم لقافلة طويلة من الشهداء الذين قضوا لتحيا فلسطين، إلى هذه الكوكبة المتألقة من الفدائيين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم في موعد مع التاريخ ليغيروه، فسلام على أرواحهم وهم في عليين مع الصديقين والشهداء، إلى روح قائد الثورة، وقائد الانطلاقة شهيدنا وقائدنا أبو عمار وإخوانه ورفاقه على درب الثورة والشهادة.
أيتها الأخوات والإخوة
عندما انطلقت الثورة في تلك الليلة التاريخية، ليلة الفاتح من كانون الثاني 1965، كانت بذلك تعلن نهاية مرحلة وتؤذن بولادة مرحلة جديدة في التاريخ الفلسطيني. ففي ظروف معقدة، وأمام تحديات هائلة، وبمواجهة مخططات الشطب والاستئصال والتذويب والاحتواء والوصاية، دشنت طليعة من شعبنا في تلك الأيام بداية التاريخ الفلسطيني الجديد، وأعلنت ولادة متجددة للشعب الفلسطيني من قلب مخيمات النفي واللجوء والتشريد وفي أماكن صموده وتواجده كافة، ونهوضا عملاقا من رماد النكبة، واستعادة للهوية الوطنية الفلسطينية بكل مكوناتها الأصيلة ، وأعادت طرح قضيتنا بقوة على جدول أعمال العالم وبالصورة الحقيقية: شعب ثائر يناضل ويطالب بحقوقه الوطنية الثابتة.
لقد أثبتت انطلاقة الثورة ونجاحها في قيادة شعبنا على درب النضال من أجل الأهداف الوطنية العليا القدرة على اجتراح المعجزات في أصعب الظروف والقدرة على إفشال الرهان الإسرائيلي على اندثار الشعب الفلسطيني بعد فظائع النكبة، وكان من مقومات هذا النجاح رفع راية الوطنية الفلسطينية المسترشدة فقط ببوصلة المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني. وفي وقت كنا نشدد فيه على الارتباط والامتداد العضوي التاريخي بمحيطنا العربي، فقد نأينا بثورتنا عن الانغماس أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وشددنا على أن يكون برنامجنا وجدول أعمالنا فلسطينياً بامتياز، مع التأكيد على بعده العربي الأصيل المتجذر وعلاقاته المبدئية مع قوى التحرر والسلام في العالم، رافضين الانخراط في أية محاور أو الارتهان لأية سياسات أو تيارات لا تضع فلسطين وشعبها وقضيتها وحقوقها في المقام الأول وقبل وبعد وفوق كل اعتبار.
وفي هذه الأيام التي نعيشها والمتغيرات العاصفة حولنا فإن هذه المبادئ تثبت صحتها وتعيد تأكيد جدواها، ونحسب أن هناك قوى فلسطينية مطالبة بإلحاح بأن تدرك عقم وخطورة المراهنة على ما يتجاوز البيت الوطني الفلسطيني وأولوياته، ولذلك فهي مطالبة بمراجعة برامجها وخياراتها لتؤكد على أجندة فلسطينية صافية تنسجم مع حركة النضال الفلسطيني.
وعلى درب المسيرة الصعبة للثورة فقد كان هناك ثابت لا يتغير وهو الحرص على الوحدة الوطنية إيماناً بأنها الضمانة الرئيسة للانتصار. ومنذ اللحظة الأولى كان التركيز كبيراً على وحدة الصف ورفض الإقصاء وبناء أوسع جبهة وطنية ممكنة على قاعدة البرنامج الوطني المشترك، وكان الحرص كبيراً على صياغة وممارسة ما أطلق عليه قائدنا أبو عمار 'ديمقراطية غابة البنادق'، وحل التعارضات بالحوار الديمقراطي داخل الأطر رافضين على الدوام الانزلاق إلى مهاوي الاقتتال.
وفي هذه الأيام فان الحاجة لتَمَثُّلِ هذا الثابت والاقتداء بمبادئه تبدو ملحة وضرورية جداً. لقد طال أمد الانقسام الذي صنعه الانقلاب المسلح على الشرعية في القطاع الحبيب، وقد خّلف ويخلف آثاراً مدمرة على نسيج وحدة وطننا وشعبنا وسلطتنا، ويلحق أفدح الأضرار بقضيتنا الوطنية، كما أنه جعل أبناء غزة الشجعان، أبناء غزة البطولة والتضحية المتواصلة رهينة لسياسات وممارسات تسبب المعاناة الشديدة وتدمر البنى الاجتماعية والاقتصادية وسط حصار إسرائيلي يتغول ويواصل العدوان ويحول القطاع إلى أكبر سجن في العالم.
في ذكرى الانطلاقة نجدد الدعوة الصادقة والنداء المخلص لاستعادة الوحدة الوطنية، نقول لـ'حماس' دعونا نتحرك وبسرعة لتنفيذ ما اتفقنا عليه تحت سقف بيتنا الواحد الموحد، لنشكل حكومة كفاءات ونحدد موعداً للانتخابات الرئاسية والتشريعية ليقول الشعب كلمته ولننهي عار الانقسام. دعونا نراهن على شعبنا، وشعبنا فقط، ولننأى بقضيتنا عن أية سياسات أو محاور تزجنا في معارك غير مبررة تلحق الضرر بشعبنا وتؤثر على رصيد قضيتنا الكبير لدى الشعوب العربية وشعوب العالم.
أيتها الأخوات والإخوة
إذا كانت الانطلاقة في مثل هذا اليوم قبل 49 عاما قد أكدت قدرتنا على الانجاز في ظرف بالغ الصعوبة، وقد كانت كذلك بالفعل، فإن هذا يعلمنا ويلهمنا الكثير في هذه المرحلة.
فمنذ شهور نخوض برعاية أميركية مفاوضاتٍ بالغةَ الصعوبة مع الحكومة الإسرائيلية بهدف التوصل إلى حل يلبي الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا. ونخوض المفاوضات الصعبة ونحن مسلحين بالثقة بشعبنا وبحقوقنا ومتمسكين ومسترشدين بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، فنحن نعتبر التفاوض جزءً من نضالنا الوطني لاسترداد حقوقنا الوطنية .
ونحن كما عودنا شعبنا نتحدث بلغة واحدة، وقد أكدنا مواقفنا بأوضح صورة ممكنة سواء على طاولة المفاوضات أو خارجها .
نحن نخوض المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، فبالتالي ليس على جدول أعمالنا أية أحاديث عن اتفاقات مؤقتة أو انتقالية أو تجريبية ولا مجال لأية أفكار تطيل عمر الاحتلال واستمرار معاناة شعبنا .
نحن نفاوض للتوصل إلى حل يقود وعلى الفور إلى قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف على كامل الأراضي التي احتلت في العام 1967، وإلى حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار194 كما نصت عليه مبادرة السلام العربية.
وقد أوضحنا وبجلاء رفضنا لأي وجود عسكري إسرائيلي فوق أراضي دولة فلسطين المستقلة، وتمسكنا بسيادة دولة فلسطين على كامل أراضيها ومياهها وثرواتها وسمائها وهوائها وحدودها ومعابرها، وذكرنا الجميع بأن الشعب الفلسطيني هو الأكثر احتياجاً للأمن، وهو الأولى بالحصول على ضمانات لحمايته من اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، ومن هنا كان طرحنا ومطالبتنا بوجود دولي لضمان الأمن بعد توقيع معاهدة السلام.
إن مجمل هذه الثوابت هي أداة القياس التي نستخدمها للتعامل مع أية أفكار تطرح علينا، وسنقول'نعم' لما يلبي حقوقنا، ولن نهاب ولن نتردد لحظة ونحن أبناء الانطلاقة وأبناء الثورة وأبناء هذا الشعب الشجاع في أن نقول 'لا' ومهما كانت الضغوط لأي مقترح ينتقص أو يلتف على المصالح الوطنية العليا لشعبنا.
ونحسب أن نضالنا السياسي المقترن بالمقاومة الشعبية السلمية نجح خلال السنوات الماضية في كسب احترام وتأييد الغالبية الساحقة من دول وشعوب العالم والذي تمثل في التأييد الكاسح لرفع مكانة فلسطين إلى دولة مراقب في الأمم المتحدة، وفي اتساع حملة التنديد الدولي بالسياسات الإسرائيلية كما برز موقف الاتحاد الأوروبي الحاسم ضد الاستيطان، وفي الإجماع الدولي شبه الكامل على متطلبات التوصل إلى اتفاق يحقق السلام العادل.
وأود هنا أن أوجه تحية الاعتزاز إلى أبناء شعبنا الذين يصنعون ملحمة المقاومة الشعبية السلمية في بلعين والنبي صالح ونعلين والمعصرة وكفر قدوم وفي مختلف المواقع، لقد قدموا بإصرارهم ومثابرتهم وتضحياتهم ووسائل نضالهم وعلاقاتهم مع الأصدقاء من المتضامنين الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين نموذجاً مبهراً لشعب يقاوم بالرايات والهتافات والأغاني مجنزرات ورشاشات الاحتلال واعتداءات المستوطنين.
أيتها الأخوات والإخوة
نحن نخوض المفاوضات وسط تصعيد إسرائيلي محموم على جميع الجبهات، فجيش الاحتلال يصعد من اعتداءاته على القطاع وفي الضفة ما أدى لاستشهاد عشرات من مواطنينا خلال الشهور الماضية، وتتواصل الاعتداءات الممنهجة الخطيرة ضد المسجد الأقصى والممارسات الاحتلالية ضد أبناء شعبنا في القدس المحتلة، ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم ضد المواطنين وممتلكاتهم ومدارسهم وحقولهم وزيتونهم وضد المساجد والكنائس، ويشتد الحصار على أبناء شعبنا في غزة.
إن هذه الممارسات تعبّر عن عدم جدية الجانب الإسرائيلي في المفاوضات وتؤدي إلى تقويض حل الدولتين، وأقول هنا إننا أكدنا أننا لن نصبر على استمرار تمدد السرطان الاستيطاني، وخاصة في القدس، وسنستخدم حقنا كدولة مراقب بالأمم المتحدة في التحرك الدبلوماسي والسياسي والقانوني لوقفه.
أيتها الأخوات والإخوة
في الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة العربية فقد تمسكنا على الدوام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ورغم ذلك فقد دفع أبناؤنا اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ثمناً باهظاً للصراع الدائر هناك دون أن يكونوا طرفا فيه، وفرض عليهم مرة أخرى نزوح جديد وتشريد من مخيماتهم. وقد سعينا ونسعى جاهدين على تحييد المخيمات في سوريا، وعودة سكانها إليها، ولتقديم أقصى ما نستطيع تقديمه لتوفير الحد الأدنى من متطلباتهم بالتعاون مع المنظمات الدولية.
وهنا أحيي صمود أبناء شعبنا في مخيمات سوريا ولبنان واللاجئين الفلسطينيين في شتى الأرجاء ونؤكد لهم حرصنا الكامل على متابعة قضاياهم وأوضاعهم واحتياجاتهم.
ونوجه تحية خاصة إلى إخوتنا في القطاع الحبيب، ونقول لهم: غزة على البال دائما، وغزة في القلب، وإننا في الوقت الذي نواصل فيه إطلاق نداءاتنا من أجل إنهاء الانقسام فنحن ندرك حجم معاناتكم الهائل، لذلك نحن نتحرك على مختلف الصعد ونسعى مع جميع الجهات لإزالة الحصار، ولتوفير متطلبات المستشفيات والخدمات الأساسية وغيرها.
أيتها الأخوات والإخوة
في هذه المناسبة المجيدة ونحن نعبر إلى عام آخر في مسيرة الثورة، ندرك أن التضحيات الغالية حققت أهدافها وأعطت ثمارها، برفع راية شعبنا وتثبيت حقوقه ونيل الاعتراف الدولي بها، وأسست لقيام السلطة الوطنية فوق أرض فلسطين، تمهيدا لإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة.
ما زال الدرب صعبا ولكن الإيمان قوي والأمل كبير والثقة عالية.
ما زالت العقبات كثيرة ولكن العزيمة راسخة والإرادة صلبة وما النصر إلا صبر ساعة.
في هذه المناسبة التي نحيّي فيها أرواح الشهداء، نوجه التحية لجرحى ومصابي درب نضالنا الطويل، بكل معاركه ومقاومته وانتفاضاته ومواجهاته في كل الساحات، ونوجه تحية الإكبار إلى أبطالنا، أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأقول لهم إن قضيتكم هي قضية كل بيت وكل أسرة فلسطينية، وحريتكم على رأس جدول أعمالنا، وإذ نهنئ من تحرروا مؤخراً من الأسر ومن يتحررون اليوم فإننا نؤكد مجددا على أن السلام لن يتحقق ولن يكتمل دون الإفراج عن جميع الأسرى .
وفي هذه المناسبة أوجه التحية لشريك أساسي في مسيرة الثورة والمقاومة، إلى المرأة الفلسطينية، حارسة نارنا المقدسة كما وصفها شاعر فلسطين محمود درويش، والتي من خلال جميع أدوارها حملت على كاهلها ولا تزال عبئا أساسا ومهمة ريادية في مسيرة الثورة والمقاومة وفي مسيرة البناء.
أيتها الأخوات أيها الإخوة
عندما نراقب المشاركين في احتفالات الانطلاقة كل عام في ساحات غزة والضفة، والقدس طبعا، وفي الشتات، نجد عشرات الألوف من الوجوه الفتية العفية، التي لم تكن ولدت بعد عندما انطلقت الثورة، وعندما نتابع اندفاع الشباب وصدق انتمائهم لقضيتهم، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية في مختلف فعالياتهم الوطنية، نتأكد حينذاك مجدداً أن الثورة نجحت وستنتصر، لأنها انتقلت بفكرتها وجمرتها ورايتها من جيل إلى آخر في الطريق إلى تحقيق أهدافنا الوطنية.
فالتحية إلى شابات وشبان فلسطين.. وهم أصحاب وصناع مستقبلها.. التحية لهم في مدارسهم وجامعاتهم وأماكن عملهم ..
التحية لهم وهم يواصلون مسيرة الثورة بإصرارهم على التمسك بحقوق شعبنا من جانب، ويبنون مؤسسات دولة فلسطين من جانب آخر.
ونقول لأبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وأبو الوليد وجورج حبش وأحمد ياسين وإخوانهم القادة وشهدائنا كافة في يوم الانطلاقة، لترقد أرواحكم بطمأنينة وسلام، إن الأجيال الشابة تحمل الشعلة، وترفع الراية وستغرسها خفاقة فوق أسوار القدس عاصمة دولة فلسطين.
النصر للشعب ونضاله
وعاشت فلسطين
http://www.youtube.com/watch?v=nAVkfnOGeSM

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر