صامد للأنباء - جدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الأربعاء، رفضه لحل الدولة الواحدة كبديل عن حل الدولتين دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 67، إلى جانب دولة اسرائيل.
وقال الرئيس عباس لدى لقائه، اليوم الاربعاء، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، نحو 200 مشارك من منتدى مؤسسات السلام في اسرائيل، إن ما يجري على الارض يشير إلى أن الحكومة الاسرائيلية تسعى الى حل الدولة الواحدة.
وأضاف سيادته مخاطبا الحكومة الاسرائيلية: 'أنتم تقولون عن انفسكم بأنكم دولة ديمقراطية، فحافظوا عليها، ونحن ننشد الحرية والديمقراطية، فاذا كنتم لا تريدون منحنا الحرية والديمقراطية، فأنتم عند ذلك لستم ديمقراطيين'.
ودعا الرئيس عباس، الحكومة الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات، وقال: 'نحن نريد العودة الى المفاوضات التي اوقفها الجانب الاسرائيلي، ولكن ايضا يجب على الجانب الاسرائيلي إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى، ووقف الاستيطان، من أجل الاسراع في استئناف المفاوضات، لان البديل عنها الجمود والتوقف وهو شيء خطير'.
وشدد سيادته على أن المفاوضات يجب أن تكون لمدة تسعة أشهر، تخصص الأشهر الثلاث الاولى لبحث مسألة الحدود، واعرب عن تفهمه للمخاوف الاسرائيلية الداخلية في موضوع الأمن، وأن الجانب الفلسطيني مستعد للتعامل معها وتلبيتها، وثم نقاش باقي القضايا.
واكد الرئيس دعمه لأي أتفاق يكون متوازنا ويلبي حاجات وتطلعات شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وان يكون قائما على الشرعية الدولية والعدل، من أجل انهاء الصراع بشكل ابدي.
وحول الاستيطان، قال سيادته: 'نطالب الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر، وهي المدة التي نكون قد ناقشنا خلالها مسألة الحدود، وانتهينا منها، وعندها يستطيع الجانب الاسرائيلي البناء في المساحة المحددة له ضمن حدوده، ونحن نبني ضمن حدودنا'.
وتساءل الرئيس عن سبب اصرار الجانب الاسرائيلي على مسألة الاستيطان، مشيرا إلى أن هناك 12 قرارا لمجلس الامن تدين الاستيطان، والمستفيد الوحيد من عدم الوصول الى السلام هو اعداء السلام.
ودعا سيادته الحكومة الاسرائيلية الى التفكير بعقل في هذه القضية، وتغليب مصلحة السلام، والعيش المشترك، ليبقى الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي جيران، وجلب السلام مع الدول العربية والاسلامية.
واعرب عن تقديره الكبير لقوى السلام في اسرائيل، وقال: 'نحن ممتنون لجهودكم من اجل تحقيق السلام، ونؤكد أنه لا يوجد طريق غير طريق السلام، ونحن لا نريد سوى طريق المفاوضات لتحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي'.
وأضاف: الجانبان عانيا الكثير، ودفعا اثماناً غالية، لذلك لابد من تأكيد أنه لا يوجد غير طريق السلام لتحقيق آمالنا وتطلعاتنا المشروعة، يجب الاسراع في صنع السلام وتحقيقه من اجل ان نعيش بأمن واستقرار الى جانب بعضنا البعض'.
وقال الرئيس: عانيت كثيرا في المنفى، وأعرف انه مثل ما عانيت انتم عانيتم ايضا، ونعرف معاناة اليهود في الحرب العالمية الثانية، وقلنا انها ابشع جريمة في التاريخ، ولكن دعونا نعمل من أجل أن لا تحدث جرائم اخرى مثلها في التاريخ من خلال تحقيق السلام'.
وتابع: 'نستضيفكم اليوم في المقر المؤقت للرئاسة الفلسطينية، وإن شاء الله سيكون المقر الدائم في مدينة القدس الشرقية عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة، لنتعرف على بعضنا ونتقرب من بعضنا، فنحن منذ فترة طويلة جيران، ولكن لانعرف بعضنا جيدا'.
واكد سيادته ضرورة استمرار هذه اللقاءات لمحبي السلام من اجل التغلب على دعاة القهر والحرب والعنف والارهاب، وحتى يكون الصراع من الماضي، وأن نتعلم من التاريخ، لنقول إنها ايام سوداء يجب أن لا تعود، فأمامنا المستقبل الذي يجب علينا التفكير فيه من اجل ابنائنا واحفادنا.
وتطرق الرئيس إلى الاجماع العربي والاسلامي على تحقيق السلام مع الجانب الاسرائيلي، وقال: 'عام 2002 اجتمعت الدول العربية في القمة العربية، وقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بطرح المبادرة العربية للسلام، والتي تؤكد استعداد الدول العربية لإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع العلاقات مع اسرائيل اذا وافقت على الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة، ومن ثم تم اعتماد هذه المبادرة الشجاعة والقيمة من قبل الدول الاسلامية مجتمعة، فاصبح لدى اسرائيل فرصة نادرة لإقامة السلام مع 57 دولة عربية واسلامية'.
واضاف: 'نحن لا نعادي اليهود، بل نحن نعترف باليهودية واليهود وبكل الانبياء الذي نزلوا في الديانة اليهودية، لان من ينكرهم يكون قد كفر حسب ديننا، ونحن سبق وتعايشنا معهم بكل محبة، فهل من الصعب اعادة هذه الحياة المشتركة المليئة بالإنسانية والمحبة، اعتقد انه بتطبيق المبادرة العربية والتي مازالت حية يمكن اعادة العيش المشترك'.
ولفت الرئيس عباس إلى أنه في إطار الجهود الفلسطينية لتحقيق السلام، قام الجانب الفلسطيني بنشر المبادرة العربية للسلام في كل وسائل الاعلام الاسرائيلية وفي الطرق والاماكن العامة من اجل أن نقول لجيراننا 'تعالوا من اجل ان نبني السلام'.
وقال الرئيس: يجب علينا بناء جسور المحبة والسلام وليس جدار الفصل العنصري اللعين، ونحن كل يوم نلتقي شخصيات إسرائيلية'.
وتابع: جاءنا خلال اليومين الماضيين أبرز الشخصيات المسيحية وهي البابا فرنسيس الأول، والبطريرك المسكوني، وجاءنا أيضا بطريرك الموارنة الراعي والذي جاء رغم أصوات بعض الغوغاء التي طالبت بإلغاء الزيارة، لكنه أصر وأتى إلى فلسطين، وتحدثوا عن السلام وضرورة تحقيقه في أرض السلام.
وأعرب سيادته عن امله باستمرار محبي السلام بالسعي من أجل تحقيقه، وأن لا ييأسوا لان البديل هو السواد، 'علينا جميعا ان نعمل من اجل تحقيق السلام، ولكن نؤكد ايضا أننا لا نريد لأي شخص التفكير بأن العنف يمكنه تحقيق الاهداف، بل من خلال الحوار والمقاومة السلمية الشعبية'.
وحول موقف الحكومة الإسرائيلية من المصالحة الفلسطينية، قال سيادته: 'أين الخطأ في المصالحة؟، فالجانب الاسرائيلي يقول إنه يجب علينا الاختيار بين حماس واسرائيل، ونحن نقول إن 'حماس اخواننا، واسرائيل شريكتنا في السلام، ولا نستغني عنهما'.
وأضاف سيادته: سنسير في المصالحة حسب الاتفاقات الموقعة، واسرائيل نفسها عملت اتفاق تهدئة مع حركة حماس في عام 2012، والان تطالبني بعدم عمل اتفاق مع حماس التي هي جزء من الشعب الفلسطيني، وتعطي الحق لنفسها بعمل اتفاق؟!!
بدوره، قال موسي راز من منتدى مؤسسة السلام الإسرائيلية، 'سنواصل نشاطاتنا من أجل تحقيق السلام، ودعمنا للفلسطينيين في مقاومتهم السلمية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم، ونحن ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية'.
وتابع: 'سنلتقي يوما بك ( الرئيس عباس) في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وسندعوك لزيارة القدس الغربية عاصمة دولة إسرائيل، وغالبية الشعب الإسرائيلي تريد السلام، ولن تيأس حتى تحقيقه'.
وقالت ناشطة السلام، أبنة الراحل رون بونداك أحد المفاوضين في اتفاق اوسلو: إن الرسالة التي أودّ أن أوجهها لكم في هذا اليوم، بسيطة وصادقة، تستمدّ أهميّتها من كونها شخصية وعامة، إنني أرغب بالسلام وأؤمن بتحقيقه، وأؤمن بالإنسانية وبالناس، وبأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية مستقلة، تمثّل الحل الوحيد بالنسبة لي ولمجتمعي وأصدقائي الإسرائيليين منهم والفلسطينيين.
وتابعت: 'لقد نشأتُ طيلة سنوات على الرواية التي تقول بالعداوة المستحكمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب واليهود، شأني في ذلك شأن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين، ولكن اتّضح بالنسبة لنا بأننا -الإسرائيليين والفلسطينيين- شركاء يجمعنا المستقبل ذاته، ونشاطر بعضنا البعض هذه الأرض ولنا المصير ذاته'.
وأشارت إلى أن الرواية الجماعية تتّسم بالتعقيد والحساسية، وتطغى على هويّتنا –فلسطينيين وإسرائيليين- وتُنشئ واقع الحرب والاحتلال، إلا أن المستقبل الذي يجمعنا يكمن في نقطة التقاء روايتيْنا.
وأضافت، 'لقد أتينا اليوم هنا لأن رون ناضل من أجل مستقبل أفضل ليس له ولي فحسب، إنما لكل شخص آخر -على المستويين الفردي والجماعي- من الإسرائيليين والفلسطينيين، بالنسبة لرون، كانت مناصرته للإسرائيليين ومناصرته للفلسطينيين تحملان المعنى ذاته، حيث إنهما كانتا تعنيان بالنسبة له أن يكون إنسانا، إننا –أفراد عائلة رون- نقف أمامكم في هذا اليوم بصفتنا إسرائيليين وبشرا في الوقت ذاته، لاعتقادنا بأن ما يجعل الحياة جديرة لأن يعيشها المرء هو السلام والتعايش، وأعدكم بمواصلة العهد الذي بدأتموه ووالدي'.
من جهة أخرى، قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، 'نحن الآن نعمل على تشكيل حكومة التوافق الوطني، التي نرجو أن ترى النور خلال الأيام القليلة المقبلة، برئاسة رئيس الوزراء الحالي رامي الحمد الله'.
وأضاف سيادته: "ستستمر حكومة التوافق الوطني بعملها حتى إجراء الانتخابات العامة، والتي اعتقد أنها من أنزه الانتخابات في العالم، ولم يحدث أي شيء يشوب إجراءها منذ انطلاقة السلطة الوطنية عام 1994".
وتابع: 'صندوق الاقتراع سيكون الحكم، ومن يختاره الشعب سيستلم زمام الأمور، ونحن احترمنا رأي الشعب الإسرائيلي في اختيار من يمثله، ولكن الجانب الإسرائيلي رد علينا بقطع الاتصالات ماعدا الجانب الأمني، وحجز الأموال لأننا أردنا أن نتوحد، وأن ننهي الانقسام'.
وقال الرئيس عباس: 'حجز عائدات الضرائب أمر لا يجور، فهذه اموال فلسطينية حسب اتفاق باريس تقوم اسرائيل بجبايتها وتأخذ عليها نسبة، فلماذا يتم حجزها؟ وبأي حق؟، هذه اموال الشعب الفلسطيني تدفع لرواتب الموظفين.
وفي نهاية اللقاء، منح الرئيس عباس، الراحل الدكتور رون يونداك شهادة تقديرية، وذلك لجهوده في دعم تحقيق السلام
وقال الرئيس عباس لدى لقائه، اليوم الاربعاء، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، نحو 200 مشارك من منتدى مؤسسات السلام في اسرائيل، إن ما يجري على الارض يشير إلى أن الحكومة الاسرائيلية تسعى الى حل الدولة الواحدة.
وأضاف سيادته مخاطبا الحكومة الاسرائيلية: 'أنتم تقولون عن انفسكم بأنكم دولة ديمقراطية، فحافظوا عليها، ونحن ننشد الحرية والديمقراطية، فاذا كنتم لا تريدون منحنا الحرية والديمقراطية، فأنتم عند ذلك لستم ديمقراطيين'.
ودعا الرئيس عباس، الحكومة الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات، وقال: 'نحن نريد العودة الى المفاوضات التي اوقفها الجانب الاسرائيلي، ولكن ايضا يجب على الجانب الاسرائيلي إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى، ووقف الاستيطان، من أجل الاسراع في استئناف المفاوضات، لان البديل عنها الجمود والتوقف وهو شيء خطير'.
وشدد سيادته على أن المفاوضات يجب أن تكون لمدة تسعة أشهر، تخصص الأشهر الثلاث الاولى لبحث مسألة الحدود، واعرب عن تفهمه للمخاوف الاسرائيلية الداخلية في موضوع الأمن، وأن الجانب الفلسطيني مستعد للتعامل معها وتلبيتها، وثم نقاش باقي القضايا.
واكد الرئيس دعمه لأي أتفاق يكون متوازنا ويلبي حاجات وتطلعات شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وان يكون قائما على الشرعية الدولية والعدل، من أجل انهاء الصراع بشكل ابدي.
وحول الاستيطان، قال سيادته: 'نطالب الحكومة الإسرائيلية بتجميد الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر، وهي المدة التي نكون قد ناقشنا خلالها مسألة الحدود، وانتهينا منها، وعندها يستطيع الجانب الاسرائيلي البناء في المساحة المحددة له ضمن حدوده، ونحن نبني ضمن حدودنا'.
وتساءل الرئيس عن سبب اصرار الجانب الاسرائيلي على مسألة الاستيطان، مشيرا إلى أن هناك 12 قرارا لمجلس الامن تدين الاستيطان، والمستفيد الوحيد من عدم الوصول الى السلام هو اعداء السلام.
ودعا سيادته الحكومة الاسرائيلية الى التفكير بعقل في هذه القضية، وتغليب مصلحة السلام، والعيش المشترك، ليبقى الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي جيران، وجلب السلام مع الدول العربية والاسلامية.
واعرب عن تقديره الكبير لقوى السلام في اسرائيل، وقال: 'نحن ممتنون لجهودكم من اجل تحقيق السلام، ونؤكد أنه لا يوجد طريق غير طريق السلام، ونحن لا نريد سوى طريق المفاوضات لتحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي'.
وأضاف: الجانبان عانيا الكثير، ودفعا اثماناً غالية، لذلك لابد من تأكيد أنه لا يوجد غير طريق السلام لتحقيق آمالنا وتطلعاتنا المشروعة، يجب الاسراع في صنع السلام وتحقيقه من اجل ان نعيش بأمن واستقرار الى جانب بعضنا البعض'.
وقال الرئيس: عانيت كثيرا في المنفى، وأعرف انه مثل ما عانيت انتم عانيتم ايضا، ونعرف معاناة اليهود في الحرب العالمية الثانية، وقلنا انها ابشع جريمة في التاريخ، ولكن دعونا نعمل من أجل أن لا تحدث جرائم اخرى مثلها في التاريخ من خلال تحقيق السلام'.
وتابع: 'نستضيفكم اليوم في المقر المؤقت للرئاسة الفلسطينية، وإن شاء الله سيكون المقر الدائم في مدينة القدس الشرقية عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة، لنتعرف على بعضنا ونتقرب من بعضنا، فنحن منذ فترة طويلة جيران، ولكن لانعرف بعضنا جيدا'.
واكد سيادته ضرورة استمرار هذه اللقاءات لمحبي السلام من اجل التغلب على دعاة القهر والحرب والعنف والارهاب، وحتى يكون الصراع من الماضي، وأن نتعلم من التاريخ، لنقول إنها ايام سوداء يجب أن لا تعود، فأمامنا المستقبل الذي يجب علينا التفكير فيه من اجل ابنائنا واحفادنا.
وتطرق الرئيس إلى الاجماع العربي والاسلامي على تحقيق السلام مع الجانب الاسرائيلي، وقال: 'عام 2002 اجتمعت الدول العربية في القمة العربية، وقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بطرح المبادرة العربية للسلام، والتي تؤكد استعداد الدول العربية لإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع العلاقات مع اسرائيل اذا وافقت على الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة، ومن ثم تم اعتماد هذه المبادرة الشجاعة والقيمة من قبل الدول الاسلامية مجتمعة، فاصبح لدى اسرائيل فرصة نادرة لإقامة السلام مع 57 دولة عربية واسلامية'.
واضاف: 'نحن لا نعادي اليهود، بل نحن نعترف باليهودية واليهود وبكل الانبياء الذي نزلوا في الديانة اليهودية، لان من ينكرهم يكون قد كفر حسب ديننا، ونحن سبق وتعايشنا معهم بكل محبة، فهل من الصعب اعادة هذه الحياة المشتركة المليئة بالإنسانية والمحبة، اعتقد انه بتطبيق المبادرة العربية والتي مازالت حية يمكن اعادة العيش المشترك'.
ولفت الرئيس عباس إلى أنه في إطار الجهود الفلسطينية لتحقيق السلام، قام الجانب الفلسطيني بنشر المبادرة العربية للسلام في كل وسائل الاعلام الاسرائيلية وفي الطرق والاماكن العامة من اجل أن نقول لجيراننا 'تعالوا من اجل ان نبني السلام'.
وقال الرئيس: يجب علينا بناء جسور المحبة والسلام وليس جدار الفصل العنصري اللعين، ونحن كل يوم نلتقي شخصيات إسرائيلية'.
وتابع: جاءنا خلال اليومين الماضيين أبرز الشخصيات المسيحية وهي البابا فرنسيس الأول، والبطريرك المسكوني، وجاءنا أيضا بطريرك الموارنة الراعي والذي جاء رغم أصوات بعض الغوغاء التي طالبت بإلغاء الزيارة، لكنه أصر وأتى إلى فلسطين، وتحدثوا عن السلام وضرورة تحقيقه في أرض السلام.
وأعرب سيادته عن امله باستمرار محبي السلام بالسعي من أجل تحقيقه، وأن لا ييأسوا لان البديل هو السواد، 'علينا جميعا ان نعمل من اجل تحقيق السلام، ولكن نؤكد ايضا أننا لا نريد لأي شخص التفكير بأن العنف يمكنه تحقيق الاهداف، بل من خلال الحوار والمقاومة السلمية الشعبية'.
وحول موقف الحكومة الإسرائيلية من المصالحة الفلسطينية، قال سيادته: 'أين الخطأ في المصالحة؟، فالجانب الاسرائيلي يقول إنه يجب علينا الاختيار بين حماس واسرائيل، ونحن نقول إن 'حماس اخواننا، واسرائيل شريكتنا في السلام، ولا نستغني عنهما'.
وأضاف سيادته: سنسير في المصالحة حسب الاتفاقات الموقعة، واسرائيل نفسها عملت اتفاق تهدئة مع حركة حماس في عام 2012، والان تطالبني بعدم عمل اتفاق مع حماس التي هي جزء من الشعب الفلسطيني، وتعطي الحق لنفسها بعمل اتفاق؟!!
بدوره، قال موسي راز من منتدى مؤسسة السلام الإسرائيلية، 'سنواصل نشاطاتنا من أجل تحقيق السلام، ودعمنا للفلسطينيين في مقاومتهم السلمية لإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم، ونحن ندعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية'.
وتابع: 'سنلتقي يوما بك ( الرئيس عباس) في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وسندعوك لزيارة القدس الغربية عاصمة دولة إسرائيل، وغالبية الشعب الإسرائيلي تريد السلام، ولن تيأس حتى تحقيقه'.
وقالت ناشطة السلام، أبنة الراحل رون بونداك أحد المفاوضين في اتفاق اوسلو: إن الرسالة التي أودّ أن أوجهها لكم في هذا اليوم، بسيطة وصادقة، تستمدّ أهميّتها من كونها شخصية وعامة، إنني أرغب بالسلام وأؤمن بتحقيقه، وأؤمن بالإنسانية وبالناس، وبأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية مستقلة، تمثّل الحل الوحيد بالنسبة لي ولمجتمعي وأصدقائي الإسرائيليين منهم والفلسطينيين.
وتابعت: 'لقد نشأتُ طيلة سنوات على الرواية التي تقول بالعداوة المستحكمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب واليهود، شأني في ذلك شأن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين، ولكن اتّضح بالنسبة لنا بأننا -الإسرائيليين والفلسطينيين- شركاء يجمعنا المستقبل ذاته، ونشاطر بعضنا البعض هذه الأرض ولنا المصير ذاته'.
وأشارت إلى أن الرواية الجماعية تتّسم بالتعقيد والحساسية، وتطغى على هويّتنا –فلسطينيين وإسرائيليين- وتُنشئ واقع الحرب والاحتلال، إلا أن المستقبل الذي يجمعنا يكمن في نقطة التقاء روايتيْنا.
وأضافت، 'لقد أتينا اليوم هنا لأن رون ناضل من أجل مستقبل أفضل ليس له ولي فحسب، إنما لكل شخص آخر -على المستويين الفردي والجماعي- من الإسرائيليين والفلسطينيين، بالنسبة لرون، كانت مناصرته للإسرائيليين ومناصرته للفلسطينيين تحملان المعنى ذاته، حيث إنهما كانتا تعنيان بالنسبة له أن يكون إنسانا، إننا –أفراد عائلة رون- نقف أمامكم في هذا اليوم بصفتنا إسرائيليين وبشرا في الوقت ذاته، لاعتقادنا بأن ما يجعل الحياة جديرة لأن يعيشها المرء هو السلام والتعايش، وأعدكم بمواصلة العهد الذي بدأتموه ووالدي'.
من جهة أخرى، قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، 'نحن الآن نعمل على تشكيل حكومة التوافق الوطني، التي نرجو أن ترى النور خلال الأيام القليلة المقبلة، برئاسة رئيس الوزراء الحالي رامي الحمد الله'.
وأضاف سيادته: "ستستمر حكومة التوافق الوطني بعملها حتى إجراء الانتخابات العامة، والتي اعتقد أنها من أنزه الانتخابات في العالم، ولم يحدث أي شيء يشوب إجراءها منذ انطلاقة السلطة الوطنية عام 1994".
وتابع: 'صندوق الاقتراع سيكون الحكم، ومن يختاره الشعب سيستلم زمام الأمور، ونحن احترمنا رأي الشعب الإسرائيلي في اختيار من يمثله، ولكن الجانب الإسرائيلي رد علينا بقطع الاتصالات ماعدا الجانب الأمني، وحجز الأموال لأننا أردنا أن نتوحد، وأن ننهي الانقسام'.
وقال الرئيس عباس: 'حجز عائدات الضرائب أمر لا يجور، فهذه اموال فلسطينية حسب اتفاق باريس تقوم اسرائيل بجبايتها وتأخذ عليها نسبة، فلماذا يتم حجزها؟ وبأي حق؟، هذه اموال الشعب الفلسطيني تدفع لرواتب الموظفين.
وفي نهاية اللقاء، منح الرئيس عباس، الراحل الدكتور رون يونداك شهادة تقديرية، وذلك لجهوده في دعم تحقيق السلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق