صامد للأنباء - من ذاكرة الثورة الفلسطينية في مثل هذا اليوم
ذكرى انفجار لغم واستشهد فيها الشهيد أحمد الاطرش والشهيد ومنهل شديد و اصيب الشهيد القائد ابو علي اياد في وقتها بعينه .
الشهيد البطل أحمد الاطرش
ولد/ أحمد محمد قاسم الأطرش في شفا عمر عام 1938م في عائلة عربية أصيلة وطنية مناضلة معتدة بالنفس والشهامة والكرم والوفاء، فوالدة/ محمد قاسم الأطرش شيخ عشيرة الأطرش ومن المناضلين البارزين في ثورتي 1936- 1939م حيث شارك في عدة عمليات فدائية ضد اليهود.
بعد أن حلت النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م وشرد من دياره إلى المنافي هاجرت أسرته إلى دمشق حيث أكمل دراسته الأساسية والثانوية فيها، وبعدها انتسبت إلى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.
التحق أحمد الأطرش بحركة فتح عام 1964م حيث شارك في عمليات العاصفة الأولى انطلاقاً من جنوب لبنان وكان يقوم بإرسال الدوريات الفدائية عبر الحدود اللبنانية إلى داخل الأرض المحتلة.
أشرف أحمد الأطرش عام 1964م على الأعداد الأول لدورة عسكرية أقيمت سراً في طرابلس شمال لبنان، حيث ضمت هذه الدورة اثنى عشر متدرباً من حركة فتح وكان التدريب في مسمكة تخص شخص يدعى (غالب طمبوزة).
بعد أن قام الأخ/ أبو جهاد الوزير بترتيب أول دورة عسكرية للضباط في الجزائر قام أحمد الأطرش بترشيح كل من على عباس وأخيه زياد الأطرش للالتحاق بهذه الدورة.
كان أحمد الأطرش من أبرز القيادات العسكرية على الساحة اللبنانية في ذلك الوقت وخاصة داخل المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.
ركز أحمد الأطرش نشاطه على الأعداد العسكري والانطلاق للعمليات الفدائية من جنوب لبنان
عندما انتقل الأخ/ أبو جهاد وأسرته من الجزائر إلى لبنان عام 1965م حول منزله في بيروت إلى مستودع للأسلحة والذخائر، وكان أحمد الأطرش هو الذي يتولى الاتصال مع الأخت/ أم جهاد لاستلام الأسلحة منها ومن ثم نقلها إلى الفدائيين في جنوب لبنان.
يقول الأخ/ زكريا عبد الرحيم (أبو يحيى) أنه كان يقوم بشراء الأسلحة والمتفجرات في لبنان وكان يعطي نصفها للأخ/ أحمد الأطرش والنصف الثاني كان يسلمه للأخ/ أبو عمار الذي كان ينقلها بسيارته الفوكلس واجن سوداء اللواء إلى دمشق.
بعد اعتقال جلال محمد كعوش واستشهاده في أقبيبة المخابرات اللبنانية المكتب الثاني من جراء التعذيب، بدأت المخابرات بالبحث عن أحمد الأطرش حيث تم اعتقاله ومكث في المعتقل لمدة خمسون يوماً ذاق خلالها أبشع أنواع التعذيب كي يدلي بمعلومات أو يعترف إلا أنه صمد في وجه ذلك مما اضطرت أجهزة الأمن للإفراج عنه، فصدرت إليه تعليمات بالمغادرة إلى دمشق.
انتقل أحمد الأطرش إلى سوريا وانخرط على الفور في مجال العمل العسكري مع الشهيدين أبو صبري صيدم وأبو علي إياد، حيث استمر في تنظيم الدوريات الفدائية المرسلة إلى داخل الأرض المحتلة.
على أثر أزمة النقيب البعثي/ يوسف عرابي بتاريخ 9/5/1966م والتي أدت إلى مقتله واتهام قيادة حركة فتح بذلك واعتقالها لدى المخابرات السورية أوكلت مهمة قيادة حركة فتح لكل من الأخت أم جهاد والأخ/ أبو علي إياد والأخ/ أحمد الأطرش، حيث تولت اللجنة القيادة الجديدة، وكان نصب أعينها العمل في اتجاهين الأول هو السعي لتكثيف الاتصالات بهدف الإفراج عن القيادة المعتقلة والثاني السعي لتثبيت أوضاع الحركة ومواصلة العمل العسكري وكان للاتجاهين معاً دوراً بارزاً في تغيير مسار هذه القضية، حيث مكثت قيادة الحركة في السجن لمدة ثلاثة أشهر والباقي مكث لمدة خمسة أشهر.
هذه الحادثة وضعت مصير حركة فتح والقضية الفلسطينية في دائرة الخطر وفي مهب الإعصار، حيث سرعان ما تكشفت نوايا القوى التي دفعت باتجاه تفجير تلك الأزمة التي كان يراد منها السيطرة على قيادة قوات العاصفة في دمشق بقوة السلاح.
كان أحمد محمد الأطرش من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني في المجالين التنظيمي والعسكري وبشكل خاص في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان.
لقد استمرت المساهمة البارزة للشهيد/ أحمد الأطرش في قيادة العمل العسكري والإعداد للدوريات حتى تاريخ استشهاده الواقع بتاريخ 28/2/1967م.
بتاريخ 28/2/1967م وأثناء إشراف كل من أحمد الأطرش ومنهل شديد وأبو علي إياد على تدريب عسكري للمقاتلين في معسكر الهامة الواقع بضواحي مدينة دمشق وأثناء التدريب انفجر اللغم الذي كانوا يتدربون عليه مما أدى إلى استشهاد كل من/ أحمد الأطرش ومنهل شديد وأصيب الأخ/ أبو علي إياد إصابة بالغة في عينه وساقه التي استعاض عنها بعصا.
تم توديع الشهيدين/ أحمد الأطرش ومنهل شديد بما يليق بهما حيث شاركت جماهير شعبنا الفلسطيني في دمشق بوداع الشهيدين وكذلك شارك الأخ أبو جهاد الذي ابن الشهيدين وألقى قصيدة حماسية بعد مواراتهم الثرى.
رحم الله شهيدنا البطل / أحمد الأطرش والشهيد منهل شديد وكل الشهداء الأكرم منا جميعاً وأسكنهم فسيح جناته.
الشهيد البطل منهل توفيق مكاوي شديد
منهل توفيق مكاوي شديد من مواليد بلدة علا – بالضفة الغربية عام 1942م درس في مدارسها المرحلة الابتدائية والإعدادية وتحصل على الثانوية العامة فيما بعد عام 1960م حيث عمل مدرساً آنذاك.
بعد نيل الجزائر استقلالها عن فرنسا وفي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1963م صدر قرار من رئاسة الجمهورية الجزائرية بممارسة مكتب فلسطين بالعاصمة الجزائرية لنشاطه العام في خدمة القضية الفلسطينية، لقد كان تأسيس مكتب فلسطين في الجزائر هو أول تجسيد عملي وعلني ملموس لحركة فتح.
يقول القائد/ أبو جهاد لقد كانت المهمة الأولى لهذا المكتب هي فتح الأبواب أمام مئات الطلبة الفلسطينيين للالتحاق بالجامعات الجزائرية وكذلك فتح الأبواب أمام مئات المعلمين الفلسطينيين ليقوموا بعملية التعريب والتدريس في الجزائر، فضلاً عن أعمال أخرى عديدة كانت الجزائر بحاجة ماسة لها بعد الاستقلال.
منهل شديد كان من أولئك المدرسين الذين حضروا إلى الجزائر ليعمل مدرساً هناك ويساهم في عملية التعريب حيث عمل لمدة وجيزة في مدارسها.
التحق منهل توفيق شديد بحركة فتح عام 1964م عن طريق الأخ / أبو جهاد ورشح إلى أول دورة للضباط الفلسطينيين في كلية شرشال العسكرية، حيث طلب الأخ أبو جهاد من الحكومة الجزائرية المساعدة في الإعداد والتدريب العسكري لعقد دورات عسكرية في الجزائر ومنها طلبة إدخال بعض المدرسين والطلبة إلى الكلية، حيث وافقت الحكومة الجزائرية على الطلب وعقدت أول دورة عسكرية للضباط في كلية شرشال في بداية عام 1965م حيث كان عدد المتدربين عشرون شاباً من أبناء تنظيم حركة فتح ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر كل من الشهيد/ زياد الأطرش، مصطفى وافي، فوزي أبو سكران، علي عباس، محمود عرسان، والشهيد/ منهل شديد وآخرون، واستمرت الدورة لمدة عام كامل أعقبها التدريب المكثف لمدة شهرين في دورة وحدات خاصة ومن ثم جرى الاحتفال بتخريج أول مجموعة من الضباط الفلسطينيين في شهر فبراير عام 1966م، وقام الرئيس الجزائر الراحل/ هواري بومدين بتخريج تلك الدورة.
عاد عام 1966م الملازم/ منهل توفيق شديد إلى دمشق وانيطت به مهمة الإعداد للعمليات العسكرية والتدريب للأرض المحتلة.
أسهم منهل شديد في تجنيد وإلحاق عدد من أبناء شعبنا الفلسطيني في حركة فتح، قاد منهل شديد التدريب العسكري في معسكر تدريب الحركة بإلهامه في سوريا، وأثناء قيامه بتدريب مجموعة من الفدائيين على كيفية استخدام الألغام المضادة للآليات والدبابات، قام بفك أمان اللغم وطلب من المتدربين الابتعاد عن المكان حفاظاً على أرواحهم حيث أصبح اللغم جاهز للانفجار في هذه اللحظة انفجر اللغم أثناء الشرح وذلك نتيجة الضغط عليه مما أدلى إلى استشهاد كل من الملازم/ منهل توفيق مكاوي شديد وأحمد محمد قاسم الأطرش وإصابة الأخ/ أبو علي إياد إصابة بالغة في عينه وساقه.
لقد مضى الشهيد البطل/ منهل توفيق شديد إلى جوار ربه مكللاً بالغار والفخار، هذا وقد تم مواراة جثمانه الطاهر مع الشهيد/ أحمد الأطرش في المقبرة بدمشق بعد أن تم الصلاة عليهما حيث شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني والسوري في وداع الشهيدين إلى مثواهم الأخير وبما يليق بهما.
وقد شارك الأخ أبو جهاد في الجنازة والقى مقاطع من قصيدة يقول فيها:
- بعث الشهيد ودحرج الحجر.
- من قال إني لاجئ كفر.
- مزقت أكفاني وهاآنذا خلف الحدود أجابه الخطر
لقد كان الشهيد/ منهل شديد متحمساً حيث كان يدرك أن مهمته الأساسية للتدريب والتحضير والإعداد يشكل بذلك الرصيد الأساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية.
كان منهل شديد صاحب نظرة أخويه للتربية حيث توجه بحسه ووعيه إلى تربية الأجيال الذين أصبحوا الآن قادة عسكريين.
لقد كان الشهيد/ منهل شديد رجل العمل والممارسة يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق في تلك الفترة بعد الانطلاقة مباشرة، وكان يشرف على التفاصيل والأهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الثوري الصادق الذي أطلقته حركة فتح في الفاتح من يناير عام 1965م، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة هذه الثورة العملاقة حتى سقط شهيداً.
رحمك الله يا شهيدنا البطل/ منهل توفيق شديد ورفيق دربك الشهيد / أحمد محمد الأطرش وأسكنهما الله فسيح جناته.
ذكرى انفجار لغم واستشهد فيها الشهيد أحمد الاطرش والشهيد ومنهل شديد و اصيب الشهيد القائد ابو علي اياد في وقتها بعينه .
الشهيد البطل أحمد الاطرش
ولد/ أحمد محمد قاسم الأطرش في شفا عمر عام 1938م في عائلة عربية أصيلة وطنية مناضلة معتدة بالنفس والشهامة والكرم والوفاء، فوالدة/ محمد قاسم الأطرش شيخ عشيرة الأطرش ومن المناضلين البارزين في ثورتي 1936- 1939م حيث شارك في عدة عمليات فدائية ضد اليهود.
بعد أن حلت النكبة بالشعب الفلسطيني عام 1948م وشرد من دياره إلى المنافي هاجرت أسرته إلى دمشق حيث أكمل دراسته الأساسية والثانوية فيها، وبعدها انتسبت إلى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية.
التحق أحمد الأطرش بحركة فتح عام 1964م حيث شارك في عمليات العاصفة الأولى انطلاقاً من جنوب لبنان وكان يقوم بإرسال الدوريات الفدائية عبر الحدود اللبنانية إلى داخل الأرض المحتلة.
أشرف أحمد الأطرش عام 1964م على الأعداد الأول لدورة عسكرية أقيمت سراً في طرابلس شمال لبنان، حيث ضمت هذه الدورة اثنى عشر متدرباً من حركة فتح وكان التدريب في مسمكة تخص شخص يدعى (غالب طمبوزة).
بعد أن قام الأخ/ أبو جهاد الوزير بترتيب أول دورة عسكرية للضباط في الجزائر قام أحمد الأطرش بترشيح كل من على عباس وأخيه زياد الأطرش للالتحاق بهذه الدورة.
كان أحمد الأطرش من أبرز القيادات العسكرية على الساحة اللبنانية في ذلك الوقت وخاصة داخل المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان.
ركز أحمد الأطرش نشاطه على الأعداد العسكري والانطلاق للعمليات الفدائية من جنوب لبنان
عندما انتقل الأخ/ أبو جهاد وأسرته من الجزائر إلى لبنان عام 1965م حول منزله في بيروت إلى مستودع للأسلحة والذخائر، وكان أحمد الأطرش هو الذي يتولى الاتصال مع الأخت/ أم جهاد لاستلام الأسلحة منها ومن ثم نقلها إلى الفدائيين في جنوب لبنان.
يقول الأخ/ زكريا عبد الرحيم (أبو يحيى) أنه كان يقوم بشراء الأسلحة والمتفجرات في لبنان وكان يعطي نصفها للأخ/ أحمد الأطرش والنصف الثاني كان يسلمه للأخ/ أبو عمار الذي كان ينقلها بسيارته الفوكلس واجن سوداء اللواء إلى دمشق.
بعد اعتقال جلال محمد كعوش واستشهاده في أقبيبة المخابرات اللبنانية المكتب الثاني من جراء التعذيب، بدأت المخابرات بالبحث عن أحمد الأطرش حيث تم اعتقاله ومكث في المعتقل لمدة خمسون يوماً ذاق خلالها أبشع أنواع التعذيب كي يدلي بمعلومات أو يعترف إلا أنه صمد في وجه ذلك مما اضطرت أجهزة الأمن للإفراج عنه، فصدرت إليه تعليمات بالمغادرة إلى دمشق.
انتقل أحمد الأطرش إلى سوريا وانخرط على الفور في مجال العمل العسكري مع الشهيدين أبو صبري صيدم وأبو علي إياد، حيث استمر في تنظيم الدوريات الفدائية المرسلة إلى داخل الأرض المحتلة.
على أثر أزمة النقيب البعثي/ يوسف عرابي بتاريخ 9/5/1966م والتي أدت إلى مقتله واتهام قيادة حركة فتح بذلك واعتقالها لدى المخابرات السورية أوكلت مهمة قيادة حركة فتح لكل من الأخت أم جهاد والأخ/ أبو علي إياد والأخ/ أحمد الأطرش، حيث تولت اللجنة القيادة الجديدة، وكان نصب أعينها العمل في اتجاهين الأول هو السعي لتكثيف الاتصالات بهدف الإفراج عن القيادة المعتقلة والثاني السعي لتثبيت أوضاع الحركة ومواصلة العمل العسكري وكان للاتجاهين معاً دوراً بارزاً في تغيير مسار هذه القضية، حيث مكثت قيادة الحركة في السجن لمدة ثلاثة أشهر والباقي مكث لمدة خمسة أشهر.
هذه الحادثة وضعت مصير حركة فتح والقضية الفلسطينية في دائرة الخطر وفي مهب الإعصار، حيث سرعان ما تكشفت نوايا القوى التي دفعت باتجاه تفجير تلك الأزمة التي كان يراد منها السيطرة على قيادة قوات العاصفة في دمشق بقوة السلاح.
كان أحمد محمد الأطرش من أبرز قيادات العمل الوطني الفلسطيني في المجالين التنظيمي والعسكري وبشكل خاص في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان.
لقد استمرت المساهمة البارزة للشهيد/ أحمد الأطرش في قيادة العمل العسكري والإعداد للدوريات حتى تاريخ استشهاده الواقع بتاريخ 28/2/1967م.
بتاريخ 28/2/1967م وأثناء إشراف كل من أحمد الأطرش ومنهل شديد وأبو علي إياد على تدريب عسكري للمقاتلين في معسكر الهامة الواقع بضواحي مدينة دمشق وأثناء التدريب انفجر اللغم الذي كانوا يتدربون عليه مما أدى إلى استشهاد كل من/ أحمد الأطرش ومنهل شديد وأصيب الأخ/ أبو علي إياد إصابة بالغة في عينه وساقه التي استعاض عنها بعصا.
تم توديع الشهيدين/ أحمد الأطرش ومنهل شديد بما يليق بهما حيث شاركت جماهير شعبنا الفلسطيني في دمشق بوداع الشهيدين وكذلك شارك الأخ أبو جهاد الذي ابن الشهيدين وألقى قصيدة حماسية بعد مواراتهم الثرى.
رحم الله شهيدنا البطل / أحمد الأطرش والشهيد منهل شديد وكل الشهداء الأكرم منا جميعاً وأسكنهم فسيح جناته.
الشهيد البطل منهل توفيق مكاوي شديد
منهل توفيق مكاوي شديد من مواليد بلدة علا – بالضفة الغربية عام 1942م درس في مدارسها المرحلة الابتدائية والإعدادية وتحصل على الثانوية العامة فيما بعد عام 1960م حيث عمل مدرساً آنذاك.
بعد نيل الجزائر استقلالها عن فرنسا وفي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 1963م صدر قرار من رئاسة الجمهورية الجزائرية بممارسة مكتب فلسطين بالعاصمة الجزائرية لنشاطه العام في خدمة القضية الفلسطينية، لقد كان تأسيس مكتب فلسطين في الجزائر هو أول تجسيد عملي وعلني ملموس لحركة فتح.
يقول القائد/ أبو جهاد لقد كانت المهمة الأولى لهذا المكتب هي فتح الأبواب أمام مئات الطلبة الفلسطينيين للالتحاق بالجامعات الجزائرية وكذلك فتح الأبواب أمام مئات المعلمين الفلسطينيين ليقوموا بعملية التعريب والتدريس في الجزائر، فضلاً عن أعمال أخرى عديدة كانت الجزائر بحاجة ماسة لها بعد الاستقلال.
منهل شديد كان من أولئك المدرسين الذين حضروا إلى الجزائر ليعمل مدرساً هناك ويساهم في عملية التعريب حيث عمل لمدة وجيزة في مدارسها.
التحق منهل توفيق شديد بحركة فتح عام 1964م عن طريق الأخ / أبو جهاد ورشح إلى أول دورة للضباط الفلسطينيين في كلية شرشال العسكرية، حيث طلب الأخ أبو جهاد من الحكومة الجزائرية المساعدة في الإعداد والتدريب العسكري لعقد دورات عسكرية في الجزائر ومنها طلبة إدخال بعض المدرسين والطلبة إلى الكلية، حيث وافقت الحكومة الجزائرية على الطلب وعقدت أول دورة عسكرية للضباط في كلية شرشال في بداية عام 1965م حيث كان عدد المتدربين عشرون شاباً من أبناء تنظيم حركة فتح ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر كل من الشهيد/ زياد الأطرش، مصطفى وافي، فوزي أبو سكران، علي عباس، محمود عرسان، والشهيد/ منهل شديد وآخرون، واستمرت الدورة لمدة عام كامل أعقبها التدريب المكثف لمدة شهرين في دورة وحدات خاصة ومن ثم جرى الاحتفال بتخريج أول مجموعة من الضباط الفلسطينيين في شهر فبراير عام 1966م، وقام الرئيس الجزائر الراحل/ هواري بومدين بتخريج تلك الدورة.
عاد عام 1966م الملازم/ منهل توفيق شديد إلى دمشق وانيطت به مهمة الإعداد للعمليات العسكرية والتدريب للأرض المحتلة.
أسهم منهل شديد في تجنيد وإلحاق عدد من أبناء شعبنا الفلسطيني في حركة فتح، قاد منهل شديد التدريب العسكري في معسكر تدريب الحركة بإلهامه في سوريا، وأثناء قيامه بتدريب مجموعة من الفدائيين على كيفية استخدام الألغام المضادة للآليات والدبابات، قام بفك أمان اللغم وطلب من المتدربين الابتعاد عن المكان حفاظاً على أرواحهم حيث أصبح اللغم جاهز للانفجار في هذه اللحظة انفجر اللغم أثناء الشرح وذلك نتيجة الضغط عليه مما أدلى إلى استشهاد كل من الملازم/ منهل توفيق مكاوي شديد وأحمد محمد قاسم الأطرش وإصابة الأخ/ أبو علي إياد إصابة بالغة في عينه وساقه.
لقد مضى الشهيد البطل/ منهل توفيق شديد إلى جوار ربه مكللاً بالغار والفخار، هذا وقد تم مواراة جثمانه الطاهر مع الشهيد/ أحمد الأطرش في المقبرة بدمشق بعد أن تم الصلاة عليهما حيث شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني والسوري في وداع الشهيدين إلى مثواهم الأخير وبما يليق بهما.
وقد شارك الأخ أبو جهاد في الجنازة والقى مقاطع من قصيدة يقول فيها:
- بعث الشهيد ودحرج الحجر.
- من قال إني لاجئ كفر.
- مزقت أكفاني وهاآنذا خلف الحدود أجابه الخطر
لقد كان الشهيد/ منهل شديد متحمساً حيث كان يدرك أن مهمته الأساسية للتدريب والتحضير والإعداد يشكل بذلك الرصيد الأساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية.
كان منهل شديد صاحب نظرة أخويه للتربية حيث توجه بحسه ووعيه إلى تربية الأجيال الذين أصبحوا الآن قادة عسكريين.
لقد كان الشهيد/ منهل شديد رجل العمل والممارسة يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق في تلك الفترة بعد الانطلاقة مباشرة، وكان يشرف على التفاصيل والأهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الثوري الصادق الذي أطلقته حركة فتح في الفاتح من يناير عام 1965م، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة هذه الثورة العملاقة حتى سقط شهيداً.
رحمك الله يا شهيدنا البطل/ منهل توفيق شديد ورفيق دربك الشهيد / أحمد محمد الأطرش وأسكنهما الله فسيح جناته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق