حلّ القضية الفلسطينية يسهم في التخلص من العنف والتطرف الديني والإرهاب
الرئيس زوما: سنجند القارة الافريقية لدعم القضية الفلسطينية
تعهّد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بمواصلة جهوده من أجل إرساء أسس
الأمن والاستقرار للجميع في فلسطين، والمنطقة ولدولها كافة وشعوبها، والذي سيكون له
آثار إيجابية على العالم بأسره.
وقال الرئيس في
مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما في بريتوريا اليوم الأربعاء، إن
حلّ القضية الفلسطينية من شأنه أن ينزع الذرائع من أيدي المتطرفين، ويسهم في التخلص
من العنف والتطرف الديني والإرهاب، الذي تعيش على وقعه المنطقة والعالم أجمع.
وأضاف: لكي ينجح
التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب، عليه أولاً أن يحلّ قضية فلسطين العالقة منذ ما
يقارب سبعة عقود، مجددا رفضه للعنف والإرهاب، وقتل المدنيين من أي طرف كانوا، وقال:
'إننا ضد تحويل الصراع في منطقتنا إلى صراع ديني'.
وأشاد سيادته بجهود
الرئيس زوما والأصدقاء في جنوب إفريقيا في حشد الدعم الدولي لقضية شعبنا في الاتحاد
الإفريقي، ودول عدم الانحياز، وفي المحافل الدولية، ودعا جميع الدول الصديقة والشقيقة،
لحث القوى المؤثرة في العالم لجعل السلام في فلسطين حقيقة ملموسة في القريب العاجل.
وأكد الرئيس المضي
في مسعانا في مجلس الأمن للأمم المتحدة، لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال على أراضي دولة
فلسطين المحتلة، منذ العام 1967 ووقف الاستيطان.
وفيما يلي كلمة
سيادته خلال المؤتمر الصحفي:
فخامة الرئيس جاكوب
زوما،
أصحاب المعالي
والسعادة،
الأصدقاء الأعزاء،
السيدات والسادة،
يسرني أن أكون
بينكم اليوم، في جمهورية جنوب إفريقيا الصديقة، التي عودتنا دائماً على وقوفها إلى
جانب شعبنا الفلسطيني، لنيل حقوقه، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية،
فمواقف الأصدقاء في جنوب إفريقيا يميزها الوفاء والصدق والإخلاص، فلكم يا فخامة الرئيس،
ولحكومتكم الموقرة ولشعبكم الصديق، جزيل الشكر، وصادق العرفان، على دعمكم ومساندتكم
الراسخة لفلسطين.
وإن علاقتنا هذه
ماضية، في طريقها نحو النمو والازدهار لما فيه خير بلدينا وشعبينا، وسنظل نعمل معاً
لتطويرها في مختلف المجالات، والاستفادة من تجربة بلادكم الناجحة في بناء أسس دولتنا
المستقلة القادمة.
وقد اغتنمنا فرصة
هذه الزيارة، لاعتماد تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين، وعقد اتفاقيات تعاون بينهما،
الأمر الذي سيحدث نقله نوعية في علاقاتنا المشتركة.
لقد كان لقاؤنا
اليوم مع فخامة الرئيس، فرصة لتناول آخر تطورات العملية السياسية، وتبادلنا الآراء
حول ما يجري في فلسطين والمنطقة، وأحطت فخامته علماً بتمسكنا بخيار السلام العادل كسبيل
لإحقاق حقوقنا الوطنية، وتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة وسيادة واستقلال ناجز على
ترابه الوطني الفلسطيني.
وكانت فرصة لنا
لإطلاعه على جميع المعوقات، التي تعترض سبيل تحقيق السلام، وعلى رأسها الاستيطان، وبناء
الجدران، وتطبيق مزيد من إجراءات التمييز العنصري، وكان آخرها الاعتداءات على المسجد
الأقصى، التي لا نقبلها، كما لا نقبل الاعتداء على دور العبادة اليهودية، وهذا ما لا
نريده، وإنما نريد السلام والتعايش والجوار الحسن، من خلال تنفيذ حل الدولتين فلسطين
وإسرائيل، لتعيشا جنباً إلى جنب، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
ونود أن نؤكد هنا
وأمامكم، أيها الأصدقاء، بأننا سنواصل جهودنا من أجل إرساء أسس الأمن والاستقرار للجميع
في فلسطين، والمنطقة، ولدولها كافة وشعوبها، والذي سيكون له آثار إيجابية على العالم
بأسره، ويعلم الجميع أن حلّ القضية الفلسطينية، من شأنه أن ينزع الذرائع من أيدي المتطرفين،
ويسهم في التخلص من العنف والتطرف الديني والإرهاب، الذي تعيش على وقعه المنطقة والعالم
أجمع.
ولكي ينجح التحالف
الدولي في مواجهة الإرهاب، عليه أولاً أن يحُلّ قضية فلسطين العالقة منذ ما يقارب سبعة
عقود، وأود أن أؤكد هنا مجدداً بأننا مع نبذ العنف والإرهاب، وضد قتل المدنيين من أي
طرف كان، وإننا ضد تحويل الصراع في منطقتنا إلى صراع ديني.
ونحن إذ نشيد بجهود
فخامة الرئيس، وجميع الأصدقاء في جنوب إفريقيا، من أجل حشد الدعم الدولي لقضية شعبنا
في الإتحاد الإفريقي، ودول عدم الانحياز، وفي المحافل الدولية، لندعو جميع الدول الصديقة
والشقيقة، لحث القوى المؤثرة في العالم، لجعل السلام في فلسطين حقيقة ملموسة في القريب
العاجل، فقد آن الأوان لشعبنا أن ينال حريته واستقلاله. ونحن آخر شعب في العالم لا
زال تحت الاحتلال.
ونحن كما تعلمون
ماضون في مسعانا في مجلس الأمن للأمم المتحدة، لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال على أراضي
دولة فلسطين المحتلة، منذ العام 1967 ووقف الاستيطان، ونتمسك بمنتهى الإخلاص والتفاني
بوحدتنا الوطنية، ولن نتخلى عن أبناء شعبنا في القدس، وقطاع غزة، وفي كل أماكن اللجوء
والشتات.
مرة أخرى، أشكركم
فخامة الرئيس، على كرم الضيافة، وحرارة الاستقبال، الذي لقيناه في بلدكم الصديق، ونتطلع
إلى اليوم القريب، الذي نستقبلكم فيه، إن شاء الله، في القدس عاصمة دولة فلسطين الحرة
والسيدة المستقلة.
والسلام
عليكم
من جانبه، أكد
الرئيس زوما، دعم بلاده الثابت للقضية والشعب الفلسطيني، مشددا على أن بلاده تعمل
على تجنيد القارة الافريقية كاملة لدعم القضية الفلسطينية.
ووصف زيارة
الرئيس عباس إلى جنوب إفريقيا بالتاريخية، وقال إن بلاده معنية بتطوير علاقاتها مع
فلسطين في كافة المجالات، وإن الاتفاقيات التي وقعت اليوم بين البلدين باكورة
للعلاقات المميزة بينهما.
وأعاد
الرئيس زوما تأكيد مقولة المناضل الراحل نيلسون مانديلا 'إن ثورة جنوب
إفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته'.
ووجه الرئيس عباس دعوة رسمية لنظيره الجنوب افريقي لزيارة فلسطين، وقبل الأخير الدعوة، ووعد بتلبيتها في اقرب وقت ممكن.
0 التعليقات:
إرسال تعليق