صامد للأنباء -
ثلاثون يوماً مرت عليه وهو تحت الأنقاض لم تترك أثراً على جسده, الذي عثر عليه يوم الخميس 8-8 وكأنه استشهد للتو, يقال انها كرامة يمنحها الله لمن يشاء من عباده ومنهم الشهداء.
الشهيد سليم صوالي 23 عاماً، استشهد في قصف إسرائيلي, استهدف استراحة بحرية على شاطئ بحر خان يونس, حيث كان وأقرانه يتابعون مباراة نهائية في كأس العالم, ولم يدركوا ان جيش الاحتلال يلاحق حتى متعة الأبرياء في متابعة المباريات، ولم يكن يعلم أنه ومن معه هدف لمقاتلة إسرائيلية من نوع أف 16, بصاروخين متتاليين جعلا من الاستراحة اثراً بعد عين, ومن الأحياء, شهداء, عثر عليهم جميعاً باستثناء سليم, الذي اختفى اثره ولم يعثر له على بصمة قدم أو ساق.
ثلاثون يوماً ورغم القصف المتتالي والعدوان المتواصل, على قطاع غزة, لم تتوقف أسرة الشهداء صوالي, عن البحث والتفتيش والحفر, والسعي للوصول إلى سليم, فمن مات من أهله قد شيع, ولكن الأمل بقي في قلوب الباحثين عن سليم المفقود, بعد أن تواترت الأنباء عن إمكانية اختطافه حيا من قبل زوارق الاحتلال الحربية, أو وجوده تحت أنقاض الاستراحة, محاولات كثيرة من الأسرة للبحث في المكان أملا في العثور عليه حيا أو على جثمانه لإكرامه بالدفن, وكلها باءت بالفشل وفق ما أكد بديع صوالي والد الشهداء الثلاثة.
وقال : «رغم مناشدتنا للدفاع المدني وطواقم الإسعاف والصليب الأحمر لمساعدتنا في الوصول إلى الاستراحة ومحاولة التنقيب بحثا عن أي أثر يدلنا على مصير سليم إلا أن الأوضاع الميدانية جعلت الأمر يبدو من المستحيلات, فصبرنا واحتسبنا وانتظرنا وبركان من التساؤلات والاحتمالات يثور بداخلنا.
صوالي وأسرته وفور إعلان تهدئة الـ72 ساعة توجهوا للاستراحة المدمرة التي أصبحت عبارة عن خراب, وقد ترك القصف فيها حفرة بعمق 12 متراً تحت الأرض, مستعينين بالجرافات للبحث عما تبقى من سليم.
ويواصل صوالي: «بعد ساعة من البحث عثرنا على سليم على عمق 8 أمتار تحت الأرض وقد غطي جسمه ببطانية كان يستخدمها للغطاء ليلا بسبب برودة الجو على شاطئ البحر, وأضاف « بحمد الله وجدناه وكأنه استشهد للتو «.
وأضاف «أثناء عملية الحفر جرحت يده فتدفق الدم منها بغزارة» ورغم حالة الحزن الشديد التي تخيم على الأسرة بعد فقدان ثلاثة من أبنائها إلا أن العثور على جثمان الشهيد سليم، سليما خفف من وطأة الحزن ليعطي بشرى لأسرته بأنه مع الشهداء السابقين فأطفأت نار التفكير بالمجهول, وإن مات فيها أمل الوصول الى سليم حياً.
تقول والدة الشهيد سليم «ام محمد» مرت الأيام صعبة طويلة وأنا انتظر خبرا عنه, فالموت في حد ذاته مصيبة كبيرة, فما بالك بأن أدفن اثنين من أبنائي وافقد أي معلومة عن الابن الثالث وتصف حالها والأسرة في الأيام, وتقول:» امضيتها في حيرة وأمل وابتهال الى الله بأن يدلني على مصير سليم, ليرتاح قلبي».
وتقول: «لم أكن انام الليل ولا النهار, كل شيء في المنزل يذكرني بهم, هنا كان ينام ابراهيم, وفي مثل هذا الوقت كان يستيقظ سليم, طعام الإفطار, وهذه ملابسهم, وغرفتهم التي تضج بأشيائهم, كل شيء هنا يدلني عليهم, يذكرني بهم, بأحلامهم البسيطة, وعمل يؤمن لهم حياتهم ويمكنهم من الزواج والاستقرار، فكان مشروع الاستراحة على بحر خان يونس, مصدراً للرزق, ولم أكن أعلم ان عملهم لتأمين مستقبلهم سيكون فيه استشهادهم».
وتضيف: «أن افقد فلذات كبدي في لحظة واحدة أمر لم أكن اتوقعه, كنت اعد العدة لكي احتفل بخطوبة إبراهيم في شهر ميلاده, لكن الله اختاره ليكون شهيدا مع اخوته, ولا أقول إلا ما يرضي الله, وحسبنا الله ونعم الوكيل».
وما زالت العديد من الأسر في قطاع غزة تعيش حالة من البحث والتحري لمعرفة مصير أبنائها بعد فقدانهم، جراء عملية النزوح التي رافقت العملية البرية للمناطق الحدودية شرق خان يونس.
من جهتها قالت آمال العويني مديرة الصليب الأحمر في مدينة خان يونس :»ان الصليب الأحمر تلقى ثلاثة بلاغات عن مفقودين في المدينة, مؤكدة أن العمل جار للبحث عنهم إذا ما كانوا معتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي أو قضوا تحت ركام المنازل التي تم استهدافها.
ووفقا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد تلقى المركز بلاغات عن ثلاثة مفقودين في مدينة خان يونس وهم: باسم موسى محمد ابو النجا, إبراهيم سعيد سليمان العمور, نور فريد خليل عمران.


0 التعليقات:
إرسال تعليق