صامد

صامد

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

فتح ...ثورة شعب صار قوة اقليمية:بقلم: موفق مطر

صامد للأنباء\لا تنجح الثورات دون نظام وقوانين, ولا تُرفَع اعمدة الدول دون ثورة منظمة على البالي المتخلف, والظالم من الأنظمة والقوانين
.. دستورية مشرعة كانت, أو مفاهيم اجتماعية وموروثات ثقافية عن طريق الخطأ ..فالدولة ثورة هادئة تبدأ منذ اللحظة الأولى لتحقيق أهداف الثورة الهادرة بأحداث ومنعطفات متحركة بعقلانية وبانفعالات أحيانا .
يدرك مناضلو الحركة الوطنية أن القصب الأجوف الهش قد يصلح لبناء عرائش ومظلات, أما مؤسسات الدولة الوطنية فانها تحتاج لبناء علمي معرفي تربوي ثقافي أخلاقي قبل التفكير بصب القواعد والأعمدة الاسمنتية للمؤسسات وتزيينها بالأثاث العصري, فليست كل الدول المتنعمة بوسائل التكنولوجيا الحديثة, والمتمتعة بمظاهر عمرانية دولا مدنية ديمقراطية .. فالأصل هو الانسان, تكوينه الثقافي والمعرفي، ومدى انعكاس ذلك على انتمائه للوطن .
يصنع المناضلون التحرريون الوطنيون نظاما يمكنهم من مواكبة حركة الزمن المتقدم, بعد التحرر من عقدة الأنا وتطليق الارتجال, ينكبون على رسم الخطط والبرامج، واعادة صياغة مبادئ الثورة وأهدافها بمأسسة الثوابت الثقافية والحقوق التاريخية, ينفتحون مراجعات نقدية, كسبيل للتقويم .
نستطيع الانتقال من ثورة الشعب الى دولة الشعب, عندما يطبق المناضلون في الحركة الوطنية مبدأ العقاب والثواب في المهمات والوظائف, وجسدت مبدأي العدالة والمساواة في الصحة والتعلم والحقوق, ونصبت ميزان الحساب والمساءلة بالقانون .
استطاعت حركة فتح وهي تشارف على دخول اليوبيل الفضي احداث نقلة نوعية في العمل الوطني الفلسطيني التنظيمي والسياسي والثقافي, فالحركة اسست لحالة كفاحية ثورية ونضالية شعبية مازلنا نشهد ولادتها المتجددة رغم كل الضربات المركزة لاجهاضها, وهنا يكمن سر الفينيق الفتحاوي حيث الاستعداد الدائم لمنع تمكين الترهل, واستعادة مسارات الاتصال مع الجماهير, وحماية شرايين المشروع الوطني من الانسداد بشحوم الايديولوجيات المستوردة, حمت مناضليها من النظريات المعلبة, فنهلوا من كتاب الهوية الوطنية الفلسطينية, حتى بات الانتماء والولاء لفلسطين الأرض والشعب والأهداف والآمال معيارا لانتماء المناضل لفتح .. فحركة التحرر الوطنية الفلسطينية لا تحسب الفشل والنجاح أو الربح والخسارة بمعيار ما يتحقق من مصالح للتنظيم، وانما بمعيار الانجازات والمكاسب العائدة على الوطن, على حرية وتقدم وتطور ورفاهية الشعب, بقدر اعلاء المصالح الوطنية الفلسطينية. ومدى التقدم بالمشروع الوطني, وبنوعية المؤسسات، وانسجام انظمتها وقوانينها مع مبادئ الديمقراطية وشريعة ومواثيق حقوق الانسان.
عاشت فتح وبقيت وسادت لأنها اتخذت الشعب الفلسطيني شبكة أمانها الدائمة واللا محدودة, لأنها كانت ومازالت رغم اختلاف الأدوات والأساليب في خط المواجهة الأول في الصدام والصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني، ومبعث أمل للمناضل العربي, فكرست مفهوم العروبة وجسدت مبدأ المصير العربي المشترك, وأعلت القيم والأفكار الانسانية النبيلة، اثبتت للعالم أنها حركة الشعب الفلسطيني, وليست تنظيما او فصيلا او حزبا تابعا, فحركة فتح تؤمن ان الشعب الفلسطيني هو القوة الاقليمية الذي يستحق ان تدور في فلكه القوى .. فالعبرة فيمن يصمد ويواجه ويقاوم ويبني, وليس فيمن طوع نفسه وهيأها لاستخدامات الآخرين .. ففتح الثورة تبني انسان ومواطن الدولة الحر ليحمي أرضه المحررة الى الأبد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر