صامد

صامد

الخميس، 29 يناير 2015

نوح المزيف.. والطحينة - موفق مطر

صامد للأنباء - لبس البدل, وعقد ربطات العنق, واقامة الافراح والتطبيل والتزمير الدعائي والاعلامي, و(نشر العرض) في « صحف» ومواقع «فيسبوكية ويوتوبية» تتكاثر كالارانب, سمة مجتمع مازال اميا بمنهج الديمقراطية حتى ولو كان اكثره من حملة الشهادات الجامعية, فالديمقراطية علم, وتربية, وسلوك يحتذى, وثقافة انسانية, تطهر المجتمع من بكتيريا المتسلطين باسم الدين, فالاصل ان الخير كامن في الفلسفات والقوانين والعقائد والافكار الانسانية, لكن نزعة التسلط والاستبداد العنصري افسدت حياتنا, فهؤلاء يصنعون الاعداء !!. ليزجوا ابناء آدم في اتون حرائقهم ومعاركهم الشيطانية... يذبحون الابرياء في الميادين والملاعب والشوارع, يسفكون الدماء, يدمرون منابر العلوم, وعجلات الاقتصاد, حتى اذا مالت سفينة البلاد واخذ البحر يبتلعها لا يملك احفاد (نوح المزيف) عليها الا اطواق نجاة «مخزوقة».
طحينة
يحكى ان سيدة طلبت من ولدها شراء اوقية طحينة فزودته «بزبدية» صغيرة ومضى, صب له العطار اوقية الطحينة لكن زبدية «ام الولد» الصغيرة لم تتسع..فسأله العطار اين اضع لك الباقي, فقلب الولد الزبدية وقال: «هنا» اي في كعبها المجوف!! فزبادي وصحون ايام زمان كانت بكعب عال ومجوف – فعاد الولد الى امه فسألته مندهشة وقد غلبها الظن ان ابنها النبيه لحس معظمها اثناء سيره من الدكان الى البيت فقالت : اهذه كل اوقية الطحينة ؟ فاجابها على الفور: «لا يا والدتي فالبقية «هنا» قالبا زبدية والدته ذات «الكعب المقعر», فاندلقت بقية الاوقية اسوة بمعظمها المندلق على ارضية دكان العطار!.
النباهة وحسن التقدير والاستعداد للامور والاختيار الصحيح للادوات والاساليب علامات فارقة لدى افراد المجتمع القابل للتطور والنمو والتقدم, اما الاستمرار بانماط اجتماعية كالوالدة في هذه الحكاية وولدها والعطار, فان مصير السائل والجامد, الصلب واللين, مما نأكل ونلبس, نزرع ونحصد, نصنع ونبني, ومصير كتبنا, فنوننا, تراثنا, ثقافتنا, افكارنا, نظرياتنا سيكون كنهاية «الطحينة».
تمويه
لن تستقيم امور مجتمعاتنا لمجرد ابداء الرغبات المشروعة او الجموح الى درجة العنف بتلبيتها, فمحاولات الخروج من عنق زجاجة الظلامية والتسلط والدكتاتورية على تعدادها واتخاذها اساليبا سميت بالثورية, لم تنجح ليس بسبب فقدانها لعوامل التجربة العقلانية العلمية والحكمة عند قراءة الخلاصات وحسب, بل بسبب تضخم هائل اصاب الصف الاول من « قادة المجتمع « فالدكتاتورية كفعل وسلوك يومي متأصلة حتى النخاع, حتى وان حاول زعماء وامناء ورؤساء احزاب وجماعات سترها برداء «الديمقراطية», التي يسميها البعض « الشورى « لاضفاء نوع من القدسية عليها امعانا في التمويه.
يالله معلش !!
«ما تدقش كتير».. «يالله معلش» .. «ما تبقى حنبلي يا اخي» .. «مشيها هالمرة» ...لا يا سيدي: مش حنمشيها ما دامت مخالفة, وراح نظل «ندق وندقق وندقدق بالمطرقة على الخطأ, حتى يأخذ الله بأيدينا الى معالي المجتمعات الانسانية والامم».
يتطوع «باردون» مصلحيون لرش مرطباتهم الباردة على جمر طابونك فيما عرقك يسيل من كعبيك وانت عامل على انضاج عجينك ليأتيك خبزا طيبا, فهل هذا منطق ؟!
مصيبة المجتمعات الواقعة في المرتبة تسعة وتسعين قبل المئة وواحد, اعتماد افرادها هذه اللغة لتمرير امورهم في ماسورة الحياة, الذين سرعان ما يواجههم انفجارها من ضغط «ما تدقش كتير» «وما بتستاهل»!!
«يالله معلش» مرطبات مهدئة للنفوس, مانعة للتدقيق في الصغيرة والكبيرة, وتفتح بوابتي الخلل والخطأ على مصراعيهما, وتكسر مسننات مكنة العمل ( العجانة ).
ان لم تك «حنبليا» في عملك فأين يمكنك ان تكون, ان لم تضبط –بحكم الصلاحية والمسؤولية الخطأ وتمنعه من السير بطول وعرض الشارع, يجرجر اذيال الخيبة وعلى عينك يا تاجر, فمن سيفعل ؟!


0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر