صامد للأنباء -
اعتبر سفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية، الاتفاق الشامل الذي وقع بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي، حدثا تاريخيا.
وتضمن
الاتفاق، رؤية الطرفين المشتركة للسلام والعدالة في المنطقة، وحماية الحريات
الأساسية، ووضع وحرمة الأماكن المقدسة، وسبل تعزيز تواجد الكنيسة الكاثوليكية
وتعزيز أنشطتها في دولة فلسطين.
كمل
شمل على اعتراف رسمي من قبل الكرسي الرسولي بدولة فلسطين، واعترافا بحق الشعب الفلسطيني غير القابل
للتصرف في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة، خالية من آثار
الاحتلال.
ووصف
قسيسية في تصريحات صحفي عقب انتهاء مراسم التوقيع على الاتفاق، اعتراف الفاتيكان، بالموقف
الإنساني والأخلاقي الذي يتماشى مع قيم ومبادئ حقوق الانسان والعدالة التي تتبناها
هذه الدولة الهامة على الصعيد الروحي والديني.
وقال:
'نشعر بالامتنان والفخر بهذا الاعتراف الذي يحمل مدلولات وقيم سياسية
وإنسانية وقانونية بالإقرار بحقوق شعبنا المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات
السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس'.
وشدد
على أن هذا الموقف يعكس حرص وقناعة الفاتيكان بدعم خيار السلام والعدل في أرض
السلام، ويوجه رسالة صحيحة إلى العالم بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين من أجل إحقاق
العدالة لشعبنا، وتجسيد حل الدولتين ضمن قرارات الشرعية الدولية.
وأوضح
قسيسية أنه تم وضع الترتيبات الكاملة بالنسبة لحقوق الكنيسة الكاثوليكية وتنظيم
العلاقة القانونية معها، وإعطائها حرية إنشاء المؤسسات التعليمية وإدارتها
والتدريب والثقافة والصحة تبعاً للقانون الفلسطيني.
وأضاف:
' أكدنا أن الحل العادل لقضية القدس على أساس الشرعية الدولية هو أمر ضروري
لتحقيق سلام عادل ودائم، وأن أي قرارات
وإجراءات أحادية الجانب لتغيير طابع ووضع القدس غير مقبول قانونياً واخلاقياً،
وشددنا على حرية العبادة والوصول الى الأماكن المقدسة، حيث كان الرئيس حاضراً بشكل
شخصي في المفاوضات مع الفاتيكان، وأمر بإصدار إعفاء للكنيسة والأديرة ومؤسساتها،
باعتبار أن رؤية القيادة تقضي بأهمية تعزيز الحضور الوطني المسيحي على أساس أن أبناء
شعبنا من المسيحين الفلسطينيين، جزء أصيل من النسيج الوطني والاجتماعي'.
وأشار
قسيسية إلى دور الكنيسة الكاثوليكية التاريخي والوطني والإنساني في دعم أبناء
شعبها والوقوف إلى جانبه منذ النكبة عام 1948 حتى يومنا هذا، وخدمتهم من خلال
المؤسسات العاملة في مجالات متعددة كالبعثة البابوية، وكاريتاس، وجامعة بيت لحم
والمدارس والمستشفيات وغيرها في جميع أنحاء فلسطين.
واستعرض
بعض المحطات الهامة في مسيرة احتضان البابا لعملية تراكمية من بناء جسور المحبة
والسلام والعلاقات بين الفاتيكان وفلسطين، خاصة عندما زار الأرضي المقدسة الصيف
الماضي، حيث التقى عائلات فلسطينية وشخصيات وطنية ودينية واستمع إلى همومهم
وآمالهم في تحقيق السلام، كما التقى الرئيس محمود عباس الذي لبى دعوة قداسته بالدعاء
للسلام في حاضرة الفاتيكان.
وأضاف:
في شهر أيار من العام الجاري، أقام البابا فرنسيس احتفال تقديس الراهبتين
الفلسطينيتين ماري ألفونسين ومريم بواردي، ورفع العلم الفلسطيني لأول مرة في حاضرة
الفاتيكان في حدث تاريخي كبير وهام يحمل معان وطنية وسياسية ودينية وإنسانية.
يذكر
أن الاتفاق الذي وقع امي بين دولة فلسطين والفاتيكان، يدعم رؤية تحقيق السلام في
المنطقة وفقا للقانون الدولي وعلى أساس حل الدولتين اللتان تعيشان جنبا إلى جنب في
سلام وأمن على أساس حدود عام 1967.
ويعزز
الاتفاق العلاقة بين الطرفين بتضمنه لأحكام جديدة تتعلق بوضع فلسطين الخاص كمهد
للديانة المسيحية وأرض الديانات السماوية،
كما يجسد القيم المشتركة للطرفين والمتمثلة في ضمان احترام الحرية والكرامة
والتسامح والتعايش المشترك والمساواة للجميع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق