صامد للأنباء -
ذكرى رحيل العقيد محمد جميل عارف الهدمي (أبو جميل) شيخ اللجنة العلمية
1928م – 1998م
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 2/11/2015م
اليوم هي الذكرى السابعة عشر لرحيل شيخ اللجنة العلمية العقيد/ محمد جميل عارف الهدمي (أبو جميل)، مسؤول صيانة الأسلحة والمدافع والتصنيع لحركة فتح لعقود طويلة ومسؤول مركز "11" في صيدا.
العقيد/ محمد جميل الهدمي من مواليد الشيوخ العروب/ الخليل عام 1928م، شارك مع الشهيد القائد/ عبد القادر الحسيني تحت قيادة الشهيد ابراهيم أبو دية في الجهاد المقدس عام 1948م، حيث كان مسؤول التسليح آنذاك، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل في الورش المدنية التي اكسبته خبرة كبيرة.
التحق ابو جميل في حركة فتح عام 1967م بعد هزيمة حزيران من ذلك العام، حيث عمل في عدة قواعد عسكرية في الأردن.
ومع ازدياد الحاجة للسلاح في مرحلة المد الثوري للحركة بعد انطلاقتها الثانية والرغبة في توفير السلاح للمقاتلين، وعت حركة فتح منذ انطلاقتها إلى ضرورة وجود جهاز علمي يتابع التقدم والتطور والتكنولوجيا الخاصة بالأسلحة، ويكون هذا الجهاز مسؤولاً عن كافة القضايا الفنية والتكنولوجية، بما فيها تصنيع السلاح وإصلاحه، ومن هنا قام علماء ومهندسون من حركة فتح بإنشاء اللجنة العلمية في الكويت اولاً أواسط عام 1969م، وتم إنشاء فروع لها في دول الطوق، وبعد الخروج من الأردن عام 1971م تم انشاء مركز (44) اللجنة العلمية في سوريا وكذلك مركز (11) في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان وعين أبو جميل مسؤولاً عنه، إضافة إلى عدة مراكز فرعية في مناطق أخرى.
عمل أبو جميل بكل طاقته وقدرته على أن يتم توفير مزيداً من الأسلحة وخاصة الثقيلة منها والتي أسهمت اسهاماً كبيراً في مواجهة قوات العدو خلال الاجتياحات المتكررة على لبنان، حيث تم صناعة راجمات الصواريخ (جراد، الكاتيوشا 107 ملم، والهاونات وكذلك الأر. بي. جي) والقنابل والرصاص والمسدسات وكان يتابع صيانة الأسلحة.
عندما تم اجتياح لبنان عام 1982م، تم أسر أبو جميل من قبل القوات الإسرائيلية وأودع معتقل أنصار في جنوب لبنان لحين تم الإفراج عنه وعن الإخوة المعتقلين ضمن عملية تبادل الأسرى.
في ذلك العام وعندما دخلت القوات الإسرائيلية إلى مركز (11) اللجنة العلمية في مدينة صيدا (مخيم المية ومية) ذهلت تلك القوات مما رأته من معدات بسيطة لا تذكر تصنع بها راجمات الصواريخ والأسلحة المختلفة.
نعم بالفعل كان هذا المصنع الذي يشرف عليه أبو جميل الهدمي والذي كانت له بصماته الواضحة على مختلف أسلحة المقاتلين في الحركة، كيف لا وهو الذي يقوم بعمل صيانة لمختلف الأسلحة.
أبو جميل ذلك الرجل الطيب الذي كان يصنع بيديه، ولا يشعر الآخرين بأنه مسؤول، كان في قمة التواضع، فهو موسوعة من المعلومات عن الأسلحة تصنيعاً وصيانة.
لقد شهد له جنوب لبنان من صيدا وحتى رأس الناقورة، بالعمل الذي كان يقوم فيه خدمة للمقاتلين الفدائيين.
بعد الخروج من بيروت عام 1982م وطرابلس لبنان عام 1983م، بدأت اللجنة العلمية تنفيذ مشروعاً مشتركاً فلسطينياً – يمنياً في العاصمة صنعاء، وذلك لخلق قاعدة تكنولوجية حديثة في اليمن، حيث أصبح هذا المشروع، مركزا ًلتجميع كوادر اللجنة العلمية، ولتشكيل قاعدة تكنولوجية حديثة تخدم المصالح اليمنية والفلسطينية الجديدة، وكان أبو جميل من أولئك الأبطال الذي نفتخر بهم في عملهم باليمن الشقيق، هذا المشروع كان رداً للجميل للأخوة اليمنيين الذين قدموا الأرواح من أجل فلسطين في معاركنا في لبنان وعلى أرض فلسطين دفاعاً عن الثورة والشعب الفلسطيني، والذين لم يبخلوا يوماً حيث تم احتضان قواتنا بعد الخروج من بيروت على أراضيه.
قامت اللجنة العلمية بصناعة راجمات صواريخ (غراد عيار 122، والار. بي. جي "7"، وراجمة الكاتيوشا عيار 132 ملم، والهاونات بمختلف أنواعها، والقنابل اليدوية والمسدسات، وصيانة الأسلحة المختلفة)، وغير من الصناعات الحربية في اليمن، إلى ذلك تم إنشاء فرع للجنة العلمية في العراق وكان من خيرة خبرائنا الذين يعملون في ذلك الفرع.
عاد أبو جميل إلى أرض الوطن بعد عودة قيادة المنظمة وقواتها، بعد عقود من الإقامة في الشتات والمنافي.
انتقل العقيد/ محمد جميل عارف الهدمي (أبو جميل) إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الموافق 2/11/1998م في مستشفى المقاصد في القدس الشرقية أثر مرض عضال عانى منه طويلاً.
أبو جميل شيخ اللجنة العلمية، هو ابن الخليل الأبية، لن ننساك حيث قمت بتعليم أجيال وها أنت تغادرنا إلى الرفيق الأعلى، ومهما كتبنا عنك فلن نوفيك جزء من حقك عن تلك الأجيال وعن الحركة التي ناضلت فيها عشرات السنين.
رحمك الله يا أبا جميل الهدمي واسكنك فسيح جناته.
ذكرى رحيل العقيد محمد جميل عارف الهدمي (أبو جميل) شيخ اللجنة العلمية
1928م – 1998م
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 2/11/2015م
اليوم هي الذكرى السابعة عشر لرحيل شيخ اللجنة العلمية العقيد/ محمد جميل عارف الهدمي (أبو جميل)، مسؤول صيانة الأسلحة والمدافع والتصنيع لحركة فتح لعقود طويلة ومسؤول مركز "11" في صيدا.
العقيد/ محمد جميل الهدمي من مواليد الشيوخ العروب/ الخليل عام 1928م، شارك مع الشهيد القائد/ عبد القادر الحسيني تحت قيادة الشهيد ابراهيم أبو دية في الجهاد المقدس عام 1948م، حيث كان مسؤول التسليح آنذاك، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل في الورش المدنية التي اكسبته خبرة كبيرة.
التحق ابو جميل في حركة فتح عام 1967م بعد هزيمة حزيران من ذلك العام، حيث عمل في عدة قواعد عسكرية في الأردن.
ومع ازدياد الحاجة للسلاح في مرحلة المد الثوري للحركة بعد انطلاقتها الثانية والرغبة في توفير السلاح للمقاتلين، وعت حركة فتح منذ انطلاقتها إلى ضرورة وجود جهاز علمي يتابع التقدم والتطور والتكنولوجيا الخاصة بالأسلحة، ويكون هذا الجهاز مسؤولاً عن كافة القضايا الفنية والتكنولوجية، بما فيها تصنيع السلاح وإصلاحه، ومن هنا قام علماء ومهندسون من حركة فتح بإنشاء اللجنة العلمية في الكويت اولاً أواسط عام 1969م، وتم إنشاء فروع لها في دول الطوق، وبعد الخروج من الأردن عام 1971م تم انشاء مركز (44) اللجنة العلمية في سوريا وكذلك مركز (11) في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان وعين أبو جميل مسؤولاً عنه، إضافة إلى عدة مراكز فرعية في مناطق أخرى.
عمل أبو جميل بكل طاقته وقدرته على أن يتم توفير مزيداً من الأسلحة وخاصة الثقيلة منها والتي أسهمت اسهاماً كبيراً في مواجهة قوات العدو خلال الاجتياحات المتكررة على لبنان، حيث تم صناعة راجمات الصواريخ (جراد، الكاتيوشا 107 ملم، والهاونات وكذلك الأر. بي. جي) والقنابل والرصاص والمسدسات وكان يتابع صيانة الأسلحة.
عندما تم اجتياح لبنان عام 1982م، تم أسر أبو جميل من قبل القوات الإسرائيلية وأودع معتقل أنصار في جنوب لبنان لحين تم الإفراج عنه وعن الإخوة المعتقلين ضمن عملية تبادل الأسرى.
في ذلك العام وعندما دخلت القوات الإسرائيلية إلى مركز (11) اللجنة العلمية في مدينة صيدا (مخيم المية ومية) ذهلت تلك القوات مما رأته من معدات بسيطة لا تذكر تصنع بها راجمات الصواريخ والأسلحة المختلفة.
نعم بالفعل كان هذا المصنع الذي يشرف عليه أبو جميل الهدمي والذي كانت له بصماته الواضحة على مختلف أسلحة المقاتلين في الحركة، كيف لا وهو الذي يقوم بعمل صيانة لمختلف الأسلحة.
أبو جميل ذلك الرجل الطيب الذي كان يصنع بيديه، ولا يشعر الآخرين بأنه مسؤول، كان في قمة التواضع، فهو موسوعة من المعلومات عن الأسلحة تصنيعاً وصيانة.
لقد شهد له جنوب لبنان من صيدا وحتى رأس الناقورة، بالعمل الذي كان يقوم فيه خدمة للمقاتلين الفدائيين.
بعد الخروج من بيروت عام 1982م وطرابلس لبنان عام 1983م، بدأت اللجنة العلمية تنفيذ مشروعاً مشتركاً فلسطينياً – يمنياً في العاصمة صنعاء، وذلك لخلق قاعدة تكنولوجية حديثة في اليمن، حيث أصبح هذا المشروع، مركزا ًلتجميع كوادر اللجنة العلمية، ولتشكيل قاعدة تكنولوجية حديثة تخدم المصالح اليمنية والفلسطينية الجديدة، وكان أبو جميل من أولئك الأبطال الذي نفتخر بهم في عملهم باليمن الشقيق، هذا المشروع كان رداً للجميل للأخوة اليمنيين الذين قدموا الأرواح من أجل فلسطين في معاركنا في لبنان وعلى أرض فلسطين دفاعاً عن الثورة والشعب الفلسطيني، والذين لم يبخلوا يوماً حيث تم احتضان قواتنا بعد الخروج من بيروت على أراضيه.
قامت اللجنة العلمية بصناعة راجمات صواريخ (غراد عيار 122، والار. بي. جي "7"، وراجمة الكاتيوشا عيار 132 ملم، والهاونات بمختلف أنواعها، والقنابل اليدوية والمسدسات، وصيانة الأسلحة المختلفة)، وغير من الصناعات الحربية في اليمن، إلى ذلك تم إنشاء فرع للجنة العلمية في العراق وكان من خيرة خبرائنا الذين يعملون في ذلك الفرع.
عاد أبو جميل إلى أرض الوطن بعد عودة قيادة المنظمة وقواتها، بعد عقود من الإقامة في الشتات والمنافي.
انتقل العقيد/ محمد جميل عارف الهدمي (أبو جميل) إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الموافق 2/11/1998م في مستشفى المقاصد في القدس الشرقية أثر مرض عضال عانى منه طويلاً.
أبو جميل شيخ اللجنة العلمية، هو ابن الخليل الأبية، لن ننساك حيث قمت بتعليم أجيال وها أنت تغادرنا إلى الرفيق الأعلى، ومهما كتبنا عنك فلن نوفيك جزء من حقك عن تلك الأجيال وعن الحركة التي ناضلت فيها عشرات السنين.
رحمك الله يا أبا جميل الهدمي واسكنك فسيح جناته.




0 التعليقات:
إرسال تعليق