صامد

صامد

الخميس، 9 أكتوبر 2014

انقاذ وانفاذ القيم الاميركية... بقلم: موفق مطر

صامد للأنباء -
اصاب نتنياهو وانكر بقوله: ان سياسة البيت الابيض مخالفة للقيم الاميركية, فرئيس حكومة دولة الاحتلال يعلم تماما ان الحرية والعدالة واستقلال الشعوب وسيادتها وحقوقها الانسانية الفردية والوطنية هي روح القيم الاميركية التي لا تختلف عن قيم الشعوب الحرة, لكنه انكر الغطاء السياسي الاميركي حتى اللحظة على الاقل, الضامن, والمؤمن لسياسة دولته القائمة على احتلال ارض الشعب الفلسطيني واستيطانها بالقوة العسكرية ومنع الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وتحقيق هدفه بقيام دولته المستقلة ذات السيادة.
لا نعلم حتى اللحظة كيف ستكون ردة فعل الادارة الاميركية, فيما اسرائيل الناهشة من كبد الشعب الاميركي اكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا, والجالبة اليه العداء من شعوب ودول وحكومات واحزاب وجماعات وتيارات, والادانات من مؤسسات حقوقية عالمية في جهات الكرة الارضية الاربع, لكنا نعرف ان موقفا اميركيا منسجما مع القيم الاميركية الحقيقية يتطلب صفعة قوية تبلغ في مستواها الادنى اعترافا واضحا وصريحا بحقوق الشعب الفلسطيني, وبدولته التي اعترفت بها دول العالم التي يستضيف الشعب الاميركي ممثلها الاعظم الا وهي الجمعية العامة للامم المتحدة واهم مؤسساتها المتفرعة عنها مجلس الامن الدولي.
نحن لا نتطلع الى اغتنام فرص الخلافات بين سياستي الادارة الاميركية وحكومة دولة الاحتلال اسر ائيل, وانما الى اللحظة التي تتجسد فيها القيم الاميركية في سياسة ادارة البيت الابيض والكونغرس ومجلس الشيوخ, باعتبارها مؤسسات الشعب الاميركي المعبرة بجوهرها وبرامجها وسياساتها عن القيم الاميركية, فنحن كشعب فلسطيني وحركة تحرر وطنية فلسطينية لا نبتز الشعوب او الدول, ولا نستقوي عليها باية مفاهيم من قبيل معاداة السامية, او اشهار المحرقة كورقة ضغط على شعوب اوروبا وحكوماتها لاستدرار المواقف السياسية المؤيدة قسرا, وابقاء خزائن المال مفتوحة امام وزراء مالية حكومات اسرائيل منذ انشائها حتى اللحظة, تحت ضغط الضمير الانساني, فنحن لو فعلنا لكان حقنا على هذه الشعوب والدول والحكومات مئة ضعف مما تدعيه دولة اسرائيل من حقوق وتعويضات لدى المانيا مثلا, او لدى شعوب اوروبا تحت عنوان تمثيلها لليهود في العالم ! لكنا لن نسمح لانفسنا بخلق حالة ضغط من نوع الابتزاز وانما نضغط على ضمائر وعقول رجال مؤسسات الحكم لدى هذه الشعوب ونذكرها بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي استجبنا لصدى افكارها وتعاملنا بصيغة حضارية في صراعنا مع مشروع احتلالي استيطاني, حيث كانت دول وحكومات هذه الشعوب السبب الرئيس في خلقه وتنميته على حساب تاريخنا وحقوقنا الطبيعية في ارضنا فلسطين.
قد لا يكون معروفا لعامة الشعب الاميركي ماهية عنصر الابتزاز السياسي الذي تستخدمه حكومة دولة الاحتلال لانه ترك هذه المهمة لقادته المنتخبين في البيت الابيض والكونغرس ومجلس الشيوخ, ولكن بما ان نتنياهو يخادع الشعب الاميركي, ويطعن بشرف قيمه ويحاول جاهدا بمساعدة من منظمات (صهيو-اميركية) سياسية ودينية واقتصادية واعلامية الانقلاب على هذه القيم وتحويلها الى شريعة غاب وهيمنة واخضاع للشعوب الاخرى بقوة الاحتلال او بثقل الضغوط الاقتصادية، فان مهمتنا في هذه الحالة باتت مزدوجة الهدف, الاول تنبيه الشعب الاميركي عبر مؤسساته المدنية والحقوقية وصولا الى الرسمية المنتخبة بمخاطر انعكاس نفوذ دولة الاحتلال والتأييد اللا محدود لسياساتها على القيم الاميركية ووحدة وانسجام المجتمع الاميركي, وعلى مدى بقاء الولايات المتحدة كقطب حضاري لامة الانسان, بذات الوقت الذي نسعى فيه لاقناع الشعب الاميركي عبر مؤسساته التي ذكرناها بعدالة قضيتنا وحقوقنا, فاستجابة البيت الابيض لنا تعني انقاذ هذه القيم التي نحترمها ونتفاعل معها كمنهج انساني بانفاذها وتطبيقها بحل عادل لقضيتنا وقضايا الصراعات في العالم, كما تعني بالنسبة لنا انقاذا لدولة عظمى يفترض انها تعمل على توازن الامن والسلام في العالم خشية من تحولها الى امبراطورية خارجة على القيم والقانون الدولي, ما يعني تحولها بقدراتها ومقدراتها الى مركز تحكم الاشرار في العالم على رأسهم نتنياهو وامثاله من المتطرفين الذين يسعون لخراب العالم بانشاء حروب وصراعات على اسس دينية يحصدون نتائجها ذهبا وغنائم وسبايا من اصول شعوب العالم الحضارية اصلا.فهل ترانا سنفعل ذلك؟.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر