صامد

صامد

الأحد، 22 ديسمبر 2013

مع اقتراب الذكرى ال49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية نتذكراول اسير واول اسيرة لحركة فتح

صامد للأنباء\محمود بكر حجازي...أول أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965.
ويُذكر اسم حجازي، المولود في القدس عام 1936، مرتبطا بأولى العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي

التي أعلن بعدها انطلاق المقاومة المنظمة تحت لواء حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واعتقل حجازي أثناء مشاركته مع مجموعة فدائية في تفجير جسر كان يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي ممراً إلى المدن الفلسطينية بالضفة الغربية قرب بلدة بيت جبرين جنوب الخليل بتاريخ 7 يناير/كانون الثاني 1965، وأدت العملية إلى مقتل 24 إسرائيليا.
ويأبى حجازي رواية حكاية أسره إلا ابتداءً من طفولته في بيت مقدسي قريب من المسجد الأقصى، وانخراطه مبكرا في العمل المقاوم، إذ أصيب برصاص الاحتلال عندما كان في عمر 12 عاما خلال ثورة عبد القادر الحسيني، ثم انتقل بعد سنوات للانخراط في الجيش الأردني برتبة "شاويش".
نقطة تحول
لكن نقطة التحول التي غيّرت حياته كانت "مذبحة دير ياسين" عام 1948، وهو الذي استقبلت عائلته الهاربين من القرية وبينهم جرحى.
وفي أحد الأيام علم حجازي بنية شباب فلسطينيين شن عمليات ضد إسرائيل ضمن مجموعات سرية، وحينذاك كان يعمل سائقا في مدينة العقبة الأردنية، وقرر الانخراط بإحداها وبدأ التدرب فعلا على عملية هجوم كانت مقررة في مدينة "إيلات" جنوب فلسطين المحتلة.
ويقول حجازي "حتى ذلك الوقت لم أعرف من المجموعة سوى اسم واحد هو خضر عبد الفتاح أبو نجمة"، وهو الذي أعطاه تاريخ العملية، وطلب منه الحضور من العقبة إلى بيت جبرين في منطقة الخليل، ففعل.
ويذكر حجازي لقاءه الأول بالمجموعة، حيث حظر عليهم السؤال عن الأسماء والبلدان أو أية معلومات شخصية، وقال "كان هذا تفكير خليل الوزير (أبو جهاد).. العمل بصمت وبسرية تامة".
وفي ليلة الجمعة 7 يناير/كانون الثاني 1965، استعدت المجموعة وارتدى حجازي ورفاقه لباسهم وسلاحهم الخفيف الذي لم يتعدّ المسدسات البسيطة وبنادق الصيد، وتناوبوا على حمل العبوة المقرر تفجيرها بجسر بيت جبرين.
يقول حجازي "كل ما حملناه كان سلاحا بدائيا مقابل ما يتسلح به عدونا، لكن إيماننا بالقضية وبالتحرير كان أقوى...".
ويذكر أنه "في إحدى المرات التقيت أبو عمار دون أن أعرفه، وكان يجهز كحل البارود فسألته إن كان هذا قادرا على تفجير ثورة، فقال: لا، لكن العالم جبان ونحن يجب أن نعلي صوتنا كي يسمعنا".

أسر وقرار بإعدام
وبالفعل نسفت المجموعة الجسر، وخلال العملية وقع حجازي في الأسر بعد إصابته برصاصات عدة ونقل في حالة فقدان وعي إلى سجن الرملة، وبعد محاكمات عديدة طالبت النيابة العسكرية الإسرائيلية بإعدامه.
واتهمه الاحتلال بقتل الأطفال والنساء والدخول "للأراضي الإسرائيلية" من الأردن من دون رخصة، إلى جانب إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي، وحينها وقف حجازي في المحكمة وسألهم "هل أنتم ضباط وجنود أم أطفال ونساء؟".
ورفضت إسرائيل طلب اعتباره أسير حرب، ووافقت على إحضار محامٍ له من خارج الأراضي المحتلة، ولكن عند وصول المحامي الشهير جاك برجيس -محامي الثوار وزوج المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد- إلى الأراضي المحتلة بإيعاز من منظمة التحرير الفلسطينية رفضه الاحتلال ورحله.
وهنا يتذكر حجازي كيف كان يجري نقله من محاكمة إلى أخرى بلباس الإعدام الأحمر، وفي ذاكرته فقط "حادثة إعدام الثوار الفلسطينيين فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجموم" على يد الانتداب البريطاني في سجن عكا عام 1930. يقال "كنت أنتظر أرجوحة الأبطال".
وعندما انقسمت الحكومة الإسرائيلية بقيادة غولدا مئير حيال قرار إعدامه، طُلب منه الاستئناف ضد قرار إعدامه لكنه رفض، وقال "كان هذا سيجعلني مستعطفا لعدوي"، ولكن المحكمة الإسرائيلية العليا قررت إسقاط قرار الإعدام وحكمت عليه بالسجن المؤبد.
وفي كل مرة، كان محمود حجازي يعاد إلى الزنزانة الضيقة التي حملت رقم "139"، وهي ذاتها التي أعدم بها الضابط الألماني أودولف إيخمان، أحد كبار مساعدي هتلر، بعد اختطافه على يد الموساد من الأرجنتين إلى إسرائيل عام 1960.
ويذكر حجازي أن الزنزانة كانت الملاذ الوحيد له بعيداً عن المحققين، وفيها عاش ستة أعوام "مع صحن وكوب بلاستيكي وحشرات لازمتها صيفا وشتاءً" ومع جندي إسرائيلي مكث معه كظله خوفا من أي محاولة هرب أو تهريب.
"
محمود حجازي:
الزنزانة كانت ملاذي الوحيد بعيداً عن المحققين، وفيها عشت ستة أعوام مع صحن وكوب بلاستيكي وحشرات لازمتها صيفا وشتاءً
"
أسير بأسير
ولا ينسى حجازي كيف حاولت إسرائيل اغتياله بالسم بعد عودته من محاكمته وإسقاط حكم الإعدام عنه، حيث وضع السم في طعامه وكاد يفقد حياته بسببه.
وبعد ستة أعوام، تناهت إلى سمع حجازي أخبار عن مفاوضات بين منظمة التحرير وإسرائيل بشأن تسليم جندي إسرائيلي يدعى شموئيل فايزر أسرته حركة فتح أواخر عام 1969، وظن حجازي أن التبادل سيشمل 54 أسيرا فلسطينيا من الأطباء والأكاديميين ممن التحقوا بصفوف الثورة بعد انطلاقها.
وبتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 1971 جرت عملية تبادل "أسير مقابل أسير" بناء على اشتراط المنظمة (فايزر مقابل حجازي فقط)، وجرت العملية في رأس الناقورة برعاية الصليب الأحمر. وكتبت الصحافة الإسرائيلية في ذلك اليوم أن إسرائيل رضخت واعترفت ضمنيا بمنظمة التحرير.
يقول حجازي "كنت أشعر طيلة فترة اعتقالي أنني الشعب الفلسطيني كله أقف أمام المحاكم الإسرائيلية، وكنت منشغلا طيلة تلك السنوات بكيفية الدفاع عن قضيتي".
والتحق حجازي بعد الإفراج عنه بصفوف منظمة التحرير في لبنان حتى شهد حصار بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ومنها انتقل للعيش في اليمن لمدة 11 عاما، وعاد مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى غزة عام 1994 ومنها إلى رام الله حيث يسكن حاليا، وهو عضو في المجلس الثوري لحركة فتح.
 ((2)).." فاطمة برناوي " أول أسيرة لحركة فتح
فاطمة محمد برناوي " هي من أوائل الفلسطينيات اللواتي خضن العمل الفدائي المسلح منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي فجرَّت شرارتها الأولى حركة فتح في الأول من كانون ثاني / يناير عام 1965 ، وهي أول فتاة فلسطينية يتم اعتقالها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وهي أول أسيرة تُسجل رسمياً في سجلات الحركة النسوية الأسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ،
" فاطمة برناوي " .. مناضلة استحقت إعجابنا واستحوذت على اهتمامنا ، وأسيرة نالت احترامنا ، ومحررة حظيت بتقديرنا ، وامرأة وجب تكريمها ، وتجربة تستدعي توثيقها ... ولكنها وللأسف الأسيرة الأقل اهتماماً من قبل المؤسسات المعنية بالأسرى ، والمحررة الأقل حضوراً في وسائل الإعلام المختلفة ، والمرأة المناضلة الأقل اهتماماً من قبل المؤسسات الرسمية والشعبية .
" فاطمة برناوي " من مواليد مدينة القدس عام 1939 وتنحدر من عائلة مناضلة تفخر بتاريخها ، وانتمت لفلسطين الوطن والقضية قبل أن تنتمي لحركة فتح وللثورة المسلحة ، وقبل أن تؤسر ويزج بها في غياهب السجون، واعتقلت والدتها وشقيقتها في أعقاب تنفيذها للعملية الفدائية ، لتمضي الأولى مدة شهر في السجن، فيما شقيقتها أمضت سنة كاملة في سجون الاحتلال ، فذقن آلام القيد ومرارة السجان بجانب آلام الفراق والحرمان .
ولتاريخ الحركة النسوية الأسيرة حكاية ، ولكل حكاية بداية ، وبداية الحكاية كانت الأسيرة " فاطمة برناوي " ، تلك الفتاة الفلسطينية التي أعتقلت في تشرين أول /أكتوبر عام 1967 بعد وضعها قنبلة في سينما صهيون في مدينة القدس، وحكم عليها آنذاك بالسجن المؤبد " مدى الحياة " ، لكنها لم تمضِ في الأسر سوى عشر سنوات ونيف، حيث أطلق سراحها في الحادي عشر من تشرين ثاني / نوفمبر عام 1977 ، كإجراء وصفته إدارة السجون آنذاك بأنه بادرة " حسن نية " تجاه الشقيقة " مصر " قبيل زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للقدس في التاسع عشر من الشهر ذاته ، وهي الزيارة التي مهدت فيما بعد لتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ولكنها أبعدت إلى خارج الوطن لتواصل نضالها ضمن صفوف حركة فتح وقواتها المسلحة ، وتزوجت الأسير المحرر " فوزي نمر " وهو من مدينة عكا احدى المدن الفلسطينية التي أحتلت عام 1948 بعد تحرره في اطار صفقة التبادل التي جرت في مايو / آيار عام 1985 مابين الجبهة الشعبية � القيادة العامة و" اسرائيل " ، وهو مناضل عريق أقعده المرض منذ سنوات ، لكنه يحمل تاريخا عريقا في النضال .
وبعد اتفاقية " أوسلو " كانت المؤسس للشرطة النسائية الفلسطينية بعد عودتها للوطن وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 .
" فاطمة " أول أسيرة وبداية الحكاية ... حكاية الحركة النسوية الأسيرة وتاريخها المشرف ، والتي هي جزء وجزء أصيل من الحركة الوطنية الأسيرة ، تتشابك في تجربتها مع مجمل التجربة الجماعية للحركة الأسيرة ، لكنها اكتسبت ما ميزها من صفات ، رغم خصوصيتها ، ورغم قسوة الظروف وقساوة السجان ، وشدة الألم والمعاناة ، وتعدد أشكال التعذيب الجسدية و النفسية ، وتنوع أشكال الإهانة والمعاملة الاإنسانية والتحرشات الجنسية واللفظية .
وبالرغم من كل ما تعرضت له ، استطاعت الحركة النسوية الأسيرة ، الصمود في وجه السجان وأدواته القمعية بإرادة قوية ، وتحدت ظروف السجن وقساوتها بعزيمة لا تلين ، وخاضت مواجهات عدة خلف القضبان منذ بداية تجربتها الإعتقالية من أجل انتزاع حقوقها الأساسية ، وللدفاع عن مبادئها ووجودها الإنساني ، وقدمت تضحيات جسام لحماية شرفها وكرامتها .. فحافظت على كبريائها ووجودها ، وصانت كرامتها ، وسجلت تجارب رائعة بصمودها ، ورسمت صور مدهشة ، وخطت فصولاً من والصمود والتضحية والمواقف المشرفة شكلّت بمجموعها تاريخاً ساطعاً وعريقاً .
" فاطمة " تحمل بداخلها من التجارب ما يستحق التوثيق وما نحن بحاجة إليه ، ويروي لسانها قصص وروايات تحكي تاريخاً ومواقف مشرفة للحركة النسوية الأسيرة ، ويردد لسانها أسماء أسيرات اعتقلن في الزمن الجميل من المقاومة ومن كافة الفصائل لم ينلن ولو جزء يسير من حقوقهن .
" فاطمة برناويالمناضلة والأسيرة الأولى ، تعرض تجارب الماضي وما تعرضن له في السنوات الأولى من تجربة الاعتقال .
ورائعا لأنها أنصفت في حديثها أسيرات كثيرات بينهن من ينتمين لفصائل غير فتح ، وطالبت بانصافهن ومنحهن حقوقهن وبما يكفل لهن حياة كريمة .

ويبقى ذاك التاريخ بقيّ مأسورا في ذاكرتها ، وأخشى أن يرحل معها برحيلها الأبدي لا سيما وأن أوضاعها الصحية تتدهور يوما بعد يوم ، وذاكرتها تتراجع مع مرور الشهور والسنوات ، ولم تعد تتسع لمجمل تلك الأحداث ، والسؤال هل سننجح في تحرير ما تبقى في ذاكرتها من أحداث وتجارب ، أم سيُدفن معها حينما يشاء القدر ويأتي أجلها ؟.
" فاطمة برناوي " هي بداية الحكاية التي بدأت قبل أربعة عقود ونصف ولم تنتهِ بعد ... حكاية الحركة النسوية الأسيرة وتاريخها المشرف ، حكاية المرأة التي حملت الهم الوطني مثلها مثل الرجل ، ولم تردعها التقاليد والعادات الاجتماعية ، ولا إجراءات الاحتلال وأدواته القمعية ، حكاية الأسيرة الصامدة رغم قهر الظروف وقسوة السجان ، وحكاية الأم التي أنجبت خلف القضبان ، أو تلك التي تركت أولادها صغار ورضَّع ، حكاية الطفلة البريئة والطالبة المكبلة بالأصفاد التي حرمت من مواصلة تعليمها الأساسي أو استكمال تعليمها الأكاديمي ، وحكاية المناضلة التي تحدت السجان


0 التعليقات:

إرسال تعليق

فلسطيني وأفتخر

فلسطيني وأفتخر