صامد

صامد

الخميس، 9 أكتوبر 2014

ذكرى استشهاد القائد ماجد أبو شرار والقائد خالد الحسن

صامد للأنباء -
قلم: لواء ركن/ عرابي كلوب
ذكري الشهيد القائد ماجد محمد عبد القادر أبو شرار (أبو سلام)
يصادف اليوم التاسع من شهر أكتوبر هذا العام الذكرى السنوية الثالثة والثلاثون لاستشهاد القائد/ ماجد أبو شرار (أبو سلام) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول الإعلام الموحد الفلسطيني الذي اغتيل على يد الموساد الإسرائيلي في العاصمة الإيطالية (روما) عام 1981م.
ولد ماجد في بلدة دورا الخليل عام 1934م حيث تلقى تعليمة الابتدائي فيها, وفي عام 1948م رافقت أسرته القوات المصرية لدى انسحابها من مدينة الخليل واستقر بها المطاف في غزة, حيث كان والده يعمل في المحكمة المركزية, درس ماجد المرحلة الثانوية في غزة وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1952م, وفي عام 1954م قررت أسرته العودة إلى بلدهم الأصلي دورا الخليل, كان ماجد قد سافر إلى مصر والتحق بجامعة الإسكندرية حيث درس فيها الحقوق, أثناء تواجده في الجامعة تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية وتخرج من الجامعة عام 1958م حيث التحق بأسرته الذين عادوا إلى بلدة دورا.
عمل ماجد مدرساً في مدرسة بمدينة الكرك ثم أصبح مديراً لها وبعدها سافر إلى السعودية حيث عمل محرراً في صحيفة الأيام اليومية وذلك عام 1959م حيث كان في غاية السعادة عندما وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية.
التحق ماجد أبو شرار بحركة فتح عام 1962م أثناء وجودة في السعودية.
تفرغ ماجد أبو شرار للعمل في الحركة منتصف عام 1968م في عمان حيث عمل في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه في ذلك الوقت مفوض الإعلام المهندس/ كمال عدوان, وأصبح ماجد أبو شرار رئيساً لتحرير صحيفة فتح اليومية, ثم مديراً لمركز الإعلام وبعد استشهاد القائد/ كمال عدوان عام 1973م أصبح ماجد مسؤولاً عن الإعلام المركزي في بيروت ومن ثم الإعلام الموحد.
تم اختياره أميناً لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث لحركة فتح والذي عقد في العاصمة السورية دمشق (حمورية) في شهر سبتمبر عام 1971م والذي حضره في ذلك الوقت 140 عضواً فقط.
أصبح ماجد أبو شرار عضواً في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين منذ عام 1972م.
أسندت لماجد مهمة المفوض السياسي لقوات العاصفة وذلك في مرحلة من أدق المراحل وأخطرها , حيث كانت رياح الانقسام تعصف في الساحة الفلسطينية وذلك في أعقاب قبول القيادة لمشروع النقاط العشرة في المجلس الوطني الفلسطيني وهي الفترة التي تصاعدت فيها العمليات العسكرية والاعتداءات الصهيونية على قوات الثورة الفلسطينية .
ساهم ماجد أبو شرار في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهام عمله كمفوض سياسي عام من خلال الموقع الذي شغله ما بين عام 1973-1978م.
اختير في المؤتمر الرابع لحركة فتح عضواً في اللجنة المركزية والذي عقد في العاصمة السورية دمشق بتاريخ 22/5/1980م وكان عدد أعضاء المؤتمر 568 عضواً.
لقد أدى نجاح انتخابه عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر الرابع عام 1980حيث لم يكن هذا الانتخاب اعترافا قاعدياً بامكانيات ماجد فحسب , وإنما هو ثقة يمنحها المؤتمر لمن يستحق .
وهنا وقع اختيار القيادة في حركة فتح على تكليف كل من الأخوة / أبو جهاد , ماجد , أبو الوليد , أبو شاكر , قيادة جهاز الأرض المحتلة , ولم يكن هذا الاختيار توزيعاً عفوياً لمهام اللجنة المركزية , وإنما كان اختياراً مرتبطاً بطبيعة المرحلة القادمة , واهتماماً أوسع بالجانب السياسي والنضال الجماهيري في الوطن المحتل , حيث كان العمل العسكري في السابق يأخذ الجانب الأوسع من اهتمام قيادة الجهاز إلى حد الانشغال به عن المهام الأخرى .
ولا أدل على ذلك من أن جميع من تحمل المسؤولية الأولى في قيادة الجهاز تم استشهادهم اغتيالاً وبأساليب حرص العدو الصهيوني عبرها أن يظهر تفوقه وقدرته وطول ذراعه , فكان أول الشهداء في هذا المضمار الشهيد القائد كمال عدوان في بيروت , ثم الشهيد القائد ماجد أبو شرار في روما , وتلاه الشهيد القائد اللواء الركن سعد صايل في البقاع اللبناني , إلى أن التحق في كوكبة الشهداء هذه الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد أول الرصاص وأول الحجارة .
زار ماجد أبو شرار عدداً كبير من الدول الاشتراكية حيث كان سبباً رئيسياً في الكثير من فتح الأبواب المغلقة في هذه الدول أمام الثورة والحركة.
لقد زرع ماجد أبو شرار الأفكار النضالية وكسب محبة الجميع وأعاد ببراعته رسم الاستنهاض الثوري, وتعمق في الحياة الاجتماعية وألقي عليها بظلال أدبية تكشف أن الكاتب إنساني محترف في تلمس أوجاع الناس لقد كنت حقاً يا ماجد محترفاً في تلمس أوجاع فلسطين فعشقتها, لقد عرف عنه كفاءته في التنظيم والقدرة الفائقة على العطاء والإخلاص والانضباطية الثورية.
من أقواله (علينا أن نفرز بوعي معسكر الأعداء من معسكر الأصدقاء)
كان ماجد أبو شرار رجل المواقف الصلبة, كان قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية, لقد كان كفاءة إعلامية نادرة كما كان قاص وأديب حيث صدرت له مجموعة قصصية, كان ماجد ساخراً في كتاباته السياسية في صحيفة فتح.
كان أبو سلام طيب القلب, واسع الصدر, مرهف الإحساس, سريع التأثير, يحب مخالطة الناس دون حواجز أو وسائط, لم يكن ماجد محاطاً بالبريق كالآخرين أو الغموض التقليديين, كان معتزاً بنفسه وواثق فيها, حازم وعنيد في مقارعة فكرة لأنه على يقين بقدرته على إثبات الصواب.
كان ماجد أبو شرار ديمقراطياً في علاقته وفي ممارساته داخل الأطر التنظيمية , وكان يعرف جيداً حدود الفصل بين حرية الرأي والالتزام , وكان يدافع بحماس عن آرائه ووجهة نظره ويعرف جيداً أن ممارسة الحق في التعبير عن الرأي والدفاع عنه لا يعني أن يتحول هذا الحق إلى فيتو على القرار , ولا يعني أن يكون له حق المخالفة عند تنفيذ ما جاء به القرار .
لقد كان ماجد فعلاً مدرسة يمثل بسلوكه وممارسته هذا البعد الذي يختلط على الكثيرين التمييز فيه بين حرية الرأي وقدسية الالتزام .
بيد أن ماجد كان صمام الأمان حيث بذل جهداً كبيراً في كبح نزاعات المغامرة والمراهقة السياسية عند الكثيرين ممن لم تنضج تجربتهم الثورية .
سافر ماجد أبو شرار إلى روما بإيطاليا للمشاركة في الندوة العالمية التي أقامها الاتحاد العام للصحفيين العرب تضامناً مع الشعب الفلسطيني ضمن وفد كتاب وصحفيين فلسطين ومن المبدعين في مجالات الأدب والإعلام حيث أقام في أحد فنادقها وفي اليوم التالي جاءه اتصال تليفوني فرفع سماعه الهاتف للرد على المكالمة وإذ بانفجار هائل يدوي في عرفته رقم (320) في شارع (فيافيتو) بفندق (فلور) حيث تبين فيما بعد وجود عبوه ناسفة وضعت تحت سريرة ليسقط القائد شهيداً في التاسع ليلة العاشر من شهر أكتوبر عام 1981م حيث حضرت على الفور سيارات الشرطة والإسعاف والإطفاء وتبين أن زنة المتفجرات كيلوجرامين مضافاً إليها مواد فسفورية سريعة الاشتعال حيث أدي الانفجار إلى إحراق الغرفة وتصدع حوائطها.
وعلى الفور كلفت القيادة اللواء سعد صائل/ أبو الوليد باستئجار طائرة خاصة والسفر إلى روما وذلك لنقل جثمان الشهيد وكذلك ثم إرسال وفد أمني للمشاركة في التحقيق مع الإيطاليين.
عاد الجثمان إلى بيروت حيث جرت مراسم تشييعه التي شاركت فيها القيادة الفلسطينية والاف المشيعين من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب, وأركان الحركة اللبنانية وبحر من الأمواج البشرية, وبعيون دامعة ووجوه حزينة ودعت جماهيرنا الشهيد البطل القائد/ ماجد محمد عبد القادر أبو شرار إلى مقبرة الشهداء حيث ووري الثرى في مدينة بيروت.
هكذا ترجل الفارس القائد ليلتحق بكوكبة الشهداء الخالدين ممن سبقوه من رفاق الدرب والمسيرة, هكذا شهدنا أفول نجم من نجوم ثورتنا الفلسطينية الساطعة حيث انضم إلى قافلة شهداء فلسطين الأبرار.
هذا وقد نعته الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وكذلك الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب حيث جاء فيه (فقد الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية وكذلك حركة التحرير الوطني العربية أحد أبرز قياداتها الأخ القائد ماجد أبو شرار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول الإعلام الفلسطيني الموحد وأحد قادة النضال الوطني.
وبعد استشهاده منحت منظمة الصحفيين العالميين في موسكو القائد الشهيد/ ماجد أبو شرار وسام (جوليوس فوتشيك) تعبيراً عن إكبار المنظمة للجهود الصحفية التي بذلها واعتبرته أحد شهداء الصحافة.
والجدير بالذكر أن وسام (فوتشيك) يعتبر من أعلى الأوسمة التي تمنحها المنظمة للبارزين من أعضائها ممن قدموا خدمات صحفية كبيرة ومميزة على الصعيد الإنساني.
وفي أطار حرص السيد الرئيس/ محمود عباس على تكريم القادة المؤسسين والرعيل الأول للثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ووفاءً لتاريخهم النضالي منح سيادته الشهيد ماجد أبو شرار وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا, حيث تسلم هذا الوسام نجل الشهيد سلام.
وجاء في نص مرسوم منح الوسام ما يلي:
(رسمنا بمنح الشهيد القائد ماجد أبو شرار وسام نجمة الشرف من الدرجة العليا، وتقديراً لدوره الوطني والنضالي المشرف في الدفاع عن فلسطين أرضاً وشعباً وقضية، فكان مثالاً للمناضل المخلص في انتمائه وثباته على المبادئ منذ التحاقه المبكر بالثورة الفلسطينية، في إرهاصاتها الأولى، وتثميناً عالياً منا لسيرته ومسيرته التاريخية والفكرية والأدبية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، فكان مثالاً للمناضل الشجاع الصلب إلى أن مضى شهيداً إلى جنات الخلد).
رحم الله الشهيد القائد/ ماجد أبو شرار واسكنه فسيح جناته
الذكرى العشرون لرحيل القائد المفكر خالد محمد سعيد الحسن (أبو السعيد)
ولد خالد الحسن في مدينة حيفا بتاريخ 13/2/1928م في أسرة وطنية متدينة احتضنت اجتماعات الشيخ عز الدين القسام ورفاقه، حيث كان والده إمام مسجد، كان خالد أكبر أخواته، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس حيفا التي كانت تعتبر من أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسط وأهمها على الإطلاق، وفي عام 1947م أرسله والده الشيخ الجليل (محمد سعيد) إلى لندن لدراسة الاقتصاد في (لندن سكول) أثر نكبة عام 1948م وتشريد الشعب الفلسطيني من دياره هجرت عائلته إلى لبنان ومن ثم إلى سوريا حيث استقر بهم المطاف في مخيم اليرموك.
بعد وفاة والده الشيخ الجليل تولى خالد الحسن رعاية الأسرة باعتباره أكبر أشقاءه فعمل مدرساً للغة الإنجليزية في المعهد العربي الإسلامي لعدة سنوات.
في عام 1959م أسس مجموعة تحرير فلسطين ثم ساهم مع شقيقه على في تأسيس حزب التحرير الإسلامي، لكن الرئيس السوري آنذاك، أديب الشيشكلي أطبق على هذا الحزب مما اضطر خالد الحسن إلى مغادرة سوريا إلى الكويت.
عند وصوله إلى الكويت تخلى خالد الحسن عن انتمائه لحزب التحرير حيث عمل موظفاً في مجلس الإنشاء الكويتي ثم سكرتيراً لبلدية الكويت، وخلال وجوده في الكويت بدأ نشاطه السياسي حيث التقى بكل من ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهم ممن أصبحوا فيما بعد قادة حركة فتح، حيث التحق بالحركة وأصبح عضواً فيها عام 1960م مع عدد من مجموعته.
كان تنظيم الحركة في الكويت يعج بأسماء أصبحت قادة للمستقبل منهم: ياسر عرفات، خليل الوزير، عادل عبد الكريم، يوسف عميره، فاروق القدومي، خالد الحسن، عبد الله الدنان، محمود مسودة، صلاح خلف، سليم الزعنون، وآخرين والذين عايشوا البدايات وأنظموا فيما بعد إلى عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح على فترات متعاقبة.
شارك خالد الحسن في أعمال المؤتمر الفلسطيني الأول الذي عقد في مدينة القدس عام 1964م عن تنظيم حركة فتح مع كل من ياسر عرفات، زهير العلمي، محمود عباس، رفيق النتشة، خيري أبو الجبين، كمال عدوان وهاني القدومي، وقد ضم المؤتمر الفلسطيني الأول ما لا يقل عن 15 شخصاً من حركة فتح.
أصبح خالد الحسن عضواً في اللجنة المركزية للحركة عام 1967م بعد أن تفرغ للعمل فيها، وفي عام 1969م أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن حركة فتح حيث تولى منصب رئيس الدائرة السياسية فيها حتى العام 1971م، حيث ظهر كمفكر سياسي عربي وإسلامي وكخطابي بارع، لا يشق له غبار.
تسلم خالد الحسن مهمة مفوض التعبئة والتنظيم في حركة فتح منذ عام 1971 وحتى عام 1974م حيث أثرى التنظيم بالنشرات الفكرية والأدبيات واستطاع أن يولد آلية تفكير متصلة في عقل القيادة وفي نفس الكادر الفتحاوي وبين الجماهير وجعل من الإيمان والمعرفة والإدراك والفهم مقياساً رئيسياً وإجراء حاسماً بين القائد الفاعل والأطر الأخرى حيث أسس في هذا المجال مدرسة خاصة في المصطلحات والمعارف، أثرى فكر حركة فتح وقدرتها على التطور وتميز بقدراته العقلية في الاستنباط والاستنتاج والتحليل والملاحظة والربط والإدراك والاستقراء والذكاء والرؤية الثاقبة.
تسلم خالد الحسن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني.
لقد كتب خالد الحسن المئات من المقالات التي نشرت في الصحف العربية والأجنبية كما قام بإلقاء عشرات المحاضرات في دول مختلفة من العالم وقام بتأليف عشرات الكتب.
كان العملاق خالد الحسن يتسم بالوضوح والصراحة اللذان شكلا سيفه المصلت على رقاب المتلاعبين بالألفاظ، لقد كان من أهم مميزات المفكر السياسي الكبير خالد الحسن عنده النص حيث كان مقدساً حينما يتعلق الأمر بالإستراتيجية العليا والمبادئ، أما التكتيك والمرونة، ففيهما مسموح بقدر ما تحافظ على جوهر الصلابة الميدانية.
خالد الحسن ذو قامة طويلة ضخمة ووجه محبب لمن ينظر إليه، وصاحب بنيه متينة ويتحرك دائماً وغليونه لا يفارق يده، ويتميز بالبساطة والتواضع الشديد، رغم تألقه الفكري وإبداعه العقلي إنه ببساطة فيلسوف الثورة وحكيمها، أنه المنظر والمفكر والسياسي والدبلوماسي ورجل التنظيم، الذي خاض جولات عديدة في مقارعة المعسكر الآخر معتمداً على المحاججة والإقناع.
من أقوال خالد الحسن (أبو السعيد):
• السياسة هي فن الصدق مع الشعب وفن المناورة مع العدو وهي تحقيق الممكن في إطار العدالة.
• إن العلاج المطلوب لما هو قائم على الساحة الفلسطينية يجب أن ينتج عن قناعة لدى الجميع وعن حرص الجميع على سلامة بنية الثورة الفلسطينية قاعدة وقيادة ومسيرة نضال وعمل وهذا يعني أن يأخذ كل دوره الذي ارتضاه لنفسه لا أن يخترق كل تنظيم أدوار غيره، فيفقد خصوصيته أو يتناقض مع خصوصية مرحلة التحرير الوطني الفلسطيني وأن يمارس كل تنظيم دورة الحقيقي بشكل علني ليواجه الجماهير به، إن العلاج المطلوب يجب أن يكون إرادياً وليس قسرياً طالما لم يتعرض جوهر المسار النضالي الوطني للخطر.
• إن الفكرة قيام دولة فلسطينية بعد حرب أكتوبر 1973م أصبحت مسألة ملحة لأن القادة العرب تحولوا فجأة من الحديث عن النضال إلى الحديث عن السلام، ومن التمسك بالقضية الفلسطينية كمحور تفكير سياسي إلى الابتعاد العملي عن القضية وإعطائها للفلسطينيين.
• انتبهوا لما يريد الشعب ستعرفون الطريق الصحيح
لقد كان لعضوية خالد الحسن في قيادة حركة فتح ورئاسته للجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الفلسطيني تأثيراً عميقاً في اتجاهات مختلفة تأثير في البرلمانات العربية والإسلامية والأوروبية والعالمية، تأثير في الوسط القيادي الذي انتخب ليصعد إليه، تأثير في أوساط الكادر النشط في حركة فتح ولدى الفصائل الفلسطينية على اختلاف اتجاهاتها بل والعربية أيضاً.
لقد كان القائد الراحل خالد الحسن يرفض وبقوة منطق النفوذ والاستبداد ومنطق الديكتاتورية والاستزلام ومنطق أضعاف التنظيم أو تحطيمه، كما كان يرفض منطق العشائرية والمناطقية وحاربها بنفس الدرجة التي كان يدعو فيها ويسعى للقيادة الحكيمة أو القيادة الجماعية.
إن الكثابة عن القائد المفكر والمنظر خالد الحسن فيلسوف الثورة وعقلها المميز وساحر العقول ومحير الألباب، لهو أمر في غاية الصعوبة، حيث لا يمكن لأحد أن يوفيه حقه في مقال هنا أو هناك، فخالد الحسن ذلك الأرث الوطني الكبير.
لقد كان الراحل خالد الحسن من جيل الرواد من فتح، رجال تحملوا أعباء مرحلة التأسيس رغم قلة إمكانياتها، كانوا رجالاً منذ أن صنعوا من المعاناة ثورة ولم يكن في نهجهم أن يكونوا قادة بل إن شعبهم نصبهم قادة بعد أن شاهد أفعالهم وتضحياتهم.
في التاسع من شهر أكتوبر عام 1994م حل الأجل المكتوب بالقائد الكبير خالد الحسن في المملكة المغربية الشقيقة حيث صعدت روحه الطاهرة إلى جوار ربها راضية مرضية مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
في هذا اليوم ودع الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح فارساً من فرسانها الأوائل وقائداً طليعياً من رموز نضالنا الوطني الفلسطيني وأحد مؤسسي حركة فتح القائد الكبير خالد الحسن (أبو السعيد) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونجمها الساطع دائماً كالطود الشامخ.
أبو السعيد الذي لقد تركت فينا ذاتك المتوهجة الحضور في عتمة الغياب وتطل علينا من عليين روحك الطاهرة ترقب وفاءنا لعهدنا ولقسمنا.
هذا وقد شيعت المملكة المغربية شعباً وحكومة وملكاً جثمان القائد الكبير/ خالد الحسن إلى مثواه الأخير بما يليق بمقامة حيث كان يحمل الجنسية المغربية.
الرحمة لك يا أبا السعيد وليعوضنا الله عنك خيراً في زمن عز فيه الرجال وسلاماً على روحك الطاهرة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر