صامد

صامد

السبت، 21 ديسمبر 2013

بيان صادر عن الاخ جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

صامد للأنباء\بسم الله الرحمن الرحيم إلى شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، وفاءً لأرواح شهدائنا وعذابات أسرانا البواسل أقول:
لقد تعلّمنا أن قول الله تعالى " وأصلحوا بين الناس" وقول النبيّ عليه السلام " أفشوا السلام "
وبين ما تكرّس في وجداننا ، انحيازاً لقانون المحبّة والاخوّة النضالية، هو التناغم النبيل في منطلقاتنا، للتعاطي فيما بيننا، كأبناءٍ وأشقاء في هذا الوطن، الذي يُراد له الفناء والإلغاء، ونريد له البقاء والنماء والتحقّق .
وفوق كلِّ ذي قُدرةٍ قدير ، نخشاه ونخاف حدوده، هو الله العلي العزيز، الذي أمر بالصُّلْح والإصلاح، وأكّد على أن المؤمنين أخوة ، وإنْ تنازعوا .
وأرجو أنْ أوضح، هنا، حول ما جرى من أمرٍ مؤسف ، فأقول:
لم تكن لي علاقة أو قرار أو مداخلة ، فيما جرى في المرّة الأولى، وتداعت حوله الكثير من الأقاويل والتحريفات والشائعات السوداء، ولم يصدر عنّي ما يؤجّج أو يُصعّد أو يُسيء أو يُخالف التوجّه العام ، من قريبٍ أو بعيد، وهذا ما أكدت عليه لجنة التحقيق المركزية .
ولم تكن لي أيّ ردة فعل في الحادثة الأخيرة ، بفندق جراند بارك، ليس من عجزٍ أو قصور ، ولكن لإدراكي أنه لا قيادة إلا بالحلم ، ولا مسؤولية إلا بالاحتمال وكظم الغيظ، ولا تميّز إلا بالاتّساع والعفو والإحسان، كما أني أومن أن ذخيرة العقل هي ما يملك العاقل، وأن ذخيرة الذراع ما يتملّك الوحش والجاهل .
وهنا أنوّه إلى ما يلي : لقد سارعتْ العديدُ من المواقع الإخبارية والاتصالات المُغرضة إلى التقاط وتوسيع الحدث وتبهيره وإخراجه عن حجمه ومعطياته ، ما يعني أنّ هذه المواقع هي من" الآفات كثيرة الالتفات "التي أتاحت المجال للمدّعين والأعداء والمُحبطين بالتشفّي المريض، وخلقتْ مناخاً ملوّثاً لدُعاة العصبيّة الضيّقة والجهويّة المشبوهة، لأنْ تتفاعل، وتدفع المشهد إلى الغرق في هوّة الكراهية والقبليّة المقيتة والتنازع الأعمى والانفلات الأهوج .
وأقول لكلّ أولئك الذين خرجوا عن سياق الانتماء العقدي والوطني ، وعن روح فلسطين: إنّ كل محاولاتكم الموبوءة ستنتهي إلى الخُسران والفشل، لمعرفتنا بأن مَنْ سعى إليك سعى عليك، وإن أخلاقنا وتاريخنا وانتماءنا ومواقعنا المتقدّمة، تلزمنا بحفظ اللسان ومحبّة الإخوان وبتعجيل المثوبة وتأخير العقوبة واحتمال الجريرة وكفّ الأذى وحَمْل المغارم وصدق الإخاء .
إنني أرفض وأُنْكِر وأدين كلَّ كلمة وصوت وحِراك وتوجّه، يُوقظ الفتنة ويصبّ الحقد في الصدور ، ويسعى إلى أيّ لغة أو طريقة بعيدة عن الحوار الأخويّ المسؤول، أو أسلوب ينفعل بالجهويّة والعشائرية والاصطفاف الأرعن، الذي يشرخ وحدتنا ويعبث بحركتنا .
إنّ أيّ قوّة يتمتع بها أيّ فلسطيني شريف ينبغي توظيفها في سياقها الوطني الصحيح، وأن لا تنحرف عن البوصلة التي تشير إلى عدوٍّ وتحديات صريحة. وليس من الرجولة والوطنية والتقوى والمسؤولية أن نستعرض قوّتنا على أنفسنا ، مهما بلغ الاختلاف أو تباينت الاجتهادات ،وكلّ مَنْ يُوجِّه إمكانياته ضدَّ أبناء شعبه إنّما يخدم أعداء الوطن والدّين والوحدة .فالحقُ ثقيل وطالبه قليل!
إنّ المرونة التاريخية التي يجب أن نتحلّى بها ، فيما بيننا ، هي المُقاربة التي تؤكّد على أننا أهلٌ للمسؤولية . وإن استعدادنا لإزالة أيّ غبش أو اختلاف ، يعني انتصارنا لنضالنا ومنجزاتنا ولمستقبلنا ، وهذا يعني، أيضا ، أن كلّ أهل فلسطين ومدنها وقُراها وفصائلها هم قبيلة المسؤول وعشيرة القائد ، الذي يجب أن يستند إليهم بالحقّ وللحقّ ، وليس بالباطل وللباطل ، بعيداً عن العصبيّة النتنة .
أرجو من الجميع عدم الخوض أكثر في إثارة هذه الحادثة المُنْكَرة والمؤسِفة ،ومَنْ كان يخشى اللهَ ويحبّ فلسطين فَلْيَقُلْ خيراً أو فَلْيَصْمِتْ . وإن أعظم الناس أحلاماً .. إذا قَدِروا.
والى أهلنا في الوطن والشتات وفي محافظة جنين؛ جنين الشهداء والصدق والبراءة وللأهل في قباطية؛ بلد الصمود والنضال التي استضافت رمز الكفاح والنضال الفلسطيني ياسر عرفات عام 1967، والى عائلتي عائلة أبو الرب أقول بكل الحب والتقدير أن ما حصل كان يجب أن لا يحصل وان الجرح في الكف، وأن كرامتكم هي كرامتي، وكرامتي كرامتكم، كما أؤكد أن استخلاص العبر على أرضية أننا أسرة واحدة أجدى نفعاً في ظل ما تتعرض له فلسطين من تهويد للقدس وإبادة عرقية وإنهاء حلم دولتنا على مرأى العالم اجمع.
على قاعدة الاجماع الوطني لرفض هذا السلوك المدان فانني اشكر اؤلئك الذين هبوا من كل فلسطين لمحاصرة الفتنة، اشكر الاخ الرئيس ابو مازن وزملائي في اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكل ابناء حركة فتح وكافة فصائل العمل الوطني ورجال الاصلاح وكل الغيورين على المصلحة الوطنية من ابناء الاجهزة الامنية والمؤسسات الوطنية وكافة شرائح شعبنا الفلسطيني الذين اثبتوا انحيازهم الذي لا يتزحزح لمصلحة الوطن فوق الجميع.
أعلن، من منطلق المسؤولية والاحترام لديننا وشعبنا وحركتنا وتاريخنا، عن تنازلي عن حقي الشخصي، لأن الأمر شانٌ تنظيميٌ وطنيٌ بامتياز ولا اقبل ان يتداخل اطلاقاً مع اتجاهات شخصية لا من قريب او بعيد، وحصر الحدث وتداعياته في السياق التنظيمي الوطني القانوني، وأعتبر أن ما جرى كأنّه لم يكن. وأربأ بمَنْ يرتمي في هاوية العدميّة والانفعال والعِداء والجاهلية، وأرجو له العفو والصلاح، وأتمنّى أن يثوب إلى رشده، وإلى جادة الحقّ والصواب، والالتزام الواعي النزيه والإيجابي بحركتنا العملاقة فتح وبطرائقها الحضارية المعهودة وأطرها، وستبقى فتح حركة كل الشعب الفلسطيني على طريق تحقيق أهدافنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال.
والله من وراء القصد .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر