يقول الله عز وجل: (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ *يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ..صدق الله العظيم.( سورة المطففين ( (24-26). يا ايها الشهداء سلاما ... يا ايها العظماء سلاما ... هذي دماكم اشرقت نصر مبين ... هذي خطاكم أزهرت بالياسمين ... يا ايها الشهداء سلاما... يا من كتبتم بالدماء.. تاريخ عز وافتخار ... يامن زرعتم أرضنا... وردا وشمسا وانتصار ... هذه دماكم أشرقت .. نصرا مبين .. هذي خطاكم أزهرت ... بالياسمين .
ففي هذا اليوم سلمت دولة الابرتهايد رفات الشهداء عز الدين المصري من عقابا، وتوفيق محاميد من بلدة دير ابو ضعيف قضاء جنين، والاخوين عماد وعادل عوض الله من مدينة البيرة بعد احتجاز دام ما يقارب 16 عاما، وحسب شهود عيان ومحطة فلسطين للأخبار أنهما ليسوا رفات بل جثامين، ودماءهما لا تزال تنزف، هكذا هم الشهداء الأكرم منا جميعا.. فالشهداء يغسلون بدمائهم الزكية أدران الاوطان، وينيرون ظلماتها ويمحون عار الهزيمة وآلامها ، ويرتقون للعلياء ليعيدوا لنا الامل في نصر مبين ، وما أجملها حين تكون شهادة على أعتاب فلسطين الطاهرة ، فالشهداء محرك الامة نحو النصر والتمكين.
اننا كشعب فلسطين ندرك معنى التضحية والفداء تلك المعاني التي تعلمناها من شهدائنا وزعمائنا الخالدين في سفر النضال الفلسطيني ابو عمار وابو جهاد وابو اياد وجورج حبش والشقاقي والرنتيسي والياسين.
فالحديث عن الشهداء صعب فهؤلاء جذر الامة وملح الارض وملامح فلسطين ، فكلماتنا تقف مكبلة بالخجل عما قدمه هؤلاء العظماء من تضحيات ، فهم الذين يجعلون بدمائهم كل شيء حي ، هم الذين يرقون الى درجة الأنبياء والرسل في العطاء ، وأرواحهم تجول في عالم النور كالملائكة يحومون حول العرش العظيم والفضاء الواسع.
فالهامات تنحني اجلالا واكبارا واكراما لهم لأنهم امتطوا صهوة زماننا الزائف ليصيغوا للأمة أمجادا لا تغيب ، فهم الذين حطموا القيود والسدود واقتحموا ليلنا الحالك ليمضوا نحو ضياء الصباح ، هم الذين صنعوا من أجسادهم جسرا لتعبر فوقه جيوش النصر القادمة رغم حرقة الإنتصار.
وفي الختام ان من ارتبط بنبض الارض ورائحة التراب وتمسك بجذور الوطن والتاريخ ودافع بكل اخلاص وثبات ونال شرف الشهادة هو المنتصر لانه اختار الخلود في رحاب السماء ، واكراما لدماء الشهداء يحب على فتح وحماس المضي قدما نحو المصالحة ، فشعبنا هو أحوج ما يكون الى الوحدة الوطنية ، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر ، والسير موحدين عبر هذا المارثون الفلسطيني الذي لم نقطعه بعد ، فيجب ان يكون القرار فلسطينا خالصا ، لا تنتظروا احدا يقرر مصيركم فالكل يعبث بنا ويتأمر علينا وعلى قضيتنا ، فبادوا الى صنع المجد والكرامة والحرية بأنفسكم ، فعلى قدر ما تضحون يقترب الوعد والنصر وزوال الاحتلال عن ارضنا الفلسطينية المباركة. المجد والخلود لشهدائنا الابرار والحرية لاسرانا البواسل والنصر ات ات باذن الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق