صامد للأنباء -
جميل ضبابات- لا يكفي فقط أن تقع في حب فتاة كي تجر قلبها نحو عش الزوجية...فهنا على ارتفاع 886 مترا عن سطح البحر، البحث عن فتاة للزواج قد يكون رحلة صعبة تستمر لعقود.
وتقود رحلة الرجل مهما كان 'جنتلا' في البحث عن عروس أحيانا إلى ما وراء البحار ...أو قد يبدأ أبواه تلك المهمة قبل أن يُقبل الابن على الحياة، لذلك تجهد مجموعة عرقية صغيرة، تعتقد أنها من بقايا شعب بني إسرائيل القديم، في البحث عن زوجات لأبنائها من داخل مجتمعها الديني الصغير على قمة واحد من أشهر جبال نابلس.
فإذا كان الشاب محظوظا يجد فتاة قريبة منه من بنات عمومته من نسل الطائفة السامرية… وإذا كان لا يعبأ كثيرا لمسألة الزواج مثل واصف فضل، فعليه أن ينتظر حتى يبتسم له الحظ ليجد الفتاة المناسبة. إما من داخل ديانته، أو من خارجها بشرط أن تغير ديانتها.
فآخر حفل زفاف أقيم في الحي الذي تسكنه طائفة متجانسة تنحدر من ثلاثة من أسباط بني إسرائيل، كان في آب (أغسطس) المنصرم، حين تزوج شاب ابنة عمته، اتفقت عائلتاهما على تزويجهما منذ كانا طفلين.
واقفين على مقربة من كنيس يلجأ إليه ذكور الطائفة لأداء الصلوات، يمكن أن يشرح عدد من الشبان والشابات صعوبة العثور على عروس في مجتمع يفوق فيه عدد الشبان عدد الشابات.
فإذا كان الذكر محظوظا، تولد إلى جانبه شقيقات، فيمكن له في المستقبل، المراهنة على وجود عروس، وهو ما يعرف في المجتمعات الشرقية بزواج البدل. وهو أن يزوج الرجل ابنته مقابل أن يجد لابنه زوجة، والعكس صحيح في حالة السامريين، أصغر طائفة دينية في العالم.
ولسوء حظ الشباب في أصغر طائفة فإن القيود الدينية، كانت إلى حد سنوات قليلة مضت، تحرم دخول أي فتاة لا يجري في عروقها الدم السامري إلى عش الزوجية.
لكن عظيم الكهنة ويدعى عبد المعين صدقة قام بثورة كانت الأولى من نوعها في تاريخ كهنة هذا النسل من بني إسرائيل، عندما أباح للشباب الزواج من خارج الطائفة تحت شروط مشددة.
داخل الحي لا يصعب العثور على فتيات نشأن نشأة إسلامية، أو مسيحية، ويقول أحد الكهنة 'لدينا 33 امراة جئن من ديانات مختلفة'.
قال شبان من الحي الذي يخضع لسلطة دينية، يستمدها الكهنة من شريعة التوراة بأسفارها الخمسة الأولى، إن بعض شبان الطائفة الذين وجدوا صعوبة في الزواج من سامريات تزوجوا من فتيات أذريات وأوكرانيات.
ويتوجب على الفتاة كي يتسنى لها الزواج من شاب سامري، أن تغير دينها، وأن تتبع تعاليم التوراة القاسية. ويقول السامريون إن الفتيات اللواتي دخلن إلى الطائفة تحولن إلى سامريات وفق الشروط التي حددتها الشريعة.
في الطريق التي تفصل بيوت الحي عن بعضها البعض، يمكن سماع لغة أوكرانية، وعربية، وعبرية حديثة، وعبرية قديمة، فالطفل المولود لأب سامري وأم أذرية يمكنه الحديث باللغات الأربع.
يحجم شابان عن ذكر اسميهما او اسم الفتاتين اللتين يفكران فيهما.
وعندما سئل شاب فيما إذا كان يفكر بفتاة محددة، انفرجت شفتاه عن ابتسامة سريعة، لكنه يحجم مرة أخرى عن ذكر أي معلومات عنها.
وقد تبدو أي قصة حب هنا مثل أي حب بحاجة إلى معجزة كي يتحقق.
فالأمر حساس جدا في مجتمع ضيق يعرف فيه الكل الكل.
واقفين داخل حانة صغيرة تبيع المكسرات وبعض المشروبات الروحية يخوض شابان وشابتان نقاشا حول المصاعب التي تعترض الزواج في مجتمعهم.
فكلا الشابين لم يتزوج بعد، لكنهما يقرّان أن مسألة الزواج معقدة، ويرفضان الخوض في الحديث بقضايا اجتماعية علنا.
ومجموع السامريين الذين يعيشون على قمة أعلى جبال نابلس لا يتجاوز نفر، وهناك عدد مماثل نسبيا يعيش في حولون جنوب تل أبيب.
لذلك فأي حفل زفاف يشبه إلى حد ما الزفاف الملكي يستمر لسبعة أيام.
ويمكن لفتاة أن تعدد أسماء العرسان في المجتمع.
ويمكن للرجال المتزوجين أن يشيعوا جوا من الاطمئنان لمستقبلهم، فقد انتهى من مهمة البحث عن عروس، لكن جناحا متشددا من رجال الدين ما زال يرفض فكرة زواج الشبان من فتيات من خارج دائرة الدم السامري.
واقفا إلى جانب توراة قديمة ومن أسفارها الخمسة الأولى تستمد الطائفة شريعة حياتها، يرفض الكاهن السامري حسني هذا الزواج… يقول لمراسل 'وفا'، تعيش المرأة حياة عصرية، فالكثير من السامريات يبدين زينتهن ولا يضعن غطاء الرأس.
ويضيف فيما يستعرض بعض سور التوراة القديمة التي تضع شروط الحلال والحرام في المعاملات اليومية لأبناء هذا الشعب 'الزواج من خارج الدم السامري خطر(..) أنا أرفض ذلك'.
ويخشى بعض السامرين من تربية أطفالهم خارج حضن العائلة الدينية الكبيرة، هناك حل وهو أن 'نتبنى طفلات صغيرات من أي ديانة ونربيهن على أيدينا'.
إنه مجتمع صغير يخشى على نفسه من الضياع، في عام 1917 انحدر عدد السامرين ليصل إلى 149 فردا، لذلك تفضل الكثير من النساء هنا إنجاب الإناث.
دخلت هبة إلى محل يبيع الحلويات وظهر أنها حامل في الشهور الأخيرة، قالت السيدة التي تتمتع بروح نقاش مرحة 'أنجبت قبل سنوات طفلة، الآن أنا حامل بأخرى'.
ويجمع السامريون بين التدين والعصرنة، ويمكن مشاهدة الألبسة الحديثة التي أخذت تغزو هذا المجتمع الصغير، ومن الاستحالة رؤية امرأة سامرية تلبس ملاءة كما في السابق، وتظهر فتيات في كثير من الأحايين بكامل زينتهن.
وإن كان سمح للسامري الزواج من خارج الديانة، يحرم على الفتاة السامرية أن تتزوج من أي شخص من خارج الطائفة.
جميل ضبابات- لا يكفي فقط أن تقع في حب فتاة كي تجر قلبها نحو عش الزوجية...فهنا على ارتفاع 886 مترا عن سطح البحر، البحث عن فتاة للزواج قد يكون رحلة صعبة تستمر لعقود.
وتقود رحلة الرجل مهما كان 'جنتلا' في البحث عن عروس أحيانا إلى ما وراء البحار ...أو قد يبدأ أبواه تلك المهمة قبل أن يُقبل الابن على الحياة، لذلك تجهد مجموعة عرقية صغيرة، تعتقد أنها من بقايا شعب بني إسرائيل القديم، في البحث عن زوجات لأبنائها من داخل مجتمعها الديني الصغير على قمة واحد من أشهر جبال نابلس.
فإذا كان الشاب محظوظا يجد فتاة قريبة منه من بنات عمومته من نسل الطائفة السامرية… وإذا كان لا يعبأ كثيرا لمسألة الزواج مثل واصف فضل، فعليه أن ينتظر حتى يبتسم له الحظ ليجد الفتاة المناسبة. إما من داخل ديانته، أو من خارجها بشرط أن تغير ديانتها.
فآخر حفل زفاف أقيم في الحي الذي تسكنه طائفة متجانسة تنحدر من ثلاثة من أسباط بني إسرائيل، كان في آب (أغسطس) المنصرم، حين تزوج شاب ابنة عمته، اتفقت عائلتاهما على تزويجهما منذ كانا طفلين.
واقفين على مقربة من كنيس يلجأ إليه ذكور الطائفة لأداء الصلوات، يمكن أن يشرح عدد من الشبان والشابات صعوبة العثور على عروس في مجتمع يفوق فيه عدد الشبان عدد الشابات.
فإذا كان الذكر محظوظا، تولد إلى جانبه شقيقات، فيمكن له في المستقبل، المراهنة على وجود عروس، وهو ما يعرف في المجتمعات الشرقية بزواج البدل. وهو أن يزوج الرجل ابنته مقابل أن يجد لابنه زوجة، والعكس صحيح في حالة السامريين، أصغر طائفة دينية في العالم.
ولسوء حظ الشباب في أصغر طائفة فإن القيود الدينية، كانت إلى حد سنوات قليلة مضت، تحرم دخول أي فتاة لا يجري في عروقها الدم السامري إلى عش الزوجية.
لكن عظيم الكهنة ويدعى عبد المعين صدقة قام بثورة كانت الأولى من نوعها في تاريخ كهنة هذا النسل من بني إسرائيل، عندما أباح للشباب الزواج من خارج الطائفة تحت شروط مشددة.
داخل الحي لا يصعب العثور على فتيات نشأن نشأة إسلامية، أو مسيحية، ويقول أحد الكهنة 'لدينا 33 امراة جئن من ديانات مختلفة'.
قال شبان من الحي الذي يخضع لسلطة دينية، يستمدها الكهنة من شريعة التوراة بأسفارها الخمسة الأولى، إن بعض شبان الطائفة الذين وجدوا صعوبة في الزواج من سامريات تزوجوا من فتيات أذريات وأوكرانيات.
ويتوجب على الفتاة كي يتسنى لها الزواج من شاب سامري، أن تغير دينها، وأن تتبع تعاليم التوراة القاسية. ويقول السامريون إن الفتيات اللواتي دخلن إلى الطائفة تحولن إلى سامريات وفق الشروط التي حددتها الشريعة.
في الطريق التي تفصل بيوت الحي عن بعضها البعض، يمكن سماع لغة أوكرانية، وعربية، وعبرية حديثة، وعبرية قديمة، فالطفل المولود لأب سامري وأم أذرية يمكنه الحديث باللغات الأربع.
يحجم شابان عن ذكر اسميهما او اسم الفتاتين اللتين يفكران فيهما.
وعندما سئل شاب فيما إذا كان يفكر بفتاة محددة، انفرجت شفتاه عن ابتسامة سريعة، لكنه يحجم مرة أخرى عن ذكر أي معلومات عنها.
وقد تبدو أي قصة حب هنا مثل أي حب بحاجة إلى معجزة كي يتحقق.
فالأمر حساس جدا في مجتمع ضيق يعرف فيه الكل الكل.
واقفين داخل حانة صغيرة تبيع المكسرات وبعض المشروبات الروحية يخوض شابان وشابتان نقاشا حول المصاعب التي تعترض الزواج في مجتمعهم.
فكلا الشابين لم يتزوج بعد، لكنهما يقرّان أن مسألة الزواج معقدة، ويرفضان الخوض في الحديث بقضايا اجتماعية علنا.
ومجموع السامريين الذين يعيشون على قمة أعلى جبال نابلس لا يتجاوز نفر، وهناك عدد مماثل نسبيا يعيش في حولون جنوب تل أبيب.
لذلك فأي حفل زفاف يشبه إلى حد ما الزفاف الملكي يستمر لسبعة أيام.
ويمكن لفتاة أن تعدد أسماء العرسان في المجتمع.
ويمكن للرجال المتزوجين أن يشيعوا جوا من الاطمئنان لمستقبلهم، فقد انتهى من مهمة البحث عن عروس، لكن جناحا متشددا من رجال الدين ما زال يرفض فكرة زواج الشبان من فتيات من خارج دائرة الدم السامري.
واقفا إلى جانب توراة قديمة ومن أسفارها الخمسة الأولى تستمد الطائفة شريعة حياتها، يرفض الكاهن السامري حسني هذا الزواج… يقول لمراسل 'وفا'، تعيش المرأة حياة عصرية، فالكثير من السامريات يبدين زينتهن ولا يضعن غطاء الرأس.
ويضيف فيما يستعرض بعض سور التوراة القديمة التي تضع شروط الحلال والحرام في المعاملات اليومية لأبناء هذا الشعب 'الزواج من خارج الدم السامري خطر(..) أنا أرفض ذلك'.
ويخشى بعض السامرين من تربية أطفالهم خارج حضن العائلة الدينية الكبيرة، هناك حل وهو أن 'نتبنى طفلات صغيرات من أي ديانة ونربيهن على أيدينا'.
إنه مجتمع صغير يخشى على نفسه من الضياع، في عام 1917 انحدر عدد السامرين ليصل إلى 149 فردا، لذلك تفضل الكثير من النساء هنا إنجاب الإناث.
دخلت هبة إلى محل يبيع الحلويات وظهر أنها حامل في الشهور الأخيرة، قالت السيدة التي تتمتع بروح نقاش مرحة 'أنجبت قبل سنوات طفلة، الآن أنا حامل بأخرى'.
ويجمع السامريون بين التدين والعصرنة، ويمكن مشاهدة الألبسة الحديثة التي أخذت تغزو هذا المجتمع الصغير، ومن الاستحالة رؤية امرأة سامرية تلبس ملاءة كما في السابق، وتظهر فتيات في كثير من الأحايين بكامل زينتهن.
وإن كان سمح للسامري الزواج من خارج الديانة، يحرم على الفتاة السامرية أن تتزوج من أي شخص من خارج الطائفة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق