صامد للأنباء - منظمة التحرير استطاعت أن تجمع الشعب الفلسطيني
وتوحد قواه وتحفظ حقوقه،
منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وكيانه
السياسي الوطني وحاملة برنامجه التحرري لتقرير المصير والدولة والعودة.
وعبرت منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها حتى اليوم منعطفات سياسية حادة
لعبت فيها عوامل خارجية أو داخلية أو كلاهما معاً، دوراً بارزاً، ولكنها
تجاوزت كل هذه المنعطفات لأنها كانت ولا زالت ضرورة وطنية كيانية وإطاراً
تنظيمياً للشعب الفلسطيني ووحدته ووحدة قواه، والحاضنة لقضيته وتضحياته
وأهدافه السياسية.
إن هذا الدور الأساسي للمنظمة في حياة الشعب السياسية والموقع المحوري
المركزي للقضية الفلسطينية في الصراع الدائر في المنطقة، جعل منها موضع شد
وجذب بين جميع القوى الفاعلة والمعنية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي،
والعربي الإسرائيلي محلياً وإقليمياً ودولياً لاعتبارات متعددة ومن خلفيات
متنوعة.
ومع كل ما تعرضت له من محاولة احتواء أو تهميش، أو التنظيف وحتى التدمير...الخ. إلا أنها صمدت وتجاوزت كل هذا. ومن أبرز الصعوبات التي واجهتها المنظمة أولاً مخاض الولادة في بداية الستينات من القرن الماضي، والذي جاء على أيدي القابلة العربية ممثلة بشخص الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، فبحسه السياسي رأى أهمية وجوب التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني وبتطلعاته من أجل الاستقلال، حيث ظهر في حينه ما يزيد عن أربعين منظمة سياسية سرية بين التجمعات الفلسطينية، تدعو غالبيتها لإمساك الشعب الفلسطيني بزمام قضيته الوطنية وإبراز هويته الوطنية المستقلة من أجل تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وحقه بالعودة إلى وطنه، متأثرة بالنهوض التحرري الوطني عربياً في الجزائر واليمن وغيرها وباقي دول العالم الثالث من كوبا في أميركا اللاتينية إلى الصين وفيتنام في جنوب شرق أسيا، وشكل من أشكال الرد على عجز الوضع الرسمي العربي عن عمل شيء جدي للقضية الفلسطينية، بعد أن ظهر هذا العجز عند تحويل "إسرائيل" لمياه نهر الأردن متحدية الوضع العربي كله.
وكان للخلافات الرسمية العربية تأثير بارز على ولادة المنظمة، حيث فرضت عليها القيود العديدة، لإبقائها تحت سيطرة الوضع الرسمي العربي بدءاً من ميثاقها والذي سمي «بالميثاق القومي» مروراً بمحدودية مسؤوليتها عن الشعب والأرض الفلسطينية بما في ذلك جيش التحرير الفلسطيني الذي أنشئ باسمها، وصولا لاقتصار تشكيلاتها على الأفراد بصفتهم الشخصية. وعدم السماح للقوى السياسية بالمشاركة في هذه التشكيلات.
ولكن ولادة المنظمة بحد ذاتها كانت بداية هامة لخلق الأساس لكيان فلسطيني واحد وموحد للشعب الفلسطيني الذي يعاني من التشتت سياسياً واجتماعياً وتنظيمياً، وجاءت النقلة النوعية الأولى في وضع وبنية ودور المنظمة بعد حرب يونيو 1967، وهزيمة الجيوش العربية والنظم الرسمية وانطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني وإثباته لوجوده ودوره والالتفاف الجماهيري الفلسطيني والعربي الكبيرين حوله، حيث نظر له الجميع باعتباره رداً على الهزيمة، واتخذت فصائل المقاومة في حينه القرار السياسي الصائب والحكيم بدخولها جميعاً في المنظمة وإعادة تشكيل هيئاتها القيادية ومؤسساتها من قادة وكوادر الثورة والمنخرطين فيها والمؤيدين لها من المستقلين ومن قادة المنظمات النقابية والشعبية وجيش التحرير الفلسطيني، وتبوأ الرئيس الراحل ياسر عرفات رئاسة اللجنة التنفيذية في فبراير عام 1969. وأجرى المجلس الوطني بتشكيلته الجديدة تعديلات جوهرية على ميثاقها، فأصبح اسمه الميثاق الوطني أولاً. وحددت مواده مسؤولية المنظمة اتجاه الشعب والوطن من جهة ثانية، ووسائل وأساليب الكفاح من جهة ثالثة، وبهذا دمج العمل الكفاحي والسياسي في إطار كيان سياسي واحد للشعب الفلسطيني بكل قواه وتياراته الوطنية.
* صعود وهبوط
أما النقلة النوعية الثانية فقد جاءت في عامي 1973 ـ 1974 عندما اعترفت الدول العربية في قمتي الجزائر والدار البيضاء بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني في مناطق تواجده كافة بعد التغلب على اعتراضات بعض الدول العربية على هذا القرار، الأمر الذي مهد الطريق للاعتراف الإقليمي والدولي بها. حيث تبوأت الموقع العامل والفاعل في منظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز والعضوية المراقبة في منظمة الوحدة الإفريقية برغم أن فلسطين ليست دولة أفريقية.
وفي عام 1974 قبلت المنظمة لأول مرة كعضو مراقب في هيئة الأمم الأمر الذي أتاح للرئيس الراحل عرفات الحديث أمام الجمعية العامة لأول مرة في أكتوبر 1974 شاهراً بندقية الفدائي في يد ورافعاً غصن الزيتون باليد الأخرى وداعيا المجتمع الدولي لنصرة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتي كفلتها الشرعية الدولية وقرارها.
وتزامنت النقلة النوعية الثالثة مع استعادة وحدة المنظمة عام 1987، بعد الانقسام العميق الذي عانت منه منذ عام 1983 وانطلاقة الانتفاضة المجيدة وما شكلته من رافعة وطنية كبرى وذلك بإعلان دولة فلسطين كاستجابة طبيعية لمطلب الحرية والاستقلال. والذي رفعته القيادة الوطنية الموحدة في حينه وناضل الشعب الفلسطيني تحت لوائها، وسبق إعلان دولة فلسطين بأشهر إعلان الملك الراحل الحسين بن طلال بفك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية. وترتب على هذا اعتراف ما يقرب 160 دولة بدولة فلسطين، وبدء الحوار لأول مرة بين المنظمة والإدارة الأميركية كشكل من أشكال الاعتراف بها.
أما النقلة المهمة فقد جاءت اثر اعتراف "إسرائيل" نفسها «بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني» عام 1993 في سياق اتفاقات أوسلو، صحيح أن هذا الاعتراف جاء منقوصاً وفي إطار اتفاقيات خلافية بين القوى السياسية الفلسطينية وفي أوساط الشعب الفلسطيني إلا أنه شكل أول اعتراف رسمي إسرائيلي بالمنظمة والشعب الفلسطيني.
والاهم من كل ما سبق هو أن المنظمة مثلت الحاضنة الكيانية والسياسية والتنظيمية الموحدة لكفاح وتضحيات وتطلعات وأهداف الشعب الفلسطيني على مختلف الصعد وفي جميع المجالات،عاشت فلسطين حرة عربية عاشت منظمة التحرير الفلسطينية المجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى
ومع كل ما تعرضت له من محاولة احتواء أو تهميش، أو التنظيف وحتى التدمير...الخ. إلا أنها صمدت وتجاوزت كل هذا. ومن أبرز الصعوبات التي واجهتها المنظمة أولاً مخاض الولادة في بداية الستينات من القرن الماضي، والذي جاء على أيدي القابلة العربية ممثلة بشخص الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، فبحسه السياسي رأى أهمية وجوب التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني وبتطلعاته من أجل الاستقلال، حيث ظهر في حينه ما يزيد عن أربعين منظمة سياسية سرية بين التجمعات الفلسطينية، تدعو غالبيتها لإمساك الشعب الفلسطيني بزمام قضيته الوطنية وإبراز هويته الوطنية المستقلة من أجل تحرير أرضه وبناء دولته المستقلة وحقه بالعودة إلى وطنه، متأثرة بالنهوض التحرري الوطني عربياً في الجزائر واليمن وغيرها وباقي دول العالم الثالث من كوبا في أميركا اللاتينية إلى الصين وفيتنام في جنوب شرق أسيا، وشكل من أشكال الرد على عجز الوضع الرسمي العربي عن عمل شيء جدي للقضية الفلسطينية، بعد أن ظهر هذا العجز عند تحويل "إسرائيل" لمياه نهر الأردن متحدية الوضع العربي كله.
وكان للخلافات الرسمية العربية تأثير بارز على ولادة المنظمة، حيث فرضت عليها القيود العديدة، لإبقائها تحت سيطرة الوضع الرسمي العربي بدءاً من ميثاقها والذي سمي «بالميثاق القومي» مروراً بمحدودية مسؤوليتها عن الشعب والأرض الفلسطينية بما في ذلك جيش التحرير الفلسطيني الذي أنشئ باسمها، وصولا لاقتصار تشكيلاتها على الأفراد بصفتهم الشخصية. وعدم السماح للقوى السياسية بالمشاركة في هذه التشكيلات.
ولكن ولادة المنظمة بحد ذاتها كانت بداية هامة لخلق الأساس لكيان فلسطيني واحد وموحد للشعب الفلسطيني الذي يعاني من التشتت سياسياً واجتماعياً وتنظيمياً، وجاءت النقلة النوعية الأولى في وضع وبنية ودور المنظمة بعد حرب يونيو 1967، وهزيمة الجيوش العربية والنظم الرسمية وانطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني وإثباته لوجوده ودوره والالتفاف الجماهيري الفلسطيني والعربي الكبيرين حوله، حيث نظر له الجميع باعتباره رداً على الهزيمة، واتخذت فصائل المقاومة في حينه القرار السياسي الصائب والحكيم بدخولها جميعاً في المنظمة وإعادة تشكيل هيئاتها القيادية ومؤسساتها من قادة وكوادر الثورة والمنخرطين فيها والمؤيدين لها من المستقلين ومن قادة المنظمات النقابية والشعبية وجيش التحرير الفلسطيني، وتبوأ الرئيس الراحل ياسر عرفات رئاسة اللجنة التنفيذية في فبراير عام 1969. وأجرى المجلس الوطني بتشكيلته الجديدة تعديلات جوهرية على ميثاقها، فأصبح اسمه الميثاق الوطني أولاً. وحددت مواده مسؤولية المنظمة اتجاه الشعب والوطن من جهة ثانية، ووسائل وأساليب الكفاح من جهة ثالثة، وبهذا دمج العمل الكفاحي والسياسي في إطار كيان سياسي واحد للشعب الفلسطيني بكل قواه وتياراته الوطنية.
* صعود وهبوط
أما النقلة النوعية الثانية فقد جاءت في عامي 1973 ـ 1974 عندما اعترفت الدول العربية في قمتي الجزائر والدار البيضاء بالمنظمة ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني في مناطق تواجده كافة بعد التغلب على اعتراضات بعض الدول العربية على هذا القرار، الأمر الذي مهد الطريق للاعتراف الإقليمي والدولي بها. حيث تبوأت الموقع العامل والفاعل في منظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الانحياز والعضوية المراقبة في منظمة الوحدة الإفريقية برغم أن فلسطين ليست دولة أفريقية.
وفي عام 1974 قبلت المنظمة لأول مرة كعضو مراقب في هيئة الأمم الأمر الذي أتاح للرئيس الراحل عرفات الحديث أمام الجمعية العامة لأول مرة في أكتوبر 1974 شاهراً بندقية الفدائي في يد ورافعاً غصن الزيتون باليد الأخرى وداعيا المجتمع الدولي لنصرة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتي كفلتها الشرعية الدولية وقرارها.
وتزامنت النقلة النوعية الثالثة مع استعادة وحدة المنظمة عام 1987، بعد الانقسام العميق الذي عانت منه منذ عام 1983 وانطلاقة الانتفاضة المجيدة وما شكلته من رافعة وطنية كبرى وذلك بإعلان دولة فلسطين كاستجابة طبيعية لمطلب الحرية والاستقلال. والذي رفعته القيادة الوطنية الموحدة في حينه وناضل الشعب الفلسطيني تحت لوائها، وسبق إعلان دولة فلسطين بأشهر إعلان الملك الراحل الحسين بن طلال بفك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية. وترتب على هذا اعتراف ما يقرب 160 دولة بدولة فلسطين، وبدء الحوار لأول مرة بين المنظمة والإدارة الأميركية كشكل من أشكال الاعتراف بها.
أما النقلة المهمة فقد جاءت اثر اعتراف "إسرائيل" نفسها «بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني» عام 1993 في سياق اتفاقات أوسلو، صحيح أن هذا الاعتراف جاء منقوصاً وفي إطار اتفاقيات خلافية بين القوى السياسية الفلسطينية وفي أوساط الشعب الفلسطيني إلا أنه شكل أول اعتراف رسمي إسرائيلي بالمنظمة والشعب الفلسطيني.
والاهم من كل ما سبق هو أن المنظمة مثلت الحاضنة الكيانية والسياسية والتنظيمية الموحدة لكفاح وتضحيات وتطلعات وأهداف الشعب الفلسطيني على مختلف الصعد وفي جميع المجالات،عاشت فلسطين حرة عربية عاشت منظمة التحرير الفلسطينية المجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى
0 التعليقات:
إرسال تعليق