صامد للأنباء\نود رؤية والتماس عملية دولية جادة لإنقاذ الشعب السوري، وليس لإنقاذ مصالح الكبار من الانهيار!..فعملية إنقاذ الشعب السوري الشقيق ووحدة سوريا من
الانفراط سينقذ معه مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان، ويمنع الغاء أو تبديد حق العودة.
ستحرق المواقف المتصلبة المتشددة من أي طرف اشرعة سفينة النجاة للشعب السوري، وستتركها هيكلا تلطمه أمواج الصراع حتى يبلعها المحيط لا سمح الله !.
لم تقدم الدول الكبرى المتصارعة بأدواتها على الأرض في سوريا رؤية واضحة للحل، ولم تقرر وضع حد للصراع بعد. فقرارات المؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية سابقة، فقد ظلت حبرا على ورق فيما المحتل الاسرائيلي يتمدد باستيطانه، ويكبر بتحديه للقوانين والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية.
انطلق مؤتمر جنيف2 على أرضية مؤتمر جنيف1 الذي نص على تشكيل هيئة حكومية سورية انتقالية تتمتع بكل الصلاحيات، ووعود اميركية وأوروبية لائتلاف المعارضة بعدم تمكين بشار الأسد من مستقبل سوريا..لكن خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال إن الرئيس الأسد خط احمر !!... ورد وزير الخارجية الأميركي كيري بأنه لا دور للاسد في سوريا المستقبلية قد باعد بين الرأسين الأكبرين المتصارعين في سوريا والمؤتمر: روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية.
تسعى روسيا لإثبات مقولتها المتطابقة مع رواية النظام بان ما يحدث في سوريا هو معركة ضد الارهاب، رغم علم وإدراك جميع المراقبين ان روسيا تدافع ليس عن النظام وحسب بل عن آخر قلاع مصالحها في المنطقة، فتكوين محور مضاد أمر بديهي لدولة كبرى كروسيا في ظل تحول سوريا الى ميدان صراع دولي، لمواجهة محور اميركي اوروبي وبعض الرسمي العربي، لذا لم يكن مفاجئا أن يُسمِع وزير الخارجية الروسي لافروف العالم صدى مصطلح (الكارثة ) عندما قال:" ان ابعاد ايران عن مؤتمر جنيف 2 خطأ كبير.. لكن ليس كارثة " فرجل السياسة الأول في روسيا يعلم جيدا معنى محاولة محور الادارة الأميركية وأوروبا قصقصة جناح روسيا صبيحة انعقاد مؤتمر جنيف 2.. لكن الادارة الروسية المتميزة بدقة حساباتها، وقراءتها للأحداث بالمنطقة بحكم ارتباطاتها العضوية تتعامل مع النظام كحليف استراتيجي بخلاف الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الأنظمة العربية اللذين لم يصلوا الى ولو نسبة ضئيلة من (التحالف ) مع ائتلاف المعارضة السورية !..ولم يفلحوا بإقناع الشعب السوري بسياسة تكاد تخلو من دافعها الانساني والقانوني والأخلاقي.
لم يستلم حلفاء اسرائيل إلا قليلا من السلاح الكيميائي ومخزونه لدى النظام في سوريا، ولم تتضح بعد ملامح خارطة حدود الدويلات الطائفية العرقية في سوريا، ولم تتعمق بالمستوى المطلوب حتى الآن، رغم الجرائم المرعبة ضد الانسانية التي تشتم منها رائحة نفس طائفي...وعليه فان طريق جنيف ما زالت وعرة مرصوفة بالجمر.. رغم آمالنا وتمنياتنا بالسلام لشعبينا السوري والفلسطيني في سوريا الشعب العربي الشقيق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق