صامد للأنباء\
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة 'فتح' جبريل الرجوب، ضرورة مواجهة المرحلة المقبلة بإستراتيجية وطنية تشارك في صياغتها كافة القوى الفاعلة في شعبنا، وبرنامج يتسم بروح المبادرة يكون نتاجا لحوار وطني، يبقي الدولة الفلسطينية حاضرة في الأجندة الوطنية والإقليمية والدولية.
وأضاف الرجوب في محاضرة ألقاها، اليوم الخميس، في ندوة بعنوان 'ما بعد انتهاء فترة المفاوضات 29-4-2014' نظمتها هيئة التوجيه السياسي والوطني في مدرسة الشهيد خالد الحسن، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة إدارة صراع وليست حكومة حل، ولا يجوز أن نبقى أسرى الماضي الذي نفتخر به ونحن نمر الآن بمرحلة مفصلية.
وأشار إلى أن ما بعد تاريخ انتهاء جولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الحالية ليس كما قبله، وأن القيادة الفلسطينية لن تمدد المفاوضات ساعة واحدة بعد المدة المحددة لها، ما لم يكن هناك اختراق حقيقي في الموقف الإسرائيلي يتطابق مع قرارات الشرعية ذات العلاقة بالصراع.
وقال إن قرار الرئيس بالمشاركة في جولة المفاوضات الحالية كان سديدا من خلال صدقية النتائج التي كرست قناعة لدى العالم بأن حكومة إسرائيل لا تسعى إلى حل، وتقوض كل أمل لتحقيق السلام بتصعيدها للقتل والاستيطان والحصار، ووضع كل العقبات الممكنة لإنجاح المفاوضات التي انطلقت لإقامة دولة فلسطين.
وأضاف أن مواجهة المرحلة تبدأ بحوار وطني لتحديد إستراتيجية المرحلة المقبلة، مشددا على أن الهوية الوطنية عنصر واجب الوجود في كل المستويات، ليس لأننا إقليميون، بل لأن البديل الآخر هو نفي فلسطين عن الخارطة السياسية، ويجب أن تكون كافة الخطوات محسوبة، ومسارنا النضالي يحظى بإجماع وطني، ونتطلع إلى سلوك نضالي سياسي برسم الوحدة الوطنية يبقي على تماسك الجبهة الداخلية ويمنع إزالة الدولة الفلسطينية من أجندة العالم.
وقال، آن الأوان لبناء إستراتيجية أمنية لها علاقة بالدولة واستحقاقاتها الوطنية والإقليمية والدولية، وتعفيها من سوء نوايا البعض حول التنسيق الأمني، مضيفا أن لدينا قوة أمنية محصنة بخلفية نضالية، وإرثا وطنيا عميقا، ونسعى إلى التوصل لمفهوم وعقيدة أمنية لحماية مشروع الدولة في سياق صياغة مجتمع مدني ديمقراطي تسوده الحرية والعدالة والمساواة.
وشدد على ضرورة أنه لا يجب أن نسمح للاحتلال بجرنا إلى المربع الذي يريده، الأمر الذي يتطلب حوارا وطنيا عميقا وموضوعيا وعمليا يحدد معالم العمل والسلوك بعد 29/4، واستثمار الإجماع الدولي بتجريم الاحتلال وخطره على السلم والأمن العالميين.
وقال، يجب أن نعيد صياغتنا مع الأشقاء العرب والمسلمين على أرضية أننا المدافعون عن المسجد الأقصى ومقدساتهم وصمام الأمان لأمنهم القومي، وأن منطلقاتنا تتمثل في كون منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، ومن يبحث عن جسم بديل يلعب بالنار، وأن النظام السياسي الفلسطيني قائم على الشراكة والحياة الديمقراطية، وأن الشرعية الدولية والمبادرة العربية أداة القياس في تحالفاتنا.
وأضاف الرجوب أن حركة فتح لم تخطئ في المنعطفات الحادة، وهي رائدة المشروع الوطني، وتركز على الهوية كهدف والنضال الذي يمثل جزءا من عقيدة أبنائها كوسيلة، وما زالت متمسكة بأهدافها ومبادئها ومنطلقاتها، وهي الحلقة المركزية في النضال الوطني الفلسطيني وعليها المساهمة في صياغة أجندة وطنية على أساس الحياد في صراعات 'الربيع العربي' واستخلاص العبر منها.
واختتم المحاضرة بدعوة حركة حماس إلى العمل الجاد لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وإلى تعزيز الأصوات الإيجابية فيها، وتساءل: ما الفوائد التي جنتها حركة حماس تنظيميا أو سياسيا، أو التي انعكست إيجابيا على شعبنا في غزة من هذا الانقسام؟!!
وكان المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان ضميري افتتح الندوة التي نظمتها دائرة الإعلام في الهيئة بالتأكيد على خطورة المرحلة المقبلة، وضرورة مساندة القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي يخوض معركة الدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وأكد أن هذه الندوة هي باكورة ندوات فكرية للبحث في سبل الوصول إلى توافق وطني حول برنامج المرحلة المقبلة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق