صامد للأنباء -
قبل خمسين عاما انطلقت حركتنا، حركة فتح واعلنت الكفاح المسلح وأطلقت الرصاصة الأولى في الفاتح من يناير/كانون الثاني من عام 1965، من اجل تحرير وطننا فلسطين الذي لا وطن لنا سواه. انطلقت حركتنا، حركة فتح، لتشكل الرد الوطني والقومي والتاريخي على اغتصاب وطننا فلسطين وتشريد شعبنا في المنافي والشتات والمخيمات، دون وجه حق، وإنما الأطماع والمصالح الاستعمارية والأساطير والأوهام كانت وراء هذا الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا، وكانت انطلاقة فتح، في الفاتح من يناير عام 1965، رسالة صريحة وقوية وواضحة، بان الشعب الفلسطيني لن يرضخ لهذا الظلم التاريخي ولن يقبل باغتصاب وطنه ولن يقبل بتشريده ولن تكون المنافي والشتات والمخيمات هي الملاذ الأبدي لشعبنا بدل وطننا فلسطين وطن الإباء والأجداد، وطن الماضي والحاضر والمستقبل، فهذه مشيئة الله الذي كرم شعبنا بان نكون سدنة هذه الأرض الطيبة والمقدسة، ارض الحضارات وموئل الأديان والرسل والمقدسات، وارض التسامح والأخوة الإنسانية.
انه نصف قرن من الكفاح المجيد، ونصف قرن من الصمود البطولي في الوطن كما في المنفى والمخيمات،ورغم هذه الحروب التي لم تتوقف يوما طوال خمسين عاما، الا ان هذا الشعب الفلسطيني البطل لا يبخل على وطنه فلسطين بالشهداء وبالدماء الزكية التي تروي كل يوم تراب هذه الأرض المقدسة التي بارك الله حولها، فهذا الشعب في رباط الى يوم الدين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس حتى تعود لتاريخها الحضاري والإنساني منارة للبشرية، ويتحقق إسقاط هذا الاستلاب الاستعماري والعنصري الذي ابتلي به شعبنا،على مدى قرن من الزمان، ان فلسطين كانت وستظل عبر تاريخها الطويل عصية على الاستلاب والاستعمار والاستيطان، فهذه إرادة شعبنا التي لم ولن تقهر، وهذه إرادة امتنا العربية والإسلامية وهذه اليوم هي إرادة شعوب العالم التي أدركت أخيرا انه لا بد من إزالة هذا الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الفلسطيني ولا بد من إعادة الاعتبار للتاريخ والحقيقة والعدالة الإنسانية، إن هذا التحول التاريخي لصالح شعبنا على مستوى العالم لم يكن ليحدث ولم يكن ممكنا إلا بالنضال الذي خاضه ويخوضه شعبنا جيلا بعد جيل، ومنذ خمسين عاما.
المقاومة حق مشروع لشعبنا
ولا بد لنا في حركتنا فتح وفي كل فصائل العمل الوطني وكذلك أبناء شعبنا الفلسطيني اينما وجد في الوطن وخارجه ان نتوقف مطولا امام هذا الكفاح المجيد لشعبنا وابطالنا على مدى خمسين عاما، فهذه المسيرة الطويلة من الصمود في الوطن وخارجه تميزت على الدوام بالبطولة والاقدام في كل مراحل كفاحنا الوطني، فقد خرجت حركتنا فتح الى العالم وهي ترفع شعار ان الثورة ضد العدوان والاحتلال والاستيطان هي حق مشروع وحق طبيعي لشعبنا الفلسطيني، واسقطت فتح بهذا الشعار أوهام واحلام أصحاب الوعود الجوفاء التي خدرت شعبنا في نكبة عام 1948. انتظر شعبنا سبعة عشر عاما من عام 1948 حتى عام 1965 ولم تطلق طلقة واحدة لتحرير فلسطين، بل سقطت قضيتنا الوطنية في الامم المتحدة وأصبحت قضية لاجئين، وفتح قامت وانطلقت وقاومت وقاتلت على كل الجبهات لاسقاط هذا الظلم التاريخي وقالت للعالم ان الشعب الفلسطيني لم ولن يموت ولن تنسى الاجيال ان فلسطين هي وطننا الأبدي وان القدس عاصمتنا الخالدة وأسقطت فتح رهانات العدو الذي توهم ان اغتصاب الارض وقيام اسرائيل والتنكر لقرارات الشرعية الدولية سوف يحقق ما قاله جون فوستر دالس بان « الكبار يموتون والصغار ينسون»، «وان الفلسطينيين مساكين، فقد ضاعوا بين اقدام الفيلة»، وحتى غولدا مائير تبجحت وقالت «اين هم الفلسطينيون؟ نحن الفلسطينيون»، وأمام هذه الغطرسة الاستعمارية، لم يكن امام شعبنا وامام فتح غير المقاومة والصمود البطولي في وجه العدوان والاحتلال والاستيطان حتى يستفيق الضمير العالمي ويضع حدا لهذه الوحشية الاسرائيلية على مدى خمسين عاما وهي تغطي جرائمها بالحديث عن « منظمة فتح التخريبية»، وقد برهنت حركة فتح انها حركة تحرر وطني جديرة بالاعتراف والتأييد العربي والاسلامي والدولي، بنضالها وكفاحها وتمسكها المطلق بالمبادئ والقيم الوطنية والقومية وبالحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني في وطنه فلسطين.
قرار فتح يجسد الارادة الوطنية
كان الكفاح في سبيل تحرير وطننا واسقاط الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا، تجسيدا لارادتنا الوطنية وهو القرار التاريخي لحركتنا فتح بانطلاقتها في يناير/ كانون الثاني من عام 1965. وإذا كان الكفاح الوطني حقنا المشروع الذي لا جدال فيه، وهذا الحق وهذا الكفاح الوطني انما يقوم على قرارنا الوطني المستقل، فلا وصاية ولا تبعية ولا احتواء، ولا احد في هذا العالم كبيرا أم صغيرا تآمر وتواطأ لسرقة إرادتنا وقرارنا الوطني المستقل إلا وأسقطته قوة شعبنا والتفافه حول فتح وحول أهدافنا في الحرية والاستقلال، وهذا هو سر ديمومة فتح على مدى خمسين عاما، وبسبب من هذا الايمان بالله والوطن والحرية كانت فتح وستظل عصية على المؤامرة والمتآمرين، ولهذا ترفض أي تدخل وعبث في صفوفها وفي ساحتنا الوطنية، والذين يسقطون في شراك التبعية والاغراء الرخيص نقول لهم ان فتح رقم لا يقبل القسمة، ووطنية فتح لا تقبل المزاودة ولا المغامرة، ولا تحيد فتح قيد أنملة عن الصراط الوطني المستقيم، «فالقسم هو القسم والعهد هو العهد»، ولن تحيد حركتنا فتح عن طريق رمزنا ابو عمار وطريق آلاف الشهداء الذين آمنوا بأن طريق فتح هي طريق الوطن وطريق الحرية وطريق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
نقلة نوعية وتاريخية
ان الاعوام الخمسين من عمر ثورتنا وحركتنا فتح قد نقلت شعبنا نقلة نوعية وتاريخية، ما جعل هذا الشعب يقف اليوم على اعتاب الاستقلال والحرية وانهاء الاحتلال والاستيطان، نعم المعركة ضد الاحتلال الاسرائيلي شرسة ووحشية، وهي المعركة التي نخوضها بصمودنا على الارض وفي قدسنا الشريف، ونخوضها بكل ثقة على المستوى الدولي بدعم كامل من امتنا العربية والاسلامية وعدم الانحياز والقمة الافريقية ودول اميركا اللاتينية لاسقاط الاحتلال الاسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية بعد ان اعلنت اغلبية شعوب العالم ودوله منذ عقود تأييدها الكاسح في الامم المتحدة لكل القرارات التي نقدمها لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقتلاع الاستيطان من ارضنا ومن قدسنا الشريف، ولا بد لنا في هذه الذكرى ان نحيي هذه الدول والشعوب الصديقة على وقفتها مع قضية شعبنا العادلة ومع كفاحه المشروع ومع حقه في طرد الاحتلال واقتلاع الاستيطان. وقد حدث في هذا العام تطور سياسي هام على مستوى القارة الاوروبية والاتحاد الاوروبي، حيث اعترفت دولة السويد بدولة فلسطين، وقد ادى هذا القرار التاريخي من دولة السويد الى تحرك البرلمانات في عدة دول اوروبية للتصويت على الاعتراف بدولة فلسطين، وصوتت برلمانات بريطانيا وايرلندا وفرنسا واسبانيا ولوكسمبورغ على قرار رمزي للاعتراف بدولة فلسطين ودعت دولها لايجاد السبل الكفيلة التي تحقق حل الدولتين، دولة فلسطين ودولة اسرائيل. وكما تعلمون فهذه القرارات اسقطت الى غير رجعة الرهانات الاسرائيلية على التاييد الاوروبي لاسرائيل دون قيد او شرط.
ان حركة فتح تحيي البرلمانات الاوروبية والاشتراكية الدولية على هذه القرارات التاريخية التي تدعم قرارات الشرعية الدولية لارغام اسرائيل على الانسحاب من ارضنا جيش احتلال ومستوطنين وعلى الاعتراف بحقنا في دولتنا المستقلة وفي عودة لاجئينا لوطنهم وارضهم تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية، كما تحيي حركتنا فتح الاتحاد السويسري على احتضان مؤتمر الاطراف السامية الذي عقد في جنيف يوم 17 ديسمبر 2014 والذي اكد على توفير الحماية الدولية لشعبنا وتنفيذ اتفاقات جنيف.
ابو عمار يعلن الاستقلال الوطني 1988
ان حركتنا فتح تؤمن ايمانا لا يتزعزع بحتمية انتصار شعبنا في معركة البقاء والوجود واستعادة الارض واقامة الدولة ومن هذا الايمان الراسخ لم تتخلف فتح يوما عن الحراك والمتغيرات السياسية على المستويين الاقليمي والدولي وبحكم هذه الرؤية الوطنية للوضع العربي والدولي، اتخذ مجلسنا الوطني في عام 1988 قرار الاستقلال الوطني واعلن الرئيس الشهيد ابو عمار قيام دولة فلسطين على ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف يوم 15 نوفمبر من عام 1988، وكانت الانتفاضة المجيدة قد رسخت في الضمير العالمي حتمية زوال الاحتلال الاسرائيلي وحتمية الاستقلال الوطني، وعلى وقعها وفي ظل بطولاتها، سرعان ما اعترفت 104 دول بدولتنا الفلسطينية، وكان هذا الحدث التاريخي ايذانا بتحول سياسي على مستوى العالم مؤداه ان الاحتلال الإسرائيلي زائل لا محالة، وان دولة فلسطين اتية لا محالة.
الانتفاضة هي الزلزال الذي اصاب اسرائيل
وتحيي حركتنا فتح الذكرى الخمسين، انتفاضة شعبنا المجيدة في عام 87، انها الزلزال الذي اصاب إسرائيل واجبرها على البحث عن حل سياسي لانهاء احتلالها بعد ان فشلت آلاتها العسكرية في اخضاع شعبنا، ويومها قال اسحق رابين» علينا ان نعترف بأن هذا الشعب يرفض ان نحكمه، ويرفض ان يحكمه اي نظام اخر». ولم تجد حكومة اسرائيل بعد مؤتمر مدريد للسلام الذي كرس الوجود الفلسطيني وبعد مفاوضات واشنطن التي اكدت الاستقلالية الوطنية غير التوجه مباشرة لمنظمة التحرير الفلسطينية لاجراء المفاوضات وكانت مفاوضات اوسلو وكان الاعتراف المتبادل وكانت اقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان اغتيال اسحق رابين على يد مستوطن متطرف بدعم من اليمين الاسرائيلي، وعلى الرغم من ايماننا ومن سعينا الجاد لتحقيق السلام العادل بيننا وبين الاسرائيليين الا ان اليمين والمستوطنين المتعصبين دينيا يرفضون حل الدولتين، ويرفضون الانسحاب ويصرون على مصادرة ارضنا وعلى حرق الارض المزروعة واقتلاع الزيتون وحرق المساجد والمدارس ومحاصرة القدس واقامة جدار الضم والتوسع والاستيطان رغم قرارات مجلس الامن الدولي وفتوى محكمة العدل الدولية، وقد اندفع هؤلاء المتطرفون والمغامرون والمصابون بهوس الاساطير والخرافات التي عفى عليها الزمن، الى تلك المحاولة المشؤومة للمساس بالقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، دون ادراك من الحكومة اليمينية المتطرفة ان المساس بالوضع الراهن القائم منذ عام 67 لا يمكن قبوله ولا يمكن السكوت عليه، وان شعبنا الصامد المرابط في مدينتنا الخالدة القدس الشريف يقف بالمرصاد لهؤلاء المتطرفين والمتعصبين دفاعا عن المسجد الاقصى ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية.
المعركة الدبلوماسية الضارية في مجلس الامن
وامام هذه الغطرسة الاسرائيلي ورفضها السافر لكل الجهود الدولية لاجراء مفاوضات تؤدي الى انهاء الاحتلال والى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، لم يكن أمامنا الا التوجه للمجتمع الدولي ولمجلس الامن وللامم المتحدة التي اعترفت قبل عامين بدولة فلسطين بصفة « مراقب «. ولا بد ان اهلنا في الوطن والمخيمات يتابعون هذه المعركة الدبلوماسية الضارية على المستوى الدولي حيث تحاول حكومة اسرائيل بكل الطرق وبكل الوسائل تعطيل دور مجلس الامن لتحقيق الامن والسلام في الشرق الاوسط. ان مشروع القرار الجديد المقدم لمجلس الامن الدولي يعترف بدولتنا المستقلة والقدس عاصمتها ويطلب انهاء الاحتلال الاسرائيلي خلال عامين والانسحاب من جميع الاراضي المحتلة عام 1967 وتجميد الاستيطان، ونامل في هذا المجال ان يحظى مشروع هذا القرار بتاييد جميع دول مجلس الامن وخاصة الدول دائمة العضوية ونامل الا تلجأ اية دولة لاستخدام الفيتو ضد هذا المشروع، لان هذا الفيتو ستكون له نتائج بعيدة المدى على الامن والاستقرار في الشرق الاوسط ان لم نقل على المستوى العالمي.
الاعصار الذي يجتاح الشرق الاوسط
ان الاعصار الذي يجتاح الشرق الاوسط منذ اكثر من ثلاث سنوات ليس بعيدا عما يحدث ويحدث في فلسطين، ونقول هنا دون تردد ان زوال الاحتلال الاسرائيلي وقيام دولتنا المستقلة واستعادة قدسنا الشريف، ووقف هذا المساس الخطير بالاقصى لا بد ان يكون له تاثير ايجابي مباشر وقوي لعودة الامن والاستقرار في الشرق الاوسط، وتخطئ حكومة اسرائيل وهي تتجاهل هذا الاعصار الذي يلف الشرق الاوسط، ولا يخفى على احد ان احتلال اسرائيل لارضنا واستيطانها ومساسها بالمقدسات وبالاقصى الشريف انما يشكل احد اهم اسباب هذا الاعصار، واذا كانت حكومة اسرائيل تدفن راسها في الرمال فان المجموعة الدولية وخاصة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مدعوة وهي تخوض معركة شرسة ضد هذا الارهاب الاعمى المدمر ان تضع حدا للاحتلال الاسرائيلي لارضنا وقدسنا الشريف قبل فوات الاوان، ورسالتنا الواضحة الى اوروبا واميركا بان هذه ساعة انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وانه اخر احتلال في التاريخ، ويجب ان ينتهي الى غير رجعة، ويجب إنصاف شعبنا ويجب تحقيق العدالة في فلسطين.وشعبنا يريد الامن والسلام والاستقرار والعيش في وطنه حرا وعزيزا، وشعبنا يدفع كل يوم من دم ابنائه ومن ارضه ومن لقمة عيشه الضريبة الباهظة لهذا الاحتلال الاسرائيلي، ففي كل يوم يسقط ابناؤنا شهداء وهم يحملون اغصان الزيتون، وهل في العالم من لم يتالم ويحركه السخط والغضب ضد المحتلين الاسرائيليين وهم يضربون الوزير زياد ابو عين شهيد المقاومة الشعبية وهو يقول لهم باعلى صوته» نريد ان نزرع الزيتون في ارضنا ولا نحمل سلاحا ولا نحمل حجارة»، وقد هزت هذه الجريمة الضمير العالمي، ولكن الى متى يسقط ابناؤنا شهداء وهم يرفضون الاحتلال الاسرائيلي امام سمع العالم وبصره؟.
تحديات جمة ومهمات صعبة
في الذكرى الخمسين لانطلاق حركتنا فتح نقول لابناء شعبنا الصامدين ان امامنا تحديات جمة ومهمات صعبة، في هذه الحلقة الحاسمة من الكفاح الوطني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وأول ما يجب التاكيد عليه هو الوحدة الوطنية، ودائما وابدا يجب تعزيز الوحدة الوطنية،فالبيت الفلسطيني يتسع لكل مناضل ولكل فصيل ولكل قوة تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وفوق المصالح الضيقة، ولا ولاء الا الولاء لفلسطين ولهذا فحركة حماس مدعوة للعودة للوحدة الوطنية وللصف الوطني الواحد الموحد، فالتحديات امام شعبنا كبيرة وخطيرة ويراهن المحتل الاسرائيلي على ورقة الانقسام ويعمل على ادامتها وهناك من يقع في الشرك، وهناك من تحركه الأوهام لإمارة وهمية في غزة يسميها» الإمارة الإسلامية»، ان شعبنا يحتاج وفي امس الحاجة للوحدة ولكل جهد شريف وصامد لتحرير الارض والانسان من هذا السرطان الاحتلالي لأرضنا وانساننا الفلسطيني الصامد في القدس وغزة المحاصرة وكل ارضنا المحتلة منذ عام 1967.
ساعة الوحدة والتلاحم الوطني
ان هدفنا الوطني الذي حدده مجلسنا الوطني الفلسطيني ووثيقة اعلان الاستقلال في عام 1988 هو انهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا المحتلة في عام 67، وقيام دولتنا الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف.
ان هذا القرار التاريخي يحظى اليوم باعتراف العالم وتأييده ودعمه ومساندته الدائمة والدؤوبة وهذه الساعة هي ساعة الوحدة والتلاحم الوطني واسقاط كافة الذرائع من يد حكومة الاحتلال والاستيطان وان الالتزام الكامل بكافة الاتفاقيات لتحقيق الوحدة الوطنية التي تم التوقيع عليها في مصر وفي قطر وفي مخيم الشاطئ في غزة، انما يعزز التلاحم والتفاف شعبنا حول منظمة التحرير الفلسطينية، وحول سلطتنا الوطنية وحول حكومة التوافق الوطني ويقرب ساعة الخلاص من الاحتلال والاستيطان وانهاء والحصار الاسرائيلي المفروض على اهلنا في غزة. وفي هذا المجال لا بد من تعزيز الحياة الديمقراطية والخيار الديمقراطي باعتباره الطريق الوحيد للنظام السياسي الفلسطيني سواء في الوضع الراهن لترسيخ الديمقراطية في سلطتنا الوطنية وفي المدى القريب لترسيخ الديمقراطية في دولتنا الفلسطينية المستقلة، فلا مجال للانقسام ولا مجال للمغامرات العسكرية والانقلابية بعد ان اثبتت تجربة الانقسام والانقلاب المرة ان هذا الانقسام قد اعاد قضية شعبنا سنوات الى الوراء ووحده المحتل الاسرائيلي هو المستفيد الوحيد من هذا الانقسام لانه لا يريد ان يرى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ان اعادة اعمار قطاع غزة بعد الدمار الهائل الذي احدثه العدوان الاسرائيلي في تموز واب الماضيين يفرض على الجميع الارتفاع عن السلبيات وصغائر الامور حتى تتكرس كل الجهود لاعمار غزة وكافة مدن القطاع في اقصر الاجال.
القدس زهرة المدائن
ان القدس الشريف هي جوهرة فلسطين وزهرة المدائن وعاصمتنا الخالدة والأبدية، ولا سلام ولا امن ولا استقرار الا باستعادة القدس الشرقية المحتلة في عام 1967 والتي ينطبق عليها قرار مجلس الامن الدولي 242 كما ينطبق على سائر الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وفي هذا المجال نؤكد ان ضم القدس الشريف من قبل حكومة اسرائيل هو قرار لاغ وباطل وغير شرعي ولا قيمة له امام الواقع التاريخي وامام قرارات الشرعية الدولية التي ادانت هذا القرار واعتبرته لاغيا وفي ذكرى انطلاقة فتح فان أبناء الشعب الفلسطيني وابناء فتح هم المرابطون دفاعا عن القدس الشريف.
الأسرى ضمير الوطن
ان الأبطال الذين يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية هم اول من شق الطريق امام أجيال شعبنا من اجل الأرض والحرية، وهم من صنع هذا التحول التاريخي على الصعيد العالمي لمصلحة شعبنا، وهم الأكثر حرصا على الوحدة الوطنية، وهم الضمير الوطني والكلمة الشجاعة دفاعا عن الوحدة وعن الصمود الوطني في وجه جبروت الاحتلال وقوته الغاشمة، وحركة فتح تحيي اسرانا البواسل وتؤكد لهم ان ساعة الحرية للاسرى وللإنسان الفلسطيني وللأرض الفلسطينية وللقدس الشريف قد أزفت وعقارب الساعة لن تعود الى الوراء، وبفضل هذا الصمود البطولي فالحرية حتمية والاحتلال والسجون والمعتقلات الى زوال.
المؤتمر السابع : فتح على موعد مع التاريخ
ان حركتنا فتح في ذكراها الخمسين تعد العدة لعقد المؤتمر السابع للحركة في أرض فلسطين خلال فترة زمنية قصيرة، وهذا المؤتمر سيكون قفزة تاريخية الى الامام ، لمواصلة الطريق الطويل لتحرير الأرض والإنسان، فالمؤتمر السابع لفتح هو المؤتمر الذي يقع على كاهله تحقيق الأمل الكبير بقيام دولتنا المستقلة،وفي الحقيقة فان حركة فتح على موعد مع التاريخ وهي تستعد لعقد مؤتمرها السابع لدفع الأجيال الشابة والدماء الجديدة للصفوف الأمامية في القيادة كما هم في ميدان المواجهة ضد الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق